أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - -حزب الله- ينتقل إلى الهجوم!














المزيد.....

-حزب الله- ينتقل إلى الهجوم!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1683 - 2006 / 9 / 24 - 11:02
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يتعرض "حزب الله"، وأمينه العام السيد حسن نصر الله، مع النصر العسكري ـ الإستراتيجي الذي صنعاه ضد إسرائيل وجيشها وحكومتها، وضد آخرين، منهم، على وجه الخصوص إدارة الرئيس بوش مع خطتها لتوليد "الشرق الأوسط الجديد" والدول العربية التي هزمها، موضوعيا، هذا النصر، إلى حصار إعلامي وسياسي و"فكري"، يُستخدم فيه، في المقام الأول، سلاحان: "التجاهل"، "وتزوير الحقائق"، الذي يستهدف إظهار نتائج "الحرب الأولى"، أو "السادسة"، بين إسرائيل والعرب على أنها حَمَلَت من معاني الهزيمة والإخفاق والنكبة أكثر كثيرا مما حَمَلَت من معاني النصر، فالتجربة يجب أن تُهزم ولو انتصرت انتصارا لا ريب فيه.

إنها منهجية "كأس الماء" في النظر إلى الأمور، فنصفها الفارغ هو الذي يُرى، ويراد لنا أن نراه، فثمن النصر، أو حجم التضحيات التي تعمدت آلة الحرب الإسرائيلية أن تجعله هائلا، قد تحولا، بقوة المصالح والأهداف الفئوية الضيقة، إلى عواقب المغامرة أو المقامرة، أو إلى عواقب الدور الذي أداه "حزب الله" في خدمة البرنامج النووي الإيراني، وفي خدمة مصلحة دمشق في تعطيل "المحكمة الدولية" الخاصة بقضية اغتيال الحريري.

لقد ضربوا صفحا عن مقاييس عديدة يُقاس بها النصر، ويُميَّز من الهزيمة، كان آخرها استمرار وتعاظم التراجع في شعبية أولمرت، بحسب استطلاعات الرأي الإسرائيلية، فلو كان الإسرائيليون يفهمون نتائج الحرب على أنها إنجاز عسكري إسرائيلي كبير لعبَّروا عن هذا الفهم بزيادة وتوسيع تأييدهم لقيادتهم العسكرية والسياسية.

ولا شك في أن مهرجان النصر الذي أقامه "حزب الله"، مع روح التحدي التي أبداها الأمين العام للحزب إذ قرر حضور المهرجان ومخاطبة مئات الآلاف من اللبنانيين مباشرة، هو بداية السعي الحقيقي لـ "حزب الله"، ليس لإظهار وتأكيد النصر العسكري فحسب، وإنما لاستثماره سياسيا في الداخل والخارج، فالمهرجان أظهر لجهة حجم المشاركة الشعبية، وتنوع التمثيل الطائفي والسياسي للحضور، أن "حزب الله" قد نجح في التوصل إلى الانقسام الداخلي اللبناني الذي يريد، فهو أسس لتحالف عابر للطوائف، ويسمح له، بالتالي، بإدارة الصراع الداخلي في طريقة تضعف كثيرا من قدرة خصومه في قوى الرابع عشر من آذار على تصوير هذا الصراع على أنه صراع بين الشيعة والسنة، أو بين المسلمين والمسيحيين.

ويدرك "حزب الله" أن نجاحه في إحداث تغيير لبناني داخلي بما يتفق مع ترجيح كفة تفسيره لقرار مجلس الأمن الرقم 1701 هو المدخل الحقيقي للاحتفاظ بنصره العسكري، ولاستثماره هذا النصر سياسيا على خير وجه.

ويدرك، أيضا، أن الانقسام السياسي في داخل كل طائفة هو وحده الانقسام الذي يمنع شحن الصراع في الداخل اللبناني بالانقسام الطائفي والمذهبي، والذي يذلل عقبات كثيرة من طريق قيام دولة لبنانية تحل مشكلة سلاح "حزب الله" بما يتعارض مع أهداف إسرائيل والولايات المتحدة الكامنة في ذلك القرار الدولي.

