أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اريان علي احمد - اليوتوبيا والمكان الذي لا يوجد في أي مكان آخر















المزيد.....

اليوتوبيا والمكان الذي لا يوجد في أي مكان آخر


اريان علي احمد

الحوار المتمدن-العدد: 7850 - 2024 / 1 / 8 - 22:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الكهف الى المدينة
يقول الكاتب والشاعر الفرنسي أناتول فرانس: «لولا المدينة الفاضلة التي سادت القرون الأخرى، لكنا لا نزال نعيش عراة في الكهوف والغابات. لقد كانت اليوتوبيا هي التي جلبت الخطط الأولى لبناء المدن، والأحلام الكبيرة هي التي تخلق في النهاية واقعًا مفيدًا.
كانت الاتفاقيات السياسية الدقيقة والحلول المؤقتة تحكم حياتنا. الحلول التي لا تحل المشاكل من جذورها أبدا القضاء على الشر والفساد السياسي والاقتصادي والفقر، بل تجد حلولا مؤقتة وغير مناسبة، وبدلا من ذلك يقوم بإنشاء العديد من الجمعيات الخيرية لمساعدة الفقراء، والتي بدلا من أن تفيدهم تجعلهم من الدرجة الثانية وعاطلين عن العمل في المجتمع ويخلق شعوراً بالدونية الذاتية. هذا وقت قاس وخطير، الأشخاص الذين لديهم أفكار واقعية وأفعال عملية وواقعية هم أكثر عرضة لقيادة حياتنا؛ أولئك الذين هم بعيدون كل البعد عن رؤية عالمية مختلفة للمجتمع البشري يرون فقط ما يرونه. هذا ليس وقت الحلم، ولكن أولئك الذين لديهم أحلام وأولئك الذين لديهم رؤية عالمية مختلفة ويفكرون في الحياة بشكل مختلف، أولئك الذين يؤمنون بمجتمع يتميز بالعدالة الاجتماعية والمساواة، أصبحوا موضع سخرية. لفترة طويلة، يقول معظم الناس أن التفكير الواقعي مهم لحياتنا اليوم. ويجب ألا ننسى أن الأحلام العظيمة للمفكرين والفلاسفة في خلق مجتمع أفضل وبلد مثالي ويوتوبيا على الأرض كانت دائما سبب التقدم البشري وحجر الزاوية للحضارة. اليوتوبيا هي أساس كل تقدم والسعي من أجل مستقبل أفضل
اليوتوبيا و توماس مور
. أول من صاغ مصطلح اليوتوبيا هو المفكر والكاتب البريطاني السير توماس مور، الذي كتب رواية من الخيال الفلسفي تسمى المدينة الفاضلة، نُشرت عام 1516 باللغة اللاتينية. تصف الرواية جزيرة يعيش سكانها بشكل مريح، في ظل نظام سياسي واجتماعي وديني مثالي وفقًا لآراء مور الخاصة والفترة التي عاش فيها هناك. في الواقع، كلمة يوتوبيا هي كلمة لاتينية مكونة من جزأين: ou، والتي تعني لا، وtopia، والتي تعني المكان، أو البلد. أي أن الكلمة تعني "لا مكان" أو المكان الذي لا يوجد في أي مكان آخر، لكن مور أزال حرف (س) واختصره إلى المدينة الفاضلة. ويقول بعض الباحثين أنه يمكننا استخدام كلمة يوتوبيا لنفس الغرض، وهي أي كلمة لاتينية (يوتوبيا)، حيث حرف الجر (Eu) يعني السعادة، و(topia) تعني البلد أو المكان، ويعني معًا بلد السعادة. أي أنه يمكننا القول أنه لا يوجد فرق بين اليوتوبيا واليوتوبيا، لأن البلد الذي لا يوجد في أي مكان هو البلد الذي هو مكان السعادة والراحة للناس. وفي الواقع،
اليوتوبيا وأفلاطون
إذا رجعنا إلى عام 400 قبل الميلاد، نجد أن أول من فكر في هذه الدولة الطوباوية ووصفها بالنظام السياسي والتعليمي والعلمي والأخلاقي المتكامل هو الفيلسوف اليوناني أفلاطون. لقد ذكر أفلاطون هذا البلد المثالي في العديد من الكتب والمؤلفات، خاصة في كتابه "الجمهورية" الذي أوضح بشكل جيد للغاية كيف يجب أن تكون هذه الجمهورية وما يجب أن تكون عليه مبادئها. كانت جمهورية أفلاطون هي المحاولة الأولى لإنشاء دولة مثالية وطوباوية لا توجد إلا في خيال الفيلسوف وكانت مستحيلة على الأرض. لكن كما يقول المؤلف الأمريكي ويل ديورانت: "لم يكن أفلاطون فيلسوفًا خياليًا، بل كان رجلاً واقعيًا ودنيويًا، ومشاكله مع السلطة تشهد على ذلك. إن إنشاء هذه الجمهورية نشأ من حقيقة أن بناء هذه الأحلام في أذهان الناس له دائمًا طابعه الخاص". تأثيرها الخاص على التقدم. إذا مررنا عبر التاريخ، فإن العديد من المفكرين والفلاسفة تحدثوا عن المدينة الفاضلة وحلم خلق دولة مثالية وجنة على الأرض بطرق مختلفة. في كتابه الاشتراكية واليوتوبيا والعلم، يصف فريدريك إنجلز هذا المجتمع الطوباوي بشكل مختلف: “إن أي رؤية عالمية لمجتمع مثالي بدون اشتراكية وعلم هي رؤية عالمية غير مكتملة وسوف تضللهم”.
اليوتوبيا وآراء
إذا قارنا آراء أهم المفكرين والفلاسفة والكتاب والسياسيين الذين صاغوا وناقشوا قوانين اليوتوبيا، نرى أن الفكر الطوباوي يمكن تقسيمه إلى مجموعتين رئيسيتين: فالمجتمع الذي يضع مصلحة المجتمع فوق كل اعتبار يدين ويعاقب أي تمرد فردي، وهو ما يتجلى أكثر في فكر فلاسفة ما قبل الحداثة. وهي جمعية تقدر الحرية الفردية كهدف رئيسي لها. ولذلك فإن القوانين التي يضعها المجتمع يجب ألا تكون ضد رغبات الفرد وحرياته. وحتى لو اختلف معظم الفلاسفة والمفكرين حول فكرة اليوتوبيا، إلا أن الباحثين يؤكدون أن ظاهرة اليوتوبيا كانت دائما ظاهرة لإشباع رغبات الإنسان، وكان سببها دائما سوء الأوضاع السياسية والاجتماعية للشعوب وجاءت إلى الوجود خلال العصور المظلمة ومشاكل... ما نحتاج إلى معرفته كأشخاص في هذا القرن هو؛ ليست اليوتوبيا خيالا شعريا وأدبيا يتعارض مع العقل والعقل والواقع، بل هي محاولة الإنسان الأبدية لتغيير وتحسين الحياة. اليوتوبيا هي الإيمان بقدرة الإنسان على تحقيق العدالة والمساواة في الأرض، وليس في السماء وفي الخيال، واليوتوبيا هي محاولة تاريخية قديمة لبناء مجتمع مختلف، مجتمع مليء بالعدالة الاجتماعية والمساواة.
اليوتوبيا وهربرت جورج ويلز
يقول المفكر والمؤلف هربرت جورج ويلز في كتابه «اليوتوبيا الجديدة»: «يجب أن نكون أكثر موضوعية ونرفض اليوتوبيا القديمة، لأنه من المستحيل خلق مجتمع إنساني يسود فيه القانون دون مشاكل داخلية أو تمرد فردي». الأفضل أن نفكر في خلق دولة عادلة ليس من الضروري أن تكون مثالية، بل قريبة من المثالية فقط، وليس لها جغرافيا محددة، بل تغطي العالم كله.
اليوتوبيا أوسكار وايلد: وعلى حد تعبير الكاتب الأيرلندي أوسكار وايلد: "إذا كانت خريطة العالم لا تحتوي على اليوتوبيا، فإنها لا تستحق النظر إليها. لأنها تهمل الوطن الذي تبحر إليه سفينة الإنسانية دائما وتستقر على شواطئه. إن الإنسان لا يستطيع أن يتصور أن أي دولة أخرى على مسافة بعيدة يتجه نحو سفينته. والواقع أن التقدم البشري هو خلق المدينة الفاضلة للتاريخ.
اليوتوبيا وإرنست بلوخ
ينظر فيلسوف الأمل إرنست بلوخ إلى مفهومي اليوتوبيا والدولة المثالية بشكل مختلف ويعطيهما معنى جديدا. "بالنسبة لبلوخ، الوطن ليس أرضًا جاهزة نولد فيها، بل هو مكان نخلقه، وليس مكانًا نعيش فيه، بل مكانًا نتجه نحوه. إنها أرض آمالنا وتفاؤلنا! إنه المكان الذي يمكننا أن نتوجه إليه جميعًا، رحلة أبعد من الأشياء، وأبعد من الحاضر وأبعد مما يحيط بنا.
اليوتوبيا ولويس مومفورد
في كتابه قصة اليوتوبيا، يقسم المفكر لويس مومفورد اليوتوبيا إلى نوعين يوتوبيا الهروب: هنا نهرب من الواقع والحياة الحقيقية ونفكر في مكان خيالي ومثالي للعيش فيه، وهو محكوم بعدد من أبعاد الحياة السياسية والأيديولوجية والدينية. اليوتوبيا البناءة: هنا توجد نظرة عالمية واقعية لتحسين المجتمع والحياة... فمثلاً، لكي نبني منزلاً يلبي احتياجات الفرد الأساسية، لا بد من استشارة مهندس ورسم خطة عمل، وليس مجرد اللجوء إلى الخيال. تريد بناء قصر ".



