أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - غسق التأملات /حكايات تراثية بومضات














المزيد.....

غسق التأملات /حكايات تراثية بومضات


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 4998 - 2015 / 11 / 27 - 01:31
المحور: كتابات ساخرة
    


جلس الحاج زاير ( زاير دويج 1860-1919) على حافة النهر هاربا من الناس طامعا بالحصول على بعض اللحظات التأملية الضرورية لصناعة الصور الشعرية التي يغترفها الشاعر من البيئة الهادئة بهدف العود بغنيمة ثمينة من بحر التوغل بالخيال ليقتنص الأفكار من جمالية المكان .
وفيما كان مستغرقا بحياكة الأبيات قدمت مجموعة من الصبايا الى الشريعة فلمّا أقتربن فوجئن برجل لايعرفنه يجلس على منصة النهر (وهو الحاج زاير نفسه) فأنتبه الأخير دون أن يدير رأسه كي لايفسد مابدأ ولا يحبط مقصد النساء بالوصول للماء فأخبرهن أنه ضرير وبإمكانهن النزول دون إحراج
توارى الخجل وتعالت أحاديث ثم ضحكات النساء ورمين (قِرَبِهن) جانبا لينزلن الى شاطيء النهر فقد كان الوقت قيضا ربما في تموز أوآب ، وتجاهلن وجود الرجل (بأعتباره ضرير) كآنه غير موجود في المكان ، حدث ذلك في عصر كان فيه الناس لايعرفون الملابس الداخلية ، والقماش غال ، ومن يريد السباحة عليه أن يحافظ على ثوبه كي لايبتل بالماء بهدف إطالة عمر الثوب لعدة سنوات ، ولكم أن تتصوروا ماتفعل مجموعة نساء مختليات حين يلعبن بالماء ...
فلما أكملن بدأن بالإنصراف من المكان متوجهات للقرية ، وفي مكان ليس بعيد صادفن أحد رجال القرية كان قادما من الإتجاه المعاكس فسأل إحداهن عما فعلن فأخبرته أنهن ذهبن لجلب الماء ، وسبحن ، فصرخ بهن ، كيف تسبحن وهناك رجل موجود بالـ(شريعة) !
أجابن جميعهن : أنه ضرير ولايرى !
فصرخ بمرارة : أنه الحاج زاير يا سفيهات !
تعرّض زاير لسيل من اللوم من كل القرية بسبب هذا الموقف فأجابهم ببيت شعر شعبي فقال :
( شد بيرغ النمّام والواشي يتناه
والماله بيها يگول دوروله منّاه )
كانت الأرض أغلبها غير مأهولة وأماكن الإختلاء والتأمل كثيرة ومع ذلك لم يسلم الشاعر زاير دويج من المطاردة والمداهمة من الناس والأسوأ من ذلك أن يساء به الظن وهو الأنقى من الفرات .. ومع تلك الحياة الصاخبة بالبشر والكانتونات نستصرخ القدر كيف نحصل على فسحة تأمّلٍ الآن !



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرافعة محامي متحامي
- العراق بين حزورة الطائرات ونكتة الحذاء
- أخلاق أهل العراق - جاسم الحجّامي أنموذجاً
- ترف القيان في سلب العميان / عن ثرثرة إنقاص رواتب الموظفين
- الكهرباء سبب رئيسي للسرطان
- ماخلف تظاهرات العراق
- أنا سيء الظن لن أُصدم مجدداً
- العراق والصيف وقاذفات المسوخ المتطورة
- حملشة أمريكا والعراق
- نحن لا نزرع الموز
- 14 تموز عيد وطني أم يوم للأقتتال والتناحر !
- مسؤول أم جرذ أم جلّاد
- أن تتفرج لن تكون من الأبطال
- رحلة قطار التاسعة
- الدين وكارثة التبشير
- موجز أخبار الإختطاف
- حكاية من عمق الأزدواج
- ليلة إبتزاز نبيل جاسم
- خايف عليها تلفان بيها
- إستشراء تحت الغطاء


المزيد.....




- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محسن لفته الجنابي - غسق التأملات /حكايات تراثية بومضات