مهدي القريشي
الحوار المتمدن-العدد: 7958 - 2024 / 4 / 25 - 01:59
المحور:
الادب والفن
حين كانتِ المدفعيةُ تقشرُ الهواءَ من برودتِهِ
كان هتلرُ ينظفُ أسنانَه بدمٍ أزرقَ
ويتدفأُ بالأزيز
بينما معطفه يدفّئُ الكرسي .
***
حين تعبتِ المدفعيةُ من طرح الأسئلةِ اللزجةِ ،
أعاد الهواءُ عافيتَه
فارتعشَ الجنرالُ،
وتدفأتُ بمعطفِ ستالين .
***
أراد روزفلت إطفاءَ نارَ الحرب
فألقى معطفَه على هيروشيما
لكنه نسيَ أن يقفلَ أزرارَه
***
إمبراطور اليابان علقَ دمعتَه بكمِّ المعطفِ فاختنقت بصافرةِ الإنذارِ الأخيرة.
***
هو لا يستشعرُ البردَ لكنه يرتجفُ،
هو لا يستشعرُ الخسائرَ لكنه أحمقُ،
اعتاد الصعودَ على جثث الجنودِ
ليقرأ ما تكتبه البنادقُ .
هو يُقَلب الموتى، يفتش في جيوبهم عن دموعِ الأمهات ووصاياهن،
صوتُه الصاعدُ
دخانُ سيجارٍ متراقصٍ
كغجريةٍ مبتدِئةٍ،
تستنشقه السماءُ بفخذيها .
***
هل تعثرَ هتلرُ بسلّمِ موزارت ؟
هل شيّع ستالين غوركي ؟
هل احتفظ روزفلت بصوت آخر قذيفة ؟
هل قوّم موسوليني بيزا ؟
***
المعاطفُ تتناسلُ،
تهمسُ للحربِ اتبعينا،
هناك طيرٌ أبيضُ
***
يقول راكبُ الموجةِ :- الحربُ تنظّفُ البلادَ .
ثمّةَ أناسٌ لايستطيعونَ تذوّقَ الظلام ،
الظلامُ يلتصقُ بسريرِ الصباحِ ويرتجفُ،
ثمّةَ أناسٌ تكسرت جلودُهم فخيطوها بألوانٍ مائية.
***
في صالاتِ المبغى
أو ساحاتِ الحرب ،
الجنرالُ لا يتغير .
***
وأنا لسذاجتي المفرطةِ صدقّتُ
سقوطَ أوزارِ الحرب ،
ومازال معطفُها معلقًا .
********
28 / نيسان / 2023
#مهدي_القريشي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