أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - مخاطر نقص المياه على نسيج الحياة لسكان العراق؟.














المزيد.....

مخاطر نقص المياه على نسيج الحياة لسكان العراق؟.


رمضان حمزة محمد
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 7869 - 2024 / 1 / 27 - 12:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الوضع المائي بشكل عام في العراق قد انتقل من حالة الوفرة الى حالة نقص المياه وبالتالي حالة العوز المائي والندرة المائية، بسبب " تقلبات المناخ كون المنطقة بدأت تدخل "العصر الجليدي المصغر" خصوصاً في توفر المياه العذبة والسبب الرئيس الآخر لذلك هو سوء الإدارة في استخدامات هذا المورد النفيس. حيث أن “صحة الإنسان ورفاهيته والأمن المائي والغذائي والتنمية المستدامة والنظم الأيكولوجية معرضة جميعاً للخطر ما لم تتم إدارة الموارد المائية المتوفرة حالياً ومستقبلاً بفاعلية تفوق الإدارات السابقة والتكييف مع تغييرات المناخ وتقلباته. مما يتطلب ضرورة وضع استراتيجية وطنية وإقليميه حول أحواض الأنهار الدولية المشتركة السطحية منها والجوفية لحماية كمية ونوعية موارد المياه العذبة وإمداداتها بهدف حماية الإنسان والبيئة وضمان استمرار التنمية المستدامة”.
وان مخاطر المياه قد تكون مخاطر مادية (الإجهاد المائي، التلوث، الكوارث) أو مخاطر تهالك البنية التحتية، أو مخاطر الحوكمة وعدم الشفافية. ولتجنب معضلة استراتيجية مستقبلاً يتطلب عدم الاعتماد على المياه الجوفية المستنزفة على المدى الطويل في العراق، كون الزيادة غير المسبوقة في استخراج المياه الجوفية يمكن أن تغير سلوك النظام الهيدرولوجي والهيدروجيولوجي في معظم مناطق العراق مستقبلاً؟ وخاصة والعراق مرً بأربعة مواسم جفاف متتالية، وان حالات الجفاف المناخي تؤدي إلى تقليل تغذية المياه الجوفية، وبالتالي تسرع من انخفاض مناسيب المياه الجوفية على المستوى الإقليمي. لذلك فان سياسة استغلال المياه الجوفية، زيادة منح (تراخيص استخراج المياه الجوفية) تؤدي الى الاختلال في التغذية الجوفية وبالتالي اختلال التوازن المائي في مكامن المياه الجوفية.
ومن هنا نرى بان العراق بحاجة ماسة الى وضع إطار عام وتفصيلي لتقييم مخاطر المياه يتضمن مخطط تقييم مخاطر نقص المياه وتلوثها وسبل الاستخدام الرشيد لها.
ولان قطع المياه المشتركة عن العراق متجذّر في سياسية كلُ من تركيا وإيران، والهدف ليس فقط تصحر العراق، بل أيضًا تدمير نسيج حياة سكان العراق، وهو ما يندرج اليوم في صُلب السياسة المائية للدولتين الجارتين، لذا لا يمكن للعراق ان تحصل على حقوقها المائية عندما ينتهج العراق ادارة مواردها المائية مع تركيا وإيران بطريقة التوسل، وهذا ما يقلل من احتمال تحقيق اتفاق مستدام يضمن حقوق العراق المائية مستقبلاً.
لان هيمنة السياسة المائية للدولتين المتشاطئتين وخاصة السياسة المائية التركية على العراق وعدم وجود اية سياسة لهيمنة النفط والغاز والتجارة العامة العراقية والتي تعادل أكثر من 20 مليار دولار سنوياً على تركيا.. وهنا يأتي دور السؤال عن اسباب ذلك.
ولربما يكون الجزء الصامت للحكومة العراقية في الملف المائي هو الاعلان عن تدويل الملف المائي المشترك مع تركيا وإيران، والمطالبة بتواجد طرف ثالث دولي أو أممي في اية مفاوضات مستقبلية مع تركيا وإيران، وإن كان هذا الأمر هو مطلب شعبي رئيسي للعراقيين وبصوتٍ عالٍ في طريقة
تعاطي الحكومة العراقية مع إدارتها للملف المائي والذي ستكون مسألة أكثر تعقّيداً بمرور الزمن.؟
ومع كل هذا فانه من المؤسف له بان معظم طروحات القائمين على ادارة الموارد المائية في عموم دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لحل مشاكل نقص وشحة المياه يكون من خلال البحث عن طرق لزيادة إمدادات المياه (بناء المزيد من السدود، واستغلال المياه الجوفية، وزيادة تحلية المياه، وغيرها) دون التصدي بشكل منهجي ومناسب للقضايا بالغة الأهمية المتعلقة بالكفاءة والحوكمة الرشيدة. وهذا أمر غير مستدام من الناحية المالية والبيئية وإدارة هذا المورد النفيس.
لذلك يتطلب تأمين التمويل اللازم لتوسيع وتحديث البنية التحتية للمياه إلى جانب تحسين الإدارة التشغيلية للمشاريع المائية كزنها أحد الحلول الأساسية للتصدي لازمات المياه في العراق، وانتهاج دبلوماسية المياه - Water Diplomacy مع تركيا وإيران، حيث تعتبر دبلوماسية المياه بمثابة رحلة وليست وجهة. دبلوماسية المياه هي عملية تؤدي إلى إنشاء و/أو تعزيز التعاون الفني والسياسي بشأن المياه المشتركة بين مجموعة واسعة من الجهات الفاعلة على مستويات متعددة: الرسمية وغير الرسمية، وداخل الدول وفيما بينها. اذن انتهاج دبلوماسية المياه هي "فن التعامل مع المياه بطريقة حساسة ولباقة" مع الدول التي تشترك في احواض الأنهر لتحقيق العدالة والانصاف في توزيع الحصص المائية من الأنهار الدولية المشتركة.



