أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - ارتدادات طوفان الأقصى.. وطبيعة وثمن الحل السياسي














المزيد.....

ارتدادات طوفان الأقصى.. وطبيعة وثمن الحل السياسي


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7860 - 2024 / 1 / 18 - 07:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


إذا كان صحيحا أن عملية طوفان الأقصى قد أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة وفق رؤية البعض، إلا أن السؤال الأهم هو حول طبيعة هذه العودة ومآلاتها وضمن أي سقف ستجري؟ في ظل الفيتو على وجود حماس من قبل واشنطن والكيان الصهيوني، سيما وأن ارتدادات المحرقة التي جاءت ردا على عملية طوفان الأقصى، كشفت أن القضية لم تعد شأنا فلسطينيا في ظل كثرة المتدخلين وتناقض رؤاهم في النظر لهده القضية مع مصلحة الشعب الفلسطيني، الذي لا تجمع أطرافة رؤية مشتركة على ضوء التوجهات الفكرية والسياسية المتناقضة.

وما يفاقم من تعقيد المشهد، أن أي حل للقضية يشترط وجود طرف فلسطيني مقنع ومقبول في الحد الأدنى لدى قطاع واسع من الفلسطينيين والعرب، ومن غير المتوقع أن تكون حركة حماس كطرف بذاته، بسبب موقف الكيان والولايات المتحدة وبعض الأطراف العربية المعنية منها هذا أولا، وثانيا لأن المعروض سياسيا دون سقف الحد الأدنى ليس لدى حماس والقوى الأخرى، وربما حتى للسلطة الفلسطينية، التي أبرمت اتفاق أوسلو على قاعدة حل الدولتين ، التي يعتبرها زعيم حماس في الخارج خالد مشعل بضاعة قديمة، وأن حماس لا تقبل بمصطلح حل الدولتين وهو مرفوض" حسب قوله، هذا بالطبع لو سلمنا أن حماس ستكون جزءا من الحل وليس المشكلة..
ويمكن للمقاربة التي قدمها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، من أن "الدول العربية ليست حريصة على المشاركة في إعادة إعمار غزة إذا كان القطاع الفلسطيني سيُسوى بالأرض مجدداً خلال بضعة أعوام". أن تكون بمثابة رسالة رسمية عربية، تؤشر إلى جوهر صفقة التسوية التي يجب أن تضمن أمن الكيان الصهيوني في الأساس ، وترجمة ذلك هو في وجود سلطة غير معادية للكيان؛ مع أن مفهوم العداء هنا نسبي، إذا ما قرأنا كيف وصف رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو كلا من السلطة في رام الله أي حركة فتح وحركة حماس عندما ساوى بينهما في نواياهم القضاء على الكيان، وإن اختلفت في الوسائل، لذلك وصفهما بـ"فتحستان" وحماسستان" ، فأحدهما يسعى للقضاء على الكيان بسرعة ومرة واحدة والآخر ببطء .
وقد رسم وزير الخارجية الأمريكية ملامح المشهد فيما يتعلق بالمنطقة والقضية الفلسطينية، عندما قال في منتدى دافوس، هناك معادلة جديدة في الشرق الأوسط، وجيران إسرائيل كانوا مستعدين بمقتضاها لدمجها في المنطقة، لكنهم كانوا ملتزمين بالقدر ذاته بمسار يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية".
وأضاف أن الدول العربية وواشنطن تعتقدان بأنه "لن تنعم إسرائيل أو المنطقة بالسلام والاستقرار والأمن، حتى تُحل هذه القضية".
وكشف أن الدول العربية تقول، انظروا، لن نتدخل في أمور، منها على سبيل المثال، إعادة إعمار (قطاع) غزة إذا كان سيسوى بالأرض مجددا خلال عام أو خمسة أعوام، ثم يُطلب منّا إعادة إعماره من جديد".
هذه المقاربة تشير إلى طبيعة الحل للقضية الفلسطينية ولأطرافه الذين يجب يحفظوا أمن الكيان، يعقبها ترسيم الكيان الصهيوني كجزء من نسيج المنطقة، ولا أتصور أنه في ظل على الأقل خطاب حماس المعلن، أنه سيجري التعامل معها كطرف بذاته وإنما يمكن أن تكون جزءا من الحل في حال قبلت تسوية وضعها مع حركة فتح في إطار منظمة التحرير، وهذا يعني تخلي حماس عن مشروعها السيطرة على منظمة التحرير ارتباطا بشعورها بفرط القوة ولو مؤقتا ضمن قراءتها الأحادية لطوفان الأقصى وارتداداتها على المشهد الفلسطيني والعربي والعالمي، التي تصور فيها حماس وبعض الأطراف محرقة غزة على أنها صمود في وجه العدوان.
وضمن قراءة تصريح وزير الخارجية الأمريكي وفق مفهوم المخالفة، فإن بلينكن عندما قال " إن الدول العربية وواشنطن تعتقدان بأنه "لن تنعم إسرائيل أو المنطقة بالسلام والاستقرار والأمن، حتى تُحل هذه القضية". فهو يعني أن حل القضية الفلسطينية كما تراها واشنطن والكيان الصهيوني ستوفر الأمن للكيان، وتوفير هذا الأمن الذي سيكون بضمانات عربية وأمريكية، يعني أنه لا يمكن أن يكون من يوفر الأمن لكيان الاحتلال كيانا سياسيا معاديا، ذو أيديولوجيا معادية.
وأقدر أن الدور الفلسطيني لن يكون انعكاسا لرغبة ذاتية لهذا الطرف أو ذاك، وإنما سيكون استجابة لشرط متطلبات الدولة الفلسطينية وفق التصور الأمريكي والعربي والبعض الفلسطيني، وهو ما ترفضه حماس التي تريد دولة دون قيد أو شرط، ضمن قراءتها لنتائج المحرقة وميزان القوى الذي سيتشكل في نهاية الحرب على غزة ، وهو ميزان قوى ليس بالمعني المادي، ولكن أولا بالمعني الشعبي، ثم في الوجود السياسي الأمريكي والعربي الذي سيعمل على وضع نظام سيطرة أمنية تمنع من تكرار ما جرى، بشكل عملي. إدا ما عرفنا كيف ينظر الكيان وواشنطن للحل ، ولغزة كخطوة أولي تعقب الحرب.
من هنا تبدو صعوبة تصور وجود رؤية واحدة للدولة الفلسطينية المقترحة على ضوء تباين رؤى الأطراف الفلسطينية بالنسبة لنتائج وتقييم محرقة غزة ، خاصة حماس والجهاد وفصائل منظمة التحرير، على خلفية ما جرى من تدمير بكل هذا التوحش، ففي حين يرى البعض في التأيد الشعبي العالمي غير المسبوق بمثابة استفتاء على دورة ومكانته، هناك من يرى أن جوهر الموقف الشعبي العالمي هو الانتصار لمحنة غزة، ولا يعنيهم أمر حماس أو أي فصيل آخر ، وهو ريما ما تريده السلطة الفلسطينية ،ولن تقبله حماس وفضائل أخرى.
لكن يبدو أن الغائب عن العصف الفكري والدم والخراب الذي عاشته وتعيشه غزة بشكل غير مسبوق، على الأقل لدى بعض الفلسطينيين والعرب، جمهورا وقوى سياسية سواء بحسن نية أو بدونها. هو سؤال: كيف ولماذا وصلنا إلى هذه المرحلة؟ ومن يتحمل مسؤولية ذلك ؟ وأي ثمن سيدفع جراء ما جرى؟!!



