أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - مَا وَرَاءَ اَلْجَمَالِ اَلظَّاهِرِ لِأُنْثَى اَلْإِنْسَانِ















المزيد.....



مَا وَرَاءَ اَلْجَمَالِ اَلظَّاهِرِ لِأُنْثَى اَلْإِنْسَانِ


اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7898 - 2024 / 2 / 25 - 19:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


1 _ خَمْسَةٌ كَوَارِث أُسَرِيَّةٍ تَنْتِجُ مِنْ تَحْوِيلِ قَرَارَاتِ اَلْأَبِ إِلَى مَيْدَانٍ لِلْمُنَاقَشَةِ مَعَ اَلنِّسَاءِ وَالْأَطْفَالِ دَاخِلِ اَلْأُسْرَةِ ! فِي عَصْرٍ تَتَسَارَعُ فِيهِ وَتِيرَةُ اَلتَّغْيِيرَاتِ، وَتَتَعَالَى فِيهِ اَلْأَصْوَاتُ اَللِّيبَرُونْسُويَّة مُطَالَبَةً بِإِعَادَةِ تَشْكِيلِ دِينَامِيكِيَّاتِ اَلسُّلْطَةِ دَاخِلَ اَلْأُسْرَةِ، بَرَزَتْ بِقُوَّةِ تَيَّارَاتٍ نِسْوِيَّةٍ تَدْعُو اَلْآبَاءَ إِلَى تَبَنِّي أُسْلُوبِ اَلْحِوَارِ اَللِّيبْرَالِيِّ وَمُنَاقَشَةُ اَلنِّسَاءِ وَالْأَبْنَاءِ دَاخِلِ اَلْأُسْرَةِ، مُعْتَبِرَةً قَرَارَاتِ اَلْأَبِ اَلْأُسَرِيَّةِ مَيْدَانًا لِلْجَدَلِ وَالْأَخْذِ وَ الْعَطَاءِ، مِمَّا يَضَعُ مَكَانَةَ اَلْأَبِ وَقَرَارَاتِهِ تَحْتَ مِجْهَرِ اَلتَّسَاؤُلِ وَ التَّشْكِيكِ ! لَكِنْ، هَلْ تَوَقَّفْنَا لِلَحْظَةٍ لِنُقَيِّمَ اَلثَّمَنَ اَلَّذِي قَدْ نَدْفَعُهُ مُقَابِلِ اَلِإنْجِرَارِ خَلْفَ تِلْكَ اَلدَّعَوَاتِ اَلنِّسْوِيَّةِ ؟ هَلْ نَحْنُ عَلَى اِسْتِعْدَادٍ لِرُؤْيَةِ هَيْبَةِ اَلْأَبِ، ذَلِكَ اَلصَّرْحِ اَلْعَظِيمِ اَلَّذِي ظَلَّ لِعُقُودٍ طَوِيلَةٍ مَلَاذًا وَمَرْجِعًا لِلْأُسْرَةِ، يَتَزَعْزَعَ أَمَامَ تَيَّارِ اَلْحِوَارِ اَلْمَفْتُوحِ ؟ فَالسَّعْيُ وَرَاءُ تَشْجِيعِ اَلْحِوَارِ وَالْمُشَارَكَةِ فِي اِتِّخَاذِ اَلْقَرَارَاتِ اَلْأُسَرِيَّةِ مَعَ اَلْمَرْأَةِ وَالْأَبْنَاءِ يَفْتَحَ اَلْبَابُ لِعَوَاقِبَ لَمْ تَكُنْ فِي اَلْحُسْبَانِ, أَوَّلاً تَآكُلُ جُدْرَانِ اَلسُّلْطَةِ اَلْأَبَوِيَّةِ : اَلْآنُ، نَشْهَدُ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلتَّشْكِيكِ اَلْمُسْتَمِرِّ فِي قَرَارَات اَلْأَبِ أَنْ يَهْدِمَ أُسُسَ اَلسُّلْطَةِ وَالِإحْتِرَامِ اَلَّتِي بُنِيَتْ عَلَيْهَا اَلْأُسَرُ لِقُرُونٍ. ثَانِيًا زِلْزَالٌ يَهُزُّ اَلِإسْتِقْرَارُ اَلْأُسَرِيُّ : هَلْ تَصَوُّرُنَا يَوْمًا اَلْفَوْضَى اَلَّتِي قَدْ تَنْشَأُ عِنْدَمَا يُصْبِحُ كُلُّ قَرَارٍ أَبَوِيٍّ وَتَوْجِيهٌ مَحَلِّ نِقَاشٍ وَ جَدَلٍ ؟ وَهَذَا يَخْلُقُ بِيئَةً مِنْ عَدَمِ اَلْيَقِينِ وَالتَّوَتُّرِ دَاخِلَ اَلْأُسْرَةِ. ثَالِثًا اَلتَّشَتُّتُ وَفِقْدَانُ اَلْبُوصَلَةِ : فِي زَمَنٍ كَانَ فِيهِ اَلْأَبُ اَلْقَائِدُ وَالْمُوَجِّهُ، نَجِدُ أَنْفُسُنَا اَلْآنَ أَمَامَ مَخَاطِرِ تَشْتِيتِ اَلْأَدْوَارِ وَضَيَاعِ اَلْقِيَمِ اَلَّتِي كَانَتْ تَنْقُلُ جِيلاً بَعْدَ جِيلٍ. رَابِعًا مَشَاكِل تَحْدِيدِ اَلْحُدُودِ : كَيْفَ لَنَا أَنْ نَرْسُمَ اَلْخُطُوطُ اَلْحَمْرَاءُ وَنُحَدِّدُ اَلْقَوَاعِدَ وَالْمَسْؤُولِيَّاتِ، إِذَا كَانَ كُلُّ شَيْءِ قَابِلاً لِلنِّقَاشِ وَالتَّبْدِيلِ. خَامِسًا اَلشَّلَلُ اَلْقَرَاري : أَيْنَ هُوَ ذَلِكَ اَلزَّمَنِ اَلَّذِي كَانَ فِيهِ اَلْأَبُ قَادِرًا عَلَى اِتِّخَاذِ اَلْقَرَارَاتِ اَلْحَاسِمَةِ دُونَ تَرَدَّدَ، مُقَابِلَ تَرَدُّدِ آبَاءِ اَلْيَوْمِ وَعَدَمِ قُدْرَتِهِمْ عَلَى اَلْحَسْمِ فِي خِضَمِّ هَذِهِ اَلدَّعَوَاتِ لِإِعَادَةِ تَشْكِيلِ اَلْأُسْرَةِ بِمَا يَتَوَافَقُ مَعَ اَلتَّوَجُّهَاتِ اَلنِّسْوِيَّةِ يَتَحَتَّمُ عَلَى اَلْآبَاءِ اَلتَّوَقُّفُ وَالتَّأَمُّلُ بِعُمْقٍ فِي اَلْعَوَاقِبِ اَلْمُتَرَتِّبَةِ عَلَى اِتِّبَاعِ هَذَا اَلنَّهْجِ. فَتَحْوِيلُ قَرَارَاتِ اَلْأَبِ اَلْأُسَرِيَّةِ إِلَى مَحَلٍّ لِلنِّقَاشِ وَالْجَدَلِ مَعَ اَلنِّسَاءِ وَالْأَطْفَالِ قَدْ يَبْدُو لِلْوَهْلَةِ اَلْأُولَى كَخُطْوَةٍ نَحْوَ اَلدِّيمُقْرَاطِيَّةِ اَلْأُسَرِيَّةِ وَ التَّفَهُّمِ اَلْمُتَبَادَلِ، لَكِنَّهُ فِي جَوْهَرِهِ يُخْفِي كَوَارِثَ تَرْبَوِيَّةً قَدْ تَنَالُ مِنْ اِسْتِقْرَارِ اَلْأُسْرَةِ وَتَمَاسُكِهَا. يَجِبَ عَلَى اَلْآبَاءِ إِدْرَاك أَنَّ اَلْمَسْؤُولِيَّةَ اَلْمُلْقَاةَ عَلَى عَاتِقِهِمْ هِيَ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ وَاجِبٍ اِجْتِمَاعِيٍّ فَحَسْبَ، بَلْ هِيَ أَمَانَةٌ مُتَّصِلَةٌ مُبَاشِرَةٌ مَعَ اَللَّهِ. كُلُّ قَرَارٍ يَتَّخِذُونَهُ، كُلُّ خُطْوَةٍ يُقَدِّمُونَ عَلَيْهَا فِي تَوْجِيهِ أُسَرِهِمْ وَ تَرْبِيَةِ أَبْنَائِهِمْ، هِيَ جُزْءٌ مِنْ مَسْؤُولِيَّتِهِمْ اَلْأَخْلَاقِيَّةِ وَالدِّينِيَّةِ. فَالْأَبُ فِي اَلْأُسْرَةِ لَيْسَ مُجَرَّدَ مُشَارِكٍ فِي حِوَارٍ، بَلْ هُوَ اَلرَّاعِي اَلْمُؤْتَمَنُ عَلَى حِمَايَةِ وَتَوْجِيهِ فَلْذَاتِ أَكْبَادِهِ نَحْوَ اَلصَّوَابِ وَ الْخَيْرِ. اَلتَّسْلِيمُ لِهَذِهِ اَلتَّوَجُّهَاتِ اَلنِّسْوِيَّةِ دُونَ تَدَبُّرٍ يَجْرِ اَلْأُسْرَةَ إِلَى مَتَاهَاتٍ مِنْ اَلْفَوْضَى وَالتَّرَدُّدِ، مِمَّا يُؤَدِّي إِلَى ضَعْفِ اَلْهَيْكَلِ اَلْأُسَرِيِّ وَتُزَعْزِعُ اَلثِّقَةُ وَالْأَمَانُ اَلَّذِي يَحْتَاجُهُ كُلُّ طِفْلٍ لِيَنْمُوَ فِي بِيئَةٍ صِحِّيَّةٍ وَمُتَوَازِنَةٍ. لِذَلِكَ يَتَوَجَّبَ عَلَى اَلْآبَاءِ اِلْتِزَامَ اَلْحِكْمَةِ وَالرَّوِيَّةِ، وَإسْتِشْعَارَ عِظَمِ اَلْمَسْؤُولِيَّةِ اَلَّتِي يَحْمِلُونَهَا. لَا بُدَّ مِنْ اَلتَّفْكِيرِ مَلِيًّا قَبْلَ جَعْلِ اَلْقَرَارَاتِ اَلْأَسَاسِيَّةِ مَحَلًّا لِلنِّقَاشِ، وَالْعَمَلُ دَائِمًا بِوَعْيٍ وَإِدْرَاكٍ لِلْعَوَاقِبِ، إِنَّ اَلْحِفَاظَ عَلَى تَوَازُنِ اَلْأُسْرَةِ وَاسْتِقْرَارِهَا يَتَطَلَّبُ قِيَادَةً حَكِيمَةً وَرَشِيدَةً، تَأْخُذَ بِعَيْنِ اَلِاعْتِبَارِ مَصْلَحَةَ اَلْأُسْرَةِ كَكُلٍّ، وَتَعْمَلَ جَاهِدَةً لِتَرْبِيَةِ جِيلٍ مُتَوَازِنٍ، قَادِر عَلَى مُوَاجَهَةِ تَحَدِّيَاتِ اَلْحَيَاةِ بِثِقَةٍ وَإسْتِقْلَالِيَّةٍ، مَعَ اَلْحِفَاظِ عَلَى اَلْقِيَمِ وَالْمَبَادِئِ اَلَّتِي تَعُدْ اَلرَّكِيزَةُ اَلْأَسَاسِيَّةُ لِكُلِّ أُسْرَةٍ.
2 _ اَلرَّائِعَةَ اَلنِّسْوِيَّةِ اَلْعَصْرِيَّةِ قَلْبُهَا أَسْوَد، وَجْهُهَا أَسْوَد، مَاضِيهَا أَسْوَد، فَرْجُهَا أَسْوَد، حَيَاتُهَا كُلُّهَا سَوْدَاءُ لَكِنَّهَا تُرِيدُ رَجُلَ مُسْتَقْبَلِهِ أَبْيَضٍ، نَاصِعٍ، مُشِعٍّ، ذَهَبِيٍّ، يَلْمَعُ كَالْأَلْمَاسِ ! تَبًّا، كُنَّ مِكْيَافِلِّيْ مَثَلُهَا تَمَامًا. هِيَ تَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ تَأْكُلُ اَلْكَتِفُ.
3 _ نَتَائِج غَرِيزَةٍ اَلْهَايبَرْغَامِي (سِلْسِلَةُ تَقَافُزِ اَلْقِرْدِ) : تَسْتَمِرَّ اَلْأُنْثَى فِي عَلَاقَتِهَا مَعَكَ طَالَمَا أَنْتَ أَعْلَى شَخْصٍ اِسْتَطَاعَتْ ضَمَانَه إِلَى حَدِّ اَلْآنِ، لَكِنَّ هَذَا لَا يَمْنَعُهَا مِنْ أَنْ تَسْتَمِرَّ فِي بَحْثِهَا عَمَّنْ يَتَفَوَّقُ عَلَيْكَ حَسَبَ غَرِيزَةٍ اَلْهَايبَرْغَامِي. إِنَّ هِيَ وَجَدَتْ اَلتَّحَرُّرَ اَلْمُنَاسِبَ مِنْ قُيُودِ اَلْخَوْفِ وَضَغْطِ اَلدِّينِ وَ الْمُحِيطِ، تَجِدَ اَلْمُتَفَوِّقَ اَلْجَدِيدَ. وَتَم نَتَائِج غَرِيزَةٍ اَلْهَايبَرْغَامِي (سِلْسِلَةُ تَقَافُزِ اَلْقِرْدِ) تَسْتَمِرَّ اَلْأُنْثَى فِي عَلَاقَتِهَا مَعَكَ طَالَمَا أَنْتَ أَعْلَى شَخْصٍ اِسْتَطَاعَتْ ضَمَانَه إِلَى حَدِّ اَلْآنِ، لَكِنَّ هَذَا لَا يَمْنَعُهَا مِنْ أَنْ تَسْتَمِرَّ فِي بَحْثِهَا عَمَّنْ يَتَفَوَّقُ عَلَيْكَ حَسَبَ غَرِيزَةٍ اَلْهَايبَرْغَامِي إِنَّ هِيَ وَجَدَتْ اَلتَّحَرُّرَ اَلْمُنَاسِبَ مِنْ قُيُودِ اَلْخَوْفِ وَضَغْطِ اَلدِّينِ وَالْمُحِيطِ، تَجِدَ اَلْمُتَفَوِّقَ اَلْجَدِيدَ وَ تَمْسِكَ بِكُمَا اَلْاِثْنَانِ سِرًّا، وَمِنْ ثمَّ تَبْدَأُ فِي اِسْتِرَاتِيجِيَّةِ "أَخْذِ اَلضَّمَان" مِنْ اَلْأَعْلَى مِنْكَ، فَإِنَّ حَصَلَتْ عَلَى اَلضَّمَانِ أَنْهَتْ عَلَاقَتُهَا مَعَكَ تَحْتَ ذَرِيعَةِ مَا، لَكِنَّ إِنَّ لَمْ تَجِدْ فِيهِ اَلتَّفَوُّقُ اَلْمُنَاسِبُ أَوْ لَمْ تَأْخُذْ اَلضَّمَانَ فَإِنَّهَا تُخْرِجُهُ مِنْ دَائِرَةِ حِسَابَاتِهَا وَتَبْدَأُ عَمَلِيَّةُ بَحْثٍ جَدِيدَةٍ مَعَ اِسْتِمْرَارِهَا مَعَكَ طَبْعًا، يَتِمَّ تَشْبِيهُ هَذِهِ اَلْاِسْتِرَاتِيجِيَّةِ اَلْأُنْثَوِيَّةِ ب " تَقَافَزَ اَلْقِرْدُ monkey branching "، يَسْتَمِرَّ اَلْقِرْدُ فِي اَلْبَحْثِ عَنْ كُلِّ غُصْنِ فِيهِ مَوْزُ أَكْثَرَ، لَكِنْ لَا يَتْرُكُ اَلْغُصْنُ اَلْحَالِيُّ إِلَّا بَعْدَ اَلتَّمَسُّكِ اَلتَّامِّ بِالْغُصْنِ اَلْمُثْمِرِ، فَإِنَّ تَمَسُّكَ بِيهْ جَيِّدًا تَرْكَ اَلْغُصْنِ اَلْآخَرِ. وَ تَمْسِكَ اَلْعَاهِرَةُ بِكُمَا اَلْاِثْنَانِ سِرًّا، وَمِنْ ثَمَّ تَبْدَأُ فِي اِسْتِرَاتِيجِيَّةِ "أَخْذِ اَلضَّمَانِ" مِنْ اَلْأَعْلَى مِنْكَ، فَإِنَّ حَصَلَتْ عَلَى اَلضَّمَانِ أَنْهَتْ عَلَاقَتُهَا مَعَكَ تَحْتَ ذَرِيعَةِ مَا، لَكِنَّ إِنَّ لَمْ تَجِدْ فِيهِ اَلتَّفَوُّقُ اَلْمُنَاسِبُ أَوْ لَمْ تَأْخُذْ اَلضَّمَانَ فَإِنَّهَا تُخْرِجُهُ مِنْ دَائِرَةِ حِسَابَاتِهَا وَتَبْدَأُ عَمَلِيَّةُ بَحْثٍ جَدِيدَةٍ مَعَ اِسْتِمْرَارِهَا مَعَكَ طَبْعًا، يَتِمَّ تَشْبِيهُ هَذِهِ اَلْاِسْتِرَاتِيجِيَّةِ اَلْأُنْثَوِيَّةِ ب " تَقَافَزَ اَلْقِرْدُ monkey branching " يَسْتَمِرَّ اَلْقِرْدُ فِي اَلْبَحْثِ عَنْ كُلِّ غُصْنِ فِيهِ مَوْزُ أَكْثَرَ، لَكِنْ لَا يَتْرُكُ اَلْغُصْنُ اَلْحَالِيُّ إِلَّا بَعْدَ اَلتَّمَسُّكِ اَلتَّامِّ بِالْغُصْنِ اَلْمُثْمِرِ، فَإِنَّ تَمَسُّكَ بِيهْ جَيِّدًا تَرْكَ اَلْغُصْنِ اَلْآخَرِ.
