شخير البلبل

مهدي القريشي

الحوار المتمدن-العدد: 7685 - 2023 / 7 / 27 - 10:13
المحور: الادب والفن
    

شخير البلبل مهدي القريشي
——————
أنا لَسْتُ ورقةً في شجرةٍ يستفزها شخير بلبل ثمل
ولَسْتُ غصناً يرتعش من اتكاءِ غيمةٍ تفكرُ أين تضع بيضتها
ولَسْتُ ثمرةً جافةً تنتظرُ أطفالاً يرمونها لتسقط في فمِ النسيان
ولَسْتُ فائضاً كمعلقةٍ في كوبِ شاي بلا سكرْ .
أنا بكل هدوء شجرة لا تَكذب ثمارها .
***
احلامنا التي رسمت مستقبلها اريد لها ان تكون رطبة ،
فقد مللت من تكرار النوم على مخدعٍ ملطخ بِقُبلٍ بائتة ٍ .
الملائكةُ بمخالبها الملونة
حملتها عِبرَ ملايين الليالي الفارغة من الاحلام ،
حاولت تدويرها ،
رشت عليها الكثير من نتف الغيوم
لتعيد اليها انبهاراتها
لكنها عادت الى رصيفٍ جمعها بنا ،
فتبادلنا قُبلاً بائتة …
***
الهواء الذي يذوي هو حصتي
يحاول ان يحصي رغباتي في المكوث عند ناصية الحياة
ويمحو ظلي النحيف الذي تعبرون عليه
حين تجرون خيط الليل الى مخدعِكم .
يؤلمني انتَ لستَ معي
ويؤلمني اكثر ان مسبحة احاديثنا انفرطت حباتها
كسنبلةٍ تصرخ من ألم المخاض
ثمة وجهك مازال عالقاً في ذاكرة الشبابيك
الشبابيك تبث حكمتها كلما فرغ فنجانك ،
قل لفنجانك ان يكون يقظاً .
***
انا الهذيان الذي يسكن عقل العالم
ويسحب وراءه فكرة الوجود ،
الكلمات التي اتداولها استلها من الهامش
وما يتساقط يلتقطه البرد ليتدفأ بحطب حروفها .
***
تشهد لي الموسيقى حين يتصاعد سلمها بنقاوة الانامل
وتهبط كطائرةِ أطفالٍ ورقية .
يشهد لي الماء حين تُسرق زرقته ويسترده زورقي ،
ويرش الظلام لونه على الارصفة
وحين الغراف يتأمر مع الفجر ليسرقا عطش النبيذ من الشفاه
فأستعير النعاس من عين الله

***
ادوزن خطواتي على تكتكة الساعة
الى ان شكت الساعة حيرتها الى النهار العائد من عبث الغابة .
*** ***

#مهدي_القريشي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل