أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - المشهد الفلسطيني ..شرط التناقضات لا يعني النفي المتبادل














المزيد.....

المشهد الفلسطيني ..شرط التناقضات لا يعني النفي المتبادل


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7838 - 2023 / 12 / 27 - 20:14
المحور: القضية الفلسطينية
    


ليس صعبا على المراقب أن يقرأ تلك الرغبة لدى بعض الأطراف الفلسطينية في الدفن المتبادل سياسيا لبعضهما البعض، فيما حرب تجريف القطاع بشرا وشجرا وحجرا، التي يشنها الكيان الصهيوني بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية، يجب أن تكون هي التناقض الأساس قولا وفعلا، وهي الحرب التي تؤكد التقارير أنها فاقت قي وحشيتها أي حروب شهدها هذا القرن حتى الآن؛ عبر استهداف أهل غزة في ذاتهم مع أن العنوان المضلل هو استهداف حماس، التي هي أيضا جزء من أهل غزة؛ ولكنها ليست غزة، وعوض تكامل الأدوار في المواجهة التي هي عسكرية سياسية ودبلوماسية وإعلامية؛ تبرز تلك النوايا الكامنة لدى طرفي الانقسام في المشهد الفلسطيني لاستثمار هذه الحرب في عملية الإلغاء المتبادل بين السلطة وحماس.
وببدو ذلك في غياب التواصل بين حماس والسلطة ، وفي الحد الأدنى منه في التناول الإعلامي، لو سلمنا أن الحرب هي شاملة وواسعة عسكرية وسياسية ودبلوماسية، يمكننا على ضوء ذلك أن نوصفها بأنها أخطر ما تتعرض له القضية الفلسطينية راهنا، كونها لا تتعلق بالجانب العسكري فقط، وإنما بتصفية المكاسب السياسية والدبلوماسية التي نحتتها تضحيات الشعب الفلسطيني طوال عقود وقبل وجود بعض قوى المشهد الفلسطيني .
إن أكثر المواقف مجافاة للواقع ولمصلحة الشعب الفلسطيني هو في التعامل البيني بين فتح وحماس، الذي يمكن تلخيصه في مقولة أنا " لا أفكر الآخر غير موجود"، في حين أن وجوده وجود موضوعي لا تقرره رغبة هذا الطرف أو ذاك داخليا كان أو حتى خارجيا، ولأنها مسألة غير " رغبوية" فإنه لا يمكن مثلا للسلطة الفلسطينية أن تنفي أو تتجاهل وجود حماس أو أي قوة فلسطينية أخرى على الصعيدين الشعبي والعسكري، وبالقدر نفسه لا تستطيع حماس أن تنفي أو تلتف على وجود حركة فتح كسلطة سواء على الصعيدين الشعبي والكفاحي وفي كونها العنوان السياسي والدبلوماسي الشرعي للشعب الفلسطيني لدي معظم دول العالم وفي مؤسساته الدولية .
لكن يبدو أن هناك من يحاول لي عنق المعطيات التي تتجاوز في وجودها وتجلياتها الداخلية والخارجية رغبة أي طرف خارجي مجافية وطنيا، سواء كانت سياسية أو عسكرية ،ومن ثم فإن أي محاولة لتوظيف المحرقة في الالتفاف على الآخر، يمكن وصفها بأنها سلوك انتهازي فئوي رخيص، يتجاهل قوانين التناقضات في بعديها الداخلي والخارجي وكيفية حلها، ومن ثم وعي الفرق بين التناقض في إطار الوحدة في الظاهرة الاجتماعية الواحدة، والتناقض مع العدو؛ الذي هو التناقض الأساس في تجلياته المختلفة من فكرية وسياسية وثقافية وفي شكله التناحري.
