أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن نور - مساحات 5














المزيد.....

مساحات 5


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 7893 - 2024 / 2 / 20 - 10:14
المحور: الادب والفن
    


تلمع كالعين الناجية، مساحة الانهيار.

يتهامسون، فيما السماء تمطر حتوفهم بسخاء: ثمة طوفان علق بفيوضه، وهو يبحث عن أشلاء مساحة.

فقط مساحة الورد، تعرف حدود عطرها.

الشتاء هذا نفق آخر، يتدفأ بحطام المساحات.

ما انفكّت تستغيث بظلال السحرة، مساحة البؤس المترامية.

لا أعرف كم اتسعت مساحة النضال من أجل العبودية بصورها الحديثة، ولكنني على يقين بأن النضال من أجل الحرية لا يزال شعاراً فخماً، في آرشيف الذاكرة الجمعية.

المساحة الدامية مرآة صادقة، لمساحة فشل أكبر منها.

بنعله المثقوب، يرتابه اسفلت الشوارع، وتنهال عليه الأرصفة الحائرة، بالنظرات
لكنه ظل يمشي بعزم، حتى وصل إلى مساحة منفاه.

وراء كل شر، مساحة غباء يتكئ عليها بثقة.

بشاعة ما يفعله الإنسان بالإنسان، لا يمكن حصرها بمساحة.

منذ القدم، ابتكر الإنسان مساحات كبيرة للتحدي، والصمود من أجل الموت.

تقودهم راية بيضاء، ظهر الأبطال فجأة، بعد أن حرروا صدأ رؤوسهم من أجل ضياع مساحة.

مساحة تسأل أخرى، أين هربت حدودك؟

عذابات المساحة البشرية، حروف صامتة.. تصدح في جوف الليل.

على مساحة الحقيقة فقط ، لا أحد يرغب بالثرثرة.

دون زبد، ستظل تتلاطم كأمواج البحر، كل المساحات المكبّلة بسلاسل تاريخها.

المساحة المرئية من الشيء..لا تمثل جوهره غالباً.

تشبه جسم الإنسان كما وصفه أبقراط، بعض المساحات تتشكل من أربع سوائل أساسية، الدم والكدرة السوداء والكدرة الصفراء والبلغم، ولكن يختل توازنها بتوازن المكونات.

يشبه متدليات الكهوف، كل هذا الملح المتكلّس، الذي نحاول نفضه عن بطون المساحات.

صبية يهتفون بحماس: نموت نموت ويحيا الوطن. وعجوز طاعن بالخرف يسأل في سره ويجيب: لماذا لا يحيا الوطن إلاّ بتوفير مساحات كبيرة مؤثثة، لموت أبنائه، هل هو الفكر عندما ينضج في بطون المقابر واسطبلات الحمير؟

كل مراتب القبح، صنعتها مساحة العقل بالغة الجمال.

لكل مساحة زوايا، لا يجيد الكلام عنها، إلاّ الأشياء التي تملأها.

الظلام هو الآخر مساحة إلهام، فهو بداية جيدة لرؤية النجوم.

على مساحة جيل الألفية، يقول مدمن سيلفي: لم نرث الكثير من الكرامة كي ندافع عنها، ما ورثناه مجرد قناع شفاف لا يستر خنوعنا، ولا خضوعنا السافر بضجيج الشعارات المزيفة.

لا تتحول خدمة الشعب إلى مصلحة خاصة، ولا يصبح خادم الشعب سيداً عليه، إلا على مساحة وصل بها العهر السياسي إلى مرحلة الوباء.

الزمن، فك مفترس في بطون المساحات، فلا غرابة إن تضوّرت جوعاً.

بالفاخر من الأحذية، ركض في كل الجهات. وهرول بين حانات الأثرياء ومزابلهم، لاهثاً وراء كل شيء.
عندما بُترت ساقاه، وصل
إلى تلك التي لا يدري أنها كانت دوماً مبتغاه
…مساحة الاقلاع عن جشع الجري…

تتسع مساحة الفوضى أكثر، عندما يحمل الناس آراءً عن مساحات مهمة لا يجيدون فهمها.

ما أكثر الناشطين على مساحة سحق الآخر.. وما أفدح جبنهم.

عندما نغلق طريق الاستفهام، يغتصب اليقين مساحة الشك بشراسة.

الجنس البشري، فريسة سهلة لمساحة التعقيد التي انتجها، ويسعى لتطويرها.

سرعان ما تدفن نفسها تحت مستوى انحطاطها، المساحة التي تقتات على قشور الحضارة.

يتكرر الغباء، والخوف يجري بمياه الساقية، كيف لا يصبح السقي مساحة آمنة.. لفواجع منتظرة.

سابلة يتكررون، يعبرون من خوف الأمس، بذات الأقدام المتورمة، وعلى ذات الطريق الموتورة، سابلة بلا ملامح يتسولون من فراغ الواجهات، مساحة لا يدوسها برد، ولا يسري بها خيط دخان.

اختراق المتوقع إلى اللامتوقع، يكسر الروتين العبثي، ويوفر مساحة خصبة للمغامرة.

قد يموت الإنسان مجهداً بمساحة مغلقة تقطع أثر العقل، مثلما يموت النمل مجهداً بفقد أثره الكيميائي، إذا رسمت حوله شكلاً مغلقاً.

كلما اتسعت مساحة الضجيج، قلّ أحتمال العثور على مخرج.

لا تستطيع المساحات المقدسة، أن تغسل دنس سيرتها.

حتى الشعار النظيف يتسخ، شعارات اليوم ترفع على مساحات قذرة.

انتصر لمساحته، لأنه لم يهرب من فخ حلم.



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصاصات الليلة الساخنة
- ثكلتكم أمهاتكم
- الخوار الوطني وركلات الجزاء
- دفاع شيطاني
- مساحات 4
- جهود
- المرجان الأزرق
- مساحات 3
- صور متخيلة لا تتحقق
- من يلوم الشمس
- لا أخلاقيات المعرفة التقليدية 2
- لا أخلاقيات المعرفة التقليدية
- مساحات 2
- محاولة الرائي
- الشيطان النبيل
- رهط من الرجال
- مساحات
- رقصة داليا
- سفر الأنثى
- ذلك الشيء


المزيد.....




- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاتن نور - مساحات 5