أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - انفراج فلسطيني وشيك!














المزيد.....

انفراج فلسطيني وشيك!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1718 - 2006 / 10 / 29 - 11:20
المحور: القضية الفلسطينية
    


الحلول لأزمات عديدة، بعضها بين الفلسطينيين وبعضها بينهم وبين الإسرائيليين، شرعت تتداخل، وكأن تلك الأزمات، على اختلافها وتنوعها، اندمجت في أزمة واحدة يمكن ويجب التوصل إلى حل واحد لها. الحل المتبادل المتزامِن لن يشمل مشكلتي الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت والأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية فحسب، وإنما أزمة تأليف حكومة فلسطينية جديدة تحظى بشرعية دولية كافية لإنهاء الحصار المالي والسياسي الدولي الذي تتعرَّض له السلطة الفلسطينية والفلسطينيون عموما مذ الَّفت "حماس" حكومتها.

إنَّ "حماس" توشك الآن أن تُعلِن مواقف سياسية جديدة تسمح للرئيس الفلسطيني محمود عباس بتأليف حكومة جديدة يمكن بمعونة مصرية وأوروبية، في المقام الأول، إظهارها على أنها مستوفية لشروط ومطالب اللجنة الرباعية الدولية، التي باتت، على ما يبدو، أكثر استعدادا من ذي قبل لجعل "خريطة الطريق" أكثر دينامية، من خلال إدخالها مزيدا من الوضوح في معالم "نهاية الطريق"، والإعداد لعقد مؤتمر دولي جديد للسلام.

واللقاء، الذي قد يعقد قريبا بين الرئيس عباس ورئيس الحكومة إسماعيل هنية، قد يتمخض عن اتفاق جديد ينهي الخلاف بين "حماس" و"فتح" في القضايا التي لم يُتَّفق عليها بعد كمثل الموقف النهائي الذي يمكن أن تقفه "حماس" من مبادرة السلام العربية، والذي تحرص قيادة "حماس" على إظهاره على أنه لا يعني اعترافا منها بإسرائيل. وهذا الاتفاق الجديد الوشيك والمرتقب، والذي تُشدِّد الحاجة إليه مخاطر خيارات عديدة لحل (ليس بالحل) كمثل حل الحكومة والمجلس التشريعي أو إقامة حكومة طوارئ، يمكنه أن ينهي الأزمة بتأليف حكومة جديدة مقبولة دوليا، قد تتنازل "حماس" عن حقها في المشاركة، أو المشاركة الظاهرة والجلية، فيها، محتفظة بنفوذها غير المباشر فيها، والذي تستمده من مجلس تشريعي تهيمن عليه، ويتولى مراقبة أعمال الحكومة الجديدة.

ولا شك في أن قيام حكومة كهذه، ونجاحها في إنهاء الحصار المالي والاقتصادي الدولي الذي يتعرَّض له الفلسطينيون ويعانون عواقبه، ليس بالأمر الذي يفيد "حماس" سياسيا، ويمكن أن يعود عليها بالنفع والفائدة لجهة احتفاظها بوزنها الشعبي ـ السياسي؛ وقد يُفسَّر على أنه إنجاز عظيم حققته "فتح" والرئاسة الفلسطينية، ويمكن أن يُتَرْجم بعودة "فتح" إلى احتلال المرتبة القيادية الأولى التي فقدتها في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية الأخيرة.

ودرءا لعواقب من هذا القبيل، شرعت "حماس" تبحث عن إنجاز موازٍ لا يمكن البحث عنه والتوصل إليه إلا في ملف الأسرى الفلسطينيين، فحل أزمة تأليف حكومة فلسطينية جديدة تستوفي سياسيا شروط إنهاء الحصار المالي والسياسي للفلسطينيين يجب أن يكون متبادلا ومتزامنا مع إفراج إسرائيل عن طائفة واسعة من الأسرى الفلسطينيين، وكأن الاحتفال الشعبي الفلسطيني المنتظَر يجب أن يكون بإنجازين معا: إنهاء الحصار، الذي سيُفسَّر على أنه إنجاز لـ "فتح" والرئاسة، والإفراج عن طائفة واسعة من الأسرى الفلسطينيين والذي سيُفسَّر على أنه إنجاز لـ "حماس" وحكومتها.

