أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - محسن لفته الجنابي - حكايات مجتمعات الفطرة والأزمات الكبرى -كورونا مثلاً














المزيد.....

حكايات مجتمعات الفطرة والأزمات الكبرى -كورونا مثلاً


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 6527 - 2020 / 4 / 2 - 05:15
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


داهم الجنود الأمريكيون أحدى القرى التي يقطنها أبناء عمومتنا الجبور (جبور الشط) وقاموا بإعتقال كل رجال القرية (قرية الكلّاش أو قربها) وجمعوهم في أحدى الباحات وسط القرية ومددوهم بالأرض بعد تكبيلهم ووضع الأكياس في رؤوسهم (حصل ذلك بأواخر العام 2005)
كان المشهد مرعب وغير مسبوق في تلك القرية النائية ، جعل النساء تصرخ وتقول
أحضر يبو أزهيه
دخيلك يبو أزهيه
وينك يبو أزهيه
تعالنا يبو أزهيه
الضابط والجنود أستغربوا صراخ النساء فتداولوا الموضوع مع المترجم ، وبعدها ظلّوا واقفين فترة طويلة والنساء مستمرة بالصراخ وهن يرددن نفس العبارات التي يستنجدن بها (بأبو أزهيه)،
أحد الرجال المُعتقلين وكان ممدّد على الأرض طفح كيله و رفع رأسه وقام يصرخ هو الآخر:
يوَل يابا ليش ماتاخذونا
يمعوّد ليش ما تخلصونا
مو ذنّي النسوان أفضحنّا
فأجابه المترجم :
لقد أمرنا الضابط (الأمريكي) أن ننتظر حتى نعتقل (أبو ازهيه)!
تقول الحكاية أن الضابط أمر بإطلاق سراحهم بعد فاصل من الأستغراب والضحك المتواصل ،
ومؤكد أن المترجم عانى الأمرّين لكي يشرح للضابط وجنوده هذا الموقف ومن هو (أبو أزهيه) الذي تصوروه أرهابي مدجج بالسلاح ويمتلك قوة خارقة من وجهة نظر جيش يختلف (بالثقافة والتاريخ والبيئة) أشد الإختلاف عن مجتمعنا
حكاية أخرى حصلت (في عصر يوم الأثنين 29كانون الثاني من العام 2007) نقلها لي أحد الأصدقاء (ع . ي) وهو ضابط ضمن تشكيل حديث للقوات الخاصة العراقية (العقرب حينها) وكانوا متوجهين الى منطقة (الزركه) شمال محافظة النجف ، يقول ونحن في الطريق سألني الضابط الأميركي عما يحصل
كان الموقف غامضاً ولا أحد يعرف بالضبط ماذا يحدث بالنجف
عدا تسريب لبعض الشائعات تقول أن الإمام المهدي قد ظهر وأن الصرخة سمعها البعض وأن شهود رأوا الأشجار له تسجد!
فأخبرت الضابط عن طريق المترجم بماسمعته من الناس, صمت الضابط لفترة ثم بادرنا بسؤال مفاجيء:
-من هو (الإمام المهدي)؟
فأخبره المترجم وكان يساعده صاحبنا على إيصال الفكرة
بأن المهدي هو المصلح والمنقذ ولاتصلح الأمور إلا بالظهور لتعم العدالة والمساواة كل شعوب الأرض وتم ذكره في الأديان السماوية جميعها وحين يظهر تنهزم أمامه كل جيوش الدنيا
لأنه يملك تكنولوجيا فائقة يعجز أمامها الطواغيت وتتوقف كل الأسلحة.
هنا كان الضابط الأمريكي شارد الذهن ويفكر
ثم أعاد السؤال على المترجم
هل تقول أن كل الأسلحة تتوقف عند ظهور المهدي؟
أجابه المترجم:
-نعم تتوقف ولاتعمل
وبعد ثواني قليلة مد الضابط يده على المسدس الذي يحمله ورفعه نحو السماء وأطلق النار نحوها .. يقول صاحبي أنني أستغربت لماذا فعل ذلك وماهو المغزى
حتى أجابهم الأمريكي بثقة:
-المهدي لم يظهر
فسألناه كلانا انا والمترجم :
-كيف عرفت ؟
فأجاب ببساطة:
-لأن مسدسي لازال يعمل !
كلتا الحكايتين يوضحان بعض البون الشاسع مابين ثقافتين أقرب للجناس من الطباق ، من التناقضات بين التصور والرؤى أردت بها أن نتخيل كيف يفكر الغرب أو غيره من باقي المجتمعات في الكوكب وكيف نفكر نحن (كمجتمع شرقي) يغلب عليه التأثر بالموروث والإيمان المطلق بالغيب ومستوى (تفكيرنا ومفاهيمنا وقناعاتنا)
حيث جميعها تتبنى التفسير الفطري .
أرى كما يرى النائم أن تدويل الأزمة الحالية -وباء كورونا- يعادل هبة من السماء أنقذتنا
أو بعبارة أخرى
لولا وجود التكنولوجيا الحديثة من أنترنت وفضائيات وأجهزة طبية وغيرها
ولولا أن الوباء ضرب مجتمعات أخرى قبلنا
فو الله لأنقرضنا !



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات مجتمعات الفطرة والأزمات الكبرى -كورونا مثلاً
- الكورونا وعقدة الخجل من الأمراض بالمجتمعات العربية
- هزيمة الكورونا بإتحاد المخلوقات البشرية
- فوبيا الحقيقة في مسلسل الفندق
- كناغر الجهل
- نادي باريس وصندوق (....) الدولي
- سد أليسو وموجز الحرب المائية على العراق
- الى آخر من يعلم:هل أتاكم حديث الجلطات في العراق!
- زلزال الوجود
- سائق الكوستر و إسماعيل جلبي
- رسالة الى شتاء العراق
- ذبابيات على سريع الحماقة
- العرب والعهر السياسي وألتهام الشعوب
- الموصل والدرس البليغ
- عن سلاح (الهرمو مخدرات) لتدمير الرجال
- معارك الخمور عبر الدهور
- هل أتاكم حديث العنف الأسري!
- ساعة في عين الكحل
- دجلة والفرات تنعى ضفافها
- نبات الخس هو الحل


المزيد.....




- اصطدام وشيك لطائرة تابعة لسلاح الجو الأمريكي مع سيارة على طر ...
- لوحة -انتصار داوود-.. كنز نادر مفقود يعود للحياة في متحف الل ...
- قبل اجتماع ترامب وشي.. قاذفات نووية صينية تُجري -تدريبات موا ...
- إذا قلت -بان أو شوكولا- في بوردو بفرنسا.. فافعل ذلك على مسؤو ...
- أمين عام حزب الله يُعلق على استهداف منزل نتنياهو ودور خامنئي ...
- الأرجنتين.. فوز كبير لميلي في الانتخابات النصفية بعد دعم من ...
- بأكثر من 22 مليون دولار.. المليارديرات يوحّدون جهودهم لإقصاء ...
- واشنطن وبكين تتوصلان لاتفاق مبدئي بشأن المعادن والرسوم
- باريس: محاكمة 10 أشخاص شككوا في الهوية الجنسية لسيدة فرنسا ا ...
- هل يعمل خيار إيقاف التتبع في أجهزة -آبل- حقا؟


المزيد.....

- الآثار القانونية الناتجة عن تلقي اللقاحات التجريبية المضادة ... / محمد أوبالاك
- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - محسن لفته الجنابي - حكايات مجتمعات الفطرة والأزمات الكبرى -كورونا مثلاً