أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - الفلسطينيون يصنعون نجاحا جديدا!















المزيد.....

الفلسطينيون يصنعون نجاحا جديدا!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1740 - 2006 / 11 / 20 - 09:41
المحور: القضية الفلسطينية
    


في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني، نجح الفلسطينيون، على ما اكتنف أوضاعهم من مصاعب تَشْتَرِط للنجاح إرادة في منتهى القوة والصلابة، في أن يُظْهِروا أنفسهم للعالم أجمع على أنهم شعب لديه من قوة الإيمان الديمقراطي ما يفرض على المجتمع الدولي، الذي يتغنى بالقيم والمبادئ الديمقراطية، أن يلتزم، قولا وفعلا، الدفاع معهم عن حقهم القومي الذي تنازلوا عن جزء كبير منه حتى يحظى بالشرعية الدولية، التي تُمعِن إدارة الرئيس بوش في إضعافها بما يعود بالنفع والفائدة على إسرائيل.

والآن، يوشك الفلسطينيون أن يحرزوا نجاحا عظيما آخر تضافرت إسرائيل وقوى ضغط كثيرة على منعهم من إحرازه. وهذا النجاح المرتقب والوشيك إنما هو نجاحهم في أن يدرأوا عن أنفسهم، وعن قضيتهم وحقوقهم القومية، وعن إنجازهم الديمقراطي العظيم، مخاطر الاقتتال والحرب الأهلية، وكأنهم أرادوا أن يقولوا للعالم أجمع إنهم لن يحيدوا أبدا، ومهما كانت الضغوط التي يحاصرونهم بها، عن طريقين اندمجتا في طريق واحدة هما "الديمقراطية" و"الوحدة القومية".

لقد جاءهم الحصار المالي والاقتصادي والسياسي الدولي، والذي خالطه توسُّع واشتداد في الحرب الإسرائيلية عليهم، والتي خالطها كثير من جرائم الحرب، بما يفرض عليهم جميعا إخضاع مزيد من مصالحهم الفئوية والشخصية للمصالح الفلسطينية العامة والعليا، وإبداء مزيد من الميل إلى أن يتنازل بعضهم لبعض في سبيل تذليل العقبات من طريق قيام حكومة وحدة قومية فلسطينية، تُوازِن بين تلبية الفلسطينيين لشروط ومطالب اللجنة الرباعية الدولية لرفع الحصار الدولي عنهم، وعن سلطتهم، وبين حق حركة "حماس" في أن تُظْهِر وتُفسِّر مشاركتها، أو طريقة مشاركتها، في حكومة الوحدة القومية الفلسطينية على أنها موقف لا يعني، ويجب ألا يعني، اعتراف الحركة بإسرائيل، أو بحقها في الوجود.

ولا شك في أن رئيس السلطة الفلسطينية يحتاج إلى تأييد عربي (ودولي) يمكِّنه من "إقناع" إدارة الرئيس بوش بأن الاتفاق الذي أنجزه الفلسطينيون، والذي بموجبه ستتألف الحكومة الجديدة، يمكن ويجب أن يَحْمِل اللجنة الرباعية الدولية على إنهاء الحصار المالي والاقتصادي والسياسي الدولي الذي ضربته على الفلسطينيين وسلطتهم، وعلى جعل هذا الإنهاء ابتداءً لجهد سياسي دولي جديد يستهدف إنهاءً للنزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين عبر التفاوض السياسي، فلا فرق يجب أن يَظْهَر بين الشروط الدولية لإنهاء "الحصار" وبين الشروط الدولية لإنهاء "النزاع".

