حدث من وزارة التعليم العالي الهندية

ضياء المياح
كاتب وباحث، أكاديمي
(Dhiaa Al Mayah)

الحوار المتمدن-العدد: 7875 - 2024 / 2 / 2 - 15:00
المحور: الفساد الإداري والمالي
    

راجع المدرس الدكتور اريان فيكرام دائرة التعليم الأهلي في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لعدة مرات بسبب عدم استلام مستحقاته المالية من جامعته الأهلية السابقة. كان الدكتور اريان قد صدر أمر تعيينه في أحدى الجامعات الحكومية في العاصمة الهندية نيودلهي بموجب قرار تعيين حكومي شمل آلاف التدريسيين ممن هم بدرجة الدكتوراة والقليل ممن يحملون شهادة الماجستير في عدة جامعات حكومية. بعض هؤلاء المدرسين كانوا يعملون في جامعات أهلية وتركوها إلى الجامعات الحكومية بعد صدور قرارات تعيينهم.
كان للبعض من هؤلاء المدرسين مستحقات مالية بذمة الجامعات الأهلية التي رفضت إعطائها اليهم عدا رواتبهم للشهر الأخير وبعد توقيعهم على تعهد ورقي يتضمن عدم وجود هذه المستحقات وعدم مطالبتهم المستقبلية بها. كثير من هؤلاء المدرسين اضطروا للخضوع إلى ضغوط الجامعات الأهلية لاستلام ما يمكن استلامه وترك ما تبقى لهم بغية الحصول على براءات ذممهم من الجامعات الأهلية واستلام راتب الشهر الأخير. البعض القليل من هؤلاء المدرسين ومنهم الدكتور اريان رفض التوقيع على التعهد وطالب بمستحقاته الكاملة لاسيما التي تحقق منها إبَّان انتشار مرض كورونا (كوفيد 19) واعتماد التعليم الإلكتروني بحسب التعليمات الحكومية.
طلب البروفسور الدكتور موهيت حداديكا رئيس الجامعة الأهلية السابقة أن يرى الدكتور اريان ليعرف سبب عدم توقيعه التعهد لمنحه براءة الذمة المطلوبة وراتب الشهر الأخير له. رئيس الجامعة لم يقتنع بكلام الدكتور اريان حول استحقاقاته المالية في فترة التعليم الإلكتروني، فقال له؛ إن مستثمر الجامعة هجو موكول سونيت يريد أن يراه في غرفته المجاورة لمكتب رئيس الجامعة. عند لقاء الدكتور اريان بالمستثمر هجو، كان الأخير هو من بدأ الحديث:
- يا دكتور اريان .. لماذا لا تُوقع التعهد وتستلم براءة ذمتك وراتب شهرك الأخير في الجامعة؟
- لماذا لا تمنحوني بقية استحقاقاتي المالية عن تدريسي في سنوات انتشار كورونا؟
- إنها فترة صعبة مررنا بها والحمد لله فقد تم تجاوزها.
- المدرسون هم من عملوا وتجاوزوا الفترة الصعبة يا هجو.
- كنتم في بيوتكم ولم تأتوا إلى الجامعة يا دكتور، فعن ماذا نعطيكم؟
- ألم نعمل في تلك الفترة ونحن في بيوتنا؟ أليست هي تعليمات الحكومة والوزارة؟ هل توقف التدريس ونحن في بيوتنا؟ ألم ينه الطلاب مراحلهم الدراسية؟ ألم يتخرج من تخرج في تلك الفترة الصعبة.
لم يستطع المستثمر هجو من إقناع الدكتور اريان لتوقيع التعهد واستلام راتب الشهر الأخير والتغاضي عن مستحقات فترة التعليم الإلكتروني، فما كان منه إلا أن أحاله إلى رئيس الجامعة مرة ثانية.
- هذا الموضوع من اختصاص رئيس الجامعة حصرا. يمكنك أن تراجعه ليحسم موضوعك.
كان الدكتور اريان يعلم جيدا أنها لعبة يلعبها رئيس الجامعة ومالكها المستثمر معه بغية المماطلة وتسويف الموضوع عسى أن يدب اليأس في نفسه، فتهبط عزيمته وتضعف همته ويشعر بالإحباط ليتراجع عن الموضوع كما فعلها العشرات من المدرسين قبله.
وفي أخر مراجعة له في وزارة التعليم العالي وفي مكتب مديرة دائرة التعليم الأهلي في الوزارة، جلس الدكتور اريان ينتظر حلا لموضوعه الذي طال امده ولم تسنده الوزارة في مطلبه. قالت المديرة له؛ إن علاقة وزارة التعليم العالي بالجامعات الأهلية محدودة ولا تتدخل في شؤونها الإدارية والمالية. لقد أجرينا عدة مراسلات مع الجامعة التي تشكوها منذ سنة تقريبا ولم يردنا جواب منها وسنكرر المحاولة عسى أن تجيبنا، لكننا لا نستطيع إجبارها على الرد. وفي حالة عدم رد الجامعة، فإن الوزارة لا تستطيع فعل شيء لك. وإذا كان لديك مشكلة مع هذه الجامعة فيمكنك اللجوء إلى القضاء لتأخذ حقك.
أصيب الدكتور اريان بالدهشة والاستغراب من إجابة مديرة التعليم الأهلي وكيف إن الوزارة لا تتدخل في شؤون الجامعات الأهلية لتحمي المدرسين فيها وتعيد لهم حقوقهم التي أبتلعها مستثمرو تلك الجامعات. كان قراره بعدم التراجع عن استرداد مستحقاته ثابتا. تمهل شهرين قبل أن يعاود مراجعاته للوزارة من جديد. ولغاية كتابة هذا المقال، ما زال المدرس الدكتور اريان مستمرا بمراجعاته ومطالباته.

#ضياء_المياح (هاشتاغ)       Dhiaa_Al_Mayah#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات