أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء المياح - ماذا لو تحررت عقولنا؟














المزيد.....

ماذا لو تحررت عقولنا؟


ضياء المياح
كاتب وباحث، أكاديمي

(Dhiaa Al Mayah)


الحوار المتمدن-العدد: 7952 - 2024 / 4 / 19 - 09:20
المحور: المجتمع المدني
    


كل منا يرى نفسه أو يدعي أنه صاحب عقل منفتح مع محيطه ومتحرر من القيود في التعامل مع الأشخاص والحكم على الأحداث. والحقيقة أن كثير منا مخطئ في هذا الوصف، لأن الأمر ليس بهذه السهولة التي قد يعتقدها البعض. كل واحد منا لديه ثقافة ومعرفة كونها عبر تجاربه ودراساته أو تكونت عبر بيئته ولا يستطيع أن يتجاوزها عند تعامله مع الأشخاص والأحداث. إنها معايير وضوابط يستخدمها رغما عنه للوصف والتصنيف والتعامل والحكم الذي قد يكون حكما أبديا لا رجعة عنه.
من الطبيعي أن يكون لنا موقف ما اتجاه شخص أو حدث بناءا على ما لدينا من خزين ثقافي ومعرفي ولمرة واحدة دون أن يكون هذا الموقف أساسا لأحكامنا القادمة على هذا الشخص في مواقف أخرى أو على حدث مشابه لشخص ما بظروف مختلفة. المشكلة تكمن في مواقفنا وأحكامنا التي تخرج الآخرين من إنسانيتهم أو وطنيتهم أو أديانهم أو مذاهبهم بحسب أحكامنا السابقة أو الجاهزة أو تجاربنا ومعرفتنا كقيود لا نستطيع الإفلات منها. نفتخر بأحكامنا هذه لأننا نراها قدرة تميزنا أو نخالف بها الآخرين، في حين إنها قيود على عقولنا ليس من السهولة التخلص منها ولا حتى إبعادها ولو قليلا لنحكم بعقول مجردة ومتحررة فعلا.
عقولنا المقيدة ليست بالضرورة وعلى الدوام هي مصدر الأحكام السلبية على الآخرين أو على نظرتنا السلبية للأحداث، بل قد تكون الأحكام إيجابية حينما نصدر أحكامنا لصالح أشخاص أو أحداث في نظرنا كبيرة أو مهمة أو عظيمة وفي نظر غيرنا سيئة أو سلبية أو غير إيجابية على أقل تقدير ولا تستحق وصفنا الإيجابي. وهكذا نتخذ من مخزوننا الثقافي أو المعرفي وحتى محيطنا المشابه لنا في كل شيء ودون وجه حق أو دون أسس منطقية سببا لتحسين صور أشخاص أو أحداث أو لتشويه صور أشخاص وأحداث أخرى وإن تشابهت، نضفي على من نحب أو نقتنع أو نتفق معهم أوصاف الإنسانية أو الوطنية أو الدينية أو المذهبية ونجردها ممن نكره أو نختلف معه.
القيود التي وضَعناها أو وضٌعت على عقولنا لا ندركها ولا نشعر بها. إنها تتخللنا في كل قول وفعل، فتبدو علينا في الكلمات والحركات حينما نعلن آرائنا أو نصف ونصنف أراء وأفعال الآخرين، في حماسنا وبرودنا عند النقاش وعند الكتابة؟ في اهتمامنا وتجاهلنا للمواضيع. إنها القيود التي تلتف حول عقولنا فتخلط الأشخاص والأحداث والمواقف بمخزوننا الثقافي والمعرفي لنحكم حكما يتناسب مع ما نحب أو ما نكره، مع ما نتمنى أن يحدث أو مع ما نتمنى أن لا يحدث. نسير وفقا لقاعدة أما أن تكون صديقي أو خصمي، وإن لم تكن معي فأنت مع عدوي. ليس هناك منطقة وسطى متاحة للأشخاص الذين نتعامل معهم ولا تفسيرات محتملة غابت عنا ولا مجال للحياد. إنها عقولنا المقيدة يا سادة، إذ ليس هناك مجالا لقبول الآخرين وأرائهم وتصرفاتهم وأديانهم ومذاهبهم.



#ضياء_المياح (هاشتاغ)       Dhiaa_Al_Mayah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوة إقتصاد الدولة بقوة قطاعها الخاص
- كنا وأصبحنا
- مشاكل العراق القادمة الشهادات (2-5): الجامعة -الأهلية- ليست ...
- مشاكل العراق القادمة السيارات والشهادات (1-2): الشوارع قليلة ...
- استهتار أفراد ام ثقافة مجتمع!!
- متى يمكننا أن نقف بوجه أمريكا وغيرها؟
- المشكلة ليست في أمريكا .. المشكلة فينا!!
- حدث من وزارة التعليم العالي الهندية
- لا تعترض .. لن يتغير من الأمر شيء
- مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-3) هل وزارة التعليم العالي ...
- مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-4) هل وزارة التعليم العالي ...
- عامل سيارة القمامة
- مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-3) قيمة الشهادات الجامعية ...
- كيف تحصل على الرئاسة بالمال؟!
- مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-2) زيادة أعداد الطلاب والإ ...
- حكومة جنوب افريقيا أشرف منكم يا حكام العرب والمسلمين
- أقطع أنفك لتعيش في المملكة
- لا تنتظرين أخوتك يا غزة
- مسؤولون لا يستحقون أن يكونوا مسؤولين في الجامعات
- كيف تعرف أن علاقتك بالآخر صحيحة؟


المزيد.....




- السعودية تنفذ رابع إعدام من عائلة الرويلي خلال نحو أسبوع
- رياض منصور يطالب الأمم المتحدة بمنح فلسطين العضوية والضغط لإ ...
- نيبينزيا: عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ستقابلها مفاوضات فلس ...
- إسرائيل لواشنطن: سننتقم من السلطة الفلسطينية إذا أصدرت الجنا ...
- إسرائيل تبلغ واشنطن بأنها ستعاقب السلطة الفلسطينية إذا صدرت ...
- إسرائيل تحذر أمريكا: سنعاقب السلطة الفلسطينية حال أصدرت الجن ...
- السعودية.. حكم بسجن مناهل العتيبي 11 عامًا ومنظمات حقوقية تط ...
- اعتقال 300 محتج بجامعة كولومبيا وأنصار الاحتلال يهاجمون اعتص ...
- الأمم المتحدة: حجم الدمار في غزة هائل وأكبر من أوكرانيا
- من حرب غزة لأوكرانيا.. حرية التعبير في فرنسا تحت مقصلة العقو ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ضياء المياح - ماذا لو تحررت عقولنا؟