واحسب أن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل سيُنجز، في زيارته المقبلة للقاهرة، النصف الثاني من الحل الذي أنجز نصفه الأول عضو الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة بن اليعازر إذ أبلغ إلى المصريين موافقة إسرائيل على حل متبادل متزامن لمشكلتي شاليت والأسرى الفلسطينيين بعدما أبلغ المصريون، وغيرهم، إلى إسرائيل والولايات المتحدة أن "حماس" باتت مستعدة لتبني مواقف سياسية تسمح للرئيس عباس بتأليف حكومة جديدة تستوفي شروط ومطالب اللجنة الرباعية الدولية، وتنهي، بالتالي، الحصار الدولي الذي يتعرَّض له الفلسطينيون، من غير أن تمنعها تلك المواقف من إظهار نفسها على أنها لم تعترف بإسرائيل.

إن شيئا من التبادل والتزامن نراه الآن في حل أزمات ومشكلات عديدة كمثل الإفراج عن شاليت، وعن أسرى فلسطينيين، وتبني "حماس" لمواقف سياسية جديدة تنهي أزمة تأليف حكومة فلسطينية جديدة بما ينهي الحصار الدولي للفلسطينيين، وبما يسمح لـ "حماس" بمراقبة برلمانية قوية لأعمال تلك الحكومة، وتطوير "خريطة الطريق" بما يسمح بجعل نهاية الطريق أكثر وضوحا، وبعقد مؤتمر دولي جديد للسلام. أما النابض الخفي لكل الجهود المبذولة لصنع انفراج كهذا فهو حاجة إدارة الرئيس بوش لخلق وضع إقليمي جديد قد يكسبها مزيدا من القدرة على مواجهة تحديها الأعظم في العراق ومع إيران.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فشل إدارة بوش إذ اكتمل وتأكد!
- المنجِّمون.. كيف يصدقون وكيف يكذبون؟
- هذا الفساد الذي لم ينجُ منه حتى الأطباء!
- الفقر
- الفلسطينيون.. خلاف حاضر وشرعية غائبة!
- عندما تشفق رايس على الفلسطينيين!
- -ديمقراطية- الطبيعة و-ديكتاتورية- التاريخ!
- -الفوضى البناءة- في وجهها النووي!
- آخر خيارات عباس
- سياسة -الإفقار الاقتصادي- للمواطن!
- حلٌّ يتحدى الفلسطينيين على الأخذ به!
- وزن -الكلمة-
- مشاعر الكراهية للآخر..
- كل قيادة سُلْطة ولكن ليس كل سُلْطة قيادة!
- -الهزيمة- التي يحتاج إليها الفلسطينيون!
- قرار العرب إعادة -الملف- إلى مجلس الأمن!
- التبديد الاقتصادي عبر النساء!
- -النسبية- في القرآن كما شرحها الدكتور النجار!
- الحرب -الإلهية-!
- الميزان الفلسطيني المفقود!


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب في نيويورك
- الاتحاد الأوروبي يعاقب برشلونة بسبب تصرفات -عنصرية- من جماهي ...
- الهند وانتخابات المليار: مودي يعزز مكانه بدعمه المطلق للقومي ...
- حداد وطني في كينيا إثر مقتل قائد جيش البلاد في حادث تحطم مرو ...
- جهود لا تنضب من أجل مساعدة أوكرانيا داخل حلف الأطلسي
- تأهل ليفركوزن وأتالانتا وروما ومارسيليا لنصف نهائي يوروبا لي ...
- الولايات المتحدة تفرض قيودا على تنقل وزير الخارجية الإيراني ...
- محتال يشتري بيتزا للجنود الإسرائيليين ويجمع تبرعات مالية بنص ...
- نيبينزيا: باستخدامها للفيتو واشنطن أظهرت موقفها الحقيقي تجاه ...
- نتنياهو لكبار مسؤولي الموساد والشاباك: الخلاف الداخلي يجب يخ ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - انفراج فلسطيني وشيك!