ولا يحب أن يُفهم بأي حال أن هذه المقاربة تعني التشكيك في مشروعية وضرورة النقد، لأن التماثل يعني السكون، أي الموت بمعناه الاجتماعي ولسياسي زالفكري، ولأنه كذلك من الطبيعي أن لا يكون هذا النقد، هو لمجرد النقد ـ وإنما النقد الذي يكتفي بالتشخيص ولكن باقتراح العلاج، حتى لو كان في النهاية هو وجهة نظر تحتمل الصواب والخطأ، وهذا النقد ليس ضروريا فقط، وإنما هو واجب، لأنه يعني أن هناك شعب حر مفكر؛ وليس قطيعا ، يحركه ولي الأمر فيما هو يعيش في غيبوبة بعد أن تنازل عن عقله لصالح ما يعتبره عقلا أسمى.
وفي سياق هذه المقاربة فإن النقد والجدل أو ما يمكن تسميته العصف الفكري الجماعي ، هو حالة متقدمة للوعي بهدف الوصول لأفضل الحلول والنتائج والأجوبة الجماعية في سياق الظاهرة الوطنية بمختلف مكوناتها ، لكن ضمن محدد وشرط الوحدة في رحاب القانون الناظم لحياة ووجود المجموع.
وإنه لمن المحزن في ظل الحراك الإقلبمي والدولي الذي يبدو كنوع من الوصاية، لترتيب وضع عزة بعد انتهاء الحرب؛ أن يغيب الموقف والعنوان الفلسطيني الواحد، ومع ذلك يحاول كل طرف أن يبحث له عن مكان في هذه الترتيبات، في حين أن هذا موضوع فلسطيني، والتسليم به يعني تشريع مبدأ الوصاية الأمريكية والإقليمية، بما ينفي أي ادعاء حول القرار الوطني، وحق الشعب الفلسطيني وقواه المختلفة في استمرار الكفاح بكل أشكاله حتى لتجرير والعودة دون قيد أو شرط.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس ..الوحدة الوطنية طوق نجاة
- مبادرات إنهاء الانقسام.. والحرث في البحر!
- قرار مجلس الأمن.. موقف روسي علي يسار العرب!
- حماس والسلطة.. صراع التمثيل
- غزة .. وجدلية العلاقة بين الأمن والاحتلال
- غياب الوحدة الوطنية.. واستفراد القوى المعادية بغزة
- فنتازيا..
- جذر مشكلة غزة .. الاحتلال وليس حماس
- حماس فكرة.. لكن أهل غزة يدفعون الثمن!!
- بطاقة..غزة جدل الجغرافيا والإنسان
- متى تتحلى فتح وحماس بالمسؤولية لإنهاء الانقسام؟
- واشنطن والكيان الصهيوني.. نحو هندسة مستقبل غزة!!
- حزب الله .. بين توقيتي الضاحية ومحرقة غزة
- استعادة الوحدة .. هي الرد على ما يدبر لغزة
- أبو مرزوق.. ينتقد حزب الله، وأهل الضفة!!
- ثقافة الحقد والكراهية والنفي والبذاءة لدى اليهودية
- لأنه احتلال وحصار.. عملية طوفان الأقصى.. دفاع عن النفس
- صحافة العدو ..عصف فكري
- المعركة البرية.. بين خياري النصر أو النصر
- مشاكسات / فضائيات كي الوعي العربي


المزيد.....




- فعل فاضح لطباخ بأطباق الطعام يثير صدمة بأمريكا.. وهاتفه يكشف ...
- كلفته 35 مليار دولار.. حاكم دبي يكشف عن تصميم مبنى المسافرين ...
- السعودية.. 6 وزراء عرب يبحثون في الرياض -الحرب الإسرائيلية ف ...
- هل يهدد حراك الجامعات الأمريكية علاقات إسرائيل مع واشنطن في ...
- السودان يدعو مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة الاثنين لبحث -عدوان ...
- شاهد: قصف روسي لميكولايف بطائرات مسيرة يُلحق أضرارا بفندقين ...
- عباس: أخشى أن تتجه إسرائيل بعد غزة إلى الضفة الغربية لترحيل ...
- بيسكوف: الذعر ينتاب الجيش الأوكراني وعلينا المواصلة بنفس الو ...
- تركيا.. إصابة شخص بشجار مسلح في مركز تجاري
- وزير الخارجية البحريني يزور دمشق اليوم للمرة الأولى منذ اندل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - المشهد الفلسطيني ..شرط التناقضات لا يعني النفي المتبادل