أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - بُعَيْدَ مُنتصفِ آلليلِ أفقْتُ














المزيد.....

بُعَيْدَ مُنتصفِ آلليلِ أفقْتُ


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7949 - 2024 / 4 / 16 - 10:28
المحور: الادب والفن
    


جلستُ على وسادة صلدة صلبة مُسنِدا ظهري على عروض سارية خشبية سميكة عتيقة مثبتة وسط الدار (تَاݣِيديتْ) .. أفردتُ رجليّ القصيرتين أمامي مباشرة تُحَيْتَ مائدة ضئيلة القد و الحجم تلهُو يدايَ ببيضة صغيرة صفراء أحركُها أدَوِّرُها، فتطاوعني في دورانها كخذروف صبي كانت تَحُومُ تلُفُّ على نفسها لَفّات عديدة حتى تتوقف بموت سرعتها التي شُحِنَتْ بها .. و طفقتُ أرنو جهة خالتي (تالفقيرتْ) التي ما كادتْ تُنهي صلاة المغرب حتى بدأتْ للتو تقيم صلاة العشاء متجهة بكل جوارحها جهة الشرق حيث مصطبة أخرى مرتفعة على الأرض بقدر يسمح للجالس على حافتها _من الكبار طبعا_ وضعَ قدميْه بشكل مُريح على الأرض .. قُسِمَتْ هاته العلية إلى شطريْن، شطر ينام فيه جَدّايَ و آخر يتكئ فيه مَنْ أرادَ من الضيوف وأهل الدار ..

_غَــرَاشْ آتْجانْتْ ..!!.. (إياك أن تنام)

قالت المُصلية بعد إنهاء الصلاتَيْن و النافلةَ و هي تلاحظ علامات السهو و التعب على مُحَيّايَ ...

_ آوْرَى غَـرْدَا .. قَـرّبْ غَارِي ..!!.. (اُدنُ مني اقترب!!)

فدنَوْتُ حتى لامستُها، فشممتُ رائحة تراب البلد (شَالْ نَتْمُورْتْ)، تلك التي أشُمُّهَا في جدي في جدتي في خالي في خالتي في كل قادم من بلدة (الفحص) إلينا في المدينة التي نقطنها .. رائحة نفاذة فشي شكل .. خليط بين أعشاب البر في السهل في الوادي في الجبل .. زُيُوتٌ سَيّالةٌ نفّاذة تطير من أشجار مباركة أراضيها، تربتها وأهاليها .. ألبانٌ، أجبانٌ، زيت، زيتون، خريفُ آلمصيف، فاكهة بمختلف الألوان، و سمنٌ أصفرُ يتجاوز عمرُه السنين والأعوام وآخر طري طازج أبيض يقق .. ودقيقُ حنطةِ شعيرٍ و قمح تطحنُه طاحونةُ ماء هادر بالليل بالنهار .. (زَامْبُو، أدْخَسْ، آحْلاو، بازين و (تََرِيدٌ) و تينُ عَرَصَات حِسان (تيبحّار) و داليات (آزيلي) (١) و جلنار رُمّان .. سيقان زرع مستقيمة يافعة وسنابل ثقيلة ناضجة (تيمْقَشرين) وتبن (لُومْ)، و أكوام آلحصاد (تِيرَتشِيوينْ) و كثير من صفاء حلوم القلوب وحُب و هيام و بلدٌ بألوان الطيف أخضرُ أسمرُ أزرقُ أحمرُ لازَوَرديُ كالزلال كالشعاع شَعّ من يديْها إذْ أمسكَتْ بِيَدَيّ .. و في نبرات هادئة حازمة رصينة، بدأتْ حكاية البلدة و الجوار .. حكاية البطاح و الوهاد و التلال و المسالك والشعاب والهضبات و المروج و الأفياء الفائحات و الجداول و الغدران و السواقي و المجاري الطافحات و ذُرَا (إيشّاوَنْ) قمم المرتفعات و العيون و الأحواض والبساتين و الجرف و المنحدرات و العقبات والشهقات و الزفرات .. حكاية دوحة شجيرات السرو الأبهل (طَاقَا) أزمور الزيتون و السنديان، قيعان وادي (المشرع)، بحيرة (تامْدَا) جُب (البير) مدرجات عرصات (لَقْلَعْ) خمائل (سيدي عامر) رشراااار أمواه شلالات (تاشراراشت) ملعب (آلْمُو) لُحود مقابر (إيمطلان)، (لَعْري نْبَنْعْمَانْ، لَخْوَارَبْ، تودرين تيبولاي، إيري آزوكاغ، تيسقفين، لْمَرْجْتْ، لَمْلاَمَا، القشلة، تانْݣَازْتْ) بساتين (تابحيرت أمَزُوزْ) (٢) .. ايبرْدَانْ الحصاد طرقات الأسواق و ... بُعيد منتصف ليل بهيم، لما بلغتِ الحكايات ذروتها و آسترسلتِ الراوية تروي في رُواء و سكينة تحكي في دَعة و .. و .. لما .. جعلَتْ تتهادى النبرات و الكلمات، ارتعدتُ حككتُ محجريَّ .. هوووف زفرتُ شهقتُ أفقتُ .. أفقتُ .. أفقْت ...

