أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - امرأة في الهاتف














المزيد.....

امرأة في الهاتف


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7968 - 2024 / 5 / 5 - 12:34
المحور: الادب والفن
    


ما إن دخلت حتى ابتسم لي.
تلفتُ من حولي، وحين تأكدتُ بأنني الوحيدة معه في صالة المطعم عرفت أنه يخصني بتلك الابتسامة.
شعرت بالإحراج فبادلته بابتسامة خجلة.
الطاولة التي اخترتها تبعد بضع أمتار عن طاولته.
بدأت أفكر، لعلي قابلته في مكان ما و نسيت، متأكدة من عدم حدوث ذلك!
أقنعت نفسي ربما هي الصدفة فقط.
الشكوك عادت ثانيةً مع صوته الذي تسلل إليّ هامسًا:
- أنا هنا بانتظركِ منذ الصباح سيدتي!
رمى إليّ بهاتين الكلمتين وعيناه تتفحصني.
حاولت أشغال نفسي باختيار صنف طعام أتناوله بعد أن قدم النادل لي القائمة.
- تكلمي، لن تجدي أحدًا غيري يستمع إليكِ.
فكرت في الهاتف كوسيلة أتحايل بها على الموقف. تظاهرت بأنني أتصفح حسابي الفيسبوكي.. قال وفي نبرة صوته حزم شديد:
- صدقيني، ذلك لن يجدي، الوقت يمر سريعًا.
احتجت إلى وقت لأقنع نفسي بالنظر إليه مجددًا لعلي أتذكره، لمْ تسبق لي رؤيته.
وضع النادل أمامه طبق الطعام، تناول منه القليل قبل أن يوجه حديثه إليّ مرة ثالثة:
- فكري في انقاذ نفسكِ .. كل لحظة تمر ليست في صالحكِ!
استأنف حديثه بعد أن وضع لقمة أخرى في فمه:
- فات الآوان على فعل أي شيء!
الأوراق التي في يدي تدينكِ. لا تكوني غبية وأحسني استغلال الفرصة، قد لا تتكرر.
أخرجتُ منديلاً لأمسح العرق من فوق جبيني مرددة مع نفسي: انكشف أمري!
كأن رصاصة اخترقتْ مسمعي حين قال:
- أعيدي ما سرقتيه وأنا اتكفل بإصلاح الأمور وإلا فأبواب السجن مفتوحة لك.
ألم فظيع دبَّ في ساقيّ، يدايّ ترتجفان، قلبي يخفق بألم . عِمّتُ في العرق الذي بدأ يظهرعلى ملابسي.
كيف حصل ذلك؟! لم تمض سوى ساعتين على سرقتي المال! كيف اكتشفوا أمري بهذه السرعة؟!
- تشجعي سيدتي، لا يحتاج الأمر منكِ سوى خطوة.
كلماته اخترقت رأسي فأصابني دوار عظيم.
إحساس كأنني عاريةٌ أمامه سيطر عليّ، كيف سأبرر ما فعلته؟ هل يصدق لو أخبرته بأنها المرة الأولى التي أسرق فيها؟ سدَ منافذ الأمل عليّ حين قال:
- لا تحاولي شرح الأمر. فكري فقط بأصلاحهِ.
إلهي!! كيف عرف بما يدور في رأسي؟!
سولت لي نفسي الهرب، لكن الشجاعة خذلتني.
أخرجت المال من حقيبتي، لم يكن كبيرًا. حملت نفسي وتوجهت إليه بالرغم من أنني كنت أبكي بصدق إلا إني كنت أمني نفسي بأن يرق لي قلبه ويتركني أذهب دون عقاب، والأهم دون فضيحة!
اقتربتُ منه، مددتُ إليه يدي بالمال دون أن أتفوه بكلمة.
ظل يحدق فيّ لحظات قبل أن يقول لي وهو يخلع من أذنه سماعة البلوتوث:
- هل هناك من شيء سيدتي؟!



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوان الندم
- امرأة عاشقة
- الهروب
- السيجارة الأخيرة
- الفيلم سخيف
- أغنية المطر
- أغنية الموت والحياة
- بعد الحياة
- صورة للنسيان
- المشهد الأخير
- أنين
- بيت العنكبوت
- للحب بقية
- من رحم الحب
- لا أيها القدر
- ساحل النسيان
- سطور بيضاء في كتاب أسود
- زهرة الليلك الأرجوانية
- زوبعة على ورق
- دردشة


المزيد.....




- -موسم طانطان- في المغرب يحتفي بتقاليد الرُّحل وثقافة الصحراء ...
- “احداث قوية” مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 عبر قناة Atv الترك ...
- ناقد مغربي يدعو إلى تفعيل -سينما المقاومة- ويتوقع تغييرا في ...
- بعد جدل الصفعة.. هكذا تفاعل مشاهير مع معجبين اقتحموا المسرح ...
- -إلى القضاء-.. محامي عمرو دياب يكشف عن تعرض فنان آخر للشد من ...
- إلغاء حبس غادة والي وتأييد الغرامة في سرقة رسومات فنان روسي ...
- اعلان 2 الأحد ح164.. المؤسس عثمان الحلقة 164 مترجمة على قصة ...
- المجزرة المروّعة في النصيرات.. هل هي ترجمة لوعيد غالانت بالت ...
- -قد تنقذ مسيرته بعد صفعة الأوسكار-.. -مفاجأة- في فيلم ويل سم ...
- -فورين بوليسي-: الناتو يدرس إمكانية استحداث منصب -الممثل الخ ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - امرأة في الهاتف