أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد البشيتي - كل قيادة سُلْطة ولكن ليس كل سُلْطة قيادة!














المزيد.....

كل قيادة سُلْطة ولكن ليس كل سُلْطة قيادة!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1693 - 2006 / 10 / 4 - 09:27
المحور: المجتمع المدني
    


في الحياة السياسية للمجتمعات والشعوب، لا بد من تمييز "القيادة" من "السلطة"، فالقيادة شيء والسلطة شيء؛ والتاريخ لا يجامل أحدا، فلا يفتح بابه على مصراعيه إلا للذين أحرزوا من "التفوُّق القيادي" ما حمله على منحهم يراعه حتى يكتبوا به سطورا في صفحاته.

إنَّ صعوبة أنْ يكون المرء قائدا تاريخيا في العالم السياسي الواقعي، وفي هذا الزمن على وجه الخصوص، هي ما تحضُّ محبِّي وعشَّاق السلطة، والذي لا يملكون شيئا من القوة الفكرية والسياسية (والشخصية) للقيادة، على "التمثيل السينمائي"، وكأنَّ تمثيلهم، غير المُتقَن، لدور "البطل المطلق"، أي البطل في كل شيء، يمكن أنْ يجعل الناس ينظرون إليهم على أنَّهم قادة!

لقد سألوا امرأة تميل إلى "الاسترجال"، أي التشبُّه بالرجل، عن السبب، فأجابت قائلة: "ليس من سبب يحملني على الاسترجال غير قلَّة الرجولة في الرجال"!

إنَّهم كالكواكب في مغيب الشمس، يلمعون ويتألقون، وفي حضورها يُظلِمون ويأفلون. وقد نظر أبو العلاء المعري في لمعان وتألُّق هذا الصنف من الساسة، الذي لا مثيل له إلا الصنف الجديد من المطربين العرب، كمثل هيفاء وهبي، والذي ما كان ممكنا أنْ يظهر وينتشر في وجود أساطين الغناء العربي، فقال: "يسوسون الأمور بغير عقل فيُنْفذ أمرهم فيقال ساسة"!

أُنظروا إلى الطريقة التي فيها يحاولون إظهار وتأكيد عظمتهم، التي ليس فيها من العظمة شيئا، وتفوُّقهم، الذي ليس فيه من التفوُّق شيئا. أُنظروا وتذكَّروا ذلك القائد التاريخي العظيم حقَّاً، الذي دخل مجلسا، فجلس عند الباب، فقام أحدهم ليُجلِسه في صدر المجلس، فكان ردُّه: "الصدر حيث أجلس"!

قول عظيم لا يصدر إلا عن عظيم، فالمكان، ولو كان قليل الأهمية، يعظم بمن يشغله إذا كان عظيما، ويحقر، ولو كان عظيما، إذا كان مَنْ يشغله صغيرا.

"القيادة" لا مكان لها في عالمنا السياسي الذي لا قانون يخضع له غير قانون "تحوُّل المال إلى سلطة وتحوُّل السلطة إلى مال"، فمَنْ يملك المال يملك السلطة، ومَنْ يملك السلطة يملك المال؛ أمَّا مَنْ يملك "قوى القيادة" فهو الذي غلَب "الشهوتين"، في نفسه، "شهوة المال" و"شهوة السلطة".

وأحسب أنْ لا معنى للجهاد الأكبر غير هذا المعنى، فالنفس الأمَّارة بالسوء إنَّما هي النفس التي لا مقاومة فيها للشهوتين. في هذه المقاومة الصعبة، وفي اشتدادها، تكمن "القوة القيادية" في أوجهها كافة، التي من أهمها نبذ كل نفوذ يأتي به "المال" و"السلطة"، فليس بقوة المال ولا بقوة السلطة تُحرِز "القيادة" نفوذا في عقول وقلوب الناس، فما يأتي بالمال يذهب به، وما يأتي بالسلطة يذهب بها، ولا يبقى في عقول الناس وقلوبهم من التأثير الفكري والسياسي إلا ما يلبِّي فعلا حاجاتهم، فالقيادة تكون كامنة في حاجات البشر قبل أنْ تظهر وتتحوَّل إلى واقع ينبض بالحياة.

و"القيادة" لا تظل محتفظة بذاتها، وبقوَّتها وحيويتها، إذا ما تحوَّلت إلى "سلطة"، ففي السلطة تكمن، دائما، أسباب "الفساد القيادي"، فكم من قيادة تحوَّلت في السلطة، وبها، إلى ما يشبه شجرة فَقَدَت جذورها وتربتها!

إنَّ العمل الأهم الذي ينبغي للقيادة أنْ تقوم به ليس التحوُّل إلى سلطة؛ وإنَّما إعادة السلطة إلى أيدي أصحابها الشرعيين بعد طول اغتصاب، فهي تقود المجتمع من أجل أنْ يحكم نفسه بنفسه وليس من أجل أنْ تحكمه.

ممثِّلو "القيادة" قد يصلون إلى الحُكم عبر صندوق الاقتراع الديمقراطي الشفَّاف؛ أمَّا القيادة ذاتها فيجب أنْ تظل بمنأى عن الحُكم، وكأنَّ "المعارضة" هي دورها الدائم، ولو تُرجِم نفوذها القيادي بنفوذ حكومي.

ينبغي لها أنْ تظل قوة معارضة حتى يتمكن المجتمع من إضعاف تأثير ذلك القانون اللعين، قانون "تحوُّل المال إلى سلطة وتحوُّل السلطة إلى مال"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الهزيمة- التي يحتاج إليها الفلسطينيون!
- قرار العرب إعادة -الملف- إلى مجلس الأمن!
- التبديد الاقتصادي عبر النساء!
- -النسبية- في القرآن كما شرحها الدكتور النجار!
- الحرب -الإلهية-!
- الميزان الفلسطيني المفقود!
- -حزب الله- ينتقل إلى الهجوم!
- مرض -التسليم بما هو في حاجة إلى إثبات-!
- جدل الاعتراف بإسرائيل!
- ثنائية -الإيمان والعقل- لدى البابا!
- الخطأ والاعتذار!
- -الفَرْد- و-السياسة-!
- -العصر الوسيط- يُبعث حيا!
- الفرصة التي يتيحها ضعف أولمرت!
- في -النسبية-
- بعضٌ من النقاط فوق وتحت حروف -الإرهاب-!
- بين الكوزمولوجيا والميثولوجيا
- الحل الذي يتحدى الفلسطينيين على الأخذ به!
- بعض من تجربتي في الفساد!
- -العَلَم العراقي-.. قصة ظلٍّ فقد جسمه!


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جواد البشيتي - كل قيادة سُلْطة ولكن ليس كل سُلْطة قيادة!