أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الإحسايني - إشراقات بعد الطوفان... آرتور رامبو















المزيد.....


إشراقات بعد الطوفان... آرتور رامبو


محمد الإحسايني

الحوار المتمدن-العدد: 1749 - 2006 / 11 / 29 - 10:32
المحور: الادب والفن
    


ماإن هدأت فكرة الطوفان،
حتى توقف أرنبٌ بريّ ٌ بين الأعشابِ وبين تُوَيْجاتِ ِ الزهورِ الجَرَسّية المتأرجحةِ فتلا صلاته إلى قَوسِ قُزحَ، عبر نسيج العنكبوت.
يا للأ حجار الكريمة التي أخذت تختفي ـ والأزهار التي مافتئت ترمق بعدُ .
لقد أ ُقيمت مناضدُ المعروضات في الشارع الكبير الوسِخ، وسُحبت المراكبُ إلى البحر المسجور كما نصت على ذلك الحفريات القديمة.
سال الدم في بيت الرجل ذي اللحية الزرقاء ـ في المسالخ وفي السيركات التي يُبهِتُ فيها أمر الله النوافذ. لقد سال الدم والحليب .
بنتْ القنادس. ودخنتْ" قهوة المازرغانات" في المقاهي الشعبية.
نظر الأطفال من البيت الزجاجي الكبير إلى الصور الرائعة مازال الحِداد يغمر وجوههم .
صُفق باب ما، وحول ساحة القرية الصغيرة،أدار الطفل بساعديه دوارات الريح ودوارات ديوك قباب الجرس في كل مكان، تحت وابل المطر .
نصبت مدام*** آلة البيان في جبال الألب. وأقيم القداس والقرابين الأولى في مئة ألف مذبح كاتدرائي.
مضت القوافل.وكان اسبلنديد أوتيل مشيداً في فوضى الثلوج والليل القطبي .



سمع القمر منذ ذلك الحين، بنات آوى يتصايحن خلال مفازات السعتر ـ والقصائد الرعوية في قباقيبها تبرعم في البساتين ثم في الدوحة البنفسجية ، لقد بشرتني أوكاريس أن ذلك هو الريع .
تفجري ياأمواهَ الينابيع، يامستنقع ـ يارغاءُ، التفّ على الجسر، وحول الغابات؛ ـ ياستائرَ الحداد والأرغن ـ يابروقُ ويارعودُ ـ تصاعدي والتفّي؛ ـ يا أمواهُ، وياأحزانُ، تصاعدي وأعيدي الطوافين.
ذلك أنه منذ أن تهتكوا ـ واهاً على الأحجار الكريمة تفرّ، وعلى الأزهار المتفتحة! ـ إن ذلك سأم! والملكة والساحرة التي توقد جمرها في مجمرة طينية، لن ترغب أبداً أن تروي لنا ماذا
تعرفه وماذا نجهله .
توضيحات حول النص*

يحتوي، النص على ثلاثة تداخلات:1ـ ماجريات الكومونة كواقع مباشر بالنسبة لرامبو، بمافي ذلك الأشغال الهوسمانية ـ نسبة إلى هوسمان الذي بنى باريس الجديدة ـ والحملات الاستعمارية للجمهورية الثالثة.2 ـ بيوغرافيا المؤلف: كاتباً مرموقاً أنيق الأسلوب بكل مغامرات التمرد والصعلكة، والضرب في الآفاق.3 قصة إعادة الخليقة، كماجاءت في الكتب الدينيية، وفي ألواح البابليين.
هناك تأويلات، وتداخلات متصادمة أيضاً حول دلالة الطوفان إلى حدما،والـ "إشراقات" في مجموعها تمنح للنص الرامبوي بعداً تمرديا على كل ماهو قائم في عصره. يمكننا تحديد القراءات في التالي:
ـ قرءة أسطورية أو قراءة أسطورية نقدية لإدراك جاذبية رامبو الموجودة في كل مكان بالنسبة لفكرة الطوفانI
فتنة الشاعر مشروع استطيقي أساساً يهدف إلى إبداع من الكلمات مبني على أنقاض عالمنا
قراءة سوسيو ثقافية ترجع فكرة الطوفان إلى أنها تشيرإلى كومونة باريس[18 مارس28 / ماي1871 ]
وهناك من يرى أن الاستعارة الكامنة في " الطوفان" لأجل تمييز النشاطات الثورية للطبقات الشغيلة هومجرد كليشه صارخ في للقرن 19 بتفصيل سواء في الأدب[من شاتوبريان إلى هوغو] أوفي الخطاب الصحافي السائد عصرذاك. [ آنطوان فونغارو الذي برهن عن طرحه] وهومن بين نقاد كثيرين استشهدوا بهذا المثال المشار إليه المقتبس من المقدمة التقريظية للديوان الشعري الذي كرسه فيكتور هوغو لأحداث 1871: السنة الرهيبة . وقد يراد بالمسالخ الأوساط العليا للقمع أثناء الأسبوع الدامي[ من 22إلى28 ماي] حول المجازر الكبرى ـ لوكسمبورغ، المدرسة العسكرية، ثكنة لوبو، مازاس، لأوبارك مونصو، ،لا روكيت...
السيركات: بالنسبة لأنطوان فونغارو، أن الشاعر يتذكر السيركات الرومانية التي تسفك فيها دماء الشهداء المسيحيين ليلمح به إلى الأماكن التي استُشهد فيها سكان الكومونة 1871 أماإيف دونيس فهو يعتقد أن السركات لن تكون سوى الكنائس التي يكدس فيها الموتى والجرحى أثناء المعركة
بنت القنادس:إشارة إلى الأشغال الجارية لإنشاء باريس جديدة على يد هوتسمان
البيت الكبير بالنسبة لإيف دونيس، هو المدرسة في تكريسها اكتشاف العالم من خلال نوافذها بينما يركز بيار برونيل على الطبع الغرائبي لهذه الدار المبنية كلها بالزجاج: إبداع مثالي يبدو ناشئاً من أمواه الطوفان[ " مازالت تسيل"]
الأطفال في حداد: بالنسبة لبيار برونيل، فإن الأطفال قد أضاعوا أقاربهم في الطوفان ويبدو أن العالم يخلق من جديد بدءاً من" إنسانية طفولية"، ورامبو يعطي دائماً اهتماماً للطفولة كقيمة ترتبط بالصفاء حسب رأي إيف دونيس
صفق بابما، إلخ...: فيه يختلف النقاد اختلافاً طفيفاً. إلا أن جميع المعلقين وصلوا في تحليلهم إلى أن رامبو يظهر نفسه بنفسه على المسرح .
مدام***:اتفق جميع المعلقين على أنهم رأوا في هذه الـ مدام***صورة للبورجوازي الرمزية.يستحضر بيار برونيل ذاك البيانو الإجتماعي الذي أقامته الـ مدام***اصطناعياً في جبال الألب،ويحلله ولو بصورته الرمزية للبورجوزي، فيرى أن النجمات ـ العلامات ـ الثلاث تقليد للأقاويل الاجتماعية، وتظهر سائغة في الجرائد،فهي إذن متصنعة للتغطية على الزيف الاجتماعي‘ وفراغ الحياة من مدلولها الرزين. وهناك من يرى الـ مدام*** وهي تقيم بيانو على جبال الألب نوعا من الشذوذ ـ السحاق ـ فمكان البيانو ليس بين ثلوج الألب ، بل في قاعات مؤثثة وذات رياش...

وأعجب من ذلك ،الطريقة الرفيعة التي مرر بها الشاعر أفكاره نحو الأسطورة: الرجل ذي الحية الزرقاء سفاح النساء والأطفال، أو الحورية أوكاريس. في جميع الأحوال، يمنع ظهور أي تطابق دقيق، مع حرفية الواقع. فوق ذلك، فكرة الطوفان القابعة في اللاوعي الإنساني ، والأرنب البري المتصف بالجبن، لعله أراد به البورجوازي المعاصرله، فالخاتم الإلهي، يمكن أن نرى فيه تذكيراً بقوس قزح ، بُعيد نهاية الطوفان. كما لايمكن تجاهل الاستعارة في نسيج العنكبوت التي مرر بها الشاعر عدة أفكار : النفاق الديني، وخداعات السلطة الظلامية الخ... إذ كلما أمعنتْ في الغموض، .كلما زادتْ شعريتها عن طريق تأويلات أخرى مفترضة، وقد تشير الجواهر التي أخذت تختفي إلى انتفاضة ميتافيزيقية ، غير أنها انحرفت عند الشعراء بسبب إغراءات الجمال الذي يتعذر الإمساك بأسراره الخفية .أوليست الجواهر
التي كادت تختفي ، لعنة إلهية تصيب البشر المذنبين"فهذا النص الشعري من نثريات رامبو كثيف في
دلالاته، أكثر روعة في لغته الأصلية . بيد أن الأمر هنا يتعلق بالشعر، لا بخطاب في الوعظ ،
الشعر الذي كلما حاول المرء الإمساك به، كلما وجده كاد يختفي...بينما يرى بعض النقاد أن الأزهار التي ترمق تدل على الشعر الذي يشي بالسهولة وبالعادة المبتذلة ، وأن رامبو، على صغر سنه، يبحث عن شيء آخر من ورائيات الأشياء،بعد أن تنبأ أن البشر سيعودون إلى عاداتهم المبتذلة: الغوص في الملاذ التي تباع وتشترى،بل حتى الاكتفاء بالأزهار البلاغية السهلة المنال بالنسبة للشعراء.









إشراقات
* بعد الطوفان
آرتور رامبو


إعداد وترجمة: محمد الإحسايني

ماإن هدأت فكرة الطوفان، حتى
توقف أرنبٌ بريّ ٌ بين الأعشابِ وبين تُوَيْجاتِ ِ الزهورِ الجَرَسّية المتأرجحةِ فتلا صلاته إلى قَوسِ قُزحَ، عبر نسيج العنكبوت.
يا للأ حجار الكريمة التي أخذت تختفي ـ والأزهار التي مافتئت ترمق بعدُ .
لقد أ ُقيمت مناضدُ المعروضات في الشارع الكبير الوسِخ، وسُحبت المراكبُ إلى البحر المسجور كما نصت على ذلك الحفريات القديمة.
سال الدم في بيت الرجل ذي اللحية الزرقاء ـ في المسالخ وفي السيركات التي يُبهِتُ فيها أمر الله النوافذ. لقد سال الدم والحليب .
بنتْ القنادس. ودخنتْ" قهوة المازرغانات" في المقاهي الشعبية.
نظر الأطفال من البيت الزجاجي الكبير إلى الصور الرائعة مازال الحِداد يغمر وجوههم .
صُفق باب ما، وحول ساحة القرية الصغيرة،أدار الطفل بساعديه دوارات الريح ودوارات ديوك قباب الجرس في كل مكان، تحت وابل المطر .
نصبت مدام*** آلة البيان في جبال الألب. وأقيم القداس والقرابين الأولى في مئة ألف مذبح كاتدرائي.
مضت القوافل.وكان اسبلنديد أوتيل مشيداً في فوضى الثلوج والليل القطبي .

إشراقات
* بعد الطوفان
آرتور رامبو


إعداد وترجمة: محمد الإحسايني

ماإن هدأت فكرة الطوفان، حتى
توقف أرنبٌ بريّ ٌ بين الأعشابِ وبين تُوَيْجاتِ ِ الزهورِ الجَرَسّية المتأرجحةِ فتلا صلاته إلى قَوسِ قُزحَ، عبر نسيج العنكبوت.
يا للأ حجار الكريمة التي أخذت تختفي ـ والأزهار التي مافتئت ترمق بعدُ .
لقد أ ُقيمت مناضدُ المعروضات في الشارع الكبير الوسِخ، وسُحبت المراكبُ إلى البحر المسجور كما نصت على ذلك الحفريات القديمة.
سال الدم في بيت الرجل ذي اللحية الزرقاء ـ في المسالخ وفي السيركات التي يُبهِتُ فيها أمر الله النوافذ. لقد سال الدم والحليب .
بنتْ القنادس. ودخنتْ" قهوة المازرغانات" في المقاهي الشعبية.
نظر الأطفال من البيت الزجاجي الكبير إلى الصور الرائعة مازال الحِداد يغمر وجوههم .
صُفق باب ما، وحول ساحة القرية الصغيرة،أدار الطفل بساعديه دوارات الريح ودوارات ديوك قباب الجرس في كل مكان، تحت وابل المطر .
نصبت مدام*** آلة البيان في جبال الألب. وأقيم القداس والقرابين الأولى في مئة ألف مذبح كاتدرائي.
مضت القوافل.وكان اسبلنديد أوتيل مشيداً في فوضى الثلوج والليل القطبي .



