أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الإحسايني - تباشير الصباح / غسق المساء.لبودلير














المزيد.....

تباشير الصباح / غسق المساء.لبودلير


محمد الإحسايني

الحوار المتمدن-العدد: 1690 - 2006 / 10 / 1 - 10:33
المحور: الادب والفن
    


أخذت الطبول تدق في ساحات الثكناتْ،
وظلت ريح الصباح تهب على الفوانيسْ .

تلك كانت الساعة التي يلوي فيها سرب من الأحلام المؤذيهْ
أعنا قَ المراهقين السّـُــمْر على وسائدهمْ،
ويضع فيها الفانوس بقعة حمراء حول النهارْ
كعين دامعة تختلج وتتحركْ،
فتحاكي فيها النفس صراعاتُ السراج والنهارْ ،
فالجو مليء بارتعاشات الأشياء التي تختفي
مثل َ وجه مليئ بدموع تجففه النسائمْ،
والرجل متعب بأن يكتبْ،
والمرأة بأن تحبّ ْ .

أخذت البيوت هنا وهناك تدخن .
مازالت نساء المتعة، والأجفان الداكنه،
والأفواه المفتوحة، في نومها البليدْ،
والمتسولات يجرجرن أثداءهن الهزيلة البارده،
مازلن ينفخن حول جمراتهن وينفخن حول أصابعهنّ ْ.
تلك كانت، الساعة التي يزيد فيها البرد والشحّ ْ
من آلام النساء ؛ وهن في حال الوضع ِ
كشهقة مقطوعة بدم راغ ْ
ظل صياح الديك يمزق الهواء المضبب في الآفاق ْ ،
يغمر البناءات ِ بحر ٌ من الغيوم،
وكان المحتضرون في عمق المأوى
يصعدون آخر حشرجاتهم ترجيعاً من الشهقات المرتفعة المتفاوته
وأخذ الفاسقون يعودون محطمين بمآثرهم .

والفجر المرتجف أصبح في فستان وردي وأخضر ْ
أخذ يتقدم ببط ء حول نهر السين المقفرْ،
وباريس المتجهمة، المسنة المنهوكه،
أخذت تقبض على آلاتها،وهي تحك عينيها .


غسق المساء
ش. بودلير
ترجمة: محمد الإحسايني


ها هوذا المساء الفاتن، صديق الآثمينْ؛
يأتي على مهـْـل ٍليشارك في الإثم ِ، والسماءْ

تنغلق ببط ء كأنها قبة مضجع الغرامْ،
فيتحول الإنسان المتلهف على الملاذ ّ حيواناً أصهبْ
أيها المساءْ،
يا مساءً أ نيساً يشتهيهْ
ذاك الذي تستطيع ذراعاه أن تعلنا:اشتغلنا
هذا اليوم َ ـ فالمساء هوا لذي يهدّئ النفوسْ
التي يفترسها ألم وحشِـيْ،
والعالـِمَ المعاند الذي تنوء جبهته بثقلها
والعامل َ المنحني ظهرُه العائد إلى سريره ْ .
في حين يستيقظ ببلادة ٍ أبالسة ٌ مؤذونْ
في المحيط الجوي كأنهم رجال أعمال ٍ
فيدقون بشدة وهم طائر ونْ،
مصا ريع وأفاريز الأبواب العليا.
تضطرم الدعارة في الأزقة؛
عبر ومضات الأنوار التي ترهقها الريحْ
كأنما قرية نمل تفتح منافذها،
تشق لنفسها طريقا خفياً في كل مكان ٍ
شأن َ العدو الذي يحاول هجوماً،
تتحرك داخل مدينة الرذيلهْ
مثلَ ديدان ٍ تسرق الإنسان ما يقتات بهْ
تُسـمَع ُ المطابخُ هنا وهناك تـُصفـّـرْ،
والمسارح ُ تزعق ُ،والأجواق تغط في سباتها،
وموائدُ الضيافة التي يشيع فيها القمارُ مباهجـَهْ
قد امتلأت بالعاهرات والمحتالين شركائهن في الجـُرم ِ
واللصوصُ الذين ليس لهم هدنة ٌ ولاهوادهْ،

سيشرعون، هم أيضاً، عما قليل، في عملهم،
فيدخاون الأبوابَ عنوة ويستولون على الصناديق ْ،
ليعيشوا أياماً معدودات ٍ، ويكسوا عشيقاتهم.

تأملي يانفسي،هذه اللحظة الحرجهْ
وصمي آذانك عن تلك الضوضاءْ .
فلقد حانت الساعة التي تشتد فيها أوجاع المرضى!
الليل القاتم يخنقهم؛ ينهون مصيرهم
فينحدرون نحو الهوة المشتـَـرَ كـهْ؛
يمتلئ المستشفى بتنهداتهم ـ فلا أحدْ
من المرضى يأتي بحثاً عن حسائه المعطرْ،
في ركن الموقدْ، هذا المساءْ، لدى حبيبته الأثيرهْ .
مازال الكثير منهم لم يعرفوا أبداً
حلاوة طعم البيت ولم يعيشوه أبداً .


ترجمة: محمد الإحسايني



#محمد_الإحسايني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تباشير الصباح
- أوفيليا
- الجمال... لشارل بودلير
- باروديا بودلير تهدم الصورة والصورة الأخرى للأم
- باروديا بودلير
- سمو
- صولجان باخوس لبودلير
- الدعوة إلي السفر شعراً ونثراً للشاعر شارل بودليراً
- هبات الجنيات
- نكد الطالع لشارل بود لير
- رامبو/ أطلق عليه صديقه فبرلين النار ليلتهب فصل في الجحيم
- لماذا نجمة الجنوب؟
- هوس قصيدة النثر
- قراءة في-مرثية إلى عصفورةمن الشرق- لمرح البقاعي
- احزان القمر
- ماالذي يحدث في عالم خال من الشعراء
- البطروس ... لشارل بودلير
- صلاة اعتراف الفنان
- الكلاب الطيبة
- أول أمسية


المزيد.....




- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...
- عودة الأدب إلى الشاشة.. موجة جديدة من الأعمال المستوحاة من ا ...
- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد الإحسايني - تباشير الصباح / غسق المساء.لبودلير