البصمة المائية تعريفها وأثرها على استهلاك المياه وخاصة في القطاع الزراعي في العراق.؟

رمضان حمزة محمد
باحث

الحوار المتمدن-العدد: 7961 - 2024 / 4 / 28 - 02:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تُعرَّف البصمة المائية للفرد أو المجتمع أو الشركات او المحصول الزراعي على أنها الحجم الكلي للمياه العذبة المستخدمة لإنتاج السلع والخدمات التي يستهلكها الفرد أو المجتمع أو الشركة. او المحصول الزراعي، يقاس استخدام المياه بحجم المياه المستهلكة أو الملوثة لكل وحدة زمنية.
أن مفهوم البصمة المائية يمكن أن يوفر معلومات مهمة ألدارة الموارد المائية خاصة في البلدان التي تعاني من ندرة المياه والتي تعتمد على الري للمساعدة في تلبيه متطلباتها الغذائي.
البصمة المائية لأي منتج هي مجموع الماء الذي جرى استخدامه لإنتاج هذا المنتج. ويندرج تحت اسم البصمة المائية كل مياه استخدمت في إنتاج سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وتشمل المياه التي استخدمت من لحظة البدء في إنتاج وتحضير المواد الخام المكونة للمنتج حتى وصوله إلى المستهلك. ويجرى احتساب نسبة التبخر وكميات المياه الملوثة الناتجة عن عملية الإنتاج من ضمن البصمة المائية للمنتج، وهذا يجعل البصمة المائية للمنتج نفسه تتغير حسب المنطقة الجغرافية. لا يمكن حساب البصمة المائية بدقة وذلك لكثرة العوامل المؤثرة في قيمتها لكن يمكن وضع قيم تقريبية، بحيث يتمكن صناع القرار والشركات والمؤسسات العاملة ترشيد الاستهلاك ورفع كفاءة المياه في العالم من تحديد أفضل الإجراءات التي يجب اتخاذها للحد من هدر المياه وتوفير مياه عذبة وآمنة وصحية لجميع الأفراد- تعتمد البصمة المائية لأي دولة على عاملين أساسين؛ هما معدل استهلاك الفرد للمياه، وكفاءة نظام إدارة المياه في تلك الدول.
وتقسم البصمة المائية إلى قسمين؛ بصمة داخلية وتعنى كل المياه التي يتم استهلاكها داخل الدولة، وبصمة مائية خارجية وهو مجموع البصمات المائية للسلع التي يتم استيرادها من خارج البلاد مقسومًا على عدد سكانها.
لذلك فان تحديد وتقييم البصمة المائية للمحاصيل الزراعية والمؤسسات والشركات التي تستهلك كميات كبيرة من المياه تعدُ أحد الوسائل والحلول في تقليل استهلاك المياه واحد الطرق للتكيف مع آثار تغير المناخ. تطبيق مفهوم البصمة المائية برؤى مستنيرة حول استهلاك المياه، على أن يأخذ سلسلة التوريد بأكملها في الاعتبار كخطوة فعالة الاستجابة لوعي المستهلك والمستثمر والمؤسسات فيما يتعلق بتغير المناخ، وصحة الكوكب، والقضايا الاجتماعية والإنسانية. وخاصة فيما يتعلق بالدور الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه الشركات والمستثمرين في إحداث التغيير.. لذا يجب ان يكون تحديد البصمة المائية ولجميع الاستخدامات الزراعية والصناعية والمنزلية أحد المتطلبات للاستدامة.
والإبلاغ عن التأثيرات والمخاطر والفرص المتعلقة باستهلاكهم للمياه. ضمن تقارير عن السياسات وخطط العمل وتحديد الأهداف المتعلقة باستخدامات المياه. للالتزام بالبصمة المائية لان تحديد التأثيرات والمخاطر والفرص على طول سلاسل القيمة دائما ضرورية كي لا تشكل عقبات كبيرة أمام التنمية المستدامة، لان تحديد البصمة المائية والالتزام بها يمكن أن توفر فوائد هائلة للجميع.
تعتبر مياه الري من القضايا الهامة والحيوية لتحقيق التنمية الاقتصادية بصفة عامة والزراعية بصفة خاصة، إذ تعد الزراعة القاعدة الأساسية لتحقيق الأمن الغذائي لأهميتها في إنتاج المحاصيل الزراعية لسد حاجات السكان الاستهلاكية الغذائية، إذ يشهد العالم ضغطا متزايدا على الغذاء ويعاني أكثر من 500 مليون نسمة من نقص الغذاء باستمرار. في العراق كانت وما تزال هناك ضرورة ملحة لتنمية وتطوير الإنتاج الزراعي ولاسيما إنتاج الحبوب الاستراتيجية (القمح، الرز، الشعير، الذرة) بوصفها من اهم محاصيل منظومة الأمن الغذائي. أن تطبيق المفاهيم الحديثة لتقييم الاستهلاك المائي كمفهوم البصمة المائية لتقدير حجم المياه اللازمة لإنتاج مختلف السلع التي يستهلكها البشر أصبحت في غاية الأهمية وخاصة في ظل الأزمة المائية في العراق بسبب التغيرات المناخية والاستخدام المفرط لدول المنبع. أدى التغير المناخي إلى ازدياد الحاجة إلى المياه وكذلك أنشاء العديد من السدود على نهري دجلة والفرات في تركيا وسوريا وإيران إلى نقص الواردات المائية، لذلك فأن هناك حاجة ضرورية لخفض الاستهلاك والتخطيط الجيد للموارد المائية وتحديد الاحتياجات المائية للمحاصيل الرئيسية.

#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات