أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - الشعوب العربية المحاصرة المحبطة وحرب عزة














المزيد.....

الشعوب العربية المحاصرة المحبطة وحرب عزة


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 7919 - 2024 / 3 / 17 - 02:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشعوب المحبة للعدل والسلام، الرافضة لجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال في غزة، تتظاهر بعشرات ومئات الألوف في معظم عواصم ومدن العالم دعما للفلسطينيين، وتضغط على حكومات بلادها المتورطة بتلك الحرب بعدم المشاركة فيها، أو تطلب من حكومات بلادها اتخاذ مواقف واضحة ضد إسرائيل والضغط عليها لوقفها، بينما الشعوب العربية المحبطة المحاصرة المقهورة في معظم الدول العربية ممنوعة من التظاهر، أو حتى من رفع الأعلام الفلسطينية، أو من ارتداء الكوفية الفلسطينية لإظهار دعمها لغزة والمقاومة.
حرب غزة فضحت المستور، وأسقطت أوراق التوت التي كانت تغطي عورات معظم الأنظمة العربية العميلة التي فقدت كرامتها ومصداقيتها منذ عقود طويلة مضت بسبب قهرها لشعوبها، وتآمرها على الأمة العربية، ورضوخها للإملاءات الصهيونية والأمريكية؛ واكتفائها بالتصريحات الجوفاء، ولم تحرك ساكنا ضد جرائم الإبادة الجماعية للفلسطينيين والتدمير المنهجي التي ترتكبها دولة الاحتلال، ولم تجرؤ حتى على انتقاد مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية في هذا العدوان.
لكن المدهش والمخيب للآمال هو موقف معظم الشعوب العربية من هذه الحرب البربرية الصهيونية! فبعد مرور ما يقارب ستة أشهر على اندلاعها فإن الشعوب العربية لم تتمكن من كسر حاجز الخوف من الأنظمة الفاسدة الانهزامية التي تحكمها، واقتصرت ردود فعلها على مظاهرات في بعض المدن، وفشلت في كسر حاجز الخوف، ولم ترتقي لمستوى الحدث بتوجيه الانتقاد العلني لقادة دولها ومطالبتهم بوقف التعامل مع دولة الاحتلال ودعم غزة والمقاومة، وأخفقت في الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية الداعمة للعدوان بمحاصرة سفاراتها وتهديد مصالحها في المنطقة.
فما الذي حدث للشعوب العربية التي كانت تتحدى الأنظمة العميلة وتعتز بانتمائها القومي ورغبتها بتحقيق الوحدة العربية في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي؟ وهل نسيت شعوب دول الخليج التي طبع قادتها مع العدو أو صمتوا على جرائمه في غزة مساهمة الشعب الفلسطيني الهامة في بنائها وتطويرها؟ وأين شعوب مصر والعراق والمغرب والجزائر وتونس والسودان إلخ؟ فباستثناء ما تقوم به المقاومة في لبنان والعراق، وما يقوم به الشعب اليمني من دعم للفلسطينيين ومشاركته الفعلية في التصدي للعدوان، فإن ما قامت به الشعوب العربية لا يرتقى لمستوى خطورة وأهمية الحدث؛ فالجرائم التي يرتكبها الصهاينة في غزة ليست ضد الشعب الفلسطيني فقط، وإنما هي ضد الأمة العربية ومستقبلها ووجودها، وهي جزء من الاستراتيجية الصهيونية التوسعية، أي إن فلسطين هي خط الدفاع الأول عن الأمة العربية، وإذا تمكنت دولة الاحتلال من هزيمة المقاومة واحتلال عزة وتصفية القضية الفلسطينية، فإن ذلك يعني أن احتلالها لدول عربية أخرى سيكون شبه مؤكد، وإن امبراطورية بني صهيون من الفرات إلى النيل ستكون في طريقها للتحقيق الفعلي.
لا شك أن فشل الشعوب العربية في تنظيم نفسها، وإخفاقها في نصرة الفلسطينيين وقضايا أمتها نتج عن تراكمات سياسية متشابكة أوجدتها الأنظمة العربية المتعاقبة التي عززت الانقسامات القطرية والسياسية والدينية، وحرمت الانسان العربي من الحرية، وأرهبته، وأحبطته ببطشها وتسلطها ومخابراتها، وجهلته بمناهج مدارسها وجامعاتها، وعلمته الخذلان والنفاق بوسائل إعلامها وجهود كبار الموظفين، ورجال الدين، والوجهاء، وشيوخ العشائر المنافقين المنتفعين منها!
لكن حرب غزة قدمت دليلا حيا للشعوب العربية وللعالم أجمع على ان الشعب الفلسطيني لن يستسلم، ولن يتخلى عن حقه في وطنه أبدا، وسيكون لها تداعيات هامة على صعيد مستقبل العالم العربي لأنها أثبتت للشعوب العربية أن دولة الاحتلال التي تدمر غزة وتهدد الوجود الفلسطيني برمته تهدد أيضا وجودهم جميعا، وان المقاومة الشعبية الفلسطينية والعربية هي الاستراتيجية الوحيدة الناجعة القادرة على إيقاظ الشعوب العربية، وتمكينها من المشاركة في التصدي لدولة الاحتلال وإفشال مخططاتها التوسعية!



