أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - الفساد بين الثغرات الصغيرة والثقوب السوداء الخطيرة














المزيد.....

الفساد بين الثغرات الصغيرة والثقوب السوداء الخطيرة


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 5087 - 2016 / 2 / 27 - 22:40
المحور: كتابات ساخرة
    


أيام حكومة الباشا نوري سعيد صادق مجلس الأعيان على قرار بزيادة رواتب الموظفين لكن القرار أستثنى الشرطة وموظفي الكمارك وفئات محدودة لم يشملها القرار الجديد , وحين أستفسر البعض عن سبب ذلك أجابهم الباشا (عوفوهم ذولي ريحتهم واصلة للضالين )
هنا لا أتفق مع هذا القرار لأنه يمثل أولاً أعترافاً بالفشل وترسيخ لمفهوم الفساد على حساب القانون في مفصل مهم يمثل الجانب الحساس للدولة والمتمثل بشرف ألأجهزة التي تحمي العراق الحديث , وثانياً أنه تعمم ليشمل حتى الشرفاء (وهم الأكثرية) ممن يترفعون عن الكسب غير المشروع , فالمرتشون قلة لكن (الشر يعم) كما يردد العراقيون , أذكر فيهم حكاية رواها لنا أحد المخضرمين , يقول أنه كان يحرص كثيراً على أن لا يعطي رشوة حين يراجع دوائر الدولة , ولذلك كان يحمل معه حقيبة تحوي كل المستمسكات كي لايعطي للموظف الفاسد فرصة للنيل منه , بحيث أنه يحمل (تصاوير) كل أفراد عائلته و معها شهادات الجنسية والهويات ومضبطة السكن وغيرها الكثير , يقول أنه في أحد المرات راجع أحدى الدوائر لأنجاز معاملة , وتكبد أياماً من المراجعات حتى وصل للموظف المختص , فطلب منه الأخير هويته وهوية زوجته فقدمها للموظف , ثم طلب منه نفس الموظف مضبطة سكن , فقدمها , البطاقة التموينية , موجودة , صور الأولاد وعقد زواجه العتيق , كلاهما حاضر موجود , كلما طلب الموظف شيئاً أخرجه صاحبنا من حقيبته على وجه السرعة وقدمها له , وبعد أن ضاقت بالموظف السبل , لجأ الى الخطة (ب) وهي التعجيز , فقد طلب من صاحبنا (أربع صور حديثة لمختار المحلّة !) , هنا طفح كيل المواطن وصرخ وتهجم فأجتمع الناس حوله محاولين تهدئته , فهمس أحدهم بأذنه : يعموّد هذا الموظف مايمشّي معاملتك لو تطلع نخلة براسك إلا تنطيه خمسميت دينار وإذا ماعندك نجمعلك حتى تنطيه !
مواطن آخر أخبرني أنه أراد أالحصول على إجازة سوق ,(وقد أخطأ وأعترف بذلك) بأنه ذهب الى ضابط للمرورفي البيت لينجز له المعاملة , فطلب منه (500 ألف دينار) ومعها أن يفرّغ نفسه لمدة يومين , يقول أنه بعد ذلك وبنفس اليوم ذهب مباشرةً الى قسم الإجازات في دائرة المرور وكان قد قدّم معلوماته قبل ذلك عن طريق الأنترنت , فلما وصل طلبوا منه هويته وأعطوه أستمارة وأكمل الفحص بنوعيه خلال ساعتين , وبعدها أرسلوه للحاسبة ليبصم ثم أنتظر ساعة أخرى وأعطوه إجازة السوق , أكمل كل ذلك في أقل من يوم ولم يخسر الـ(500 ألف) وعاد فخوراً بنفسه وكان يحدثني وكأنه حصل على جائزة نوبل في الأنتصار على الروتين .
الفساد ياسادتي أخطره أن يكون جزء من ثقافة البلد والأشد منه أن يتحول الى عرف مجتمعي , يفعله واحد لكنه في الحقيقة يسيء للجميع ,ولكي لا أطيل في البحث عن المعلوم أختصر الفكرة بسطر أو سطرين من واقعنا المفروض :
حقيقة أن الفساد واللا فساد بينهما خيط رفيع فمَن منكم لايحب الثراء والكسب السريع لكن نواميس الكون تجتمع على تشخيص (الفساد) كشيطان وشر كبير لايختلف عن الأمراض والكوارث وعلينا أن نلجمه بالتجفيف ونحتويه كما الوباء الخطير لنمحيه كثقافة بعدم التشجيع ثم السعي للقضاء عليه , أتخيله من وجهة نظر كونية أنه أقرب للثقب الأسود الذي يظهر بحجم (بعرورة) لكنه يبتلع شموس وكواكب ومنها كوكب الأرض
ولكي نبدأ علينا أن نفعل قبل أن نقول ,والأمر ليس معقّد كما تتصورون , فببساطة أقول (مَن كانت لديه معاملة عليه أن يسعى لإنجازها بنفسه) و(مَن رأى فاسداً عليه أن يشهّر به ويستفيد من وسائل الأعلام و التواصل ليكشف حقيقة المفسدين مهما كانوا عشرات أو مئات أو ملايين), وبذلك سيقطع الطريق على باب الوسطاء والسماسرة والموظفين المرتزقين ممن يعقّدون الإجراءات فيما يسمى الروتين ليصنعوا دواعي العجز للمواطنين ليحلبوهم كما البقر السمين , ومن خبرتي في الحياة وصلت الى قناعة :
ممكن أن تكون (الواسطة والرشوة) أداة لتمشية الأمور في بلاد التخلف والجوع , لكنها بالتأكيد ستتراجع وتنهزم أمام الإصرار الشديد على أنتزاع الحقوق باليد ففيها تنتفي الحاجة للوسطاء والمرتشين , وعليه أتمنى أن نرفع شعار : كلا للفساد وكلا للـ(عجوزية) ونعم للألحاح الشديد .. عساكم سالمين



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أتاكم حديث : قتل العراق أقتصادياً !
- يوميات فيسبوكي عراقي
- إصلاحات الحكومة وحكاية فدعان وسرحان
- مدرسة (الأرستقراطيين العراقيين الحديثة) !
- سوالف موظفين ... بطرانين
- لاتمدح الزلم تحتاج مذمتها
- شواذي الميديا
- رؤية أجتماعية للزيارة الأربعينية
- مهران زرباطية تعادل
- وياهم وياهم عليهم عليهم
- غسق التأملات /حكايات تراثية بومضات
- مرافعة محامي متحامي
- العراق بين حزورة الطائرات ونكتة الحذاء
- أخلاق أهل العراق - جاسم الحجّامي أنموذجاً
- ترف القيان في سلب العميان / عن ثرثرة إنقاص رواتب الموظفين
- الكهرباء سبب رئيسي للسرطان
- ماخلف تظاهرات العراق
- أنا سيء الظن لن أُصدم مجدداً
- العراق والصيف وقاذفات المسوخ المتطورة
- حملشة أمريكا والعراق


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - الفساد بين الثغرات الصغيرة والثقوب السوداء الخطيرة