#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استراتيجية مواجهة تحديات تغير المناخ والمستجدات الجيوسياسية ...
- ميزان الموارد المائية في العراق بين الوفرة والندرة المائية ه ...
- موارد العراق المائية بين الحلول الطبيعية والسياسية الى اين؟
- دور وإسهام الجيولوجيا الطبية في استخدام المياه لفهم المجتمع ...
- ونحن نستقبل العام الميلادي الجديد 2024 كيف سيكون مستقبل العا ...
- الإدارة المستدامة للمياه الجوفية في العراق كمورد غير مرئي وم ...
- ماذا بعد كوب 28... هل كان هناك حلول لازمات المياه ام كانت ال ...
- ملف تمويل المناخ صندوق -الخسائر والأضرار- مثالاً
- ماذا يحتاج العراق من حلول علمية غير مكلفة لتجنب الأزمات الما ...
- دراسة الوضع المائي الراهن والمستقبلي لموارد المياه وهندسة إد ...
- من دروس دبلوماسية المياه وفن التفاوض
- تأهيل بحيرة الثرثار -المشروع المفصلي - في تاريخ العراق الحدي ...
- كيف يتعامل العراق مع نقص المياه المسببة لندرة المياه الناجمة ...
- المياه الجوفية... الثروة المائية المخفية ودورها في الميزان ا ...
- السدود مستقبل للخزين المائي الإستراتيجي للعراق على ضوء الخار ...
- مياه العراق الى أين.؟
- هل سترسم المياه معالم مناطق مختلفة من العالم منها منطقة الشر ...
- متاهة العراق بين تطبيق الإدارة المركزية والإدارة اللامركزية ...
- المياه الوجه الآخر للصراعات العسكرية والنزاعات الإقليمية.؟
- لماذا يصنف العراق من الدول الأكثر هشاشة في العالم..؟


المزيد.....




- سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري ...
- ما هي -البيوفيليا- التي يجب أن تحظى باهتمامك عندما تقضي عطلت ...
- بينهم بيلوسي وكيري.. بايدن يكرم شخصيات ديمقراطية في حفل خيم ...
- لندن تفرض عقوبات على مستوطنين بسبب أعمال عنف في الضفة الغربي ...
- السلطات الكندية تلقي القبض على 3 هنود بتهمة قتل -زعيم سيخي- ...
- هبوط اضطراري لطائرة ألمانية بعد إصابة العشرات على متنها بحال ...
- وسائل إعلام تقدم تفسيرا لـ-اختفاء- وزير الدفاع الأوكراني
- اكتشاف رهيب في مقر هتلر الرئيسي في بولندا
- بلينكن: -العقبة الوحيدة- بين سكان غزة ووقف إطلاق النار هي -ح ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 4 صواريخ أوكرانية فوق شبه جزيرة ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - مخاطر نقص المياه على نسيج الحياة لسكان العراق؟.