أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - محرقة غزة.. تبلور ضميرا جمعيا إنسانيا ينتصر لضحاياها














المزيد.....

محرقة غزة.. تبلور ضميرا جمعيا إنسانيا ينتصر لضحاياها


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7889 - 2024 / 2 / 16 - 10:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


لما كان التضامن مع أهل غزة في مواجهة المحرقة المستمرة مند 7 أكتوبر 2023 ، يبدو طبيعيا من قبل الشعوب العربية والإسلامية، لكن اللافت ويشكل غير مسبوق أن ما يجري ضد أطفال ونساء وشيوخ غزة خلق حالة إنسانية بما يمكن تسميته الضمير الجمعي الإنساني العالمي الذي تماهى مع ألم أهل غزة.
هذا الضمير كان متجاوزا للتقسيمات السياسية والجغرافية والإثنية والدينية والفكريةـ في شكله العفوي الذي انفجر في وجه المحرقة، كرد فعل إنساني واعي على جرائم الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة المحاصر منذ عام 2007، ليرسم هذا الفعل النبيل من الحراك الشامل عبر مشاهد الملايين من المتضامنين وهم يرفعون علم فلسطين وصور ضحايا المحرقة، واللافتات التي تساند أهل غزة، في معظم عواصم العالم في لوحة إنسانية فريدة من التضامن، تحت شعار أوقفوا المحرقة ضد أهل غزة.
واللافت في هذا التضامن هو أنه من قبل شعوب الدول التي طالما وقفت ضد تطلعات الشعب الفلسطيني السياسية وحتى الإنسانية، والانحياز الأعمى للكيان الصهيوني. وقد سجلت هذه الملايين من الجماهير من مختلف التوجهات الفكرية والسياسية والاجتماعية لوحة إنسانية فريدة في انحيازها الإنساني لأهل غزة، انتشرت على مساحة واسعة في عواصم الغرب الأوروبي وفي الولايات المتحدة الأمريكية، بأن جعلت من محنة غزة قضية داخلية لتلك الشعوب في مواجهة سياسات حكوماتها المؤيدة لكيان الاحتلال.
من ذلك أن أوروبا شهدت وقوفا شعبيا كبيرا مع الشعب الفلسطيني، "على عكس حكوماتها. وحسب النائب الأيرلندي في البرلمان الأوروبي ميك والاس، فإن أكثر من 90٪ من الشعوب الأوروبية يقفون إلى جانب الفلسطينيين المضطهدين".
لكن ألأكثر تجليا للبعد الإنساني في ما يجري ضد أهل غزة وكل مظاهر الحياة فيها هو تضامن أتباع الديانة اليهودية في أكثر من مكان في العالم وفي مناطق معاقلهم في الولايات المتحدة وأوروبا، وصل حد قيام المتظاهرين اليهود اقتحام الكونجرس للمطالبة بوقف الحرب ، فجرى اعتقال 300 شخص منهم، فيما اقتحم حاخامات يهود الأمم المتحدة واعتصموا في مجلس الأمن مطالبين بوقف الحرب على غزة وطالبوا إدارة بايدن بالتوقف عن استخدام الفيتو بالأمم المتحدة. وهذا التضامن اليهودي يدحض سردية الكيان وحلفائه المزورة حول أسباب المحرقة .
فيما لم يقف التضامن في دول أمريكا اللاتينية عند الشعوب، وإنما وقفت العديد تلك الحكومات موقفا سياسيا وإنسانيا متقدما عبر الانتصار لأهل غزة في مواجهة المحرقة، ودعم الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه السياسية وإقامة دولته المستقلة.
وجاء موقف جنوب أفريقيا ليمثل ذروة الانتصار لغزة التي تجاوزت أشكال التضامن المعتادة إلى اعتبار أن ما يجري في غزة هو تدمير منهجي له بعده السياسي والفكري كونه استهدف الإنسان في ذاته كإنسان ليطال الأطفال كفعل متعمد في عملية اجتثاث محسوبة ضمن ذهنية القائمين على المشروع الصهيونية ، الذين يعيدون تكرار المجازر التي رافقت زرعه عام 1948، في حين أن من يتصدى لهم الآن هم أحفاد أولئك الدين قضوا في مجازر الكيان في عام النكبة.