سمع القمر منذ ذلك الحين، بنات آوى يتصايحن خلال مفازات السعتر ـ والقصائد الرعوية في قباقيبها تبرعم في البساتين ثم في الدوحة البنفسجية ، لقد بشرتني أوكاريس أن ذلك هو الريع .
تفجري ياأمواهَ الينابيع، يامستنقع ـ يارغاءُ، التفّ على الجسر، وحول الغابات؛ ـ ياستائرَ الحداد والأرغن ـ يابروقُ ويارعودُ ـ تصاعدي والتفّي؛ ـ يا أمواهُ، وياأحزانُ، تصاعدي وأعيدي الطوافين.
ذلك أنه منذ أن تهتكوا ـ واهاً على الأحجار الكريمة تفرّ، وعلى الأزهار المتفتحة! ـ إن ذلك سأم! والملكة والساحرة التي توقد جمرها في مجمرة طينية، لن ترغب أبداً أن تروي لنا ماذا
تعرفه وماذا نجهله .
توضيحات حول النص*

يحتوي، النص على ثلاثة تداخلات:1ـ ماجريات الكومونة كواقع مباشر بالنسبة لرامبو، بمافي ذلك الأشغال الهوسمانية ـ نسبة إلى هوسمان الذي بنى باريس الجديدة ـ والحملات الاستعمارية للجمهورية الثالثة.2 ـ بيوغرافيا المؤلف: كاتباً مرموقاً أنيق الأسلوب بكل مغامرات التمرد والصعلكة، والضرب في الآفاق.3 قصة إعادة الخليقة، كماجاءت في الكتب الدينيية، وفي ألواح البابليين.
هناك تأويلات، وتداخلات متصادمة أيضاً حول دلالة الطوفان إلى حدما،والـ "إشراقات" في مجموعها تمنح للنص الرامبوي بعداً تمرديا على كل ماهو قائم في عصره. يمكننا تحديد القراءات في التالي:
ـ قرءة أسطورية أو قراءة أسطورية نقدية لإدراك جاذبية رامبو الموجودة في كل مكان بالنسبة لفكرة الطوفانI
فتنة الشاعر مشروع استطيقي أساساً يهدف إلى إبداع من الكلمات مبني على أنقاض عالمنا
قراءة سوسيو ثقافية ترجع فكرة الطوفان إلى أنها تشيرإلى كومونة باريس[18 مارس28 / ماي1871 ]
وهناك من يرى أن الاستعارة الكامنة في " الطوفان" لأجل تمييز النشاطات الثورية للطبقات الشغيلة هومجرد كليشه صارخ في للقرن 19 بتفصيل سواء في الأدب[من شاتوبريان إلى هوغو] أوفي الخطاب الصحافي السائد عصرذاك. [ آنطوان فونغارو الذي برهن عن طرحه] وهومن بين نقاد كثيرين استشهدوا بهذا المثال المشار إليه المقتبس من المقدمة التقريظية للديوان الشعري الذي كرسه فيكتور هوغو لأحداث 1871: السنة الرهيبة . وقد يراد بالمسالخ الأوساط العليا للقمع أثناء الأسبوع الدامي[ من 22إلى28 ماي] حول المجازر الكبرى ـ لوكسمبورغ، المدرسة العسكرية، ثكنة لوبو، مازاس، لأوبارك مونصو، ،لا روكيت...
السيركات: بالنسبة لأنطوان فونغارو، أن الشاعر يتذكر السيركات الرومانية التي تسفك فيها دماء الشهداء المسيحيين ليلمح به إلى الأماكن التي استُشهد فيها سكان الكومونة 1871 أماإيف دونيس فهو يعتقد أن السركات لن تكون سوى الكنائس التي يكدس فيها الموتى والجرحى أثناء المعركة
بنت القنادس:إشارة إلى الأشغال الجارية لإنشاء باريس جديدة على يد هوتسمان
البيت الكبير بالنسبة لإيف دونيس، هو المدرسة في تكريسها اكتشاف العالم من خلال نوافذها بينما يركز بيار برونيل على الطبع الغرائبي لهذه الدار المبنية كلها بالزجاج: إبداع مثالي يبدو ناشئاً من أمواه الطوفان[ " مازالت تسيل"]
الأطفال في حداد: بالنسبة لبيار برونيل، فإن الأطفال قد أضاعوا أقاربهم في الطوفان ويبدو أن العالم يخلق من جديد بدءاً من" إنسانية طفولية"، ورامبو يعطي دائماً اهتماماً للطفولة كقيمة ترتبط بالصفاء حسب رأي إيف دونيس
صفق بابما، إلخ...: فيه يختلف النقاد اختلافاً طفيفاً. إلا أن جميع المعلقين وصلوا في تحليلهم إلى أن رامبو يظهر نفسه بنفسه على المسرح .
مدام***:اتفق جميع المعلقين على أنهم رأوا في هذه الـ مدام***صورة للبورجوازي الرمزية.يستحضر بيار برونيل ذاك البيانو الإجتماعي الذي أقامته الـ مدام***اصطناعياً في جبال الألب،ويحلله ولو بصورته الرمزية للبورجوزي، فيرى أن النجمات ـ العلامات ـ الثلاث تقليد للأقاويل الاجتماعية، وتظهر سائغة في الجرائد،فهي إذن متصنعة للتغطية على الزيف الاجتماعي‘ وفراغ الحياة من مدلولها الرزين. وهناك من يرى الـ مدام*** وهي تقيم بيانو على جبال الألب نوعا من الشذوذ ـ السحاق ـ فمكان البيانو ليس بين ثلوج الألب ، بل في قاعات مؤثثة وذات رياش...

