الجريمة البيئية تعريفها ومدى احترام المجتمعات لحماية البيئة؟

رمضان حمزة محمد
باحث

الحوار المتمدن-العدد: 7904 - 2024 / 3 / 2 - 22:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أن يسعى الانسان للحصول على الغذاء والطاقة والمعادن والمياه كمستلزمات الحياة لرفاهيته كفرد ومجتمع وبالتالي لضمان مجتمع مستقر ومزدهر. فهذه وسيلة لديمومة الحياة واحد اهم سنن الكون، وهنا يطرح السؤال التالي.. هل استطاع الانسان ان يوازن بين متطلبات ضمان حياة مستقرة ومتطورة مع الحفاظ على بيئته ومسايرة تطور التكنولوجيا، واحترام سنن الحياة وقوانينها لحماية البيئة واحترام مكوناتها. أم انه يعمل كلُ ذلك، دون مراعاة التوازن المطلوب وبالتالي هناك جرائم ترتكب بحق البيئة وهي ما تسمى "الجرائم البيئية" والتي تحدث في جميع أنحاء العالم دون استثناء.
عرّف برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) الجريمة البيئية على نطاق واسع على أنها "أنشطة غير قانونية تضر بالبيئة وتهدف إلى استفادة الأفراد أو المجموعات أو الشركات من استغلال الموارد الطبيعية أو الإضرار بها أو الاتجار بها أو سرقتها، بما في ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، الجرائم الخطيرة والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية”. ومن الجرائم البيئية الكبرى مثل قطع الأشجار والتجارة غير القانونية، والصيد غير القانوني دون إبلاغ ودون تنظيم، والصيد غير المشروع للحياة البرية والاتجار بها، والاتجار بالنفايات الخطرة وإلقاءها. واستخراج المعادن والاتجار بها بشكل غير قانوني.
تشكل هذه الأنواع من الجرائم تأثيرًا هائلاً على المجتمعات في كل ارجاء العالم على حدٍ سواء. يمكن أن تحدث عواقب مثل انقراض الأنواع النباتية والحيوانية، واستنزاف النظام البيئي الطبيعي، والتهديدات على صحة الإنسان والمجتمع، واستنزاف الموارد الطبيعية، والمخاطر على استدامة الموارد الكافية للأجيال القادمة.
وفي الوقت نفسه، وفقا لتقرير “الأطلس العالمي للتدفقات غير المشروعة”، تعتبر الجرائم البيئية ثالث أكبر قطاع إجرامي في العالم. وعدا عن ذلك، فإن الجرائم المتعلقة بالبيئة تدرُ ما بين 110 إلى 281 مليار دولار سنويا من العائدات الغير الشرعية. علاوة على ذلك، ووفقاً لتقديرات البنك الدولي، فإن القيمة الاقتصادية السنوية المجمعة لصيد الأسماك غير القانوني وقطع الأشجار وتجارة الحياة البرية وحدها تتراوح بين 1 إلى 2 تريليون دولار. ويُعزى أكثر من 90% من هذه الخسائر إلى الآثار السلبية للجريمة البيئية على "خدمات النظام البيئي" والتي تشمل الحد من تآكل التربة والأضرار التي تلحق بمستجمعات المياه واحواض الانهار، وتحسين كمية ونوعية موارد المياه، وامتصاص انبعاثات الكربون والميثان وغيرها من غازات الاحتباس الحراري. المسببة لتغير المناخ.
وفقًا للمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة أخيم شتاينر: "إن صعود الجريمة البيئية في جميع أنحاء العالم أمر مثير للقلق العميق. إن المبالغ الهائلة من الأموال المتأتية من هذه الجرائم الشنيعة تغذي انعدام الأمن وتبقي العصابات الإجرامية الدولية المتطورة للغاية في أعمالها. ومن الضروري أن يتحرك العالم الآن لمكافحة هذا الخطر المتزايد قبل فوات الأوان. إن تأثير الجريمة البيئية أكبر مما نعتقد. ولن يؤثر ذلك على البيئة فحسب، بل سيؤثر أيضًا على صحة الإنسان واقتصادات البلدان أيضًا.
كونها جريمة سريعة الانتشار، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالجريمة البيئية المنظمة، من المهم دراسة الإيذاء والضرر الجماعي لأنه يؤثر على المجتمعات بما في ذلك الأجيال القادمة، من خلال الأضرار الصحية والبيئية والاقتصادية والتنموية التراكمية.
بالإضافة إلى ذلك، تشمل الجرائم البيئية مجموعة متنوعة من الصناعات، بما في ذلك الأمن والتجارة والمحافظة على البيئة، وعادة ما تقع تحت مسؤولية المنظمات الحكومية المكلفة بحماية البيئة والحفاظ عليها. وتعاني عمليات التحقيق والملاحقة القضائية وتنفيذ هذه الجرائم من نقص شديد في التمويل، وكثيراً ما تحظى الجرائم البيئية بأولوية منخفضة من قِبَل صناع السياسات والحكومات والمحاكم. ونتيجة لذلك، كثيرًا ما يفلت الجناة من العقاب، وفي بعض الدول، لا يعانون من أي عواقب تذكر. ولهذا السبب تعتبر الجريمة البيئية مشكلة دولية. تم تحديد الجريمة البيئية باعتبارها واحدة من أسرع المشاكل نموًا التي تواجه العالم.
إن الضرر الذي يمكن أن تسببه الجريمة البيئية يهدد النظم البيئية، بما في ذلك الغابات والمحيطات والحياة البرية. على سبيل المثال، يمكن أن يكون لإزالة الغابات بسبب قطع الأشجار غير القانوني تداعيات كارثية على موطن العديد من الحيوانات المختلفة. وعليه فإن الجرائم البيئية آخذة في الظهور باعتبارها تهديدا متزايدا. إن تأثير هذه الجرائم لا يمكن قياسه. ومن ثم، فمن الضروري أن تتخذ إجراءات ضد هذه الجرائم لحماية البيئة وللتخفيف من عواقب هذه المشكلة، يمكن تنفيذ تدابير أمنية، ويمكن للأفراد أن يفكروا من قلوبهم ويساهموا بنشاط في حماية البيئة واحترام التنوع الاحيائي. إن اتباع المعتقدات الدينية يمكن أن يساعد أيضًا في فهم القيمة الحقيقية للبيئة.

#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات