أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - معارك الخمور عبر الدهور














المزيد.....

معارك الخمور عبر الدهور


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 5408 - 2017 / 1 / 21 - 23:07
المحور: كتابات ساخرة
    


كانت (الكازينو) مكتضّة حين دخلتها وبرفقتي (أبو جويده الله يذكره بالخير) حاولت الحصول على زاوية نطل منها على السياح الألمان والخلايجة والأتراك -جنسيات كثيرة كانوا يأتون لشمال العراق في الصيف- وبنفس الوقت أردنا أن نتخلص من المعارف العراقيين هكذا أتفقنا على مكان الجلوس نحن الأثنين لكن للأسف لم نجد زاوية فجلسنا في قلب كازينو الربيع حيث الأنس والترف والجو البديع..
أنتبه لنا أحدهم وكان قريب لي فقام من مكانه وأنضم ألينا تبعه آخر ، قال إنه شبّه علي بأنني شقيق فلان وعرفني من (الدم) وطلبا أن يضيّفونا ولا مجال للرفض وبدأ الترحيب والحديث بلهجات متنوعة (كردي عربي عمارجي دليمي سويحلي ..ألخ) برعنا فيها نحن الأربعة فتعالت الحكايات والنكات والضحك فأنقلبت الآية ،بدل أن ننزوي صرنا محط أنظار الجميع حتى أخذتنا العزّة بأنفسنا فنسينا الناس حولنا وتصورنا أننا فقط الموجودين
وفجأة أنطلقت أصوات عالية وصراخ من أحدى الزوايا ، مجموعة من الشباب أختلفوا ونشب بينهم عراك تطور الى ضرب بالقناني والكراسي وتوسع الصراع ليكون على شكل مجموعة تقاتل مجموعة وكل واحد يضرب الآخر حتى وإن لم يعرفه!
لم أر هكذا قتال إلا في السينما والتلفزيون ، أحد الكراسي وقع على طاولتنا وأشياء أخرى لم نميزها كانت تتطاير علينا فيما نحن جالسين
أنتقلت المشاجرة الى خارج الكازينو وكنا نراقبهم من الزجاج يسوقنا الفضول ، أردت وصاحبي التدخل لنعرف سبب العراك أو نستدعي الشرطة أو أن نقف بين الفريقين ، لكن المضيّفان منعانا بشدة وبقيا جالسين وكأنه لم يحصل شيء
وبعد أخذ ورد قال لنا قريبي الكبير بالسن:
(إياك أن تتدخل بعراك السكارى ..أتركهم يتعاركون)
سمعت كلامه فهو خبير عتيق موغل بمعرفة طباع الناس وسلكوهم فقد عاصر كل المجتمع بمافيه من طبقات ومراتب وتركيب
وبعد فترة وكنا لازلنا جالسين على مضض خفتت أصوات المتعاركين ، رأيت منهم مصابين بنزف شديد وغيرهم ممدد على الأرض وغيرهم يرتدي ملابسه فقد نزعها في لحظة العراك المجنون
أغرب ما رأيت كان في الجزء الأخير من تلك المعركة !
فقد أرتمى كل واحد منهم على الآخر وهو يجهش بالبكاء ، رأيتهم كل يعتذر من الآخر وكأنه خليل حميم ، وعاد الجميع ليجلسوا هذه المرة على طاولة واحدة وكل يسابق غيره بالكرم والترحيب
إلا نحن وباقي الزبائن المتفرجين ، فرغم الأذى اللذي لحقنا بسببهم لم يكلفوا أنفسهم بالتفسير ولم يعتذروا عن الضرر والصخب الذي أقترفوه بحقنا نحن الجالسين
أرى كما يرى المجنون أن ذلك العراك الذي حصل هو نوع من العبث أجّجه الخمر برؤوس الشباب الذين يستهويهم التمرد وحين أفرغوا طاقة الشر عادوا الى طبيعتهم وديعين وبكل سهولة نسوه او تناسوه !
هذا العراك الصغير الذي حصل بالأمس البعيد أرى مثله يحصل بأماكن وبلدان شتى ، لكنه اليوم أوسع بكثير فقد ضيع لحظات وأعمار ومقدرات كثيرة وسبب أضرار لاتسعها كل قيود شركات التأمين
والمؤلم أكثر في عراك اليوم أن نهايته معروفة لكن بدايته مجهولة ، فلا نعرف لحد الآن نوع (الخمر) الذي تناوله هؤلاء الذين يتعاركون اليوم!
ولانعرف سبب العراك الذي يستدعي أن يضربوا بعضهم بالرصاص والسيوف والصواريخ !
لكننا على يقين بمعرفة النهاية حيث سيجلس المتخاصمون على طاولة واحدة وكل يعتذر من غريمه فيما نحن حيارى وسط عراك السكارى
لا أحد يكترث لنا .. فلا عزاء لنا نحن الأبرياء الجالسين!



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أتاكم حديث العنف الأسري!
- ساعة في عين الكحل
- دجلة والفرات تنعى ضفافها
- نبات الخس هو الحل
- ليالي اليونامي واليونسكوم
- قصة حسوني وإغتيال الأب للأبناء
- العشاء الأخير للقانون
- تاريخ الأبادة للساذجين
- كلاكيت رجوع الكهل الى صباه
- أصل الليالي البيض
- الظهور الأخير للرجل المبتسم
- ومضة من عذاب الظرفاء
- تكنو مولاي
- رؤية فيها مفاجأة للمطرب (ليونيل رتشي) عن العراق والمنطقة
- المشهد من راس الشارع العراقي
- نوروز وبداوة تفكيرنا
- سوالف متخلص من حي النصر
- ومضة إنصاف في عيد الدنيا
- الفساد بين الثغرات الصغيرة والثقوب السوداء الخطيرة
- هل أتاكم حديث : قتل العراق أقتصادياً !


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - معارك الخمور عبر الدهور