الاتفاق بين الفلسطينيين أُنْجِز، أو أُنْجِز تقريبا؛ ولكن ترجمته بواقع سياسي فلسطيني جديد، منه تأليف حكومة الوحدة القومية، تحتاج إلى اتفاق آخر بين الفلسطينيين ولا يقل أهمية عن اتفاقهم الأول، وهو الاتفاق على قواعد "اللعبة السياسية" التي لا بد لها من النجاح قبل، ومن أجل، قيام الحكومة الفلسطينية الجديدة. وإنَّ أهم قاعدة من قواعد "اللعبة السياسية" تلك أن لا تتحوَّل حكومة الوحدة القومية الفلسطينية من "ورق" و"حبر" إلى حقيقة واقعة قبل أن يتأكَّد الفلسطينيون، وبنسبة 100 في المئة، أن "الحصار" قد انتهى، أو أنه سينتهي بالتزامن مع إعلان تأليف تلك الحكومة، فبين قيام الحكومة وإنهاء الحصار علاقة "تبادل" و"تزامن" يجب أن يستمسك الفلسطينيون جميعا بها.

على أن علاقة "التبادل" و"التزامن" تلك لا يمكن أن تقوم لها قائمة إذا لم تستوفِ شروط قيامها التي من أهمها أن تُفْرِج إسرائيل عن رئيس وأعضاء المجلس التشريعي، والوزراء، والقادة، الذين اعتقلتهم، وعن أموال السلطة الفلسطينية التي تحتجزها، وأن تقبل حلا (جزئيا) لمشكلة الأسرى الفلسطينيين لديها بما يسمح بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير لدى فلسطينيين، وأن تقبل اتفاقا جديدا على "هدنة" مع الفلسطينيين، يشمل قطاع غزة على وجه الخصوص، ويقترن بفتح المعابر جميعا.

وإذا أراد أصحاب "المبادرة الأوروبية" الثلاثية (أسبانيا وإيطاليا وفرنسا) أن يُظْهِروا ويؤكدوا قوة وحيوية ودينامية مبادرتهم، التي يُعْمَل على توسيعها بضم دول أخرى إليها، فإنَّ عليهم أن يضيفوا، أو أن ينجحوا في إضافة، عنصرا جديدا إلى "الوقف الفوري والشامل لإطلاق النار" بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهو إرسال مراقبين دوليين يراقبون الهدنة الجديدة، فانتفاء هذه العنصر كان دائما من الأسباب التي شجعت إسرائيل على خرق، والإمعان في خرق، كل اتفاق للهدنة بينها وبين الفلسطينيين، وكأن المجتمع الدولي لم تتولَّد لديه الحاجة بعد إلى التقييد الدولي لعمل آلة الحرب الإسرائيلية.

وينبغي لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير، على وجه الخصوص، أن يُتَرْجِم قوله بضرورة أن يُركِّز المجتمع الدولي جهوده في تسوية النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، أو بينها وبين العرب، بإضافة الثقل السياسي والدبلوماسي البريطاني إلى الثقل الأسباني والإيطالي والفرنسي في تلك المبادرة، فالاتحاد الأوروبي هو وحده القوة التي قد تنجح، إذا ما وحَّدت دوله جهودها، في إقناع إدارة الرئيس بوش، التي يستبد بها شعور بالفشل والإخفاق، بأن بعضا من جرحها العراقي يمكن مداواته بشيء من الدواء الفلسطيني. أقول "قد" تنجح؛ لأن تلك الإدارة ما زالت خاضعة لتأثير نهج سياسي لا يسمح لها بتحويل ولو نزر من فشلها إلى نجاح، فها هو أحد ممثلي هذا النهج سفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة جون بولتون يعترض على دعوة الجمعية العمومية للمنظمة الدولية الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان إلى تأليف لجنة تحقيق في المجزرة الإسرائيلية في بيت حانون بدعوى أن كلفة تأليف وعمل هذه اللجنة تبلغ نحو 131 ألف دولار!

إنَّ عشرات الفلسطينيين من المدنيين العزل، وكثير منهم أطفال ونساء، الذين ذهبوا ضحية المجزرة تلك لا يستحقون، بحسب رأي بولتون، مبلغ 131 ألف دولا، يُنفق في سبيل التحقيق في مأساتهم، مع أنه لو كان متأكدا أن عمل اللجنة سينتهي إلى إثبات "الخطأ الفني" الذي زعمته إسرائيل لما استكثر بولتون هذا المبلغ التافه!