وأعجب من ذلك ،الطريقة الرفيعة التي مرر بها الشاعر أفكاره نحو الأسطورة: الرجل ذي الحية الزرقاء سفاح النساء والأطفال، أو الحورية أوكاريس. في جميع الأحوال، يمنع ظهور أي تطابق دقيق، مع حرفية الواقع. فوق ذلك، فكرة الطوفان القابعة في اللاوعي الإنساني ، والأرنب البري المتصف بالجبن، لعله أراد به البورجوازي المعاصرله، فالخاتم الإلهي، يمكن أن نرى فيه تذكيراً بقوس قزح ، بُعيد نهاية الطوفان. كما لايمكن تجاهل الاستعارة في نسيج العنكبوت التي مرر بها الشاعر عدة أفكار : النفاق الديني، وخداعات السلطة الظلامية الخ... إذ كلما أمعنتْ في الغموض، .كلما زادتْ شعريتها عن طريق تأويلات أخرى مفترضة، وقد تشير الجواهر التي أخذت تختفي إلى انتفاضة ميتافيزيقية ، غير أنها انحرفت عند الشعراء بسبب إغراءات الجمال الذي يتعذر الإمساك بأسراره الخفية .أوليست الجواهر
التي كادت تختفي ، لعنة إلهية تصيب البشر المذنبين"فهذا النص الشعري من نثريات رامبو كثيف في
دلالاته، أكثر روعة في لغته الأصلية . بيد أن الأمر هنا يتعلق بالشعر، لا بخطاب في الوعظ ،
الشعر الذي كلما حاول المرء الإمساك به، كلما وجده كاد يختفي...بينما يرى بعض النقاد أن الأزهار التي ترمق تدل على الشعر الذي يشي بالسهولة وبالعادة المبتذلة ، وأن رامبو، على صغر سنه، يبحث عن شيء آخر من ورائيات الأشياء،بعد أن تنبأ أن البشر سيعودون إلى عاداتهم المبتذلة: الغوص في الملاذ التي تباع وتشترى،بل حتى الاكتفاء بالأزهار البلاغية السهلة المنال بالنسبة للشعراء.










سمع القمر منذ ذلك الحين، بنات آوى يتصايحن خلال مفازات السعتر ـ والقصائد الرعوية في قباقيبها تبرعم في البساتين ثم في الدوحة البنفسجية ، لقد بشرتني أوكاريس أن ذلك هو الريع .
تفجري ياأمواهَ الينابيع، يامستنقع ـ يارغاءُ، التفّ على الجسر، وحول الغابات؛ ـ ياستائرَ الحداد والأرغن ـ يابروقُ ويارعودُ ـ تصاعدي والتفّي؛ ـ يا أمواهُ، وياأحزانُ، تصاعدي وأعيدي الطوافين.
ذلك أنه منذ أن تهتكوا ـ واهاً على الأحجار الكريمة تفرّ، وعلى الأزهار المتفتحة! ـ إن ذلك سأم! والملكة والساحرة التي توقد جمرها في مجمرة طينية، لن ترغب أبداً أن تروي لنا ماذا
تعرفه وماذا نجهله .
توضيحات حول النص*

يحتوي، النص على ثلاثة تداخلات:1ـ ماجريات الكومونة كواقع مباشر بالنسبة لرامبو، بمافي ذلك الأشغال الهوسمانية ـ نسبة إلى هوسمان الذي بنى باريس الجديدة ـ والحملات الاستعمارية للجمهورية الثالثة.2 ـ بيوغرافيا المؤلف: كاتباً مرموقاً أنيق الأسلوب بكل مغامرات التمرد والصعلكة، والضرب في الآفاق.3 قصة إعادة الخليقة، كماجاءت في الكتب الدينيية، وفي ألواح البابليين.
هناك تأويلات، وتداخلات متصادمة أيضاً حول دلالة الطوفان إلى حدما،والـ "إشراقات" في مجموعها تمنح للنص الرامبوي بعداً تمرديا على كل ماهو قائم في عصره. يمكننا تحديد القراءات في التالي:
ـ قرءة أسطورية أو قراءة أسطورية نقدية لإدراك جاذبية رامبو الموجودة في كل مكان بالنسبة لفكرة الطوفانI
فتنة الشاعر مشروع استطيقي أساساً يهدف إلى إبداع من الكلمات مبني على أنقاض عالمنا
قراءة سوسيو ثقافية ترجع فكرة الطوفان إلى أنها تشيرإلى كومونة باريس[18 مارس28 / ماي1871 ]
وهناك من يرى أن الاستعارة الكامنة في " الطوفان" لأجل تمييز النشاطات الثورية للطبقات الشغيلة هومجرد كليشه صارخ في للقرن 19 بتفصيل سواء في الأدب[من شاتوبريان إلى هوغو] أوفي الخطاب الصحافي السائد عصرذاك. [ آنطوان فونغارو الذي برهن عن طرحه] وهومن بين نقاد كثيرين استشهدوا بهذا المثال المشار إليه المقتبس من المقدمة التقريظية للديوان الشعري الذي كرسه فيكتور هوغو لأحداث 1871: السنة الرهيبة . وقد يراد بالمسالخ الأوساط العليا للقمع أثناء الأسبوع الدامي[ من 22إلى28 ماي] حول المجازر الكبرى ـ لوكسمبورغ، المدرسة العسكرية، ثكنة لوبو، مازاس، لأوبارك مونصو، ،لا روكيت...
السيركات: بالنسبة لأنطوان فونغارو، أن الشاعر يتذكر السيركات الرومانية التي تسفك فيها دماء الشهداء المسيحيين ليلمح به إلى الأماكن التي استُشهد فيها سكان الكومونة 1871 أماإيف دونيس فهو يعتقد أن السركات لن تكون سوى الكنائس التي يكدس فيها الموتى والجرحى أثناء المعركة
بنت القنادس:إشارة إلى الأشغال الجارية لإنشاء باريس جديدة على يد هوتسمان
البيت الكبير بالنسبة لإيف دونيس، هو المدرسة في تكريسها اكتشاف العالم من خلال نوافذها بينما يركز بيار برونيل على الطبع الغرائبي لهذه الدار المبنية كلها بالزجاج: إبداع مثالي يبدو ناشئاً من أمواه الطوفان[ " مازالت تسيل"]
الأطفال في حداد: بالنسبة لبيار برونيل، فإن الأطفال قد أضاعوا أقاربهم في الطوفان ويبدو أن العالم يخلق من جديد بدءاً من" إنسانية طفولية"، ورامبو يعطي دائماً اهتماماً للطفولة كقيمة ترتبط بالصفاء حسب رأي إيف دونيس
صفق بابما، إلخ...: فيه يختلف النقاد اختلافاً طفيفاً. إلا أن جميع المعلقين وصلوا في تحليلهم إلى أن رامبو يظهر نفسه بنفسه على المسرح .
مدام***:اتفق جميع المعلقين على أنهم رأوا في هذه الـ مدام***صورة للبورجوازي الرمزية.يستحضر بيار برونيل ذاك البيانو الإجتماعي الذي أقامته الـ مدام***اصطناعياً في جبال الألب،ويحلله ولو بصورته الرمزية للبورجوزي، فيرى أن النجمات ـ العلامات ـ الثلاث تقليد للأقاويل الاجتماعية، وتظهر سائغة في الجرائد،فهي إذن متصنعة للتغطية على الزيف الاجتماعي‘ وفراغ الحياة من مدلولها الرزين. وهناك من يرى الـ مدام*** وهي تقيم بيانو على جبال الألب نوعا من الشذوذ ـ السحاق ـ فمكان البيانو ليس بين ثلوج الألب ، بل في قاعات مؤثثة وذات رياش...

