أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي القريشي - السن الذي يتراقص فرحاً … هو سني














المزيد.....

السن الذي يتراقص فرحاً … هو سني


مهدي القريشي

الحوار المتمدن-العدد: 7630 - 2023 / 6 / 2 - 23:46
المحور: الادب والفن
    


كثيراً ما أهملت اوجاعَ أسناني ، وكثيراً ما كانت تناديني من تحت ستار خجول أن أذهب بها إلى النهر للاغتسال ، أو بمثل ما يفعل المراهقون لاصطياد المراهقات بضحكة هوليود ، رغم أن هذه المرة تمادى سني في بث أشجانه وتحامل لتصديرها إلى الأسنانِ المجاورةِ ، بعد ان أغراها بقليل من بالوناته الملونة والدم المتراقص بفحيح الألوان ، المتمرد على فصيلةِ كرياته ِ المهادنة ، معتقداً أن بث الأوجاع سيجعل عيني حولاء .


سِني هذا مثير للشغب يطالبني بغطاءٍ ذهبي كما الغجر فهو يخجل حين يداعبه لسان أنثى . أو حين يسبح في بخار كلماتي الحارة .
الأسنان متراصات كحافلاتِ نقل الموتى لا يتبادلن التحايا ولا الابتسامات ولا الأحاديث اللينة .


الأوجاع تتركز في جذر السن ، فيتشيطن بتمرير أوجاعه من تحت ألالياف الغافية فيجعلها منتفخة حمراء .ككاتدرائية تغري المؤمنين والمؤمنات بالمكوث تحت ظلالها ....


عذرا فقد أخطأت في توصيفِ ذلك الذي كان يؤلمني ، فالطبيب المختص بالأسنان والعارف بتاريخِها مذ كانت بيضة قبل أن يفسدها اللعاب او تُحرف أخلاقها حلاوة اللسان ، استنكر تغولي ..
هذا لا يسمى سنَّا وللسن فضائل في تجميل الابتسامة والحفاظ على رونق الشفاه ، ما قصدته يسمى رحى ، مهمتها طحن كل ما يصادفها بعد أن نبتلع الطعم . يا للمصيبة هذه الرحى يحرس مكوثها سن العقل ، وأنا أتساءل مع نفسي ، لماذا لم يرش عليها من حكمته شيئاً مدعي العقل ، هذا ؟! .

هل كانت حكمته مفرطة ولا يستطيع لملمة اوشالها ، أم مطر اً مزقته ألعاصفة ، أم عاصفة تلبسها الجنون ؟؟

قديماً كان يسمى الطبيب حكيماً فالحكمة والطب ، صنوان ، كالبرقِ والرعدِ ، كالشوكةِ والسكين ، او كمثلي مع حبيبتي التي هجرتني لرجلٍ منتفخ بنطاله من بين فخذيه .
لكن طبيبي هذا وقف خائفاً من أن يتجرأ في قلع الرحى المتسوسة رغم أنه زرق الجذر بمخدرٍ يحتفظ به منذ قرونٍ و أخافها بقالعة الاستيل الأبيض البراق وهددها ببحرٍ من الدمِ إن لم تستجب لرغباتهِ المجنحةِ .. أخذتني الريبة من أن القالعة هذه مصنوعة من الوهم ، وان قلب الطبيب انتقل اليه تسوس الجذور . ماذا افعل والالم تمادى في بث أوجاعه للفكين والطبيب زرق نفسه بنفس المخدر وينتظر الصحو. ؟؟
@@&

اسدل الطبيب ستارة خريفه واستدعى الماضي بأسنانه المنخورة وتضاريسه الموشومة بزرقة آسنة ، ووبخني على إهمال نظافة أسناني وقدم لي الخيط الذي يجرف ما سماه (الكلح ) الجاذب للبكتريا المسلحة بالخبث والمتحول الى (جير سني ) ، وكنس الأوساخ المخاتلة بين الأسنان الناصعة الكسل والمتبقية من الماضي بفرشاة خشنة .
قلت وكنتُ يائساً من سلامة ما تبقى من أسناني ، لقد أزف الوقت ، فتراقص سني فرحاً ..



#مهدي_القريشي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليلة ُ الخامسةُ والعشرون
- شتاء بمعطف مثقوب
- عالم بلا ابواب
- الفصل الخامس
- فراشات تخادع الغيوم
- بيت العجين
- دراسة في مجموعة احياناً وربما للشاعر مهدي القريشي
- مقبرة القبلات
- الأفكار الجديدة في قصيدة النثر
- مكائد الضوء
- عُقد شرهة
- أيامي الاخيرة على دراجة هوائية عاطلة
- تجليات العقل
- شيخوخة الماء
- طوابع بريد
- ذنوب
- شيزوفرينيا
- عتبات فك مغاليق النص
- نوارس دجلة
- تكوينات ساخنة


المزيد.....




- كتارا تطلق مسابقة جديدة لتحويل الروايات إلى أفلام باستخدام ا ...
- منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة تحتفي بأسبوع ...
- اختيار أفضل كلمة في اللغة السويدية
- منها كتب غسان كنفاني ورضوى عاشور.. ترحيب متزايد بالكتب العرب ...
- -دليل الهجرة-.. رحلة جاكلين سلام لاستكشاف الذات بين وطنين ول ...
- القُرْنة… مدينة الأموات وبلد السحر والغموض والخبايا والأسرار ...
- ندوة في اصيلة تسائل علاقة الفن المعاصر بالمؤسسة الفنية
- كلاكيت: معنى أن يوثق المخرج سيرته الذاتية
- استبدال بوستر مهرجان -القاهرة السينمائي-.. ما علاقة قمة شرم ...
- سماع الأطفال الخدج أصوات أمهاتهم يسهم في تعزيز تطور المسارات ...


المزيد.....

- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي القريشي - السن الذي يتراقص فرحاً … هو سني