4 _ يَجِبَ أَنْ تَفْهَمَ أَنَّ رَجُلَ بِالنِّسْبَةِ لِلْمَرْأَةِ أَصْبَحَ وَسِيلَةً فَقَطْ، أُمًّا اَلْغَايَةِ فَهِيَ اَلسَّيْطَرَةُ عَلَى مَوَارِدِ اَلرَّجُلِ اَلْمَادِّيَّةِ وَ إِشْبَاعٍ اَلْجِنْسِيِّ اَللَّامَحْدُودِ وَمُمَارَسَةُ اَلْهَيْمَنَةِ اَلْغَرِيزِيَّةِ وَإِنْجَابِ اَلْأَطْفَالِ أَخِيرًا إِذَا كَانَ يُحَقِّقُ مَصْلَحَتَهَا.
5 _ أَفْضَلَ أَنْ أَعِيشَ لِوَحْدِي عَلَى أَنْ أَكُونَ فِي عَلَاقَةٍ مَبْنِيَّةٍ عَلَى اَلْمَصَالِحِ وَالتَّلَاعُبَاتِ
6 _ أَكَّدَتْ إِحْدَى اَلدِّرَاسَاتِ اَلْبِرِيطَانِيَّةِ : أَنَّ اَلرِّجَالَ اَلَّذِينَ يَرَوْنَ أَنَّ اَلذُّكُورَةَ "سَلْبِيَّةٌ" يُعَانُونَ مِنْ اِنْخِفَاضِ اَلصِّحَّةِ اَلْعَقْلِيَّةِ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِمْ، لِمَدَى عُقُودٍ تَجَاهَلَتْ اَلدِّرَاسَاتُ وَ وَسَائِلُ اَلْإِعْلَامِ وَ الْمَوَادِّ اَلْمَدْرَسِيَّةِ اَلصِّفَاتِ اَلْإِيجَابِيَّةِ لِهُرْمُونِ اَلذُّكُورَةِ (تِسْتُوسْتِيرُونْ) رَغْمَ أَنَّ هَذَا اَلْهُرْمُونِ هُوَ مَا يَدْفَعُ اَلرَّجُلُ لِحِمَايَةِ اَلنِّسَاءِ وَالْأَطْفَالِ وَتَحَمُّلِ اَلصِّعَابِ وَيَمْنَحُهُ اَلْقِيَادَةَ وَ الشَّجَاعَةَ فِي اَلْمُوَاجَهَاتِ وَالْقِيَامِ بِالْأَعْمَالِ اَلشَّاقَّةِ وَ يَدْفَعُهُ لِبِنَاءِ اَلْمُدُنِ وَعِمَارَةِ اَلْأَرْضِ، يَقُولَ اَلدُّكْتُورُ " جُونْ بَارِي " اَلَّذِي قَامَ بِهَذِهِ اَلدِّرَاسَةِ : إِنَّ كَلِمَةَ "اَلذُّكُورَةِ اَلسَّامَّةِ هِيَ فِي اَلْحَقِيقَةِ جُمْلَةً سَامَّةً " يَجِبُ اَلتَّخَلُّصُ مِنْهَا لِأَنَّهَا تُؤَثِّرُ عَلَى اَلصِّبْيَانِ وَ الشَّبَابِ عَلَى اَلْمَدَى اَلطَّوِيلِ فَيَنْعَكِسُ ذَلِكَ عَلَى صِحَّتِهِمْ اَلْعَقْلِيَّةِ بِشَكْلٍ سَلْبِيٍّ، يَجِبَ اَلتَّرْكِيزُ عَلَى أَنَّ اَلذُّكُورَةَ شَيْءً إِيجَابِيٍّ لِأَنَّهُ بِبَسَاطَةِ لَا يُوجَدُ شَيْءُ اِسْمِهِ (ذُكُورَةٌ سَامَّةٌ) بَلْ هَذَا مُصْطَلَحٌ غَيْرُ عِلْمِيٍّ مِنْ اَلْأَسَاسِ وَيُضِيفَ اَلدُّكْتُورُ : خِلَالَ اَلْبَحْثِ تَبَيَّنَ لَنَا أَنَّ اَلرِّجَالَ اَلَّذِينَ يَرَوْنَ أَنَّ اَلذُّكُورَةَ تَعْنِي حِمَايَةَ اَلْمُجْتَمَعِ وَالنِّسَاءِ وَالْأَطْفَالِ كَانُوا يَتَمَتَّعُونَ بِصِحَّةٍ عَقْلِيَّةٍ أَفْضَلَ مِنْ اَلَّذِينَ تَأَثَّرُوا بِالْإِعْلَامِ وَ أَصْبَحُوا يَرَوْنَ أَنَّ اَلذُّكُورَةَ تَعْنِي اَلْعُدْوَانِيَّةَ فَقَطْ، مُنْذُ اَلثَّمَانِينِيَّاتِ زَادَ اِنْتِقَادُ اَلذُّكُورَةِ وَغَالِبًا مَا يَرْبُطُونَهَا بِالسِّمَاتِ اَلسَّلْبِيَّةِ مِثْلٍ كَرَاهِيَةِ اَلنِّسَاءِ وَالْعُدْوَانِيَّةِ، وَمَعَ اَلضَّخِّ اَلْإِعْلَامِيِّ ضِدَّ اَلصِّفَاتِ اَلذُّكُورِيَّةِ وَالتَّرْكِيزِ عَلَى صِفَاتِهِمْ اَلسَّلْبِيَّةِ وَ تَجَاهُلِ اَلصِّفَاتِ اَلْإِيجَابِيَّةِ تَأَثَّرَتْ نِسْبَةٌ كَبِيرَةٌ مِنْ اَلشَّبَابِ مَا جَعَلَهُمْ يَرَوْنَ أَنْفُسُهُمْ دَمَار لِلْمُجْتَمَعَاتِ وَأَنَّهُمْ سَبَبُ تَعَاسَةٍ مِنْ حَوْلِهِمْ، وَأَدَّى ذَلِكَ فِي اَلنِّهَايَةِ إِلَى اَلشُّعُورِ بِالْعَارِ وَتَأْنِيبِ اَلضَّمِيرِ فَيَنْعَكِسُ سَلْبًا عَلَى صِحَّتِهِمْ اَلْعَقْلِيَّةِ وَأَصْبَحَتْ نِسْبَةٌ كَبِيرَةٌ مِنْهُمْ مَهْزُوزِينَ نَفْسِيًّا وَبِلَا ثِقَةٍ فِي أَنْفُسِهِمْ وَهَذَا أَحَدُ أَسْبَابٍ كَوَّنَ مُعَدَّلُ اِنْتِحَارِ اَلذُّكُورِ 3 أَضْعَاف اَلْإِنَاثِ. اَلْخُلَاصَةُ : اَلرِّجَالُ اَلَّذِينَ يَعْتَزُّونَ بِذُكُورَتِهِمْ أَكْثَر ثِقَةٍ وَسَعَادَةٍ وَنَجَاحٍ فِي حَيَاتِهِمْ.
7 _ هِيَ لَنْ تَرَاكَ وَلَنْ تَلْتَفِتَ لَكَ إِلَّا وَأَنْتَ فِي أَحْسَنِ أَحْوَالِكَ؟ لِذَا اِنْسِفْهَا، تَجَاهُلَهَا. هِيَ غَيْرُ مَوْجُودَةٍ فِي هَذِهِ اَلْمَرْحَلَةِ مِنْ حَيَاتِكَ؟ وَلَا تَخْضَعُ لِلُّعْبَةِ فَهِيَ لَنْ تَرْحَمَكَ خِلَالَ أَيَّامِكَ اَلْمُظْلِمَةِ سَتَلْتَفِتُ لَكَ فَقَطْ فِي أَسْوَأِ أَحْوَالِهَا أَوْ عِنْدَمَا يَسْطَعُ وَيُبْرِزُ مُسْتَقْبَلُكَ أَنْتَ ? أَطْحَنُهَا وَآمْضِي فِي طَرِيقِكَ. لَا تَلْفِتُ وَرَاءَكَ
8 _ مَنْ كَانَتْ تَظُنُّ نَفْسَهَا ظَنًّا بَاطِلاً أَنَّهَا مُمَيَّزَةٌ جِدًّا، نَادِرَةً جِدًّا فِي هَذَا اَلزَّمَنِ يُسْعِدُنَا أَخْبَارَكَ أَنَّنَا هَاتِهِ اَلْمَرَّةِ لَنْ نَرْمِيكُ إِلَى مَقْبَرَةِ اَلْفِيَلَةِ فَقَدْ اِمْتَلَأَتْ عَنْ آخِرِهَا. وَلَا يُوجَدُ مَكَانٌ شَاغِرٌ لَكَ ? أَفْضَلَ مَكَانِ لِمَثِيلَاتِكَ هُوَ حَدِيقَةُ اَلْحَيَوَانِ لِأَنَّنَا نَرْغَبُ فِي حِمَايَتُكَ مِنْ اَلِإنْقِرَاضِ. عَزِيزَتِي إِذَا كُنْتي تَعْتَقِدِينَ أَنَّكَ نَادِرَةٌ وَمُمَيَّزَةٌ جِدًّا. فحَدِيقَةُ اَلْحَيَوَانَاتِ سَتَحْمِيكَ مِنْ اَلِإنْقِرَاضِ
9 _ مَنْطِقُ اَلْمَرْأَةِ اَلْعَصْرِيَّةِ اَلْيَوْمِ ? تَزَوَّجَنِي لِأُجَرِّبِكُ إِنَّ خَدَمَتْنِي جَيِّدًا أَبْقَى مَعَكَ ؟ إِنَّ لَمْ تُعْجِبْنِي خِدْمَاتُكَ. أسْتَبْدَلَكَ بِغَيْرِكَ. كُنَّ وَاعِيًا
10 _ اَلسَّنَوَات اَلْقَادِمَةِ سَتَرَوْنَ قُطْعَانَ مِنْ اَلرِّجَالِ يُسَاقُونَ إِلَى اَلْمَحَاكِمِ كَالْخِرَافِ. أَكْثَرَ وَأَكْثَرَ بِكَثِيرٍ مِمَّا نَرَاهُ اَلْيَوْمَ ? خَاصَّةً أُولَئِكَ اَلسَّدِجْ اَلَّذِينَ يَتَزَوَّجُونَ حَدِيثًا. (حَالِيًّا) مَعَ إِنَاثِ هَذَا اَلْجِيلِ اَلْمُنْحَلِّ ? كُلُّهُمْ نَصَبَتْ لَهُمْ اَلْأَفْخَاخْ وَتَمَّ اَلْقَبْضُ عَلَيْهِمْ بِنَجَاحٍ. لَمْ يَعُدْ اَلزَّاوَجْ مِيثَاقٌ غَلِيظٌ. ? بَلْ هُوَ مَصْلَحَةٌ غَلِيظَةٌ. وَ الطَّرَفُ اَلْقَوِيُّ يُطْحَن غَرِيمُهُ اَلظَّعِيفْ وَيَسْتَنْزِفَهُ وَ يَسْرِقَهُ وَ يَرْمِيهُ.
11 _ كَرَجُل يَجِبُ أَنْ تَسْعَى جَاهِدًا لِتُصْبِحَ قَوِيًّا عَقْلِيًّا وَ جَسَدِيًّا وَ مَالِيًّا. وَإِلَّا سَوْفَ تَقَعُ ضَحِيَّةً لِقَسْوَةِ اَلْحَيَاةِ وَ صُعُوبَاتِ مَعَ نَفْسِكَ وَمُجْتَمَعِكَ.
12 _ اَلنُّخْبَةَ تَعلُّمَ هَذَا اَلسِّرِّ : اَلْمَرْأَةُ عَقْلَهَا بُدَائِيٌّ كَالسِّحْلِيَّةِ ? وَلَا تَسْتَخْدِمُهُ. بَلْ تُرَكِّزُ عَلَى غَرِيزَتِهَا. وَ تَقُودَهَا عَاطِفَتُهَا. اَلْخَيَالِيَّةَ ? اَلنُّخْبَةَ تُخْفِي هَذِهِ اَلْمَعْلُومَاتِ عَنْ اَلْجَمَاهِيرِ. لَوْ بَدَأَ اَلْإِعْلَامُ غَدًا صَبَاحًا يُمَجِّدُ اَلرَّجُلُ اَلْمَغْرِبِيَّ وَالصُّومَالِيِّ سَترَاهُنُ كُلَّهُنَّ هَستِّيرْيَاتْ عَلَيْهِ وَتَخْتَلِقنَ لَهُ مَزَايَا، وَلَكِنَّ اَلْإِعْلَامَ خَلْقَ أُسْطُورَةِ اَلْإِيطَالِيِّ وَالْأَسْوَدِ وَالْكَابِ بُوبْ ? تَسْتَخْدِمَ اَلنُّخْبَةُ غَبَاء اَلْمَرْأَةِ لِزَرْعِ اَلْفِتَنِ وَإسْتِعْبَادِ اَلْبَشَرِ وَتَحْقِيقِ مَآرِبَ سِيَاسِيَّةٍ، كُلُّ اَلْمُثَقَّفِينَ عَارِفِينَ أَنَّ اَلْمَرْأَةَ بِدَائِيَّةٌ اَلْبَرْمَجَةِ، حَتَّى اَلْأَحَادِيثِ اَلَّتِي تُشِيدُ بِالْمَرْأَةِ لُغَتَهَا وَكَأَنَّهَا تَتَكَلَّمُ مَعَ طِفْلٍ "اَلْجَنَّةِ تَحْتَ قَدَمَيْكَ" "أَنْتَ سَيِّدَةٌ حُوِّرَ اَلْجَنَّةُ"
13 _ مَا يُقَالُ هُوَ لَيْسَ مَا يَحْدُثُ ? وَمَا يَحْدُثُ لَيْسَ هُوَ مَا يُقَالُ، وَ هَكَذَا تَمَّ خِدَاعُ اَلنَّاسِ وَالرِّجَالُ بِالْخُصُوصِ
14 _ اَلرَّيْدَبِيلْ سَيَنْتَصِرُ وَيَنْتَشِرُ ? لِمَاذَا لِأَنَّ وَرَاءَهُ رِجَالُ تِتَسْتَرُونِيونْ, أَشِدَّاءَ, أَذْكِيَاء, غَيُورِينَ عَلَى اَلرُّجُولَةِ لِإِعَادَةِ إِحْيَائِهَا وَهِيَ فِي طَرِيقِ اَلْمَحْوِ وَالِانْدِثَارِ ? وَهُمْ يَنْشُرُونَ اَلْوَعْيُ دُونُ كَلَلٌ أَوْ مَلَلٍ صَبَاحًا مَسَاءً فِي سَبِيلِ تَحْرِيرِ اَلْعُقُولِ وَإِثَارَةِ اَلْفُضُولِ وَتَنْوِيرَ بَصِيرَةِ اَلْعُمْيَانِ ? وَهُمْ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ أَشِدَّاء مَعَ الْسِيمَبْ Simp اَلرِّخْوِيَّ وَإنْبِطَاحَهُ اَلْمُخْزِي.
15 _ عَزِيزِي اَلرَّجُلَ هَؤُلَاءِ لَا يُنَاصِرْنَ اَلْقَضِيَّةُ اَلذُّكُورِيَّةُ بَلْ يَرْكَبُونَ اَلْمَوْجَةُ فَقَطْ مِنْ أَجْلِ مَصَالِحُهُنَّ الضَيِّقَةٍ. البَغِلْ اَلَّذِي يَتَجَرَّأُ وَ يَقُولُ لَكَ هَؤُلَاءِ نِسَاءً رِيدْبِيلْيَاتْ اِجْلِدْهُ دُونُ رَحْمَةٍ ? اَلشَّعْبُ يُقَدِّسُ مَنْ يَمْلِكُ مَهْبِلَ يَا صَدِيقِي أَمَّا أَنْتَ مَا دُمْتُ بِالْخُصْيَتَيْنِ سَتَرْبَحُ اَلشِّعْرَ فِي هَذَا اَلْعَالَمِ اَلْمَائِعِ. مَنْ يَقُولُ إِنَّ اَلْمَرْأَة يُمْكِنُ أَنْ تُصْبِحَ رِيدْبِيلِيَّة فِي يَوْمِ مِنْ اَلْأَيَّامِ فَهُوَ مُغَفَّلٌ سَاذِجٌ
16 _ مَا وَرَاءَ اَلْجَمَالِ اَلظَّاهِرِ لِأُنْثَى اَلْإِنْسَانِ ? فِي عَالَمِنَا اَلْفَسِيحِ، حَيْثُ تَتَشَابَكُ خُيُوطَ اَلْجَمَالِ بِخُيُوطِ اَلْخَطَرِ بِطَرِيقَةٍ فَنِّيَّةٍ، تَكْمُنَ دُرُوسَ اَلْحَيَاةِ اَلْأَسَاسِيَّةِ فِي اَلتَّعَامُلِ مَعَ اَلطَّبِيعَةِ وَ مَخْلُوقَاتِهَا. لَعَلَّ أَبْرَزَ اَلْأَمْثِلَةِ اَلَّتِي تُجَسِّدُ هَذِهِ اَلْحَقِيقَةِ هِيَ ضُفْدَعُ اَلسِّهَامِ اَلسَّامِّ، اَلَّذِي يَعُدْ تُحْفَةً فَنِّيَّةً مُتَنَقِّلَةً بِأَلْوَانِهِ اَلزَّاهِيَةِ اَلَّتِي تَخْطِفُ اَلْأَبْصَارُ. هَذَا اَلْكَائِنِ اَلصَّغِيرِ، اَلَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يَتَنَاسَقَ بِسُهُولَةِ مَعَ أَجْمَلِ اَلْأَعْمَالِ اَلْفَنِّيَّةِ، يُخْفِي تَحْتَ جِلْدِهِ سُمُومًا قَاتِلَةً تَسْتَطِيعُ أَنْ تُنْهِيَ حَيَاةُ اَلْمُفْتَرِسِينَ اَلْأَكْبَرِ حَجْمًا بِسُهُولَةٍ. هَذِهِ اَلضَّفَادِعِ اَلصَّغِيرَةِ تَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهَا دَرْسًا قَيِّمًا حَوْلَ اَلطَّبِيعَةِ وَعَلَاقَتِهَا اَلْمُعَقَّدَةِ بَيْنَ اَلْجَمَالِ وَالْخَطَرِ ? مِنْ هُنَا، يَجْدُرَ بِنَا أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي اَلرِّسَالَةِ اَلْأَعْمَقِ اَلَّتِي تُقَدِّمُهَا هَذِهِ اَلظَّوَاهِرِ اَلطَّبِيعِيَّةِ. فَالْجَمَالُ اَلْخَارِجِيُّ وَالنُّعُومَةُ، مَهْمَا كَانَ مُلْفِتًا وَجَذَّابًا، لَيْسَ دَائِمًا دَلَالَةً عَلَى اَلْبَرَاءَةِ أَوْ اَلضَّعْفِ. بَلْ عَلَى اَلْعَكْسِ، قَدْ يَكُونُ اَلْجَمَالُ غِطَاءً لِقُوَّةٍ دِفَاعِيَّةٍ مُذْهِلَةٍ أَوْ قُدْرَةٍ عَلَى اَلْأَذَى وَالتَّلَاعُبِ بِمَنْ حَوْلهُ. هَذَا اَلتَّنَاقُضِ بَيْنَ اَلْجَمَالِ وَالْخَطَرِ يَعْكِسُ حَقِيقَةً أَعْمَقَ فِي اَلْعَلَاقَاتِ اَلْإِنْسَانِيَّةِ، خَاصَّةٌ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِتَصَوُّرَاتِنَا حَوْلَ اَلْأُنُوثَةِ وَالْقُدُرَاتِ اَلْكَامِنَةِ وَرَاءَ اَلْوَاجِهَاتِ اَلْجَمِيلَةِ ? اَلثَّقَافَةُ اَللِّيبَرُونْسُويَّة اَلْحَدِيثَةَ، بِمُحَاوَلَاتِهَا لِتَقْدِيسِ صُورَةٍ مُعَيَّنَةٍ لِلْأُنُوثَةِ، قَدْ تَغْفُلُ عَنْ هَذِهِ اَلْحَقِيقَةِ اَلْأَسَاسِيَّةِ وَتَقَدَّمَ نَظْرَةً مِثَالِيَّةً تَفْتَقِرُ إِلَى اَلْعُمْقِ وَ التَّعْقِيدِ اَلْحَقِيقِيِّينَ لِلشَّخْصِيَّةِ اَلْإِنْسَانِيَّةِ. تُذَكَّرْنَا اَلطَّبِيعَةُ، مِنْ خِلَالِ أَمْثِلَةٍ مِثْلٍ ضُفْدَعِ اَلسِّهَامِ اَلسَّامِّ، بِأَنَّ اَلْقُوَّةَ وَالْقُدْرَةَ عَلَى اَلدِّفَاعِ عَنْ اَلنَّفْسِ أَوْ حَتَّى اَلْهُجُومِ لَا تَرْتَبِطُ دَائِمًا بِالْمَظْهَرِ اَلْخَارِجِيِّ ? فِي هَذَا اَلسِّيَاقِ، يُصْبِح مِنْ اَلضَّرُورِيِّ اَلنَّظَرِ إِلَى مَا وَرَاءَ اَلسَّطْحِ وَالتَّعَرُّفِ عَلَى اَلْأَبْعَادِ اَلْأُخْرَى لِلْكَائِنَاتِ وَ الْأَشْخَاصِ مِنْ حَوْلِنَا. فَالِإعْتِرَافُ بِالْقُدُرَاتِ اَلْمُتَنَوِّعَةِ وَالْمُعَقَّدَةِ لِلْأَفْرَادِ، بِغَضِّ اَلنَّظَرِ عَنْ مَظْهَرِهِمْ اَلْخَارِجِيِّ، يَقُودُنَا إِلَى فَهْمِ أَعْمَقَ وَأَكْثَرَ تَوَازُنًا لِلْعَالَمِ.
17 _ اَلْحُبّ اَلْعَصْرِيِّ مَا هُوَ إِلَّا مِصْيَدَةً تَسْتَعْمِلُهَا اَلنِّسَاءُ لِاسْتِنْزَافِ مَوَارِدِ اَلرَّجُلِ بِطَرِيقَةٍ لَبِقَةٍ، فَبَدَلُ مِنْ أَنْ تَقُولَ لِلرَّجُلِ أَنَا أُرِيدُ أَنْ اِسْتَوْلِي عَلَى أَمْوَالِكَ وَمَوَارِدِكَ لَجَأَتْ اَلْمَرْأَةُ إِلَى طَرِيقَةٍ أَكْثَرِ لَبَاقَةٍ وَهِيَ أَنْ تَقُولَ لَهُ أَنَا أُحِبُّكُ. اَلْحَقِيقَةُ اَلرَّجُلَ يُحِبُّ اَلْمَرْأَةَ، اَلْمَرْأَةَ تُحِبُّ أَوْلَادَهَا، اَلْعَزْبَاءَ تُحِبُّ اَلْمَالَ، اَلسَّيْمَبْ يُغْوِيهَا بِهِ. وَ النَّتِيجَةُ قُطْعَانَ مِنْ اَلنِّسَاءِ بَاحِثَةً عَنْ اَلسَّيْمَبْ وَ قُطْعَانٍ مِنْ اَلسَّيْمَبْ فُقَرَاءَ. اَلْخُلَاصَةِ هِيَ : يُجَوِّع اَلسَّيْمَبْ لِتَشَبُّعِ اَلنِّسَاءِ، هِيَ تَأْكُلُ مِنْ عِنْدِهِ وَتُجَازِي اَلْأَلْفَا بِالْجِنْسِ. اَلسَّيْمَبْ يَبْقَى يَدْفَعُ وَ يَتَخًرْفَنْ وَيُقَدِّم لَهَا اَلْقَرَابِينُ طُولَ حَيَاتِهِ، فَيَنَالُ حَتْفُهُ مِنْهَا فِي اَلْأَخِيرِ
18 _ اَلرَّجُل اَلْعَصْرِيِّ اِكْتَفَى بِحُلْمِهِ وَهُوَ اَلْحُصُولُ عَلَى فَتَاةِ أَحْلَامِهِ وَفَضَّلَ اَلْجَرْيُ وَرَاءَهَا وَمُحَاوَلَةِ إِرْضَائِهَا(وَنَسِيَ نَفْسَهُ وَحُقُوقَهُ وَطُمُوحَاتِهِ) ? اَلْمَرْأَةُ اَلْعَصْرِيَّةُ فَضَّلَتْ اَلْجَرْيَ وَرَاءَ اَلْمَالِ. وَلَا يَهُمُّهَا لَا أَنْتَ وَ لَا اَلدِّينُ وَلَا أَبَاهَا وَلَا أَخِيهَا وَلَا شَيْءً غَيْرُ اَلْمَالِ. (وَتَنَاسَتْ اَلْأَعْرَافِ وَالْعِفَّةِ وَالْأَخْلَاقِ وَتَحَرَّرَتْ، بَلْ وَطَارَتْ كَأَنَّهُمْ إسْتَنْسَخُوهَا وَزَوَّدَهَا بِجَنَاحَيْنِ لِلطَّيَرَانِ)
19 _ مَا اَلَّذِي يَمْنَعُكَ لِتُصْبِحَ قُوَّةً عُظْمَى اَلْغَبَاءَ، اَلْخَوْفَ، اَلْكَسَل، اَلْحُبَّ، اَلْوَهْمَ، اَلْقَنَاعَةَ، اَلْيَأْسُ، اَلتَّمَنِّي، اَلِإسْتِمْنَاءُ, اَلْمُخَدِّرَاتِ، اَلْبِطَالَةُ. أَنْتَ كَسُولٌ فَقَطْ، عَرْجُونَة اَلزَّفْرَةُ جَارَتَكُمْ اَلْمُتَكَبِّرَةَ عَلَيْكَ، مُحَاوَلَةُ تَقْلِيدِ رَامِي اَلْحَرَامِيِّ جَارَكُمْ صَاحِبَ اَلسَّيَّارَةِ اَلْفَخْمَةِ وَجُيُوشٍ مِنْ اَلْجَوَارِي مَعَهُ ? يُمْكِنُكَ مَعْرِفَةَ ذَاتِكَ بِجَدَارَةِ وَإسْتِحْقَاقِ حِينِهَا يُمْكِنُكَ اَلْفَوْزُ عَلَيْهَا بِجَدَارَةٍ وَ إسْتِحْقَاقٍ.
20 _ فَتَاة فِي رَيْعَانِ شَبَابِهَا يَتَرَاوَحُ عُمْرُهَا مَا بَيْنَ اَلْ 32 إِلَى مَالاً نِهَايَةً، لَيْسَتْ بِعَاطِلَةِ عَنْ اَلْعَمَلِ، لَكِنَّهَا عَاطِلَةٌ عَنْ اَلزَّوَاجِ وَ تَكْوِينِ أُسْرَةِ وَتَرْبِيَةِ اَلْأَبْنَاءِ، هِيَ مَكْرُوهَةٌ لَدَى اَلْفَتَيَاتِ لَكِنَّهَا مَحْبُوبَةٌ اَلشَّبَابِ اَلْأَوَّلِ، فَمَا اَلسَّبَبُ ؟ بِبَسَاطَةٍ، فَفِي وَقْتٍ تَقُومُ اَلْفَتَاةُ اَلصَّغِيرَةُ اَلسِّنَّ بِوَضْعِ شُرُوطٍ إِلْزَامِيَّةٍ لِكَيْ يَقُومَ اَلشَّابُّ بِصَدَاقَتِهَا، وَتَنْتَظِرَ مِنْهُ أَيْ يَقُومُ هُوَ بِالْخُطْوَةِ اَلْأُولَى وَ مُصَارَحَتُهَا اَلْحُبَّ، تَضْحَكَ اَلطَّاطَا فِي وَجْهِ اَلشَّابِّ اَلْحَزِينِ، تَعَانُقُهُ بِحَنَانِ اَلْأُمَّ اَلَّذِي يَنْقُصُهُ فِي وَسَطِهِ اَلْأُسَرِيِّ وَتَعْكِسَ اَلمِيمَةُ اَلْآيَةُ، نَعَمْ تَعْكِسُ اَلْآيَةُ لِأَنَّهَا تَشْتَرِي لِلشَّابِّ بِمَالِهَا بَلَايسْتَايشَنْ أَوْ هَاتِفِ وَمُكَمِّلَاتِ غِذَائِيَّةٍ، أَيْ أَنَّهَا تَقُومُ بِدَوْرِ اَلرَّجُلِ وَلَا تَنْتَظِرُ مِنْ اَلشَّابِّ سِوَى مَشَاعِرَ وَحُبًّا صَادَقَ، كَيْفَ أَصْبَحَتْ اَلْطَّاطَا ؟ مَطَّاطَةً ؟ لَا يَجِبُ أَنْ يَنْخَدِعَ اَلْمَرْءُ بِحَنَانِ اَلطَّاطَا تُجَاهَ مِنْ هُمْ أَصْغَرُ مِنْهَا سِنًّا لِأَنَّهَا تَضلُّ اِمْرَأَةً قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، لَكِنَّهَا فِي وَاقِعِ اَلْأَمْرِ وَصَلَتْ لِمَا وَصَلَتْ إِلَيْهِ بَعْدَ رَفْضٍ كُلِّيٍّ لِلزَّوَاجِ عِنْدَمَا كَانَتْ صَغِيرَةً، وَبَعْدَمَا فَاتَهَا اَلْقِطَارُ وَأَحَسَّتْ بِأَنَّهَا لَا تَسْتَطِيعُ اَلْعَيْشَ وَحِيدَةً مَعَ اَلْقِطَطِ، لَجَأَتْ اَلطَّاطَا لِهَذِهِ اَلشَّرِيحَةِ مُتَخَلِّيَةٌ عَنْ عَجْرَفَتِهَا وَغُرُورُ صِبَاهَا لِتَّجَانُسِ ? صِنْفٌ آخَرُ مِنْ اَلْخَطَّاطَاتِ هُنَّ اَلْمُطَلَّقَات اَللَّوَاتِي يَبْحَثْنَ عَنْ اَلْحُبِّ بِتَعْوِيضِ اَلْحَاءِ بِحَرْفِ اَلزَّايِ، فَهُنَّ بَعْدُ جَمْعِ أَمْوَالِ اَلنَّفَقَةِ وَعَمَلِهِنَّ، يَتَبَيَّنَ لَهُنَّ أَنَّ وَحْدَهُ لَيْسَ كَافِيًا، وَ أَنَّهَا بِحَاجَةِ لِمَلْمَسٍ لَحْمِيٍّ حَقِيقِيٍّ. اِخْتِيَارَاتٌ اَلطَّاطَا : ? تَخْتَارَ اَلطَّاطَا شَابًّا مُنْكَسِر اَلطُّمُوحِ، مَرَّ بِتَجَارِبَ فَاشِلَةٍ مَعَ اَلْفَتَيَاتِ وَلَا يَمْلِكُ اَلْمَالُ لِكَيْ يَصْرِفَهُ عَلَيْهِنَّ فَتَقُومَ هِيَ بِإِسْعَادِهِ، لَاعِبَةُ دَوْرِ اَلْأُمِّ فِي أَغْلَبِ اَلْأَوْقَاتِ، بَلْ تَقُومُ اَلطَّاطَا بِنُصْحِ اَلشَّابِّ اَلْمِسْكِينِ، وَإِذَا مَا كَانَ يَنْوِي اَلزَّوَاجُ فَإِنَّهَا تُخْبِرُهُ بِمَاضِي اَلْفَتَاةِ مَا إِذَا كَانَ شَرِيفًا وَمَا إِذَا كَانَتْ زَوْجَتُهُ سَتَكُونُ جَيِّدَةً بِالنِّسْبَةِ لَهُ ? وَتَمْضِي اَلطَّاطَا حَيَاتُهَا هَكَذَا مِنْ شَابٍّ إِلَى آخَرَ فِي عَمَلِهَا اَلْخَيْرِيِّ اَلْمُتَوَاصِلِ لَا يُمْكِنُ لِلْمَرْءِ سِوًى اَلْجَهْر فِي آنَاءِ اَللَّيْلِ وَ أَطْرَافِ اَلنَّهَارِ بِشِعَارٍ "عَاشَتْ اَلمِيمَةُ وَلَا عَاشَ مِنْ خَانِهَا"
21 _ كَثِيرَات يَتَحَدَّثْنَ عَنْ اَلتَّوْبَةِ بَعْدَ اَلطَّيْشِ وَأَنَّهُ (لَيْسَ لَكَ دَخَلَ بِمَاضِيهَا) لَكِنَّنِي لَاحَظَتْ أَنَّهُنَّ لَا يُحَسِّنُ اَلتَّوْبَةَ وَتَوْبَاتهَنَّ لَيْسَتْ حَقِيقِيَّةً، تَقْرَأُ كَلِمَاتِهِنَّ فَلَا تَلْمِسُ نَدَمًا، وَلَا تَوْبَةَ وَلَا إسْتِغْفَارًا لِرَبِّهِنَّ. فَقَطْ كَلِمَاتٍ مِثْل : أَنَا كُنْتُ مَاشِيَةً بِالْغَلَطِ وَ بَطَلَتْ، وَأَخَافَ زَوْجِي اَلْمُسْتَقْبَلِيُّ يَكْشِفَنِي ! عِبَارَة خَالِيَةٍ مِنْ اَلنَّدَمِ وَالتَّوْبَةِ ? هِيَ تَسْتَخْدِمُ اَلتَّوْبَةُ لِغَرَضِ اَلْحُصُولِ عَلَى شَيْءٍ بَعْدَمَا فَقَدَتْ كُلَّ شَيْءٍ ? حَتَّى اَلتَّوْبَةِ تَسْتَعْمِلُهَا كَوِشَاحٍ وَهْمِيٍّ وَطَعْمٍ جَاذِبٍ لِلسُّذَّجِ ? اَلتَّوْبَةُ بَرِيئَةً مِنْكُنَّ يَا بَنَاتُ حَوَّاءْ لِتَنْطِقِيهَا حَتَّى لِتُؤَكِّدِي لَنَا خُبْثِكَ أَصْلاً.
22 _ اَلنِّسَاء صَاحِبَاتِ اَلْمَاضِي اَلْأَسْوَدِ وَسِلْسِلَةِ اَلْأُمُورِ اَلَّتِي تَفْعَلُهَا قَبْل عَمَلِيَّةِ فَضِّ غِشَاءِ اَلْبَكَارَةِ عَنْ طَرِيقٍ (اَلْعَلَاقَاتُ خَارِجَ إِطَارِ اَلزَّوَاجِ) ? فُقْدَانُ اَلْحَيَاءِ مِنْ اَلرِّجَالِ بِالنِّسْبَةِ لِلْأُنْثَى وَهَذَا سَيَكُونُ سَبَبًا فِي حُدُوثِ اَلْكَثِيرِ مِنْ اَلْمَشَاكِلِ لَكَ بِسَبَبِ اَلِإخْتِلَاطِ فِي اَلْوَاقِعِ وَالْمَوَاقِعِ ? اَلدُّخُولُ فِي عَلَاقَةٍ غَيْرِ شَرْعِيَّةٍ مَعَ أَحَدِ اَلشَّبَابِ. فُقْدَانُ اَلْعُذْرِيَّةِ اَلْفِكْرِيَّةِ وَ الْعَاطِفِيَّةِ بِسَبَبِ اَلْحَدِيثِ فِي اَلْمَوَاضِيعِ اَلْجِنْسِيَّةُ ? إِرْسَالُ اَلصُّوَرِ اَلْعَارِيَةُ أَوْ شَبَهِ اَلْعَارِيَةُ مَا تُسَمَّى بَال (nudes) لِلشَّبَابِ وَهَذَا مَا سَيَكُونُ سَبَب لِكَثِيرٍ مِنْ اَلْمَشَاكِلِ لَكَ وَ الْفَضَائِحِ ? إِدْمَانُ اَلْإِبَاحِيَّةِ وَمُمَارَسَةِ اَلْعَادَةِ اَلسِّرِّيَّةِ ? مُمَارَسَةٌ اَلْجِنْسُ اَلسَّطْحِيِّ عَلَى سَبِيلِ اَلْمِثَالِ، اَللَّمِّس، وَالَمص، وَ التَّقْبِيلْ إِلَخْ.. ? مُمَارَسَةٌ اَلْجِنْسُ مِنْ اَلدُّبُرِ حَتَّى تُرْضِيَ صَدِيقَهَا وَلَا تَفُضُّ بَكَارَتَهَا وَ تُحَاوِلُ اَلْمُحَافَظَةُ عَلَى عُذْرِيَّتِهَا ? اَلْمَرْحَلَةُ اَلْأَخِيرَةُ وَهِيَ فَضُّ غِشَاءِ اَلْبَكَارَةِ حَتَّى تَسْتَمْتِعَ بِكَامِلِ اَلْعَلَاقَةِ وَسَيَتِمُّ خِدَاعُكَ أَنْتَ لَاحِقًا وَسْتَخْبِرْكْ أَنَّ بَكَارَتَهَا اِنْفَضَّتْ بِسَبَبِ رُكُوبِ اَلْخَيْلِ وَالْجُمْبَازِ أَوْ سَقَطَتْ مِنْ دَرَّاجَةٍ وَإِلَخْ ? كُلُّ هَذَا اَلْمَسَارِ اَلطَّوِيلِ ثُمَّ تَأْتِيكَ فَاقِدَاتٍ اَلْعُذْرِيَّةِ لِكَيْ تُصَوِّرْنَ لَكَ اَلْأَمْرُ عَلَى أَنَّهُ غَلْطَةٌ بَسِيطَةٌ تَحْدُثُ لِأَيِّ أُنْثَى فِي اَلْعَالَمِ. وَ تَدَعِي اَلنِّسَاءُ اَلْمَظْلُومِيَّةُ وَتَلْعَبُ وَتَكْذِبُ حَتَّى لَا تُسَمَّى عَاهْرَة وَتُحَافِظ عَلَى صُورَتِهَا اَلْمَلَائِكِيَّةِ اَلْبَرِيئَةِ حَتَّى تَبْقَى حُظُوظَهَا فِي اَلزَّوَاجِ قَائِمَةً، لَا تُصْدَقْ هَذِهِ اَلْأَلَاعِيبِ وَالْأَكَاذِيبُ وَإِذَا كُنْتُ تُرِيدُ حَيَاةً زَوْجِيَّةً مُسْتَقِرَّةً تَجَنُّبَ اَلْمُسْتَهْلَكَاتِ اَلْجَامِعِيَّاتِ وَ الْمُطَلَّقَاتِ وَاَللَّوَاتِي عِشْنَ فِي بِيئَةِ إخْتِلَاطٍ وَ آبْحَثْ عَنْ ذَات اَلدِّينِ اَلَّتِي تَمْتَلِكُ اَلسُّمْعَةُ اَلطَّيِّبَةُ وَالْمَاضِي اَلنَّظِيفِ.
23 _ مُتَلَازِمَة اَلْمَلِكَةِ "اَلْأُنْثَى اَلْمَخْدُوعَةِ" ? مَعْرُوف أَنَّ اَلْإِطْرَاءَ اَلْمُتَوَاصِلَ وَالْمَدْحَ يَصْنَعَانِ اَلْغُرُورُ، وَيُصِيبَ اَلذَّاتَ اَلْإِنْسَانِيَّةَ بِجُنُونِ اَلْعَظَمَةِ، أَلَيْسَ كَذَلِكَ ؟ بَلَى. مَاذَا إِنَّ كَانَ اَلْحَدِيثُ هُنَا عَنْ كَائِنٍ عَاطِفِيٍّ غَيْرِ عَقْلَانِيٍّ يَسْتَمِدُّ تَقْيِيمُهُ اِعْتِمَادًا عَلَى اَلْمُؤَثِّرَاتِ اَلْخَارِجِيَّةِ، وَلَا قُدْرَةً لَهُ عَلَى تَقْيِيمِ ذَاتِهِ اِنْطِلَاقًا مِنْ مُعْطَيَاتٍ مَنْطِقِيَّةٍ ؟ أَكِيد سَنَحْصُلُ عَلَى فُقَّاعَةٍ بِهَيْئَةِ وَحْشٍ ضَخْمٍ يَخْتَبِئُ وَرَاءَهُ قِطٌّ أَلِيفٌ أَشْعَثَ، هَكَذَا اَلْأُنْثَى اَلَّتِي تَرَعْرَعْتُ وَسَطُ بِيئَةٍ أَبَوِيَّةٍ رَخْوَةٍ لَا تُؤَدِّي دَوْرَهَا اَلْأَصْلِيَّ اَلْوَاقِعِيَّ، اَلدَّلَالُ اَلْأَبَوِيُّ اَللَّاعَقْلَانِيُّ لِلْإِنَاثِ اَلسَّاذِجَاتِ بِالْفِطْرَةِ سَيِّئٌ لِلْغَايَةِ، إِنَّهُ يُرَبِّي فِيهِنَّ مَمْلَكَةٌ وَهُمْ خُرَافِيَّةٌ، تَكْتَمِلَ حُصُونَهَا اَلْإِسْفَنْجِيَّةَ مَعَ تَوَالِي اَلسِّنِينَ عَبْرَ تَفَاعُلَاتِ اَلْآلَافِ مِنْ اَلذُّكُورِ اَلْمُتَغَزِّلِينَ اَللَّاهِثِينَ وَرَاءَهَا. يَتَغَذَّى كِبْرِيَاؤُهَا وَغُرُورُهَا بِسَخَافَةٍ عَلَى مُغَازَلَاتُهُمْ وَرَسَائِلُهُمْ وَمُتَابَعَاتُهُمْ لَهَا، نَتِيجَةُ لِتَضَخُّمِ اَلْإِيغُو "Ego" يَزْدَادَ إِحْسَاسُهَا اَلْكَاذِبُ بِالِإسْتِحْقَاقِ اَلَّذِي لَا مَثِيلَ لَهُ، فَيَنْتَهِي بِهَا اَلْمَطَافُ دُمْيَةً جِنْسِيَّةً فِي يَدِ ذَكَرٍ مُتَفَوِّقٍ ظَنَّتْ أَنَّهَا خلَقَتْ لِتسْتَحَقِّهُ، أَوْ يَنْتَهِي بِهَا اَلْمَطَافُ عَانِسًا عَلَى شَفَى اَلشَّيْخُوخَةَ اَلْمُبَكِّرَةَ مَعَ إِحْسَاسِهَا بِسُوءِ اَلْحَظِّ اَلَّذِي لَازَمَ مَمْلَكَتَهَا اَلْوَهْمِيَّةَ فَتَصْطَدِمُ بمُتَلَازِمَةَ المَلِكَةِ أَوْ جِدَارِ اَلشَّيْخُوخَةِ اَلْمُبَكِّرَةِ. اَلنَّتِيجَةُ بَعْدُ عُمْرِ 25 سَنَةٍ، يَبْدَأَ مَسَارُ اَللَّاعَوْدَةِ : - رَصِيدٌ عَاطِفِيُّ credit Emotional مُسْتَنْزَف، تَمْلِكَ اَلْأُنْثَى رَصِيدًا مِنْ اَلْمَشَاعِرِ يَسْتَنْزِفُهُ اَلذُّكُورُ اَلْمُتَفَوِّقُونَ كُلِّيًّا، لَا تَصْلُحُ لِعَلَاقَاتِ اَلْحُبِّ بَعْدَ ذَلِكَ إِطْلَاقًا وَلَنْ تَسْتَقِرَّ عَوَاطِفَهَا مُجَدَّدًا. - أَرْمَلَةُ أَلْفَا Widow Alpha : كُلَّمَا وَصَلَتْ اَلْأُنْثَى إِلَى رُؤُوسِ اَلْهَرَمِ اَلرِّجَالَ اَلْأَلْفَا وَرَبَطَتْ عَلَاقَاتٌ مَعَهُمْ، كُلَّمَا اِسْتَحَالَ عَلَيْهَا نِسْيَانُهُمْ، وَ إسْتَحَالَ حُصُولُهَا عَلَى اَلْمُتْعَةِ اَلَّتِي تَعْتَقِدُ أَنَّهَا كَانَتْ تَسْتَحِقُّ بَعْدَ ذَلِكَ. تَمْلُّكُ اَلْأُنْثَى خَزَّانًا سِعَةَ مَلْئِهِ مِنْ اَلْمُتْعَةِ وَالنَّشْوَةِ تُنَاسِبُ ذَكَرًا وَاحِدًا مِنْ قِيمَتِهَا فَقَطْ، يَمْتَلِئَ مُتَوَازِنًا دُونَ نَقْصٍ أَوْ زِيَادَةٍ، حِينَمَا تَغيَّب اَلسُّلْطَةَ اَلذُّكُورِيَّةَ بِدَايَةِ مِنْ اَلْأَبِ اَلْبِيتَا وَالْأَخِ اَلْبِيتَا وَالزَّوْجِ اَلْبِيتَا، يَسْتَيْقِظَ وَحْشُ اَلتَّزَاوُجِ اَلْفَوْقِيِّ وَيَتَغَذَّى وَهُمْ اَلْمَلِكَةِ عِنْدَ اَلْأُنْثَى فَتَتَوَهَّمُ أَنَّ خَزَّانَهَا أَكْبَرَ حَجْمًا وَيَتَطَلَّبُ كَمِّيَّةً أَكْبَرَ مِنْ اَلنَّشْوَةِ، هُنَا تَكُونُ اَلْمُفَاجَأَةُ، فَتَرْتَوِي فَوْقَ مَا تَسْتَحِقُّ وَمَا يُنَاسِبُهَا بِأَضْعَافٍ، فَيَتَّسِعُ خَزَّانُ نَشْوَتِهَا لِيُنَاسِبَ مَا قَدَّمَهُ اَلذِّكْرُ اَلْأَلْفَا، وَلَنْ يَعُودَ ذَلِكَ اَلْخَزَّانِ إِلَى حَجْمِهِ اَلْحَقِيقِيِّ إِطْلَاقًا، بَلْ سَيَسْتَمِرُّ فِي اَلِاتِّسَاعِ أَكْثَرَ عِنْدَ اَلتَّعَامُلِ مَعَ أَلْفَا أَكْثَرَ تَفَوُّقًا. وَ هَكَذَا سَيَسْتَمِرُّ اَلتَّطَلُّبُ لَدَيْهَا إِلَى أَنْ تَصِلَ إِلَى اَلْهَرَمِ اَلْأَعْلَى وَ لَنْ تَسْتَمْتِعَ بُعْدَهُ إِطْلَاقًا (يَنْتَهِي بِهَا اَلْأَمْرُ فِي مَقْبَرَةِ اَلْفِيَلَةِ مَعَ أَطْنَانِ مِنْ مُضَادَّاتِ اَلِإكْتِئَابِ)
24 _ أَيُّهَا اَلرَّجُلُ إِمَّا أَنَّ تَقَنْتَعْ بِالْحَبَّةِ اَلْحَمْرَاءِ أَوْ تَقَنْتَعْ بِالْكَلَامِ اَلَّذِي أَقُولُهُ لَكَ أَوْ تَقَنْتَعْ بِالْحُكْمِ وَالْمُوَاعَضْ أَوْ تَقَنْتَعْ بِالْأَدِلَّةِ وَ الدِّرَاسَاتِ وَالْجُرْمِ اَلْمَشْهُودِ أَوْ تَقْتَنِعُ بِالْخَازُوقِ. وَالْمَحْكَمَةُ وَ السَّجْنُ وَبَاقِي صُنُوفِ اَلْمُعَانَاةِ.
25 _ أَنْصَحُكُ أَنْ تَخُوضَ فِي غَمْرَةِ اَلْمَشَاكِلِ مَعَ اَلْمَرْأَةِ قَبْلَ اَلزَّوَاجِ بِهَا فَإِنَّ اَلْمَشَاكِلَ وَالصِّرَاعَاتِ تُقَوِّي اَلْعَلَاقَاتُ اَلْحَقِيقِيَّةُ وَتُنْهِي اَلْعَلَاقَاتُ اَلْمُزَيَّفَةُ بَيْنَ اَلرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ



#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اَلصَّالِحَات لَيْسَ لَدَيْهِمْ سُوشِلْ مِيدْيَا أَصْلاً
- أَيُّ رَجُلِ عِنْدَهُ عَقْلٌ لَايَعْبُدُ اَلْجِهَازُ اَلتَّن ...
- نَحْنُ رِجَالٌ لَا نَرْضَى بِالنُّفَايَاتِ اَلْآدَمِيَّةِ
- أَيُّهَا اَلرَّجُلُ لَا تَكُنْ عَجَلَةُ إِنْقَاذِ لِإِحْدَاه ...
- أَرْسِلَ إِلَى مَزْبَلَةِ اَلتَّارِيخِ بِلَا رَحْمَةٍ
- غَرِيزَة اَلْمَرْأَةِ اَلَّتِي يَجْهَلُهَا اَلرَّجُلُ اَلْعَ ...
- لَا تَتْرُكُ لَهُنَّ غَيْرُ اَلْحَسْرَةِ وَالْغَيْرَةِ وَالْ ...
- اَلْحُبّ لِلضُّعَفَاءِ، اَلْجِنْسُ لِلْأَقْوِيَاءِ
- اَلْمَادَّةُ إِلَهُ اَلْمَرْأَةِ
- أَهْلُ اَلْعُقْدَةِ أَلَدَّ أَعْدَاءِ مُحَمَّدْ وَالْإِسْلَا ...
- كَيْفَ نَشَرَ مُحَمَّدْ دِينِهِ
- أَنْتَ مَوْجُودٌ لِأَنَّكَ تُؤَثِّرُ وَلَيْسَ لِأَنَّكَ تُفَ ...
- أَنَا أُحَبِّذُ أَنْ أَبْقَى خَارِجَ أَيِّ إخْتِيَارٍ
- أَسُؤَا أَنْوَاعُ اَلظُّلْمِ اَلِإدِّعَاء أَنَّ هُنَاكَ عَدْ ...
- أَفْضَلَ طَرِيقَةٍ لِتَرْبِيَةِ اَلْأَطْفَالِ هِيَ عَدَمُ إِ ...
- تَوَقَّع دَائِمًا أَيَّ شَيْءِ مِنْ أَيِّ شَخْصٍ
- لَا تُتْعِبُ نَفْسَكَ بِمُطَارَدَةِ فَرَاشَةٍ وَحِيدَةٍ
- حَتَّى تَتَحَرَّرَ مِنْ لَعْنَةِ اَلْقَاعِ وَتَعَانَقَ لَذَّ ...
- اَلْأَحْلَام وَ قِوَّاهَا اَلْخَارِقَةَ اَلْجُزْءَ اَلْعِشْر ...
- اَلْأَحْلَام وَ قِوَّاهَا اَلْخَارِقَةَ -اَلْجُزْءَ اَلتَّاس ...


المزيد.....




- -نسي بطاقة هويته-.. إبعاد بوريس جونسون عن مركز اقتراع في بري ...
- زلزال بقوة 5.9 درجة يضرب سواحل الفلبين
- مسيرة حاشدة في اليابان للحفاظ على الدستور
- إسرائيل تترقب التحركات -غير المعتادة- للجيش المصري على حدود ...
- الأمن الروسي يحتجز أتباعا لطائفة -فالون غونغ- (فيديو)
- أردوغان: حجم التجارة السنوي مع إسرائيل 9.5 مليار دولار لكننا ...
- مصدرون أتراك يبحثون عن بدائل بعد تعليق التجارة مع إسرائيل
- كيف يكون شكل العالم بانتصار الصين أو الولايات المتحدة في الح ...
- كلاهما يحب أوربان
- كيف يبدو صوت جو حينما يصبح الجمهور أخطر!


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - مَا وَرَاءَ اَلْجَمَالِ اَلظَّاهِرِ لِأُنْثَى اَلْإِنْسَانِ