أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - الناظر شيوعي!!














المزيد.....

الناظر شيوعي!!


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 7961 - 2024 / 4 / 28 - 02:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُعلن رئيس الوزراء القرارين الخاصين بيومي "الأحد 5 مايو والإثنين 6 مايو إجازة رسمية بمناسبة عيدي العُمال وشم النسيم"، متناسيا عيد القيامة كآنه لم يكن، متناسيا التهنئة، عملا بمبدأ أن "الأشياء بالأشياء تُذْكر"، ويظل محتفظا في إعلانه، وعقب إعلانه، بذات الوجه الجامد- غير المبتسم وغير المكفهر، لا أعلم لماذا ذكرتني حالة هذا المسئول الكبير بقصة "الناظر شيوعي..!!"

تعود القصة للاستفتاء الرئاسي حيث أقيم لتولي جمال عبد الناصر منصب رئيس الجمهورية لفترة رئاسية ثانية يوم 15 مارس 1965، وقصتنا تعود تحديدا للفترة التي سبقت الاستفتاء، كنت وقتها في الصف الأول الإعدادي، عائدون لتونا من إجازة نصف السنة، وما أن بدأت الدراسة حتى امتلأت الشوارع بالطلبة، خاصة طلبة المرحلة الثانوية، هجموا على باب مدرستنا كي يخرجونا لنجوب الشوارع؛ نهتف معهم لعبد الناصر.

حاولنا أن نُطِل من فصولنا على فناء المدرسة، فوجدنا باب المدرسة مفتوحا على مصراعيه، واختفى الأستاذ "جورج نخلة" من الفناء؛ ومعه كافة مدرسي التربية الرياضية. وانطلقنا نملأ فناء المدرسة ومنه إلى الشارع، وصار موعدا ثابتا بيننا وبين طلبة المرحلة الثانوية، فقُرابة الحصة الثانية من كل يوم، يحضرون، يطلقون صيحتهم، تنفتح الأبواب، ونهرول معهم كي نهتف لعبد الناصر.. شجعني زميلي "مجدي ميلاد" كي نذهب في مساء يوم الاستفتاء إلى قصر ثقافة مدينتنا، المنيا، كي نستمع في التليفزيون هناك لخطاب عبد الناصر.

ذهبنا، تلفزيون ضخم، عدد الحاضرين كان قليلا جدا، قام أحد الموظفين بضبط الهوائي، وجاء الخطاب هادئا وفلسفيا، لم يكن في الحقيقة بمستوى حماسنا في الشارع، هكذا شعرت وقتها، ولا بمستوى انهيار هيبة ناظرنا الذي كان ينزوي يوميا خلف مكتبه متحاشيا صيحات تلاميذ المرحلة الثانوية.

الحقيقة لا أعرف العلاقة بين قصة ناظر مدرستنا وناظر الدولة الحالي،
- هل هو هذا السكون المفتعل الذي يتسم به صاحبه كي يتجنب تهنئة مواطنيه بعيدهم، بل ومحو ذكره لعيدهم وذلك في بيان رسمي؟
- هل هي حالة بحث عن كلمة أو نداء يحرّك هذا السكون المفتعل كي يكشف لصاحبه حقيقة ما فعل؟
- هل نقول: الناظر متعصب؟ الناظر متشدد؟

نعم، ناظر الدولة يتجنب التهنئة، ويحتمي في سكينته الظاهرة كأنه لم يفعل شيئا، لعل سيادته يكون قد وُلِد بعد أن انقضى عصر التسامح بين الناس، لعل ناظرنا قد خرج من هذه الفترة، امتلأ بمعطياتها،

وُلِد بعد عصر الطيبة والتدين الفطري؛ وُلِد بعد ان طرحت التيارات المتطرفة مفردات تشددها، بل وبعد ان حملت تلك التيارات مفرداتها كي تجعل منها سندا في الوصول للحُكم؛ وممارسة المزيد من التحكُّمات، والمزيد من الأذى لأبناء طائفتهم وكل الطوائف،
- فهل الناس سعيدة في إيران تحت حُكم الملالي؟
- هل هم سعداء في غزة تحت حُكم حماس؟

الناس هناك في قبضة حُكم متشدد لا يرحم، كلهم تعساء يسيرون بجوار الحائط، ناهيك آن يكونوا مبدعين، أو منتجين، رعايا مش مواطنين،

