عيد العمال وترويض النقابات

محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل
(Mohsen Aljanaby)

الحوار المتمدن-العدد: 7964 - 2024 / 5 / 1 - 20:16
المحور: ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي 2024: تأثير الحروب والصراعات المسلحة على العمال والكادحين، والحركة النقابية
    

بدأت الثورة الصناعية عام ١٧٦٠ وبعدها بـ (٨٨ عام) ظهرت طلائع النقابات ، ففي عام (ربيع الأمم ١٨٤٨) تشكلت نقابتي الحرفيين والتجار وبعدها توسعت لتشمل الكثير من المهن وكان الهدف منها حماية حقوق الأعضاء ونصرة الضعفاء
لاننسى دورها في كل القارات وكيف صارعت الدكتاتوريات بالثورات (السلمية من عصيان مدني وتظاهرات) لتفرض نفسها نداً قوياً يؤثر ويرسم السياسات
حافظت على التوازن الطبقي وحمت حقوق الأفراد فصارت هاجس مرعب للأنظمة كونها تمثل (كتلة بشرية منظمة قوية) لايمكن تجاهلها في صنع القرار
وبالنهاية فرضت نفسها في دول كبيرة مثل ألمانيا والنمسا وفرنسا وسوفيت وكوبا وبولندا حتى شملت كل العالم وتغلغلت إلى وكر الرأسمالية في (شيكاغو أميركا) وتصادمت مع (العتاة) وحصل ذلك في مثل هذا اليوم الأول من أيار قبل ١٣٧ عام
الغريب أن أميركا لاتعترف وتحظر هذا العيد رغم كانت مكان الميلاد لعيد العمال فيما تحتفل (١٠٧ دولة) بتلك المناسبة ربما شكلياً أو مجاملة للطبقات المسحوقة التي ترزح تحت ظلم السلطات
المعروف عن النقابات أنها تدافع عن حقوق أعضائها ، لكن الذي حصل أن أغلبها أنسلخ عن جدواه وأذعن لمحاولات السلطة بتهميشها والقضاء عليها سواء بقرار فردي كما حصل عندنا (تحويل العمال إلى موظفين) أو بإختراقها وترويضها لتكون أداة السلطويين يقمعون بها الأعضاء فلا عجب أن نرى نقابة (توبخ هذا وتفصل ذاك وتطالب بحبس آخر لأنه يعارض النظام) على مجرد رأي أو إنتقاد لفساد السلطات ، ولازال التمييع مستمر لتلك المنظمات التي صنعت التاريخ وصانت الحقوق والإقتصاد،
لكن الحقيقة تبقى أن النقابات (العمالية والصحية والفنية والصحفية والحقوقية ..ألخ)ستبقى وتفرض وتنتصر لأنها تملك زمام المساومة كون النقابات فكرة والفكرة لا تنقرض إلا بإنقراض الناس ، تحية للعمال في عيدهم ومثلها لك أعضاء النقابات المهنية الأخرى التي مهما غابت أو غُيبت ، ستظهر وتعبر وتغير وتصنع الإمجاد للحضارات .. الذكر الطيب والخلود للمناضلين في كل مكان
١ أيار ٢٠٢٤ العراق

#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات