أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جواد البشيتي - هذا الانقسام خير من تلك الوحدة!














المزيد.....

هذا الانقسام خير من تلك الوحدة!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1753 - 2006 / 12 / 3 - 10:43
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


انقسم المجتمع اللبناني واللبنانيون؛ ولكن كلمة "انقسم" ليست سوى فعل ماضٍ، لغةً، ولغةً سياسية، فالفعل اللبناني الحاضر إنما هو إظهار الانقسام والتعبير عنه. هل نقف مع هذا الانقسام أم نقف ضده؟ كثيرون من دعاة ومحبِّي "الوحدة" من "الكهنوت السياسي" الإسلامي ـ المسيحي ينظرون إلى كل انقسام في المجتمع باستثناء الانقسام الذي فيه، وبه، يعيشون ويُرزقون، على أنه رجس من عمل الشيطان ينبغي لنا اجتنابه، ويفهمون "الشارع"، الذي يجب أن يُفهم على أنه "سانُّ الشريعة"، على أنه الطريق إلى جهنم، التي هي كل تغيير يمكن أن يخرجهم من جنَّات الفردوس.

هذا الانقسام اللبناني، الذي لا نخجل من تأييده ومن الإشادة به، وليس عليه، ليس بالخير العميم أو المطلق؛ فهو "خير نسبي"، أي نسبةً، مثلا، إلى الانقسام العراقي، ففي العراق ـ الذي قال رئيس وزرائه، الذي يقود في الظاهر "جهودا للمصالحة"، وفي الباطن حربا شيعية على السنة، إن حكومته لن تسمح بالقضاء على "الديمقراطية" فيه ـ ينقسم عربه، ويُدفعون إلى مزيد من الانقسام، بما تشتهيه مصالح وأهداف أولئك الذين يتوفَّرون على إنتاج وتشجيع استهلاك بضاعة الحرب الأهلية بين الشيعة والسنة من أبناء القومية الواحدة.

أما في لبنان اليوم فإننا نرى الانقسام الأساسي الظاهر ليس بين مسلميه ومسيحييه، أو بين الشيعة والسنة من مسلميه. إننا، والحمد لله، نراه في داخل كل طائفة دينية، في داخل المسيحيين، وفي داخل المسلمين. في داخل السنة، وفي داخل الشيعة، وإن ظهروا، حتى الآن، على أنهم أكثر اتحادا وتماسكا من غيرهم.

وهذا الانقسام اللبناني سمح، هذه المرة، والحمد لله، بإنتاج انقسام سياسي، أسس لمعسكرين كبيرين: معسكر "الأكثرية النيابية"، التي تتلفع بها قوى الرابع عشر من آذار، والتي تحوَّلت إلى "أقلية شعبية"، ومعسكر المعارضة، أو الأقلية النيابية، التي تحوَّلت إلى أكثرية شعبية، يقودها، في المقام الأول، "حزب الله" و"التيار الوطني الحر". وكلا المعسكرين يشبه الآخر لجهة أن صفته التمثيلية عابرة للطوائف الدينية، مخترِقة لها.

الانقسام اللبناني الجديد ليس بالانقسام الذي نتمنى ونريد وننشد، فهو انقسام متصالح مع "الطائفية السياسية" الكريهة، ويستهدف ترجيح إحدى كفتي ميزان التمثيل السياسي لكل طائفة دينية على الأخرى، فهل جعجع أم عون يستأثر بحصة الأسد من التمثيل السياسي للموارنة. وهل الحريري أم سني آخر يستأثر بحصة الأسد من التمثيل السياسي للسنة؟ وهل جنبلاط أم أرسلان يستأثر بحصة الأسد من التمثيل السياسي للدروز؟ وحدهم الشيعة يشذون عن هذا الصراع، فنصر الله وبري متفاهمان؛ وقد استطاع "حزب الله" الشيعي المعادي لإسرائيل أن يجتذب الغالبية العظمى من الشيعة إليه، وأن يجتذب إليه، أيضا، وبفضل ما أظهره من التزام وكفاءة في معاداة إسرائيل، قلوب كثير من السنة (في لبنان والعالم العربي) في المقام الأول. ولو كان نصر الله سنيا لتفوَّق على جمال عبد الناصر في وزنه الشعبي.