قلنا إن الاتفاق بين الفلسطينيين قد أُنْجِز تقريبا، وإن من الأهمية بمكان أن ينجح الفلسطينيون في لعبة تحويله إلى حقيقة واقعة. إننا نعلم أن خطاب التكليف الجديد لن يختلف عن سابقه إلا بعبارة واحدة جديدة هي "وثيقة الأسرى" لجهة اتخاذها أساسا سياسيا (يحظى بإجماع فلسطيني) لعمل الحكومة الجديدة. وهذه العبارة ليست بالأمر السياسي قليل الأهمية لجهة قدرتها على تذليل العقبات من طريق إنهاء الحصار الدولي، وإن كانت "وثيقة الأسرى" لا تلبي، في الطريقة التي تريدها الولايات المتحدة وإسرائيل، شروط ومطالب اللجنة الرباعية الدولية لرفع الحصار. ونعلم أن الطريقة التي عبرها ستشارك "حماس" في الحكومة الفلسطينية الجديدة تذلل هي أيضا كثيرا من تلك العقبات. على أنَّ التغيير الأهم الذي عبَّر عنه الاتفاق كان هذا الذي شرحه نائب رئيس الوزراء الفلسطيني ناصر الدين الشاعر إذ قال: "إن بعض الملفات لن تكون جوهرية بالنسبة إلى الحكومة (المقبلة) ولاسيما ملف المفاوضات (مع إسرائيل) الذي ستتولاه منظمة التحرير الفلسطينية".

وأحسب أن قبول "حماس" الفصل بين الحكومة وملف المفاوضات هو خير خيار تتبناه في سبيل إنهاء الأزمة الداخلية الفلسطينية بما يخدم المصالح العليا للشعب الفلسطيني.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا -التسييس- ل -الحجاب-!
- صحافة جيفرسون أم صحافة همبولت؟!
- حق المرأة في قيادة السيارة!
- -النسبية-.. آراء وأمثلة
- أهي -بطولة- أم تمثيل لدور البطولة؟!
- حتى لا يحترق المسرح ويبقى الممثِّلون!
- عرب وغرب!
- حقيقة ما قاله بوش!
- لمواجهة الانقضاض العسكري الإسرائيلي الوشيك!
- دوحة الديمقراطية والسلام في الدوحة!
- التداول السلمي للسلطة!
- انفراج فلسطيني وشيك!
- فشل إدارة بوش إذ اكتمل وتأكد!
- المنجِّمون.. كيف يصدقون وكيف يكذبون؟
- هذا الفساد الذي لم ينجُ منه حتى الأطباء!
- الفقر
- الفلسطينيون.. خلاف حاضر وشرعية غائبة!
- عندما تشفق رايس على الفلسطينيين!
- -ديمقراطية- الطبيعة و-ديكتاتورية- التاريخ!
- -الفوضى البناءة- في وجهها النووي!


المزيد.....




- أفوا هيرش لـCNN: -مستاءة- مما قاله نتنياهو عن احتجاجات الجام ...
- بوريل: أوكرانيا ستهزم دون دعمنا
- رمز التنوع - صادق خان رئيسا لبلدية لندن للمرة الثالثة!
- على دراجة هوائية.. الرحالة المغربي إدريس يصل المنيا المصرية ...
- ما مدى قدرة إسرائيل على خوض حرب شاملة مع حزب الله؟
- القوات الروسية تقترب من السيطرة على مدينة جديدة في دونيتسك ( ...
- هزيمة المحافظين تتعمق بفوز صادق خان برئاسة بلدية لندن
- -كارثة تنهي الحرب دون نصر-.. سموتريتش يحذر نتنياهو من إبرام ...
- وزير الأمن القومي الإسرائيلي يهدد نتنياهو بدفع -الثمن- إذا أ ...
- بعد وصوله مصر.. أول تعليق من -زلزال الصعيد- صاحب واقعة -فيدي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - الفلسطينيون يصنعون نجاحا جديدا!