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس .. عندما تكون الوقائع مفارقة لخطابها السياسي
- وقاحة.. أن يعظ نتننياهو الآخرين بالصدق!!
- ارتدادات 7 أكتوبر.. سقف أمريكي لحل القضية الفلسطينية !
- اغتيال العاروري.. وسؤال وعيد نصرالله؟
- مشاكسات ... ثقافة المحو
- المشهد الفلسطيني ..شرط التناقضات لا يعني النفي المتبادل
- حماس ..الوحدة الوطنية طوق نجاة
- مبادرات إنهاء الانقسام.. والحرث في البحر!
- قرار مجلس الأمن.. موقف روسي علي يسار العرب!
- حماس والسلطة.. صراع التمثيل
- غزة .. وجدلية العلاقة بين الأمن والاحتلال
- غياب الوحدة الوطنية.. واستفراد القوى المعادية بغزة
- فنتازيا..
- جذر مشكلة غزة .. الاحتلال وليس حماس
- حماس فكرة.. لكن أهل غزة يدفعون الثمن!!
- بطاقة..غزة جدل الجغرافيا والإنسان
- متى تتحلى فتح وحماس بالمسؤولية لإنهاء الانقسام؟
- واشنطن والكيان الصهيوني.. نحو هندسة مستقبل غزة!!
- حزب الله .. بين توقيتي الضاحية ومحرقة غزة
- استعادة الوحدة .. هي الرد على ما يدبر لغزة


المزيد.....




- إعلان مفاجئ لجمهور محمد عبده .. -حرصًا على سلامته-
- -علينا الانتقال من الكلام إلى الأفعال-.. وزير خارجية السعودي ...
- عباس: واشنطن وحدها القادرة على منع أكبر كارثة في تاريخ الشعب ...
- شاهد.. الفرنسيون يمزقون علم -الناتو- والاتحاد الأوروبي ويدعو ...
- غزة.. مقابر جماعية وسرقة أعضاء بشرية
- زاخاروفا تعلق على منشورات السفيرة الأمريكية حول الكاتب بولغا ...
- مسؤول إسرائيلي: الاستعدادات لعملية رفح مستمرة ولن نتنازل عن ...
- وزير سعودي: هجمات الحوثيين لا تشكل تهديدا لمنتجعات المملكة ع ...
- استطلاع: ترامب يحظى بدعم الناخبين أكثر من بايدن
- نجل ملك البحرين يثير تفاعلا بحديثه عن دراسته في كلية -ساندهي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - ارتدادات طوفان الأقصى.. وطبيعة وثمن الحل السياسي