☆ترجمات :
١_زَامْبُو : أكلة من دقيق القمح مخلوطا بزيت أو سمن
_أدْخَسْ : اللبأ
_آحْلاو : طعام حبوب الشعير أو الذرة مخلوطا بلبن
_بازين : طعام حبوب قمح مخلوطا بحليب أو مرق أو بعض أعشاب البراري
_تََرِيدٌ : قطع رغائف بإيدام مرق ولحم دجاج بلدي أو حليب
٢_لَعْري نْبَنْعْمَانْ، لَخْوَارَبْ، تودرين تيبولاي، إيري آزوكاغ، تيسقفين، لْمَرْجْتْ، لَمْلاَمَا، القشلة، تانْݣَازْتْ، تابحيرت أمَزُوزْ :
أسماااااء أمكنة



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تِيْتْ إيغْنَانْ
- حَدِيثُ آلنِّسْوَةِ الّذِي لَا يَنْتَهِي
- هْدَا أُورْدَا هَدِّيغْ
- لَيْلَةٌ أُخْرَى مَوْؤُودَة
- وَبَقَايَا مِنْ كُلِّ شَيْء
- السلام عليكِ خالتي
- تِيخْتْ نَتْمُورْتْ
- وَأَقْمَارٌ كَأَنّ آلْأرْضَ فَاحَتْ
- جَابُوهْ جَابُوهْ آسَعْدَاتْ مُوهْ أُو بُوهْ
- غير لَطْيَارْ بَاكْيَا بَنْوَاحْ وُلْدَتُو لَحْزَانْ
- لَالْ الرَّيْ دَشْوارْ
- لِمَ لَا أَفْعُلُ ذَلِكَ .. لِمَ .. !؟ ..
- آذار حَسِير
- سَلَامٌ يَطْفِرُ بِسَخَاءٍ مِنْ عَيْنَيْ الْأُمّ هَادِي
- يُوسُفُ آلصَّغِيرُ
- عَسَى
- زَهْرَتَاان
- شَيْءٌ كآلزُّحَارِ
- أشلاااااء الكلمااااات
- تِيزَرْزَرْتْ


المزيد.....




- فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر ...
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء أطفال غزة بقراءة أسمائهم في مدريد ...
- الفنان وائل شوقي : التاريخ كمساحة للتأويل
- الممثلة الأميركية اليهودية هانا أينبيندر تفوز بجائزة -إيمي- ...
- عبث القصة القصيرة والقصيرة جدا
- الفنان غاي بيرس يدعو لوقف تطبيع رعب الأطفال في غزة.. الصمت ت ...
- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - بُعَيْدَ مُنتصفِ آلليلِ أفقْتُ