أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - كيف يعود الفرح للعراق














المزيد.....

كيف يعود الفرح للعراق


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 6672 - 2020 / 9 / 9 - 00:44
المحور: كتابات ساخرة
    


تعود من العمل تعبان
تفتح (السوشيال) تجده حزنان
فأول ماتظهر لك الوفيات
تكتب عشرة الى عشرين تعزية أغلبها مكررة والباقي (أحزنني) ثم (لايكات) ..
تهرب الى أقرب (قنفه او جودلية) تحتضن حزنك وتعاني الفقد وتذرف دموع الوفاء للراحلين الأعزاء ..
تحاول التعويض بأن تغادر السوشيال البكائي لتقلّب في (الفضائيات) وتشاهد الأخبار, بعد أن تنفخ نفسك وتتظاهر بالقوة وتتوسد (زوج مخاد) حتى تتفاجأ بأن أغلب الأخبار (مقتل ، حرق ، إغتيال ،إنتحار) لتستيقظ على واقع مفزع حالك الظلام ثم تتسائل:
هل أحداث العالم (فقط وفيّات)!
هل ما يفعله الناس هو (فقط جرائم من صنف الجنايات)؟
هل إنقرض الفرح وبقي فقط العويل والبكائيات ..
لنحاول مغادرة الحزن بالتنقيب عن الأفراح , فهي اليوم نادرة رغم قربها و وجودها في كل مكان , تحتاج طاقة للبحث من مستوى (فوق العادة) وتتطلب الألتفات نحو اليمين والشمال !
أتذكر أن الولادات عندنا أكثر بثلثين من الوفيات
حسب معلوماتي (إزدادت نفوس العراق من ثلاثة عشر مليوناً الى أربعين مليوناً خلال أربعين عام)
معناها أن الحياة تتفوق على الممات وتلك سنّة تفائلية تدعم كينونة الحياة , ربما نأخذها في مشروعنا كـ (رأسمال) !
وكذلك الناس تكد وتعمل وتقطف الثمار في أغلب الأوقات
ذاك تزوج وآخر قبض راتب وغيره حصل على شهادة والرابع بنى بيت والخامس أشترى سيارة أو (بطيخة) أو (قميص جديد أبو المربعات) ألخ من أفراح الحياة
لكن (مجموعة الأخبار الأخيرة) تبقى مخفية طي الكتمان .. خوفاً على البطيخة و القميص من الواشي والنمام والحاسد ذو العيون الزرقاء !
فنحن مجتمع يؤمن بالحسد مما يجعلنا نرى (جانب واحد) من الأحداث
ماذنبنا أننا نتلقى الطاقة السلبية على مدار اليوم والأسبوع والعام
فالأخبار الحزينة تكتسح نفوسنا المنهكة فتجعلنا جامعين للأحزان (بالعراقي : صرنا چيس مال أحزان) .
يا أصدقائي وأحبتي
أتمنى أن تنشروا أفراحكم كما تنشرون أحزانكم فلايعقل أن تكون كل حياتكم حزن وبكاء.
قصص الحياة الجميلة أكثر من السيئة حتماً وهناك في أحداث اليوم أخبار مفرحة ومواقف عميقة وحكايات وضائة وأفكار بنائة ممكن أن تُنعِش النفوس ويستفيد منها الأصدقاء
فلماذا لاتنشروها ياأخوة الأحزان !
سيأتي من يقول أننا نخشى الحسد
وأقول لمن يؤمن به عليه أن يرى العالم وكيف أن أشخاص عاديين يمتلكون الآن مئات المليارات من الدولارات , أكرر (مئات من المليارات من الدولارات!)
أساطيل وجزر ومطارات وعمارات عملاقة ولم يستعينوا بـ أم سبع عيون ولا فكروا في إحاطة أموالهم بسياج خوفاً من عيون الناس
بل تراهم يفخرون بأنفسهم ويحسبون أموالهم إنجاز عملاق
فليس للحسد قيمة عندهم لسبب بسيط أنهم لايؤمنون بالخرافات
ذلك يقودنا الى أمر يثير الشفقة حين نرى الغالبية تخفي إنجازاتها وقصصها وأفراحها والتي غالباً (بسيطة ومتواضعة) خشية الحسّاد ..
أما الموت فهو حتمي ومسألة وقت وهكذا خلقنا الله
أختصر العراقيون معناه ببعض عبارات :
(كل حي بالدنيا أعليه موته)
(الموت وراك وراك)
(الموت سنّة الحياة)
فإذا كان كذلك لماذا نجعله هاجس دائم يدمر أيامنا ويجعلنا نعاني ونخسر مابقي من الأعمار
نحن العراقيون بالذات
الناجون من الحروب والكوارث والوباء علينا أن نعيش بفرح أيامنا لأن كل يوم منها هو (هبة إضافية لأعمارنا القصيرة) يُفتَرَض أن نقابلها بإحترام
إستذكروا الموتى رحمهم الله ولكن لا تجعلوا الموت سبباً في تحويل الأحياء الى أموات .. هناك جانب من الفرح من يخفيه سيجعل الحزن في بلاد الحزن يتربع على صدور الناس فيخسروا كل أيامهم بلا زخم ولا فعلِ ولا إنجاز ..
فمتى ما أنهزم الحزن أمام الفرح ستنتصر وتزدهر الحياة .. سالمين أخوان



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كورونا ونبوئة ستيفن هوكينغ قبل الأنهيار
- حكاية العرّاف والمجتمع الأعمى
- حكايات مجتمعات الفطرة والأزمات الكبرى -كورونا مثلاً
- حكايات مجتمعات الفطرة والأزمات الكبرى -كورونا مثلاً
- الكورونا وعقدة الخجل من الأمراض بالمجتمعات العربية
- هزيمة الكورونا بإتحاد المخلوقات البشرية
- فوبيا الحقيقة في مسلسل الفندق
- كناغر الجهل
- نادي باريس وصندوق (....) الدولي
- سد أليسو وموجز الحرب المائية على العراق
- الى آخر من يعلم:هل أتاكم حديث الجلطات في العراق!
- زلزال الوجود
- سائق الكوستر و إسماعيل جلبي
- رسالة الى شتاء العراق
- ذبابيات على سريع الحماقة
- العرب والعهر السياسي وألتهام الشعوب
- الموصل والدرس البليغ
- عن سلاح (الهرمو مخدرات) لتدمير الرجال
- معارك الخمور عبر الدهور
- هل أتاكم حديث العنف الأسري!


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - كيف يعود الفرح للعراق