في هذه التيارات، هناك من استوعب منهم الدرس وصاروا دواعش يكرهون الأخر، وهناك من اكتفى بأن يتجاهل الأخر، يتجاهل وجوده، هذا طبعا وارد ان يحدث من مواطن عادي، لكن من ناظر دولة تبقى كتيرة،
- إزاي يقدر يتجاهل وجود ناس هو مسئول عنهم؟ إزاي؟
- طيب افرض انه كان ناظر دولة زي الهند، أو الصين- ولديهم أعياد لا نؤمن بها- هيعمل كده برضو؟ إزاي؟

التفكير الذي يمنعنا من أن نكون في علاقة سَلِسَة مع الآخر لا يؤهلنا أن نكون في وضع المسئولية عن الناس، إنه تفكير يجعلنا ننزوي بعيدا عنهم، أو أن نأتي إليهم يوما كي نحكمهم بالقوة؛ ونضعهم في بوتقة "أناس تعساء"، تتوارد الأسئلة،
- فهل ما حدث هو قصور من شخص؟ أم موقف دولة؟
- وما نتيجة قصور كهذا، عندما يتجاهل مسئول قطاع من شعبه؟

الدولة هي الغطاء الواقي الذي اختاره الشعب لحماية حقوق كافة مواطنيه، فلو تجاهل المسئول قطاعا منهم، فهنا يكون قد رفع الغطاء عن هذا القطاع، أصبحوا "ّهُمَ والطَلْ"، فتطالهم بلا مساءلة أيدي المعتدين في قرية الكرم أو الفواخر وغيرها، عندما يُرفع غطاء الحماية، يتقلص حجم المواطن، يتراجع الإنتاج الحقيقي، وتتناقص موارد الدول، وتستدين.

التجاهل الذي أبداه الوزير لا يؤدي إلى فتنة، لأن الناس متحابة وتملأ بطيبها الفراغ، ما اقترفه الوزير يُضْعِف الدولة، فالدولة قوتها في مواطنيها، وضعفها في إلقائهم، أو إلقاء البعض منهم، في سلة "رعايا".. هذه الدولة القوية المنشودة كانت تتطلب عملا جادا في إصلاح الديمقراطية- من ساعة هذا الاستفتاء الذي روينا قصته. تراجعنا منذ ثورة يوليو عن إجراء إصلاحات جذرية في حياتنا الديمقراطية كانت سببا وقاسما مشتركا في كل ما تعرضنا له من نكبات.
- هل يدرك معالي الوزير كل هذا؟
- نحن لا نعلم، ولكننا نعلم ان تجاهله لقطاع من شعبه هو عمل يتنافي مع الديمقراطية، ويُضْعِف أوصال الوطن.



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ‎الأخت أديلا، المحاربة المبتسمة
- صلاح سبيع، عندما تكون التنمية وجهة نظر
- أبونا وليم، صفحة من كتاب الإيمان الحي
- أَعْطُوهَا الْوَلَدَ الْحَيَّ وَلاَ تُمِيتُوهُ فَإِنَّهَا أُ ...
- شنودة الذي حل ضيفا على هذا المجتمع القاسي
- ساويرس، بكري، علاء، والحق الضائع وغير الضائع
- الموعِظَة على الجبل، والعِظَات المصاحبة
- لكن عشق الجسد فاني
- الرجل رأس المرأة
- المؤمن ثقيل الظل
- الصيدلي المتشدد والعمل الإرهابي في سيناء
- دون مزايدة
- عَيِّلة تايهة يا ولاد الحلال
- أبونا عيروط، إصلاح الخطاب الديني
- يا أهل المحبة
- نبيل صموئيل: المصلح المسالم
- المستشارة تهاني الجبالي
- شريف منير وحكاية فيلم -ريش-
- طفلة بني مزار
- صناعة الإسفاف والعنف


المزيد.....




- الدوما يصوت لميشوستين رئيسا للوزراء
- تضاعف معدل سرقة الأسلحة من السيارات ثلاث مرات في الولايات ال ...
- حديقة حيوانات صينية تُواجه انتقادات واسعة بعد عرض كلاب مصبوغ ...
- شرق سوريا.. -أيادٍ إيرانية- تحرك -عباءة العشائر- على ضفتي ال ...
- تكالة في بلا قيود: اعتراف عقيلة بحكومة حمّاد مناكفة سياسية
- الجزائر وفرنسا: سيوف الأمير عبد القادر تعيد جدل الذاكرة من ...
- هل يمكن تخيل السكين السويسرية من دون شفرة؟
- هل تتأثر إسرائيل بسبب وقف نقل صواريخ أمريكية؟
- ألمانيا - الشرطة تغلق طريقا رئيسياً مرتين لمرور عائلة إوز
- إثر الخلاف بينه وبين وزير المالية.. وزير الدفاع الإسرائيلي ي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - الناظر شيوعي!!