أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - الأزمات والحلول تتشابك خيوطا!














المزيد.....

الأزمات والحلول تتشابك خيوطا!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1747 - 2006 / 11 / 27 - 10:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تتشابك خيوط الأزمات في منطقة "الشرق الأوسط الكبير (أو الأكبر)"، مع ما لها من انعكاسات وتأثيرات دولية قوية، مثل هذا التشابك الذي نراه الآن، والذي شرعنا نرى بعضا منه، هو أول الغيث، في الحلول أيضا، أو في ما يُبْذل من أجل الوصول إليها من جهود ومساعٍ ومحاولات دولية وإقليمية، فالفشل الانتخابي والسياسي الكبير الذي مني به الحزب الجمهوري في انتخابات الكونغرس الأخيرة دقَّ ناقوس الخطر، وأبرز الحاجة إلى تغيير كبير في السياسة الخارجية للولايات المتحدة حيث ثَبُت وتأكَّد فشلها في معانيه الاستراتيجية، أي في العراق في المقام الأول. والإنقاذ الذي يحاولونه، والذي هو إنقاذ للولايات المتحدة ذاتها ثم للحزب الجمهوري، ليس بالمحاولة التي لا يتخللها صراع مع قوى في داخل إدارة الرئيس بوش وحزبه لديها من المصالح والأهداف ما يحملها على العرقلة والإعاقة، وعلى إبداء مزيد من المقاومة لكل تنازل لأعداء وخصوم إقليميين كمثل سورية وإيران.

وقد نقف على بعض من معاني وملامح الضعف الكبير الذي أصاب الولايات المتحدة في نفوذها، وفي قدرتها على الردع العسكري لخصومها الإقليميين، والذي هو من صنع عراقي في المقام الأول، في ما تُظْهِره طهران من اقتناع متزايد بأن الدولة العظمى في العالم ما عادت في وضع استراتيجي يسمح لها بالذهاب إلى حرب جديدة. وطهران مقتنعة أيضا بأن إسرائيل، دولة وحكومة وجيشا، وعلى الرغم من امتلاكها أكثر من 200 رأس نووية، أصبحت، بعد وبسبب حربها الفاشلة ضد مقاتلي "حزب الله"، في وضع لا يسمح لها بشن هجوم عسكري على إيران.

وهذا التصوُّر ليس إيرانيا فحسب، فسورية، و"حزب الله"، ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، ودول وقوى عربية كثيرة تشاطر إيران هذا التصوُّر، وشرعت، بالتالي، تقف مواقف تُعبِّر من خلالها عن اقتناعها بأن الضعف الاستراتيجي الذي تعانيه الولايات المتحدة، واشتداد حاجتها، بالتالي، إلى حل في العراق يمكِّنها من إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأهداف التي من أجلها أقامت لها وجودا عسكريا فيه، أو من تحويل بعض من الفشل إلى نجاح، يهيئان فرصة لا مثيل لها من قبل لتفاوض مثمر وجاد هذه المرة.

وحتى لا تختلط علينا الأمور لا بد لنا من فهم ما يشهده العراق من أعمال عسكرية ومواقف سياسية تدفع إلى الاعتقاد بأنه يسير حتما نحو التقسيم والاقتتال والحرب الأهلية الشاملة، مع ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر على جواره الإقليمي، على أنه جزء من الضغوط التي تستهدف حض كثير من القوى العراقية والقوى العربية والإقليمية على التعاون مع الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى حل قد يعود بشيء من النفع والفائدة على إدارة الرئيس بوش، وكأن الغاية هي إقناع تلك القوى بأنَّ الولايات المتحدة لن تكون وحدها الخاسرة إذا ما قصَّرت عن مساعدتها.