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميناء بايدن العائم وإنزال المساعدات الجوية لغزة
- السديس يحذر المعتمرين والمصلين من رفع العلم الفلسطيني!
- نحيي قادة أفريقيا والرئيس البرازيلي دا سيلفا ونشعر بالعار من ...
- صمت المنظمات الإسلامية وعلماء الدين عن مجازر غزة!
- الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وإغلاق معبر رفح!
- الهجمات على العراق وسوريا: عربدة أمريكية وخذلان عربي
- المرأة الفلسطينية: نضال ومعاناة وتضحيات جسام دفاعا عن وطنها ...
- كل الاحترام لرئيس وحكومة وشعب جنوب إفريقيا
- بلينكن يلتقي - بأصدقاء - أمريكا العرب لدعم الحرب على غزة وال ...
- حلف المقاومة وحلف الخيانة و - الهولوكوست - الفلسطيني
- الأطماع الصهيونية في الأردن وموقفه من حرب غزة
- حرب غزة والسقوط السياسي والأخلاقي للأنظمة العربية
- حرب غزة كشفت وهن وجرائم إسرائيل لشعوب العالم
- الشعب الفلسطيني أثبت للعالم صلابته وسمو أخلاقه وإصراره على ن ...
- ولي عهد البحرين يدين عملية - طوفان الأقصى - ويساوي بين الضحي ...
- نفاق وصمت أئمة المسجد الحرام وكبار رجال الدين عن مجازر غزة
- قمتان عربية وإسلامية في الرياض لتهدئة غضب الشعوب وإسكاتها
- اجتماع عمان...بلينكن طالب العرب بقبول ما تريده إسرائيل ورفض ...
- عواصم دول العالم تتظاهر ضد المذابح وتدمير غزة والرياض ترقص و ...
- جرائم غير مسبوقة وصمت عربي رسمي مريب


المزيد.....




- غيتار بطول 8 أقدام في موقف للمركبات الآلية يلاقي شهرة.. لماذ ...
- ساعة ذهبية ارتداها أغنى راكب على متن -تيتانيك-.. تُباع في مز ...
- اغتيال -بلوغر- عراقية وسط بغداد.. ووزارة الداخلية تفتح تحقيق ...
- ثوران بركان إيبيكو في جزر الكوريل
- -إل نينو- و-لا نينا- تغيران الطقس في أنحاء العالم
- مكسيكي يقول إنه فاز بشراء أقراط بـ28 دولارا بدل 28 ألف دولار ...
- سيناتور روسي يقيم جدوى نشر أسلحة نووية أمريكية في بولندا
- هذا هو رد بوتين على المساعدات لأوكرانيا من وجهة نظر غربية (ص ...
- الولايات المتحدة تطور طائرة -يوم القيامة- الجديدة
- الجيش الروسي يستعرض غنائمه من المعدات العسكرية الغربية


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - الشعوب العربية المحاصرة المحبطة وحرب عزة