أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاتن نور - ثكلتكم أمهاتكم














المزيد.....

ثكلتكم أمهاتكم


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 7350 - 2022 / 8 / 24 - 02:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القضاء الفاسد يفضي إلى سقوط الدولة.. ابن خلدون.
وفساد الدولة يفضي إلى قضاء فاسد. هذا يعنى - بالمعنى الموجز- فساد الدولة يفضي إلى نهايتها.

ثكلتكم أمهاتكم على امتداد جغرافيا العراق، يا من تتحدثون عن الشرعية والدستورية، وتطالبون بإبعاد القضاء عن الخصومات السياسية وتبعاتها.
أي قضاء هذا الذي عنه تتحدثون؟
وهل يفضي النظام السياسي الغارق في مستنقع فساده، إلى قضاء مستقل حقاً!
القضاء الذي أنقلب على الحقيقة الدستورية، مبتدعاً قانون الكتلة الأكبر بتفسيرات انحيازية عقيمة. قاطعاً أخر أنفاس العملية الديمقراطية -التي ولدت مختنقة أصلاً- بريح الأغلبية الطائفية؛ مثل هذا القضاء يفصح كل يوم عن عمقه المسيّس، عن لجام فوهته العريضة.

ثكلتكم أمهاتكم، وأنتم تجاهدون بشبق سلطوي عن هيبة دولة لا تعلم شيئاً عن مزاراتها الوهمية المتكاثرة.
لا تعلم شيئاً عن قتلة ضحايا تشرين أو وقفت عاجزة، وضربت عرض الحائط ملفات ضحايا الاغتيالات، وعشرات الدعاوى القضائية ضد قوى فاسدة.
دولة وجدت "هيبتها" في التحاصص والتوافق على مشروعية الاستحواذ والاستلاب وإهمال ما تبقى.

ثكلتكم امهاتكم وأنتم تعلمون أنها دولة هلامية فضفاضة، اتسع خرقها على الراتق منذ غزو السلطتين التنفيذية والتشريعية، من قبل العابثين بهيبتها، بهيبة المواطن وكرامته، المتجرين بدينها ورموزها التاريخية، منذ فوضى الضمائر الميتة والنفوس الجشعة مع بداية حقبة الفوضى الخلّاقة التي أوصلتكم إلى سدة الحكم. بداية الخروج السافر عن كل ما يليق بهيبة الدولة وسيادتها.

ثكلتكم أمهاتكم .. بأية هيبة ترطنون!
هيبة القضاء الساكت سكوت الصنم، على ما بحوزته من ملفات كبرى لجرائم وطنية وخروق دستورية. قضاء أهمل دعاوى لقضايا فساد ملحميّة، تركها للتقادم الزمني وغبرة الأرشفة والنسيان.

حق التظاهر مكفول دستورياً أمام أية مؤسسة أو جهاز أو سلطة؛ فشلت فشلاً ذريعاً، وعصفت بها ريح الأهواء السياسية والأطماع الدنيوية، فعجزت ليس عن أداء دورها فحسب، بل ساهمت في الخراب العام والفساد المستشري أو تسترت عليه.

للشعب أن ينصب خيام معاناته الطويلة مع عملية سياسية فقدت شرعيتها، ودولة على شفا الانهيار. لينصب خيام مظلوميته وجحيمه الذي ضرمت نيرانه منظومة البطش والأهواء، وقوى سلطوية متنفذة لا يهمها العراق، ولا يقضّ مضاجعها غير شهوة الانقضاض على المال العام، وغسيله بكل ما يمتلك أطراف هذه القوى من مكر ودهاء وسفالة.

آن آوان الامتثال للحس الوطني، بعيداً عن التخندقات الحزبية والطائفية المقيتة
لتنصب الخيام في كل حدب وصوب في جغرافيا البلد المنهوب
خيمة ضحايا سبايكر وضحايا داعش وسقوط المحافظات
خيمة ضحايا الاستهتار بالريع النفطي لصالح قوى متنفذة
خيمة ضحايا تسليب وتجريف الأراضي الزراعية والبساتين وحرائق الحنطة والشعير
خيمة ضحايا جسر الآئمة والعبّارات والتهجير الجماعي
خيمة ضحايا الآلغام والتلوث النووي
خيمة ضحايا الجوع والتفقير والتجهيل
خيمة ضحايا الميليشيات والسلاح المنفلت
خيمة ضحايا النزاعات العشائرية بلا رقيب
خيمة ضحايا الماء غير الصالح للاستهلاك البشري، ضحايا البيئة المتعفنة والأحياء المهملة
خيمة ضحايا المزارات الوهمية المتفشية كالوباء، ضحايا النصب والاحتيال باسم الدين. ضحايا الفساد الديني عموماً، وتحول الدين إلى ألفاظ ومظاهر طقوسية مازوخية، ومرجعيات صامتة أمام هذا الطوفان الخرافي المشين.

وخيمة لكل مواطن توخى خيراً بعد سقوط نظام الحزب الواحد، والطاغية الأوحد، فاذا به يسقط فريسة لأحزاب اسلاموية مسلحة. وجيوش من الطغاة المتصارعة والدعاة المتربصة لإذلاله.

ثكلتكم أمهاتكم.. ليس هناك حل وسط. والقضاء المحايد محض إكذوبة صارخة
عندما يتعلق الأمر بطغيان الفساد.. على الجميع محاربته.

خ



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوار الوطني وركلات الجزاء
- دفاع شيطاني
- مساحات 4
- جهود
- المرجان الأزرق
- مساحات 3
- صور متخيلة لا تتحقق
- من يلوم الشمس
- لا أخلاقيات المعرفة التقليدية 2
- لا أخلاقيات المعرفة التقليدية
- مساحات 2
- محاولة الرائي
- الشيطان النبيل
- رهط من الرجال
- مساحات
- رقصة داليا
- سفر الأنثى
- ذلك الشيء
- التجميل في سوق العدم 2
- التجميل في سوق العدم


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاتن نور - ثكلتكم أمهاتكم