|
فَلْسَفَة اَلْرِّدْبِّيلْ - اَلْجُزْءَ اَلرَّابِعِ -
اتريس سعيد
الحوار المتمدن-العدد: 7920 - 2024 / 3 / 18 - 21:48
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
اَلْإِلْحَاح اَلْأُنْثَوِيِّ The Nagging أَخْطَرَ وَسِيلَةٍ نَفْسِيَّةٍ لِلتَّلَاعُبِ بِالرَّجُلِ ! وَاجَهَ اَلرِّجَالُ عَلَى مَرِّ اَلْعُصُورِ تَحَدِّيًا مُسْتَمِرًّا فِي عَلَاقَاتِهِمْ اَلْأُسَرِيَّةِ، تَحَدِّيًا يَأْخُذُ شَكْلَ صَوْتٍ مُتَوَاصِلٍ يُسَمَّى بِالزَّنِّ أَوْ اَلْحُنَّة بِالْعَامِّيَّةِ "Nagging" بِالْإِنْجِلِيزِيَّةِ، هَذَا اَلْإِلْحَاحِ اَلْأُنْثَوِيِّ لَمْ يَكُنْ مُجَرَّدَ إِزْعَاجٍ عَابِرٍ، بَلْ تَرَكَ أَثَرًا عَمِيقًا عَلَى اَلرَّجُلِ وَ عَلَى مَوْقِعِهِ دَاخِلَ اَلْأُسْرَةِ. فِي مَشْهَدٍ يَتَكَرَّرُ يَوْمِيًّا. عِنْدَمَا يَسْتَسْلِمُ اَلرَّجُلُ لِلْإِلْحَاحِ دُونَ مُقَاوَمَةٍ فَعَّالَةٍ، يَتَحَوَّلَ دَوْرُهُ فِي اَلْأُسْرَةِ مِنْ قَائِدٍ نَاجِحٍ إِلَى دَوْرٍ رَمْزِيٍّ وَتَابَعَ، هَذَا اَلِاسْتِسْلَامِ لَا يُفْقِدُهُ مَكَانَتَهُ فَقَطْ، بَلْ يَقُودُهُ إِلَى طَرِيقِ اَلْعُبُودِيَّةِ اَلْعَاطِفِيَّةِ وَالنَّفْسِيَّةِ، حَيْثُ يُصْبِحُ مُجَرَّدَ مُزَوَّدٍ خِدْمَاتٍ بِلَا سُلْطَةٍ أَوْ اِحْتِرَامٍ، وَلِمُشَاهِدَةٍ تَأْثِير خُضُوعِ اَلرَّجُلِ لِلْإِلْحَاحِ، شَاهِدُوا نَمُوذَجُ اِسْتِجَابَةِ اَلْحُكُومَاتِ اَلْعَرَبِيَّةِ لِلْإِلْحَاحِ اَلنِّسْوِيِّ وَكَيْفَ أَدَّتْ هَذِهِ اَلِاسْتِجَابَةِ إِلَى تَمَرْكُزِ اَلْقَوَانِينِ اَلْحُكُومِيَّةِ حَوْلَ اَلْأُنْثَى. تَغْيِيرُ قَوَانِينِ اَلْأُسْرَةِ لِتَكُونَ مُنَاسِبَةً لِإِسْتِرَاتِيجِيَّتِهَا اَلْجِنْسِيَّةَ اَلثُّنَائِيَّةَ فِي اَلتَّزَاوُجِ. هَذَا مِثَالُ حَيٍّ عَلَى خُطُورَةِ خُضُوعِ اَلرَّجُلِ لِلْإِلْحَاحِ وَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تُدَمِّرَ تِلْكَ اَلِاسْتِجَابَةِ اَلْأُسْرَةِ وَالْحَضَارَةِ بِأَكْمَلِهَا، وَ لِمُشَاهِدَةٍ تَأْثِير هَذِهِ اَلِاسْتِجَابَةِ، فَلْنَنْظُرْ إِلَى نَتَائِجِهَا عَنْ طَرِيقِ إِحْصَائِيَّاتِ اَلطَّلَاقِ. حَتَّى بَعْضِ اَلْمَشَايِخِ وَ طَلَبَةِ اَلْعَلَمِ سَقَطُوا فِي فَخِّ اَلْإِلْحَاحِ اَلنِّسْوِيِّ، فَحَرَّفُوا وَغَيَّرُوا بَعْضَ اَلْأَحْكَامِ اَلشَّرْعِيَّةِ اَلَّتِي تُزْعِجُ اَلْأُنْثَى. أَمَّا فِي اَلْعَلَاقَاتِ اَلزَّوْجِيَّةِ، فَهُنَاكَ عِدَّةُ أَمْثِلَةٍ تُظْهِرُ كَيْفَ يَتِمُّ اِسْتِغْلَالَ اَلْإِلْحَاحِ لِلتَّلَاعُبِ بِالرَّجُلِ : أَوَّلاً : اِسْتِخْدَامُ اَلدُّمُوعِ وَالْعَاطِفَةِ لِلضَّغْطِ عَلَى اَلرَّجُلِ لِلْحُصُولِ عَلَى مَكَاسِبَ مَادِّيَّةٍ أَوْ مَعْنَوِيَّةٍ. ثَانِيًا : تَكْرَارُ اَلشَّكَاوَى وَالتَّذَمُّرِ لِإِجْبَارِ اَلرَّجُلِ عَلَى تَغْيِيرِ قَرَارَاتِهِ. ثَالِثًا : اَلْإِصْرَارُ عَلَى اِتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ تَرْبَوِيَّةٍ دُونَ اَلْأَخْذِ بِرَأْيِ اَلْأَبِ. رَابِعًا : تَجَاهُلُ رَغَبَاتِ اَلرَّجُلِ وَإحْتِيَاجَاتِهِ فِي اَلْحَيَاةِ اَلْأُسَرِيَّةِ، مِمَّا يُقَلِّلُ مِنْ اِحْتِرَامِهِ وَثِقَتِهِ بِنَفْسِهِ. خَامِسًا : اِسْتِغْلَالُ اَلْمُنَاسَبَاتِ اَلْعَائِلِيَّةِ لِفَرْضِ رُؤْيَةِ اَلْأُنْثَى عَلَيْهِ سَادِسًا : اَلْمُبَالَغَةُ فِي اَلتَّعْبِيرِ عَنْ اَلْحَاجَةِ لِلْأَمَانِ وَالرِّعَايَةِ بِطَرِيقَةٍ تُقَيِّدُ حُرِّيَّةَ اَلرَّجُلِ وَقَرَارَاتِهِ. وَلِمُوَاجَهَة هَذَا اَلْإِلْحَاحِ، يَجِبَ عَلَى اَلرَّجُلِ تَبَنِّيَ اِسْتِرَاتِيجِيَّاتٍ فَعَّالَةٍ مِنْ مَنْظُورِ اَلْحَبَّةِ اَلْحَمْرَاءِ مِنْهَا : _ اَلتَّوَاصُل اَلْوَاضِحِ وَالْمُبَاشِرِ مَعَ اَلْأُنْثَى وَتَعْلِيمِهَا اَلتَّرْتِيبِ اَلْهَرَمِيِّ وَأَهَمِّيَّةُ اِحْتِرَامِهِ _ تَحْدِيدُ اَلْحُدُودِ اَلصِّحِّيَّةِ وَالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالتَّقَالِيدِ اَلْمُجْتَمَعِيَّةِ وَالصِّحَّةِ وَالْخَطَأِ وَالْوُقُوفِ بِحَزْمِ عِنْدِهَا _ تَطْوِيرُ صَلَابَةِ اَلرَّجُلِ اَلْعَاطِفِيَّةِ وَتَعْزِيزِ اَلْمَنْطِقِ لِلتَّعَامُلِ مَعَ ضُغُوطِ اَلْإِلْحَاحِ بِثَبَاتٍ وَهُدُوءٍ. _ فَهْمُ دَوَافِعِ اَلْأُنْثَى اَلْبِيلْوجِيَّة وَرَاءَ اَلْإِلْحَاحِ وَمُعَالَجَتِهَا بِطُرُقِ بَنَّاءَةٍ. _ اَلْقِيَادَة وَالسَّيْطَرَةِ مِنْ خِلَالِ تَأْكِيدِ اَلدَّوْرِ رَبَّ اَلْأُسْرَةِ وَلَيْسَ اَلْأُمَّ . _ اَلتَّحْسِين اَلذَّاتِيِّ اَلْمُسْتَمِرِّ لِلرَّجُلِ لِتَعْزِيزِ اَلثِّقَةِ وَالِاسْتِقْلَالِيَّةِ فِيهِ. فِي نِهَايَةِ اَلْمَطَافِ، يَجِبَ عَلَى كُلِّ رَجُلِ أَنْ يُدْرِكَ بِأَنَّ اَلْجَهْلَ بِطُرُقِ اَلتَّعَامُلِ مَعَ اَلْإِلْحَاحِ اَلْأُنْثَوِيِّ يُمْكِنُ أَنْ يَقُودَ إِلَى عَوَاقِبَ وَخِيمَةٍ، فَالْجَهْلُ لَيْسَ مُجَرَّدَ نَقْصٍ فِي اَلْمَعْرِفَةِ، بَلْ هُوَ خَطَرٌ يُهَدِّدُ اَلنَّسِيجُ اَلْأُسَرِيُّ نَفْسَهُ عِنْدَمَا يَتَجَاهَلُ اَلرَّجُلُ أَهَمِّيَّةَ فَهْمِ وَمُوَاجَهَةِ هَذَا اَلْإِلْحَاحِ، فَهُوَ يُخَاطِرُ بِتَقْوِيضِ دَوْرِهِ كَقَائِدِ وَ حَامِي لِأُسْرَتِهِ، وَقَدْ يَجِدُ نَفْسَهُ مُحَاصَرًا فِي دَوْرَةٍ مِنْ اَلْعُبُودِيَّةِ اَلْعَاطِفِيَّةِ وَالنَّفْسِيَّةِ. إِنَّ تَحْذِيرَنَا لِكُلِّ رَجُلٍ هُوَ بِمَثَابَةِ دَعْوَةٍ إِلَى أَنْ يَتَسَلَّحَ بِالْمَعْرِفَةِ وَالْإِسْتِرَاتِيجِيَّاتِ اَلْفَعَّالَةِ لِلتَّعَامُلِ مَعَ اَلْإِلْحَاحِ، فَالْعَالَمُ اَلْحَدِيثُ يُقَدِّمُ تَحَدِّيَاتٍ جَدِيدَةً وَمُعَقَّدَةً، لَكِنْ بِالْفَهْمِ اَلْعَمِيقِ وَ التَّطْبِيقِ اَلْوَاعِي لِلْمَبَادِئِ اَلَّتِي طَرَحْنَاهَا، يُمْكِنَ تَحْوِيلُ هَذِهِ اَلتَّحَدِّيَاتِ إِلَى فُرَصٍ لِبِنَاءِ عَلَاقَاتٍ أُسَرِيَّةٍ أَقْوَى وَأَكْثَرَ تَوَازُنًا. تَنْوِيهٌ : اَلرَّجُلُ اَلَّذِي يَتَجَاهَلُ خَطَرَ اَلْإِلْحَاحِ اَلْأُنْثَوِيِّ، هُوَ يُخَاطِرُ بِأَكْثَرَ مِنْ مُجَرَّدِ سَلَامَتِهِ اَلشَّخْصِيَّةِ؛ أَنَّهُ يُخَاطِرُ بِمُسْتَقْبَلِ أُسْرَتِهِ وَبِالْأَجْيَالِ اَلْقَادِمَةِ، لِذَلِكَ نَدْعُو كُلُّ رَجُلٍ إِلَى اَلتَّعَلُّمِ وَالتَّفْكِيرِ وَالتَّطْبِيقِ اَلنَّشِطِ لِلْمَعْرِفَةِ اَلَّتِي تَمَّ تَقْدِيمُهَا، لَيْسَ فَقَطْ كَدِرْعِ حِمَايَةٍ لَهُ وَلِأُسْرَتِهِ، بَلْ كَوَسِيلَةٍ لِبِنَاءِ مُسْتَقْبَلِ أَفْضَلَ حَيْثُ يَسُودُ اَلِاحْتِرَامُ وَالتَّفَاهُمُ اَلْعَمِيقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أُسْرَتِهِ
#اتريس_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فَلْسَفَة اَلْرِّدْبِّيلْ - اَلْجُزْءَ اَلثَّالِثِ -
-
فَلْسَفَة اَلْرِّدْبِّيلْ - اَلْجُزْءِ اَلثَّانِي -
-
فَلْسَفَة اَلْرِّدْبِّيلْ - اَلْجُزْءَ اَلْأَوَّلِ-
-
اَلسَّدّ اَلْحَدِيدِيِّ وَأُسْطُورَةُ ذِي اَلْقَرْنَيْنِ
-
مَظْلُومِيَّة عَائِشَة بِنْتُ أَبُو بَكْرْ
-
اَلنِّسَاءُ وَقُودَ اَلْفِتَنِ
-
لَا تَكُنْ اَلْوَسِيلَةُ لِأَنَّكَ لَمْ تَكُنْ اَلْغَايَةُ
-
اَلشَّعْبُ يُقَدِّسُ مَنْ يَمْلِكُ مَهْبِلَ يَا صَدِيقِي
-
لَا تَضِيعُ وَقْتَكَ مَعَ شَخْصٍ مُسْتَنْزَفٍ عَاطِفِيًّا
-
إنَّهَا تُرِيدُ اِنْقَاذَ نَفْسَهَا بِوَاسِطَتِكَ
-
غَايَةُ اَلْمَرْأَةِ اَلْمَالُ وَالْجِنْسُ مَعَ اَلْوَسِيمِ
...
-
إِلَى مَزْبَلَةٍ اَلتَّارِيخِ يَا فَاجِرَات
-
لَا يَرَى اَلنِّسَاءَ مَلَائِكَةً سَوَّى اَلضِّعَافُ
-
اِحْذَرْ أَنْ تَأْخُذَ فَضَلَاتُ غَيْرُكَ
-
مَا وَرَاءَ اَلْجَمَالِ اَلظَّاهِرِ لِأُنْثَى اَلْإِنْسَانِ
-
اَلصَّالِحَات لَيْسَ لَدَيْهِمْ سُوشِلْ مِيدْيَا أَصْلاً
-
أَيُّ رَجُلِ عِنْدَهُ عَقْلٌ لَايَعْبُدُ اَلْجِهَازُ اَلتَّن
...
-
نَحْنُ رِجَالٌ لَا نَرْضَى بِالنُّفَايَاتِ اَلْآدَمِيَّةِ
-
أَيُّهَا اَلرَّجُلُ لَا تَكُنْ عَجَلَةُ إِنْقَاذِ لِإِحْدَاه
...
-
أَرْسِلَ إِلَى مَزْبَلَةِ اَلتَّارِيخِ بِلَا رَحْمَةٍ
المزيد.....
-
بالأسماء.. أبرز 12 جامعة أمريكية تشهد مظاهرات مؤيدة للفلسطين
...
-
ارتدت عن المدرج بقوة.. فيديو يُظهر محاولة طيار فاشلة في الهب
...
-
لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب
...
-
جرد حساب: ما نجاعة العقوبات ضد إيران وروسيا؟
-
مسؤول صيني يرد على تهديدات واشنطن المستمرة بالعقوبات
-
الولايات المتحدة.. حريق ضخم إثر انحراف قطار محمل بالبنزين وا
...
-
هيئة كبار العلماء السعودية: لا يجوز الحج في هذه الحالة.. ويأ
...
-
هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة.. ويكشف عن مكانه
-
Polestar تعلن عن أول هواتفها الذكية
-
اكتشاف تأثير صحي مزدوج لتلوث الهواء على البالغين في منتصف ال
...
المزيد.....
-
فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال
...
/ إدريس ولد القابلة
-
المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب
...
/ حسام الدين فياض
-
القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا
...
/ حسام الدين فياض
-
فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
يوميات على هامش الحلم
/ عماد زولي
-
نقض هيجل
/ هيبت بافي حلبجة
-
العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال
...
/ بلال عوض سلامة
-
المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس
...
/ حبطيش وعلي
-
الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل
...
/ سعيد العليمى
-
أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم
...
/ سعيد زيوش
المزيد.....
|