وأحسب أن كثيرا من القوى العراقية والعربية والإقليمية قد أخذت تبدي ميلا للتعاون مع الولايات المتحدة، توصُّلا إلى حلول لأزمات عدة متشابكة خيوطها، فطهران أعادت تأكيد رغبتها في التفاوض مع واشنطن في كل ما يستأثر باهتمامها من أمور وشؤون العراق الداخلية، على أن تعدل واشنطن عن موقفها السلبي من البرنامج النووي الإيراني، الذي تريد له إيران أن يجعلها قوة نووية سلمية، يزودها القدرة على صنع السلاح النووي؛ ولكن من غير أن تصنعه. واغتنمت دمشق الفرصة، فأرسلت وزير خارجيتها إلى بغداد، واستأنفت تبادل التمثيل الدبلوماسي معها، وأبدت ميلا إلى سياسة جديدة تسمح بتذليل عقبات عدة من طريق جهود المصالحة التي يقودها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. كما أنها تعاونت مع طهران في جعل زيارة مشعل للقاهرة تتمخض عن تلك النتائج الإيجابية التي تمخضت عنها حتى الآن. ولا شك في أن دمشق تتوقع تعاونا مع واشنطن في حل الأزمة اللبنانية بما يؤدي إلى منع الانفجار الداخلي، وإلى جعلها بمنأى عن مخاطر المحكمة الدولية؛ كما تتوقع استئنافا للتفاوض السياسي مع إسرائيل في شأن مرتفعات الجولان.

تشابك خيوط الأزمات، وخيوط حلولها، رأيناه، أو ينبغي لنا أن نراه، في زيارة مشعل للقاهرة، وزيارة ديك تشيني للرياض، وزيارات رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس بوش ورئيس الوزراء العراقي لعمان.

ويبدو أن الإنجاز الأول على هذه الطريق غير الآمنة، وغير السالكة، بما يسمح بكثير من التفاؤل، كان فلسطينيا، أو يمكن ويجب أن يكون فلسطينيا. وقد أوضح الرئيس المصري حسني مبارك ذلك إذ قال إنَّ إنجازا كبيرا على صعيد حل النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين ستكون له انعكاسات إيجابية على الوضع في العراق، وعلى الجهود المبذولة لحل أزمات إقليمية أخرى.

لقد تضافرت جهود عربية وإقليمية ودولية على إنجاح زيارة مشعل للقاهرة. وغني عن البيان أن التفاؤل، في مواقف وأحاديث مشعل، غلب، هذه المرة، التشاؤم، فرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" بدا مقتنعا بتهيؤ "فرصة تاريخية" للحل، وبأنَّ إنجازا سياسيا كبيرا يمكن حدوثه في خلال الأشهر الست المقبلة.

ومع أن حكومة أولمرت استخدمت بعد فشل حربها في لبنان مزيدا من القوة العسكرية في قطاع غزة فإنَّها بدت في عجز متزايد عن التوسُّع في حربها على الفلسطينيين، فالضعف الذي تعانيه يجعلها تتهيَّب أكثر عواقب مغامرة عسكرية جديدة.

الفرصة مهيأة الآن؛ ولكن المأساة تكمن في أن الفشل جاء دائما من فرصة للنجاح كانت مهيأة. ومع ذلك، يمكننا، هذه المرة، أن نبدي شيئا من التفاؤل، فهذه المرة تختلف في شيء في منتهى الأهمية هو أن الولايات المتحدة مثخنة بجراحها العراقية، وإسرائيل مثخنة بجراحها اللبنانية والفلسطينية، وأن الحقائق الواقعة يمكنها وينبغي لها أن تقنع الحليفين الاستراتيجيين بتلاشي الأهمية السياسية ـ الاستراتيجية لخيار الحل عبر القوة العسكرية، فهما أخذا بهذا الخيار حتى انتهى إلى نتائج إنْ شجعتهما على شيء فإنها تشجعهما على نبذه.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا العمى السياسي!
- -التسارع- و-التباطؤ- في -التطوُّر الكوني-
- هل يجرؤ بوش على أن يكون برغماتيا؟!
- الفلسطينيون يصنعون نجاحا جديدا!
- هذا -التسييس- ل -الحجاب-!
- صحافة جيفرسون أم صحافة همبولت؟!
- حق المرأة في قيادة السيارة!
- -النسبية-.. آراء وأمثلة
- أهي -بطولة- أم تمثيل لدور البطولة؟!
- حتى لا يحترق المسرح ويبقى الممثِّلون!
- عرب وغرب!
- حقيقة ما قاله بوش!
- لمواجهة الانقضاض العسكري الإسرائيلي الوشيك!
- دوحة الديمقراطية والسلام في الدوحة!
- التداول السلمي للسلطة!
- انفراج فلسطيني وشيك!
- فشل إدارة بوش إذ اكتمل وتأكد!
- المنجِّمون.. كيف يصدقون وكيف يكذبون؟
- هذا الفساد الذي لم ينجُ منه حتى الأطباء!
- الفقر


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - الأزمات والحلول تتشابك خيوطا!