إننا مع لبنان الذي يقف ضد استعادة سورية لوصايتها عليه، وضد توسيع إيران لنفوذها فيه. ولكننا، في الوقت نفسه، مع لبنان الذي يقف ضد كل من يريد حكمه بما يُسقطه في قبضة الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل. مع لبنان الذي حان له، ومن حقه، أن يرد الصاع صاعين لأولئك اللبنانيين الذين أظهروا بالقول، وبالفعل أكثر، أن مصالحهم وأهدافهم السياسية الفئوية والشخصية متصالحة مع الحرب التي شنتها إسرائيل على "حزب الله"، وكانت تريهم "نصرهم السياسي الداخلي" على أنه الثمرة الطيبة لنصر عسكري فشلت إسرائيل في إحرازه.

نحن نتمنى للانقسام اللبناني الجديد، الذي يُعبَّر عنه الآن، أو من الآن وصاعدا، في ساحتي "رياض الصلح" و"الشهداء" في قلب بيروت أن يُنتِج من القوى والبرامج والرايات ما يسمح لـ "الشارع" بسنِّ شريعة جديدة، تُكفَّن بها شريعة "الطائفية السياسية"، فينتهي هذا العمل الشعبي إلى قيام جمعية تأسيسية، تضع دستورا لبنانيا جديدا يُطلِّق ثلاثا "الطائفية السياسية" و"الطائف"، ويجعل لبنان مقبرة لعدوه الثلاثي (إسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا) من غير أن يتحوَّل، في هذا السياق، إلى مُسْتَنْبَت للنفوذ الإيراني ـ السوري.

إنها مهمة لم تُنْتِج بعد القوى التي في مقدورها إنجازها؛ ولكن لا هذا القصور، ولا الخشية من النفوذ الإيراني ـ السوري، يمكن أن يكون سببا، أو مبرِّرا، للوقوف مع "حصان طروادة"، أي مع قوى الرابع عشر من أيار، فمن لا يُميِّز رايتهم من الراية في "رياض الصلح" و"الشهداء"، على اعتراضنا على بعض من ألوانها، إنما هو ذاته الذي له مصلحة في أن يرينا عدونا على أنه صديق، وصديقنا وشقيقنا على أنه العدو!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عنقاء جديدة تسمى -المواطَنة-!
- قبل أن يغدو المُدخِّن مارقا من الدين!
- الأزمات والحلول تتشابك خيوطا!
- هذا العمى السياسي!
- -التسارع- و-التباطؤ- في -التطوُّر الكوني-
- هل يجرؤ بوش على أن يكون برغماتيا؟!
- الفلسطينيون يصنعون نجاحا جديدا!
- هذا -التسييس- ل -الحجاب-!
- صحافة جيفرسون أم صحافة همبولت؟!
- حق المرأة في قيادة السيارة!
- -النسبية-.. آراء وأمثلة
- أهي -بطولة- أم تمثيل لدور البطولة؟!
- حتى لا يحترق المسرح ويبقى الممثِّلون!
- عرب وغرب!
- حقيقة ما قاله بوش!
- لمواجهة الانقضاض العسكري الإسرائيلي الوشيك!
- دوحة الديمقراطية والسلام في الدوحة!
- التداول السلمي للسلطة!
- انفراج فلسطيني وشيك!
- فشل إدارة بوش إذ اكتمل وتأكد!


المزيد.....




- الخرطوم تطالب بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث -عدوان الإمار ...
- استمرار الاحتجاجات في جامعات أوروبا تضامنًا مع الفلسطينيين ف ...
- الرئيس الإيراني: عقيدتنا تمنعنا من حيازة السلاح النووي لا ال ...
- مظاهرة ضد خطة الحكومة لتمديد استخدام محطة -مانشان- للطاقة ال ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال أسبوع ...
- أطباء المستشفى الميداني الإماراتي في غزة يستأصلون ورما وزنه ...
- مجلس أميركي من أجل استخدام -آمن وسليم- للذكاء الاصطناعي
- جبهة الخلاص تدين -التطورات الخطيرة- في قضية التآمر على أمن ا ...
- الاستخبارات الأميركية -ترجح- أن بوتين لم يأمر بقتل نافالني-ب ...
- روسيا وأوكرانيا.. قصف متبادل بالمسيرات والصواريخ يستهدف منشآ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جواد البشيتي - هذا الانقسام خير من تلك الوحدة!