أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد البشيتي - عرب وغرب!














المزيد.....

عرب وغرب!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1728 - 2006 / 11 / 8 - 11:09
المحور: المجتمع المدني
    


في الشكل، لدينا ما لديهم في الغرب. أما في المحتوى الواقعي الحقيقي فليس لدينا شيء مما لديهم، فأشياء من قبيل الدولة، والوطن، والمواطنة، إنما هي أشياء بيننا وبينها هوَّة سحيقة. مِن اختلاف المواطن، دينا، وعقيدة، وجنسا، ولغة، وثقافة، وعرقا، في المجتمعات الغربية الديمقراطية، بني الوطن، وتوحَّد، وترسخت المواطنة، حقوقا وواجبات، وقامت الدولة، التي، وإن ظلت على انحيازها الطبقي، غير المقنن، أي غير المنصوص عليه في الدستور، استطاعت أن تُقْنِع مواطنيها، جميعا، بأنها منهم ولهم، على اختلاف أصولهم وخواصهم الاجتماعية والتاريخية.

وبالديمقراطية، وفيها، تطورت الدولة، هناك، بما يلبي حاجة المجتمع إلى شحنها بمزيد من القيم الحضارية والإنسانية، فتحررت" مما تركته الدولة الدينية، أو نظام الحكم الثيوقراطي، من تأثيرات في شكلها ومحتواها، وضربت جذورها عميقا في القومية، فغلب فيها الانتماء القومي الانتماء الديني، ثم توسعت، بقوة وحيوية النظام الديمقراطي، والمصالح الطبقية الرأسمالية التي استُثمِرت على خير وجه فيه، وبه، فغدت، كمثل شركاتها الكبرى، متعددة القومية.

وإذا كان من دليل قوي على ثقتها الكبيرة في نفسها فإن هذا الدليل هو أن ما يُظْهِره المواطن من "انتماء آخر"، أي من استمساك بـ "هوية الأصل"، ببعض، أو بكل، أوجهها، لا يعود عليه بـ "فرق في المواطنة"، حقوقا وواجبات، فالديمقراطية إنما تؤكِّد وجودها وقوتها وحيويتها ليس بتقييد "التعددية"، وإنما برفع كل قيد عنها، فكلما اتسعت "التعددية" رَجَحَ "الجذب" على "الطرد" في علاقة الوطن بالمواطن، فَضَرَبَ الاختلاف، أو التنوع، جذوره عميقا في الوحدة والاندماج.

مستقبلنا، نحن العرب، ينبغي لنا أن نراه هناك، وليس في أي مكان، أو زمان، آخر. نقول بذلك؛ لأن مِنَّا وفينا من يصر على أن يُرينا مستقبلنا في العودة إلى ماضٍ، أو في استنساخ ماضٍ، يكفي أن نحاولها، أو نحاوله، حتى نظل، أو نصبح، من مخلوقات الوهم، التي تُنْتِجُ ذاتيا ودائما مآسيها.

نحن، حتى الآن، لم نعرف من ديمقراطيتهم إلا الانتخابات، التي، على كثرة قيودها، لم نُدْخلها في حياتنا السياسية والعامة إلا بعدما أخرجنا منها روحها الديمقراطية، وكأن الديمقراطية غصن قطعناه من دوحتها، فضَرَبْنا صفحا عن حقيقة أن الديمقراطية تتضمن الانتخابات، ولكنها لا تعدلها، فإذا كانت الديمقراطية التي تخلو من الانتخابات مستحيلة فإن الانتخابات التي تخلو من الديمقراطية ممكنة. وخير دليل على أنها ممكنة هو الانتخابات عندنا.

ولو كان لي أن أُفاضِل لفَضَّلْتُ "الديكتاتورية" و"الاستبداد" على تلك الانتخابات، أي على الانتخابات التي تخلو من الديمقراطية، ومن كل ما تتضمنه الديمقراطية من قيم ومبادئ وحقوق وحريات، فإذا ما أرَدْتَّ تدمير مجتمعاتنا العربية من الداخل، وإدخال كل مجتمع منها في "حرب الكل ضد الكل"، فما عليكَ إلا أن تضع في "ديناميتها الداخلي" هذا "الصاعق"، أي "الانتخابات المُفْرَغَة من الديمقراطية".

عندئذٍ تسقط كورقة خريفية وحدتنا الداخلية، وتعلو فينا "الجاهلية"، بكل مثالبها، ونذهب إلى صندوق الاقتراع لنختار، فتأتي "النتائج" بما يؤكِّد أن خيارنا في الجاهلية خيارنا في "الديمقراطية"، وكأن "المستقبل" عندنا هو "استئناف الماضي"!

لقد جاءوا إلينا بتلك الانتخابات، أو بصندوق الاقتراع في نمطه العراقي، ثم أدخلونا في "الحرب على الإرهاب"، بكل ما تستلزمه من تشريعات وقوانين وتدابير وإجراءات، يكفي أن تَدْخُلَ إلى حياتنا السياسية والعامة من الباب حتى تغادرها الديمقراطية، أو هذا الغيض الذي نملك من فيضها، من الشُبَّاك، ثم قالوا لنا: هذه هي الديمقراطية التي أسْبَغْنا نعمتها عليكم، ولسوف نظل حراسا لها ما ظللنا في حاجة إلى نفط نحرسه بـ "المارينز" عندكم!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيقة ما قاله بوش!
- لمواجهة الانقضاض العسكري الإسرائيلي الوشيك!
- دوحة الديمقراطية والسلام في الدوحة!
- التداول السلمي للسلطة!
- انفراج فلسطيني وشيك!
- فشل إدارة بوش إذ اكتمل وتأكد!
- المنجِّمون.. كيف يصدقون وكيف يكذبون؟
- هذا الفساد الذي لم ينجُ منه حتى الأطباء!
- الفقر
- الفلسطينيون.. خلاف حاضر وشرعية غائبة!
- عندما تشفق رايس على الفلسطينيين!
- -ديمقراطية- الطبيعة و-ديكتاتورية- التاريخ!
- -الفوضى البناءة- في وجهها النووي!
- آخر خيارات عباس
- سياسة -الإفقار الاقتصادي- للمواطن!
- حلٌّ يتحدى الفلسطينيين على الأخذ به!
- وزن -الكلمة-
- مشاعر الكراهية للآخر..
- كل قيادة سُلْطة ولكن ليس كل سُلْطة قيادة!
- -الهزيمة- التي يحتاج إليها الفلسطينيون!


المزيد.....




- الأونروا: نحو 200 فلسطيني يغادرون مدينة رفح الفلسطينية كل سا ...
- تونس.. استنكار وتساؤلات ترافق اعتقال مدافعين عن المهاجرين
- الأردن يدين اعتداء المستوطنين على مقر الأونروا في القدس: تحد ...
- محدث::الاحتلال يغلق معبر كرم أبو سالم بعد إدخال شاحنة وقود ل ...
- الأمم المتحدة تدعو جوبا لسحب قواتها من -أبيي- المتنازع عليه ...
- الأونروا تنفي مزاعم الاحتلال بإعادة فتح معبر كرم أبو سالم
- مستوطنون يهاجمون مقر أونروا بالقدس ولازاريني يندد بـ-الترهيب ...
- الاحتلال يغلق معبر كرم أبو سالم بعد إدخال شاحنة وقود واحدة ل ...
- الضفة الغربية.. اقتحامات واعتقالات وهدم البيوت وتدنيس الاقصي ...
- هجوم رفح المرتقب - الخوف والقلق يسيطران على النازحين


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد البشيتي - عرب وغرب!