وموقف جنوب أفريقيا الدولة والشعب التي هي ليست عربية أو مسلمة، جاء ليؤكد انتماءها للقيمة الأسمى وهي الإنسانية ، كونها تتمتع بحس إنساني مسؤول، يعي معنى الظلم الذي سبق أن اكتوت بناره لعقود طويلة، وهي لذلك توحدت في ألم غزة وأهلها ، واعتبرت أنها معنية ليس بالتضامن اللفظي ولكن بالفعل عبر تحريك دعوي قضائية أمام محكمة العدل الدولية انتصارا لغزة ضد الكيان الصهيوني ومؤسسته السياسية والعسكرية بضرورة وقف المحرقة.
ويمكن أن نسجل أن ظاهرة التضامن المستمرة مع أهل غزة ، جعلت بعض الدول تعيد قراءة المشهد لتبدو أقل تحيزا للكيان الصهيوني وتتحدث عن ضرورة إيجاد حل سياسي يمنع تكرار محرقة غزة.
إن ظاهرة التضامن التي شملت قارات العالم وشعوبها التي جعلت من الانتصار لأهل غزة قيمة إنسانية مطلقة ربما بلورت ضميرا جمعيا إنسانيا عالميا يتجاوز التقسيمات السياسية والجغرافية والعقائدية والعرقية ، لاشك أن من صنع هدا المتغير الإنساني فائق النيل، هو دم وأشلاء أطفال ونساء وشيوخ عشرات الآلاف من أهل غزة العزة والشهادة والصمود.
وأخيرا إننا في الوقت الذي نترحم فيه على الشهداء وندعو بالشفاء للجرحى والنصر لغزة وأهلها، نقدر أن هذا الضمير الجمعي الإنساني الذي انتصر لأهل غزة، هو ظاهرة إنسانية يجب أن تتعزز في مواجهة كل أشكال القهر والظلم المادي أو المعنوي في هذا العالم.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التهديد باجتياح رفح.. اتفاق الإطار.. والمقاربات المتباينة 2/ ...
- التهديد باجتياح رفح.. اتفاق الإطار.. والمقاربات المتباينة 1/ ...
- جولة بلينكن.. أي حل.. دون استيعاب درس 7 أكتوبر؟ 3/3
- جولة بلينكن.. أي حل.. دون استيعاب درس 7 أكتوبر؟ 3/2
- جولة بلينكن.. أي حل.. دون استيعاب درس 7 أكتوبر؟ 3/1
- صفقة التبادل.. ودور العامل الخارجي
- - الخراب الثالث-.. مؤشرات ملموسة وليست هواجس
- في مفهوم الصمود.. وانتصار محكمة العدل لغزة
- المثقف الفلسطيني.. وإعلام كي الوعي العربي
- المقاومة حالة شعبية.. ووجود الكيان محل السؤال!
- ارتدادات طوفان الأقصى.. وطبيعة وثمن الحل السياسي
- حماس .. عندما تكون الوقائع مفارقة لخطابها السياسي
- وقاحة.. أن يعظ نتننياهو الآخرين بالصدق!!
- ارتدادات 7 أكتوبر.. سقف أمريكي لحل القضية الفلسطينية !
- اغتيال العاروري.. وسؤال وعيد نصرالله؟
- مشاكسات ... ثقافة المحو
- المشهد الفلسطيني ..شرط التناقضات لا يعني النفي المتبادل
- حماس ..الوحدة الوطنية طوق نجاة
- مبادرات إنهاء الانقسام.. والحرث في البحر!
- قرار مجلس الأمن.. موقف روسي علي يسار العرب!


المزيد.....




- مشتبه به في إطلاق نار يهرب من موقع الحادث.. ونظام جديد ساهم ...
- الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟
- بشار الأسد يستقبل وزير خارجية البحرين لبحث تحضيرات القمة الع ...
- ماكرون يدعو إلى إنشاء دفاع أوروبي موثوق يشمل النووي الفرنسي ...
- بعد 7 أشهر من الحرب على غزة.. عباس من الرياض: من حق إسرائيل ...
- المطبخ المركزي العالمي يعلن استئناف عملياته في غزة بعد نحو ش ...
- أوكرانيا تحذر من تدهور الجبهة وروسيا تحذر من المساس بأصولها ...
- ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعدا ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في ال ...
- مصر.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو -الطفل يوسف العائد من الموت- ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - محرقة غزة.. تبلور ضميرا جمعيا إنسانيا ينتصر لضحاياها