عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي
الحوار المتمدن-العدد: 7960 - 2024 / 4 / 27 - 01:49
المحور:
القضية الفلسطينية
ربما ساعد حديث الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أعلن فيه عن صهيونيته، وتأكيده أنه ليس من الضروري أن تكون يهوديا لتكون صهيونيا، ربما ساعد على فك الإرتباط الوهمي بين اليهودية والصهيونية، ومشروعها المتمثل بإنشاء وتدعيم الكيان الصهيوني كقاعدة عدوانية للولايات المتحدة والغرب الأوربي في الشرق الأوسط.
وسعى أصحاب المشروع إلى ترسيخ هذا الارتباط الوهمي بين اليهودية والصهيونية في الأذهان، لتبرير حمايتهم للكيان ودعمه في كل جرائمه وتسويق ذلك كدعم لليهود، الذين ترسخت صورتهم في المخيال الشعبي الغربي كضحايا لأكبر جريمة إبادة جماعية في التأريخ، وانساقت تيارات الإسلام السياسي إلى الوقوع في وهم الربط بين الصهيونية واليهودية، جهلا أو تطرفا دينيا.
وعلى الدوام كان الصهاينة غير اليهود أكثر عددا وتأثيرا في الصراع المرتبط بالمشروع الصهيوني، من الصهاينة اليهود، الذين أكدت التطورات الأخيرة أنهم لا يمثلون سوى أقلية بين يهود العالم. حيث مازال يهود الولايات المتحدة إلى جانب مشاركتهم باقي الأمريكان غير البيض في التضامن مع الشعب الفلسطيني، ضد الجرائم التي يرتكبها النازيون الصهاينة في فلسطين، إلى جانب ذلك ينظمون نشاطاتهم الإحتجاجية الخاصة على تلك الجرائم، ويتبرأون منها بشعار " ليس بأسمنا". ومن بين أبرز تلك النشاطات أحتلالهم للمحطة المركزية في نيويورك، ومظاهرتهم الحاشدة أمام معقل الصهيونية الدولية في البيت الأبيض بواشنطن.
في المقابل تبدو الصهيونية المسيحية شديدة العدوانية في تصديها للحراك الطلابيّ التضامني مع الشعب الفلسطيني في الجامعات الأمريكية، إذ يشن المسيحيون الصهاينة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي حملة تشويه وتحريض شرسة ودعوات لاستخدام العنف ضد طلبة الجامعات الأمريكية المنتفضين ضد جرائم الإبادة والتطهير الإثني في فلسطين، وبالإضافة إلى وصف الطلبة بمعاداة السامية وتعكير الأمن وإشاعة الذعر في أروقة الجامعات، لا يتحرج مهاجمو الحراك الطلابي من وصف المشاركين فيه بانهم زمر من مؤيدي حماس العرب والأفارقة والملونين، في تمويه صفيق على حقيقة أن الطلبة اليهود غير الصهاينة يشكلون جسما هاما في الحراك الطلابي الجامعي، الذي تتضاءل فيه للأسف، نسبة مشاركة الطلبة من منحدرات أوربية، فيما هو يضم طلبة أمريكان من أصول أفريقية وآسيوية وشرق أوسطية، وطلبة أجانب من مختلف أرجاء العالم غير الأوربي.
#عبدالله_عطية_شناوة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