أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ضياء المياح - المشكلة ليست في أمريكا .. المشكلة فينا!!














المزيد.....

المشكلة ليست في أمريكا .. المشكلة فينا!!


ضياء المياح
كاتب وباحث، أكاديمي

(Dhiaa Al Mayah)


الحوار المتمدن-العدد: 7879 - 2024 / 2 / 6 - 14:59
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


علينا أن لا نغفل الحقائق، نواجهها بصراحة المخلص في بناء وطنه والمهتم لمستقبل أجياله، وأن لا ندعي إن المشكلة هي في أمريكا وحدها ونحن ملائكة الله على ارضه. بالأمس تعاونا مع أمريكا واليوم نحاربها، استفدنا منها مقابل استفادتها منا، ثم اختلفنا وحصلت القطيعة معها. كلنا يعرف إن أمريكا تتعامل مع دول العالم بحسب قوتها وضعفها. والحقيقة إن علاقات جميع دول العالم فيما بينها تقوم على أساس القوة وليس على احترام المبادئ ولا الإنسانية. أمريكا وكل دول العالم لا تعرف سيادة ومصالح الدول الأخرى ولا يهمها هذا الأمر البتة. من يرى غير ذلك، عليه أن يعيد حساباته. ليس هناك مبادئ في التعامل بين الدول، هناك مصالح دول تتحقق عبر سياساتها التي قد تتغير بحسب مصالحها.
كل الدول تبحث عن أو تنظر إلى مكامن القوة أو الضعف في الدول الأخرى لتحدد طريقة التعامل خنوعا أو احتراما أو استهانة أو ابتزازا. أما ما يعلن من تلك الدولة أو غيرها في وسائل الإعلام ويتنافى مع هذه الحقائق فهو إعلام ليس إلا. أمريكا وجميع دول العالم لا تعرف الأخلاق في تعاملها مع الدول الكبيرة والصغيرة، هناك تعامل أساسه المصالح ولا يوجد تعامل دولي أخلاقي ولا مبدئي ولا إنساني ولا إقليمي ولا قومي ولا إسلامي ولا عقائدي أو مذهبي. من لديها مثل هذا التعامل، فهي دولة ضعيفة بائسة لا تقوى على مجابهة الدول الأخرى. ومواثيق الأمم المتحدة ومجلس أمنها وقرارت المنظمات الدولية إنما تقوم على أساس مصالح الدول القوية.
هذه غزة وهؤلاء العرب والمسلمين، فماذا فعلوا لها؟ وماذا فعلوا لأجلها؟ بدلا من أن يقفوا معها ويدعموها، تنحوا جانبا ليتفرجوا عليها وهي تُضرب وتُدمر وتُباد. بعضهم شَتم فلسطين من أولها لآخرها ووصل الأمر عند كثير منهم إلى ن يقفوا مع إسرائيل بالمال والدعم العسكري بالسلاح والرجال. معيار الفصل في التعامل بين الدول هو القوة. أمريكا وجميع دول العالم تتعامل بِمنطق القوة. دولة بدون قوة دولة لا سيادة لها، لأن مثل هذه الدولة لا تقوى على حماية نفسها وحفظ سيادتها. قوة الدولة ليست بالضرورة أن تكون قوة عسكرية وإن كانت هذه القوة لا يمكن الاستغناء عنها البتة. قوة اية دولة اليوم تبدأ بالاقتصاد قبل السياسة وبالشعب قبل الجيش.
هناك مصطلحات ومفاهيم نفهمها بالمقلوب أو نَقلبها ونَدعي فهمها. قوة اقتصاد أية دولة هو الأساس ووحدة الشعب ورضاه عن حكومته هو المعيار. قوة الاقتصاد بتنوعه وتعدده وليس بأحاديته، ورضا شعبه بوعيه ورفاهيته. أبحث عن أسباب قوة الدول القوية وضعف الدول الضعيفة، ستجد أن الأمر أوله اقتصاد وشعبٍ راضٍ وثانيهما وثالثهما وأخيرهما امور تضاف لقوة الدولة ولا تنقصها. حتى الخيرات الكثيرة لا فائدة منها إن لم يك هناك شعب موحد الصفوف وإدارة قادرة على إدارة الشعب وخيراته لتبني قوة تهابها أمريكا وغير امريكا.
وحدة الصف الوطني هي القوة المنيعة. فإن لن نجد من يوحد صفوف العراقيين، فعلينا أن نعمل على وحدة هذا الصف بحدودها الممكنة لبناء العراق وللوقوف بوجه أمريكا وغيرها. بتفرقة الصف الوطني لن تخشانا أمريكا، ولن تهابنا دول المنطقة، ولن تحترمنا دول العالم. هذا ليس تشاؤما، بل حساب قوة الدولة العراقية. كل دولة تحتاج البشر قبل الخيرات، وتحتاج من ينظم ويدير البشر والخيرات معا. عدم القدرة على ذلك يعني إن هناك عيبا ما ليس في البشر وليس في الخيرات، لكن في من ينظم ويدير هذا وتلك.
لنعيد حساباتنا لنقف بوجه أمريكا وغيرها ونفرض عليها احترامها لنا. لنعد حساباتنا لنكون أقوياء بما لدينا. نحتاج إدارة قوية هدفها الأول والأخير هو مصلحة العراق دون مصالح الدول الأخرى ومهمتها خدمة العراق أولا وثانيا وإلى ما لا نهاية بعقول منفتحة وفاهمة لما يجري وما هو مطلوب. وبخلاف ذلك، ستبقى أمريكا تتجاوز على العراق وسيادته وتضرب منه ما تضرب، وتحاصرنا ما قدرت على ذلك، وتحاربنا في كل مكان. العراق بحاجة إلى إعادة تنظيم وترتيب أولوياته، فأمريكا لن تتوقف عن الضرب والقصف وإيذاء العراق حتى نوقفها نحن ونوقف غيرها بقوتنا.



#ضياء_المياح (هاشتاغ)       Dhiaa_Al_Mayah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدث من وزارة التعليم العالي الهندية
- لا تعترض .. لن يتغير من الأمر شيء
- مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-3) هل وزارة التعليم العالي ...
- مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-4) هل وزارة التعليم العالي ...
- عامل سيارة القمامة
- مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-3) قيمة الشهادات الجامعية ...
- كيف تحصل على الرئاسة بالمال؟!
- مشاكل العراق القادمة: الشهادات (2-2) زيادة أعداد الطلاب والإ ...
- حكومة جنوب افريقيا أشرف منكم يا حكام العرب والمسلمين
- أقطع أنفك لتعيش في المملكة
- لا تنتظرين أخوتك يا غزة
- مسؤولون لا يستحقون أن يكونوا مسؤولين في الجامعات
- كيف تعرف أن علاقتك بالآخر صحيحة؟
- مشاكل العراق القادمة؛ (1) السيارات و(2) الشهادات
- أما مِنْ مُغيثٍ يُغيثُ أهل غزة؟
- خذ حتى ترضى
- داسم ومطرش هما قدوة الشباب
- ماذا فعلت حماس؟!
- المرتشي والراشي والدبس
- بسبب العرب تضيع فلسطين


المزيد.....




- السعودية تحدد قيمة مخالفة من يضبط داخل مكة والمشاعر دون تصري ...
- بوتين يؤدي اليمين الدستورية لولاية خامسة.. شاهد ما قاله عن ا ...
- غزة: ما هي المطبات التي تعطل الهدنة؟
- الحرب على غزة| قصف إسرائيلي عنيف على القطاع ومخاوف من -الغزو ...
- وداعا للسيارات.. مرحبا بالمشاة! طريق سريع في طوكيو يتحول إلى ...
- يومين فقط من إطلاقها.. آثار كارثية للعملية الإسرائيلية برفح ...
- البيت الأبيض يعلق على -محاولة اغتيال- زيلينسكي
- اكتشاف سبب جديد يؤكد أن غواصة تيتان كانت ستقتل ركابها لا محا ...
- -إنسولين فموي- بتقنية النانو قد يغني عن الحقن لمرضى السكري
- السجن لمصري جمع 100 ألف دولار من أبراج الكويت


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - ضياء المياح - المشكلة ليست في أمريكا .. المشكلة فينا!!