أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محسن لفته الجنابي - حكومات العراق واللعبة القديمة














المزيد.....

حكومات العراق واللعبة القديمة


محسن لفته الجنابي
كاتب عراقي مستقل

(Mohsen Aljanaby)


الحوار المتمدن-العدد: 7290 - 2022 / 6 / 25 - 17:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


صُنع الأزمات والتهديد بالحروب والتلويح بالفوضى أحدى طرق البقاء في السلطة أول من اخترعها (أسرة مينغ) وهي أسرة ليست من الصين بل أصلها مغولي ، نجحت في حكم الصين الكبرى لمدة ثلاثمائة سنة تقريباً
لكم أن تتخيلوا كيف لحكام غرباء أن يحكموا (أكبر إمبراطورية في العالم من القرن الرابع عشر الى القرن السابع عشر ميلادي)
اما الطريقة فهي كالآتي :
حين يموت الملك تنسحب الشرطة ويختفي الجيش وتُحَل باقي المؤسسات (أوتوماتيكياً)
ويُترَك الشعب للفوضى العارمة لمدة أسبوع ، لتبدأ عمليات السلب والنهب والحرق والتصفيات والثارات بين أفراد الشعب (أنفسهم) فتختفي البضائع وتُقطع الطرق ويشح الغذاء ويصيب الرعب كل أفراد الأمبراطورية (التي كانت عظيمة)
وفي اليوم السابع تظهر أصوات بين الشعب (يقال) أن الحرس الإمبراطوري يندس بين الناس ويرتدي ملابسهم ويدعو الى إختيار ملك جديد من نفس الأسرة (العريقة) فهي وحدها المنقذ والحامي والراعي الرسمي للأمان والطمأنينة .
وفي عصر نفس اليوم يتجمع الناس قرب القصر الإمبراطوري ويتوسلون (أسرة مينغ) أن تختار منها ملك جديد يحكمهم وأنهم -أي الشعب الصيني- جاهز لمبايعة الملك الجديد الذي يكون بمنزلة (الإلٰه) لديهم يعبدوه ويقدسوه وإن كان فاسداً ظالماً شريراً ..
نفس الللعبة رغم بدائيتها تمارسها القوى المتنفذة التي أستولت على السلطة تحت مظلة (ديمقراطية شكلية ثيوقراطية) صعدت الى كراسي القرار في فترة (فراغ سياسي) و(صدمة إجتماعية غير متوقعة) بعد سقوط نظام صدام الشمولي ، فكانت الساحة فارغة لها وحدها لتمارس التنكيل والإقصاء والتقنين ليفّصل نظام الحكم عليها ، لكن بسبب الطرق المتخلفة والأساليب العتيقة في توظيف الدين المذاهب وإستشراء الفساد من خلال شرعنة قوانين أقرب الى سرطانات تلتهم الدولة ومافيها مثل تقنين حصص المكونات وإدعاء المظلوميات والفساد الغير مسبوق وشىرعنة التنكيل والإقصاء لفئات كثيرة مع تقوية بالسلاح والمال لأنصارهم الذين صاروا فوق القانون ويفلتون عادة من العقاب ولو أرتكبوا أكبر جريمة .
فعلوا مالم يفعله حاكم في تاريخ العراق لأجل أستحواذهم على السلطة ولفترة عقدين تعتبر في عالمنا السريع (جداً طويلة) جعلت الشعب عموما يعاني التيه والغربة وضياع القيم وتدمير أسس الدولة الرصينة .
بسبب كل ماسبق صارت الحكومات في هذا النظام بمواجهة مباشرة مع الشعب من خلال الإحتجاجات والتظاهرات التي لاتنفك أن تهدأ يوماً .
مماحدى بالمستفردين بالسلطة الى اللجوء الى (ثاني أقدم لعبة بالتاريخ)
وهي تهديد الناس بالفوضى إذا ما حدث فراغ (دستوري) ، فبمجرد أن تنتهي ولاية (حكومة) نرى ظهور حركات متطرفة تهاجم وتستبيح الشعب العراقي وتزداد (جرائم الغيلة والتصفيات) ومعها ترتفع أسعار السلع وتنعدم الخدمات ، والجميع الآن يعلم أنها وسيلة ضغط ضد الأصوات التي تطالب بتغيير النظام أو الأتيان بحكومة حقيقية نزيهة تنظم وتدير البلد بطريقة حضارية عادلة ونظيفة .
تلك الطريقة يعرفها العراقيون منذ القدم ربما أستخدمها الحكام قبل أو بعد (أسرة مينغ) ، أيام الخلافات والولايات والصراعات السلطوية السحيقة حيث يتندر العراقيون في وصفها من خلال مَثَل شعبي قديم يقول (اللي يشوف الموت يرضى بالسخونة) ، لكن هيهات أن تنطلي الللعبة , فالناس الآن على مستوى من الوعي يجعلهم يعرفون كل الألاعيب ويمتلكون القدرة على التأثير بالرأي العام العام الداخلي والخارجي ، بحيث إذا واجهتهم لعبة فأنهم يمتلكون القدرة على أن يحبطوها
الأيام حبلى بالكثير وعلى اللاعبين أن يفكروا بطريقة للخلاص من الغضب الشعبي بدل أن يستهلكوا وقتهم في إدارة لعبة هزيلة تعاني الموت السريري بسبب التكرار والملل والشيخوخة
تلك اللعبة اليوم (لا تعبر) على الإنسان المعاصر الطبيعي



#محسن_لفته_الجنابي (هاشتاغ)       Mohsen_Aljanaby#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كهرباء أم ذويل
- الثقب الأسود وعودة العقل العلمي السليم
- الهالووين العراقي والحاجة أم الأختراع
- كيف يعود الفرح للعراق
- كورونا ونبوئة ستيفن هوكينغ قبل الأنهيار
- حكاية العرّاف والمجتمع الأعمى
- حكايات مجتمعات الفطرة والأزمات الكبرى -كورونا مثلاً
- حكايات مجتمعات الفطرة والأزمات الكبرى -كورونا مثلاً
- الكورونا وعقدة الخجل من الأمراض بالمجتمعات العربية
- هزيمة الكورونا بإتحاد المخلوقات البشرية
- فوبيا الحقيقة في مسلسل الفندق
- كناغر الجهل
- نادي باريس وصندوق (....) الدولي
- سد أليسو وموجز الحرب المائية على العراق
- الى آخر من يعلم:هل أتاكم حديث الجلطات في العراق!
- زلزال الوجود
- سائق الكوستر و إسماعيل جلبي
- رسالة الى شتاء العراق
- ذبابيات على سريع الحماقة
- العرب والعهر السياسي وألتهام الشعوب


المزيد.....




- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محسن لفته الجنابي - حكومات العراق واللعبة القديمة