وأعجب من ذلك ،الطريقة الرفيعة التي مرر بها الشاعر أفكاره نحو الأسطورة: الرجل ذي الحية الزرقاء سفاح النساء والأطفال، أو الحورية أوكاريس. في جميع الأحوال، يمنع ظهور أي تطابق دقيق، مع حرفية الواقع. فوق ذلك، فكرة الطوفان القابعة في اللاوعي الإنساني ، والأرنب البري المتصف بالجبن، لعله أراد به البورجوازي المعاصرله، فالخاتم الإلهي، يمكن أن نرى فيه تذكيراً بقوس قزح ، بُعيد نهاية الطوفان. كما لايمكن تجاهل الاستعارة في نسيج العنكبوت التي مرر بها الشاعر عدة أفكار : النفاق الديني، وخداعات السلطة الظلامية الخ... إذ كلما أمعنتْ في الغموض، .كلما زادتْ شعريتها عن طريق تأويلات أخرى مفترضة، وقد تشير الجواهر التي أخذت تختفي إلى انتفاضة ميتافيزيقية ، غير أنها انحرفت عند الشعراء بسبب إغراءات الجمال الذي يتعذر الإمساك بأسراره الخفية .أوليست الجواهر
التي كادت تختفي ، لعنة إلهية تصيب البشر المذنبين"فهذا النص الشعري من نثريات رامبو كثيف في
دلالاته، أكثر روعة في لغته الأصلية . بيد أن الأمر هنا يتعلق بالشعر، لا بخطاب في الوعظ ،
الشعر الذي كلما حاول المرء الإمساك به، كلما وجده كاد يختفي...بينما يرى بعض النقاد أن الأزهار التي ترمق تدل على الشعر الذي يشي بالسهولة وبالعادة المبتذلة ، وأن رامبو، على صغر سنه، يبحث عن شيء آخر من ورائيات الأشياء،بعد أن تنبأ أن البشر سيعودون إلى عاداتهم المبتذلة: الغوص في الملاذ التي تباع وتشترى،بل حتى الاكتفاء بالأزهار البلاغية السهلة المنال بالنسبة للشعراء.
إعداد وترجمة: محمد الإحسايني



#محمد_الإحسايني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الحوار والاحتلاف
- فلوبير عشية محاكمته
- إعادة الاعتبار لشارل بودلير
- البنيوية التكوينية وإشكالية تخارج الإبداع- 1
- القارورة...لشارل بودلير
- المغتربون...مجتمع مدني من خلال بيئة قروية
- القط
- وسواس
- البطروس... لشارل بودلير
- الزجّاج الرديئ..... لبودلير
- الساعة.....لشارل بود لير
- المهرج العجوز
- من هو المبدع؟
- تباشير الصباح / غسق المساء.لبودلير
- تباشير الصباح
- أوفيليا
- الجمال... لشارل بودلير
- باروديا بودلير تهدم الصورة والصورة الأخرى للأم
- باروديا بودلير
- سمو


المزيد.....




- مجاهد أبو الهيل: «المدى رسخت المعنى الحقيقي لدور المثقف وجعل ...
- صدر حديثا ؛ حكايا المرايا للفنان محمود صبح.
- البيتلز على بوابة هوليود.. 4 أفلام تعيد إحياء أسطورة فرقة -ا ...
- جسّد شخصيته في فيلم -أبولو 13-.. توم هانكس يُحيي ذكرى رائد ا ...
- -وزائرتي كأن بها حياء-… تجليات المرض في الشعر العربي
- هل يمكن للذكاء الاصطناعي حماية ثقافة الشعوب الأصلية ولغاتها؟ ...
- -غزة فاضحة العالم-.. بين ازدواجية المعايير ومصير شمشون
- الهوية المسلوبة.. كيف استبدلت فرنسا الجنسية الجزائرية لاستئص ...
- أربعون عاماً من الثقافة والطعام والموسيقى .. مهرجان مالمو ين ...
- أبو الحروب قصة جديدة للأديبة منال مصطفى


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الإحسايني - إشراقات بعد الطوفان... آرتور رامبو