أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام علي - السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط –20














المزيد.....

السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط –20


حسام علي

الحوار المتمدن-العدد: 7966 - 2024 / 5 / 3 - 12:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لما كانت السياسة الفرنسية ذات المواقع غيرالمتقدمة في الخليج تتحاشى المواجهة مع السياسة الامريكية ذات المواقع الفعالة وتحاول الوصول الى اهدافها عن طريق التعايش بين مصالح ومشاكل وأهداف الدولتين، فقد أصبح الطابع العام لها هو العيش في ظل السياسة الامريكية البارزة خصوصا في الخليج في المرحلة الزمنية المحددة.
إن العوامل التي أتاحت وجودا بارزا في الخليج طيلة القرنين الماضي والحالي هي ذاتها التي أعطت لفرنسا وجودا يقع في ظل الوجود الأمريكي. فمن الناحية التاريخية نجد أن الفرنسيين عجزوا عن تثبيت وجود قوي لهم في الخليج، وما حققوه كان نشاطا لا يتسم بالدأب والاستمرارية وطول النفس، كما هو حال النشاط الانكليزي، فلم يستمر الاول بكل مراحله وأشكاله التجارية والسياسية أكثر من ربع قرن بينما واصل الثاني وجوده القوي لفترة جاوزت الثلاثة قرون وهذا ما أدى بالفرنسيين الى الهزيمة والتوقيع على معاهدة باريس عام 1763م التي تنازلت فيها فرنسا عن مستعمراتها الشرقية للبريطانيين بعد حرب السنوات السبع، الأمر الذي قرر للانجليز فيما بعد وجودا تقليديا ينظر إليه من وجهة نظر دولية استكبارية كما لو كان حقا طبيعيا لهم دون غيرهم، مكتسبا بذلك مايمكن تسميته (بالشرعية الاستكبارية).
فلما نشبت الحرب العالمية الاولى وبدأ الحلفاء مساعيهم لاقتسام مناطق النفوذ من ممتلكات الرجل المريض لم يفكر الفرنسيون بالمطالبة بالخليج كجزء من حصتهم وذلك أثناء المباحثات التي انتهت الى التوقيع على اتفاقيتي سايكس بيكو 1916 وسان ريمو 1920م فاستتبع ذلك إقرارهم بالوجود الانجليزي في الخليج والتزامهم بالابتعاد عن هذه المنطقة حتى نهاية الحرب العالمية الثانية التي أفرزت خارطة دولية جديدة كان من معالمها بروز دور أمريكي قوي في الخليج الى جنب الدور البريطاني، وهذان الدوران سوف لن يفسحا المجال لأي دولة استكبارية أخرى في الوصول في الأماكن الاستراتيجية في الخليج مهما كان وأي كان، وطيلة وجودها فيه باستثناء بعض المصالح النفطية والاقتصادية التي سُمح للفرنسيين بتحصيلها تحت ظروف دولية ومحلية ضاغطة جدا.
وهكذا أنشأ الدور التاريخي الضعيف لفرنسا في الخليج موقعا دوليا ضعيفا لها فيه، فيما أنشأ الدور التاريخي القوي لبريطانيا موقعا دوليا قويا لها في المنطقة السياسية والاقتصادية على منطقة الخليج، وبسبب قوة موقع الثانية أصبحت مالكة لهذه السيادة التي أتاحتها فيما بعد للامريكان، ومن هنا نشأ الدور الظل للسياسة الفرنسية في الخليج فيما كان أصحاب هذه المظلة هم الأنجلو- سكسون.
وهناك وثيقة صدرت عن المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية بعنوان "الخليج في الثمانينات" وذلك في مارس من عام 1980م، وقد ذكرت الوثيقة أن "العديد من حكام الخليج يريدون أمرين متناقضين على ما يبدو، فهم يريدون أن يكون لهم أصدقاء أقوياء من الغرب وفعالين وجديرين بالصداقة، ويريدون من جهة أخرى ألا يكون لهؤلاء الأصدقاء وجود بارز جدا وخاصة عندما يتخذ شكلا عسكريا.
ومن الواضح أن فرنسا هي الدولة الغربية الاستكبارية الوحيدة القادرة على توفير أكبر قدر ممكن من هذين المطلبين، فهي الدولة الغربية التي لا يثير وجودها في الخليج ذكريات سيئة لدى الشعوب المسلمة على وجه التحديد، كما هو الأمر بالنسبة لبريطانيا وأمريكا.
وهكذا توافقت جملة من الظروف لتطرح أمام فرنسا فرصة جيدة للظهور من منطقة الخليج كقوة استكبارية معنية بشئون هذه المنطقة وشجونها، ربما بصورة أسرع مما كانت تتصور، وبالفعل أخذت فرنسا تعمل على استثمار هذا التوافق وسارعت إلى إعلان موقفها مما سمته (الخطر الإسلامي الثوري) على المصالح الغربية في الخليج، فما أن أنهت قمة غواديلوب الغربية في فرنسا أعمالها ورحل الشاه عن ايران وباتت علائم الانتصار الاسلامي تلوح أكثر حتى عبر الرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان في اجتماع لمجلس الوزراء الفرنسي في 17/1/1979م عن قلقه المبكر مما سيحل بالمنطقة خصوصا بعد سقوط شاه ايران.
// السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط، من إصدارات المركز الاسلامي للأبحاث السياسية/1986م



#حسام_علي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط –19
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط –18
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط –17
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط –16
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط –15
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط –14
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 13
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 12
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 11
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 10
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 9
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 8
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 7
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 6
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 5
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 4
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 3
- السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط – 2
- السياسة الفرنسية في الشرق الاوسط /1
- تظاهرات بعثرت أوراق !!


المزيد.....




- الإبادة في غزة وتقويض الديمقراطية في عالم رأسمالي
- -إنهاء الحرب أم استمرارها-.. ماذا تعني تصريحات نتنياهو الغام ...
- مُنع من المرور فوق سوريا.. ماذا جرى في رحلة أمين المجلس الأع ...
- تجمع نقابي حاشد في تونس دفاعا عن الاتحاد العام للشغل
- الحرب على غزة مباشر.. 43 شهيدا بنيران الاحتلال و21 دولة أورو ...
- إقليم بافاريا.. التجديف والكاياك مغامرة شبابية لا تنسى
- المطربة أنغام بعد جراحة دقيقة.. آلام مستمرة وحالة صحية غير م ...
- الصين تستعد لكشف أحدث أسلحتها خلال أكبر عرض عسكري منذ سنوات ...
- توقيع اتفاقية شراكة عسكرية بين السعودية وأمريكا
- بن سلمان يستقبل السيسي في قصر نيوم لمناقشة الأوضاع الإقليمية ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام علي - السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط –20