أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي القريشي - نوارس دجلة














المزيد.....

نوارس دجلة


مهدي القريشي

الحوار المتمدن-العدد: 6651 - 2020 / 8 / 19 - 16:10
المحور: الادب والفن
    


السبت 15 آب 2020 93



نوارس دجلة
مهدي القريشي

بمروري المعتاد من على جسر الجادرية كثيراً ما كانت تدهشني حركات النوارس الاستعراضية، البهلوانية المطعمة بغنج المراهقات، وخفة الهواء، وطعم المطر، تدعوني علانية وبلا تحفظ لمشاهدة إغراءاتها المدهشة وتجرجرني بمحبة لمشاركة جمهور عشاقها لتوثيق العلاقة بيننا بحميمية الورد للحفاظ على زهو لونه، ولَم تكتفِ بإغراء فضول الأفراد فحسب بل تطور الامر الى دعوة بعض الأسر لجعل المكان متنزهاً ترفيهياً لتوثيق عرى صداقة بيضاء ونبيلة معه. هذا الطير المسالم والجميل والذي طالما تغنى به الشعراء أجمل القصائد، في حضرته يرفع الآباء، أطفالهم لترمي أياديهم الترفة فُتات الخبز في الهواء فتنقض النوارس على الفُتات وتنتشلها بمناقيرها قبل أن يبتلعها ماء دجلة، في حركة عدم تضييع رزقها الذي يمنحها تقديم الفعاليات الراقصة والممتعة لمحبيها.
حضور كورونا اللعينة فرقت بين محبي الجمال وصانعيه، وقتلت روح المبادرة للوصول الى المتعة وحرمت هذا الطير من حصول زاده بجهده الخاص وليس بمنة أحد. هذا الحرمان تسلل الى مفاصل الحياة جميعاً فالنهر يشكو الوحدة والجسر كذلك، وحتى الاسماك التي كانت تشاكس صياديها وتلعب معهم لعبة البقاء للاشطر، حزينة، قلقة من إثبات وجودها ككائن له الحق في العيش في مسكنه والدفاع عن حدود مملكته وحماية سكانها.
النوارس لا ترغب برمي حزنها في الماء لكي لا تشعر السمك بأن العالم كله في ورطة فتُستغل طيبتها وتخرج الى اليابسة فيتمتع بني البشر بطعمها ويملؤون بها جوفهم الذي لا يمتلئ أبداً.
انتظرينا أيتها النوارس سنأتي هذه المرة محملين بالمحبة والأشواق غير الفائضة عن الذات، وما تكتنزه الروح من ألق اللقاء والتواصل، هذه المرة لا نقف على الجسر فنرهقك في الصعود إلينا (رغم أنها لعبتك المفضلة) فكورونا رغم سوأتها بقطع سبل التواصل الفعّال بين البشر وهوايتها في حجرنا في خانة الرعب الدائم، ومن ثم سرقة أعزة لنا لا ذنب لهم سوى أنهم تعاملوا بحسن نية مع هذا الشيطان الجديد المسمى كورونا، علمتنا درساً ما كنّا نتعلمه لولا قساوتها وظلمها وقهرها لنا، ورغم شيطنتها المستجدة منحتنا درساً في التواضع والنزول من أبراجنا العاجية العالية والتخلي عن غرورنا يوم كنّا نعتقد بأننا نستطيع أن نهزم ونقهر من نريد، لكن كورونا هذا الكائن الحقير في صغره الذي لا يرى في العين المجردة، والكبير في أفعاله ضد العالم، عجزت أعتى الدول عجرفة من أن تأتي بعشر ما فعله بِنَا، جردنا من غرورنا وغطرستنا وعلمنا أن نعرف حجمنا الطبيعي في هذا العالم الواسع، سننزل الى شواطئ دجلة، عند الجرف والمنحنى، لنكون قريبين منكن أيتها النوارس الطيبة وسنواصل
صداقتنا النقية مع الجميع بروح المحبة والألفة.



#مهدي_القريشي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكوينات ساخنة
- ضوء خافت
- إزار أمي ازرق
- هطول يلون الارض
- الشبابيك تستدرج المطر
- عواء الذئاب
- الجينات الثقافية
- تجاعيدالماء ومسارات النص المفتوح
- روشيرو
- غيمة بلا مزاج
- كيف تصبح أديباً فاشلاً
- أحياناً ... مرتبك انا
- صباح الخير علاوي الحلة ...السيناريو المحايد
- انتخابات الادباء والتحديات الجديدة
- بيت السياب
- فصل من مدينة مناضلة
- سيرة عصفور
- شجرة عيد الميلاد
- غيمة شجرة الميلاد
- رقصة


المزيد.....




- 75 مجلدا من يافا إلى عمان.. إعادة نشر أرشيف -جريدة فلسطين- ا ...
- قوى الرعب لجوليا كريستيفا.. الأدب السردي على أريكة التحليل ا ...
- نتنياهو يتوقع صفقة قريبة لوقف الحرب في غزة وسط ضغوط في الائت ...
- بعد زلة لسانه حول اللغة الرسمية.. ليبيريا ترد على ترامب: ما ...
- الروائية السودانية ليلى أبو العلا تفوز بجائزة -بن بينتر- الب ...
- مليون مبروك على النجاح .. اعتماد نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- الإعلام الإسباني يرفض الرواية الإسرائيلية ويكشف جرائم الاحتل ...
- صدور نتيجة الدبلومات الفنية برقم الجلوس 2025 تجاري وصناعي وز ...
- بسرعة “هنا” نتيجة الدبلومات الفنية كافة التخصصات على مستوى ا ...
- ظهور نتيجة الدبلومات الفنية 2025.. أعرض نتيجتك بسرعة من “هنا ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي القريشي - نوارس دجلة