#اريان_علي_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طائرات الدرون وتكنولوجيا المستقبل المخفي مابين الابتكار والا ...
- طائرات الدرون وتكنولوجيا المستقبل المخفي مابين الميلشيات الم ...
- نقمة الذهب الاسود على شعوب المنطقة أين الحل ؟ ( الجزء الثاني ...
- نقمة الذهب الاسود على شعوب المنطقة أين الحل ( الجزء الاول)
- الركوع، العبادة، التمجيد، الخوف
- هل اقتربت نهاية الغرب كصورة مخترعة ومخلوقة ومختلفة ومشكلّة ل ...
- الحرب الحالية وتأثيرها في منطقة الشرق الاوسط
- البصمة الوراثية وعلاقتها في حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني
- حربًا مقدسة لليهود وحربًا للوصول إلى الجنة لمسلمي حماس
- البعد اليساري الفاشي في الصراع الاسرائيلي الفلسطيني
- الفأس وقع على الرأس وحلم الاقليم الكردي
- الفلسفة السياسية وعلاقتها بنظام الحكم في الاقليم الكردي
- كركوك مابين القلب والقدس والتأميم وصراع القوى السياسية البرج ...
- الحلول الجوهرية .الديمقراطية . التقسيم .العنف وعقدة العراق
- أيدولوجية العالم الثاني في المجتمع المتجمد
- الدولار تاريخ القوة المهيمنة على الاقتصاد العالمي ...
- معاهدة -لوزان- المطرقة الحديدية الجاهزة على رأس الكردي
- مفهوم القوة في العقد الحالي
- الذكر والأنثى أم المرأة والرجل
- الجيوبولتيك ما بعد الحداثة والسيطرة على العالم الحديث


المزيد.....




- ألمانيا تعلن عزمها تزويد أوكرانيا بقذائف مدفعية بعيدة المدى ...
- سويسرا.. ابتكار روبوت بـ4 أرجل يقفز كالغزال
- 16 قتيلا من عائلتين في غارات إسرائيلية على رفح
- شويغو: التشكيلات المشاركة في المنطقة العسكرية الشمالية تتقدم ...
- لافروف يوضح سبب مبالغة ماكرون في الترويج لـ-رهاب روسيا- ويذك ...
- البابا فرنسيس يضع شرطا واحدا لحضور مؤتمر سويسرا حول أوكراني ...
- الحوثيون يعلنون إحباط أنشطة استخباراتية أمريكية وإسرائيلية ب ...
- استخدمها ترامب لوصف إدارة بايدن.. ما هي -الغيستابو-؟
- مقابلة مع محافظ نينوى عبد القادر الدخيل
- باريس تستقبل- دكتاتورا-.. احتجاجات في فرنسا على زيارة الرئيس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اريان علي احمد - اليوتوبيا والمكان الذي لا يوجد في أي مكان آخر