إنها معركة سياسية وشعبية بدأها "حزب الله" مع حلفائه من الموارنة والدروز والسنة لإضعاف الوزن السياسي والشعبي لقوى الرابع عشر من آذار، وللتأسيس لحكومة تقف في وجه المخاطر الكامنة في قرار مجلس الأمن، والتي شرع بعضها يظهر بفضل توافق مصالح وأهداف قوى "الأكثرية الحاكمة" مع تفسيرات، ووسائل تنفيذ، للقرار تستهدف تحويل النصر العسكري لـ "حزب الله" إلى هزيمة سياسية.

لقد جاء المهرجان ليقول إن كل هذا الحشد الشعبي (العابر للطوائف والمذاهب) غير ممثَّل في الحكومة وسياستها ومواقفها، ولا بد، بالتالي، من أن يمثَّل، فـ "الأكثرية الحاكمة" ما عادت بأكثرية شعبية، و"الأقلية المحكومة" ما عادت بأقلية شعبية؛ والدليل على ذلك هو هذا المهرجان، بحجمه الجماهيري، وبتمثيله المتنوع طائفيا ومذهبيا وسياسيا.

حتى 22 أيلول الجاري، كان "حزب الله" حزبا لمقاومة لبنانية، يتخطى في خطابه السياسي "الشيعية السياسية"، وإن ظل شيعيا في تكوينه الداخلي. وبدءا من 22 أيلول الجاري، شرع "حزب الله" يتحوَّل، في قسم كبير من ثقله السياسي والشعبي والعسكري، إلى حزب لبناء دولة لبنانية جديدة، يعطيها فتعطيه. وغني عن البيان أن هذا التحوُّل هو الخيار الذي لا مفر منه إذا ما أراد الحزب أن يحمي ويعزز وجوده بصفة كونه حزبا للمقاومة.

وإذا كان من سؤال يستحق الإجابة فهذا السؤال إنما هو: لماذا لم تقم إسرائيل باغتيال نصر الله وهي القادرة عسكريا على تدمير "المنصة" من دون أن يتسبب الاغتيال بمجزرة واسعة؟ لقد أظهر إحجامها عن ذلك مزيدا من التفسير الواقعي والموضوعي لنتائج حربها الأخيرة على "حزب الله"، فظهور نصر الله في المهرجان فهمته حكومة أولمرت على أنه رسالة يقول لها فيها: لتتجرأوا على اغتيالي!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرض -التسليم بما هو في حاجة إلى إثبات-!
- جدل الاعتراف بإسرائيل!
- ثنائية -الإيمان والعقل- لدى البابا!
- الخطأ والاعتذار!
- -الفَرْد- و-السياسة-!
- -العصر الوسيط- يُبعث حيا!
- الفرصة التي يتيحها ضعف أولمرت!
- في -النسبية-
- بعضٌ من النقاط فوق وتحت حروف -الإرهاب-!
- بين الكوزمولوجيا والميثولوجيا
- الحل الذي يتحدى الفلسطينيين على الأخذ به!
- بعض من تجربتي في الفساد!
- -العَلَم العراقي-.. قصة ظلٍّ فقد جسمه!
- لِمَ تعادي الولايات المتحدة -إيران النووية-؟
- حلالٌ أن يتزوَّج الرجل ابنته.. حرام أن يتزوَّج مجتمعنا الديم ...
- صناعة تسمَّى -الاحتواء الإيديولوجي-!
- الحوار المستوفي لشروطه
- لهذا السبب ينبغي لإسرائيل استئناف الحرب!
- تناقض يطلب تفسيرا!
- -الأخلاق النووية- للولايات المتحدة!


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - -حزب الله- ينتقل إلى الهجوم!