محمد الإحسايني
الحوار المتمدن-العدد: 1619 - 2006 / 7 / 22 - 14:28
المحور:
الادب والفن
صلاة اعتراف الفنان
أو
مجاهرة الشاعر بمبادئه
قصيدة نثر: ش. بود لير
ترجمة: محمد الإحسايني
واهاً! يا لنهايات أيام الخريف وصروفه النافذة فينا! النافذةِ حتى القلبِ موطنِ الألمْ !ذلك أنها توجد في بعض الإحساسات الممتعة التي لا يستبعد الاحتدادَ غامضُها؛فلا يوجد نصلٌ أمضى من نصل اللانهائي.
يامتعةأعظمَ من متعة مَن يعرف بصُره شساعة السماء والبحَرْ ! أيتها الوحدة،أيها الصمتُ
، يانقاوة اللازورد المنقطع النظيرْ! يهتز موكب شراعي صغير في الأفق،ويحاكي وجودي الذي لادواء له، لحناًَ رتيباً من التماوج،من خلال صغر حجمه وعزلته .
تهجس بي كل تلك الأشياء ، أو انا الذي أهجس بها{ إذ يتيه الأنا سريعاً، من شساعة حلم اليقظة} قلتُ إنها تهجس بي، لكنْ موسيقياً،وبشكل ظريف،بدون حجاجات،وبدون قياسات منطقية ،وبدون استنتاجات .
بيد أن تلك الأفكار التي تخرج مني أوتندلق الأشياءُ،سرعان ماتصبح محتدة احتداداًشديداً.
تبدع الطاقةُ في اللذة الحسية تضايقاً ومعاناة إيجابية .ولاتنمّ أعصابي المتوترة جداً،إلاعن اهتزازات صاخبة ومؤلمة .
والآن ، يُلهمني عمق السماءْ ،صفاؤها يغيظني . يثيرني فقدانُ الإحساس بالبحَرْ، وثباتُ المشهد...واهاً! أينبغي التألمُ أبدياً، والهروبُ دوماً من الجميل؟
أيتها الطبيعة، يا فتّانة القلوب بلا رحمة، ياغريمة منتصرة دائماً،إليكِ عني!
كُفي عن إغراء رغباتي والإيقاع بكبريائي!
فالتخطيط للجمال،مبارزةٌ يصرخ فيها الفنان من الرعب قبل أن يُهْزَم.
#محمد_الإحسايني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