أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - جذر مشكلة غزة .. الاحتلال وليس حماس















المزيد.....

جذر مشكلة غزة .. الاحتلال وليس حماس


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7803 - 2023 / 11 / 22 - 10:21
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم تكن القضية الفلسطينية حاضرة على جدول أعمال دول العالم من جانب، وتحريك ضمير شعوبه من جانب آخر كما هي اليوم ، حتى لدى أكثر الدول عداء للشعب الفلسطيني، ليس لأنها أدركت عدالة تلك القضية، ولكن لأنه لم يكن بمقدورها الصمت وتجاهل حرب الإبادة التي تستهدف أهل غزة أطفالهم قبل كبارهم، المترافق مع تغول جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه في الضفة الغربية التي تجري فيها حرب حقيقية ضد الوجود الفلسطيني، في عملية انكشاف لهذا الكذب والنفاق التي طالما تشدقت به تلك الدول حول حقوق الإنسان والعدالة والمساواة الإنسانية بين الشعوب. وربما لأنها تخشى من ارتدادات هذه العدوانية الصهيونية على الاستقرار في المنطقة والعالم.
وقد بدا لافتا أن العديد من الدول التي بادرت إلى تبني الرواية الصهيونية حول أحداث 7 أكتوبر، وقدمت لها الدعم السياسي والعسكري والمعنوي، اضطرت لوضع مستقبل القطاع على طاولة البحث مترافقا مع حملة الإبادة لأهل غزة التي ينفذها جيش الاحتلال، من موقع رؤية الكيان الصهيوني لمستقبل غزة وأهلها، وهي تتعلق بمن يدير السلطة في قطاع غزة بعد إخراج حماس من المشهد في حال نجح الكيان الصهيوني في ذلك، الذي يجب أن يكون شرطيا لحفظ أمن الكيان كي لا تتكرر مستقبلا أعمال عسكرية معادية للاحتلال مثل عملية طوفان الأقصى، وقد استغل الرئيس الأمريكي محرقة غزة لتكون مدخلا لإعادة إنتاج مشروع بناء "شرق أوسط جديد.. وإعادة تموضع الولايات المتحدة الجيو سياسي في المنطقة لمواجهة تطلعات قوى عالمية كبرى كالصين وروسيا، بزعم "إنهاء الحرب إلى الأبد، وكسر دائرة العنف المتواصل، وبناء شيء أقوى في غزة وفي جميع أنحاء الشرق الأوسط حتى لا يستمر التاريخ في تكرار نفسه".
واعتبر الرئيس الأمريكي يوم السبت 18 نوفمبر في مقال رأي نشرته صحيفة واشنطن بوست أن "حل الدولتين هو السبيل الوحيد لضمان الأمن الطويل الأمد للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، وأنه ينبغي إعادة توحيد غزة والضفة الغربية في ظل هيكل حكم واحد، في نهاية المطاف في ظل سلطة فلسطينية متجددة، في حين يدرك أن الاستيطان قد أنهي حل الدولتين بتواطؤ أمريكي في الأساس.
ومع ذلك لا يجب أن نغفل أن هناك إرادة دولية من القوى العالمية المهيمنة لترتيب وضع غزة بما يكفل أمن الكيان الصهيوني وترويض غزةـ وأول شروط ذلك هو إنهاء حكم حركة حماس الذي جاء عبر سيطرتها العسكرية على قطاع غزة في يونيو 2007، نتج عنه تجريف لبنية منظمة التحرير لصالح بنية حكم تابعة لحركة حماس وعلى قياس فكرها. وهذا يعني ضرورة وجود بديل لإدارة القطاع شكلا ومضمونا، ولا يبدو أن السلطة في رام الله مهيأة لذلك، كون السلطة عجزت عن إدارة الضفة لضعفها وهبوط سقفها السياسي والكفاحي، فكيف يمكن أن تدير غزة والضفة هذا أولا ، وثانيا غياب الوحدة بين كافة القوى الفلسطينية على أساس رؤية وطنية سياسية وكفاحية تستجيب لتطلعات الشعب الفلسطيني أينما كان لخطوة ما بعد انتهاء الحرب، حتى لا يبدو من يتسلم إدارة القطاع بمعزل عن الضفة وخارج ولاية منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني و دون إرادة فلسطينية جامعة ، وكأنه وكيل عن الاحتلال.
إن خطورة مقاربات تلك الدول هو في التعامل مع قطاع غزة، كإقليم منفصل عن الضفة الذي يفترض أن يشكل معها الدولة الفلسطينية المقترحة. هذا إذا ما اعتبرنا أن كل هذا الحديث الآن هو مجرد عصف فكري ـ مع أن الرئيس الأمريكي قد وضع الخطوط العريضة لمستقبل غزة، كوننا نعتقد أن هناك عوامل أخرى قد تقرر ذلك، وهي في مدى قدرة الأطراف المعادية على تحقيق أهدافها في القضاء على حماس وفصائل المقاومة هذا أولا، وثانيا موقف الكيان الصهيوني، وثالثا الموقف الدولي ليس للدول المهيمنة فقط وإنما للتجمعات الكبرى الأخرى ورابعا الموقف الفلسطيني وأخيرا الموقف العربي.
لكن يغيب عن أولئك الذين يضمرون الشر للشعب الفلسطيني، سؤال كيف ستجري هندسة وضع غزة في حال هزيمة حماس بما يضعها خارج معادلة الحكم إن لم يكن وجودها العلني الرسمي في غزة على أرض الواقع؟ فيما الأمر يتعلق لأسباب موضوعية بحماس التي هي عبارة عن فكر لا يمكن اجتثاثه وفق إرادة هذا الطرف أو ذاك هذا أولا، إضافة إلى أن حماس ثانيا، هي مكون مهم من المجتمع الفلسطيني ولها امتداداتها رأسيا وأفقيا في نسيجه.
ليأتي تأكيد نتنياهو من "أن إسرائيل ستتولى لفترة غير محددة المسؤولية الأمنية الشاملة في غزة" ليكشف أن المسألة لا تتعلق بحماس أو أي قوة فلسطينية، وإنما في ذهنية قادة الكيان وفكرهم الذي ينكر حق الفلسطينيين في الحرية والاستقلال والعودة، وهذا من شأنه أن يجعل من مقولة الاستقرار وفق المفهوم الصهيوني والأمريكي هدفا بعيد المنال، لأن تطور الدور الصهيوني من سيطرة غير مباشرة قبل 7 أكتوبر إلى وجود مادي على الأرض في غزة، هو وصفة لتسعير التناقض التناحري بين الكيان الصهيوني وأهل غزة بمستويات مختلفة، بما يصعب معه تطويع الغزيين لشرط الاحتلال أو أي إدارة وصاية تنصب من قبل القوى المعادية للشعب الفلسطيني.
لكن الثابت هنا أنه مع اختلاف منطلق كل طرف في دوافع رؤيته لما بعد الحرب، إلا أن مضمون كل ما يدور، يتعلق بشكل الوصاية على قطاع غزة، وتجاهل إرادة أهله، عبر استغلال ظرف غزة الموضوعي التي تعيش حالة انقسام سياسي وجغرافي عن الضفة منذ عام 2007، نتج عنه وجود سلطتين متناحرتين، عملت كل واحدة منهما على نفي الأخرى وفي كون قطاع غزة محكوم بشرط الجغرافيا التي يملك مفاتيحها الكيان الصهيوني كدولة احتلال الذي يصعب التوقع بأنه سيتنازل عن صلاحياته في السيطرة على كل منافذ القطاع التي ستدخل إليها أو تخرج منها البضائع أو فحص جميع الداخلين والخارجين أو تحرير القطاع من الحصار الاقتصادي المفروض عليه منذ 17 سنة. مهما كان شكل القوة التي ستدير القطاع.
وأخيرا يبدو واضحا أن كل هذه المقاربات حول مستقبل غزة تتجاهل أن جذر المشكلة هو الاحتلال لكل فلسطين وفشل اتفاق أوسلو في إنجاز الحل السياسي، وحصر المشكلة في غزة تكذبه وقائع الضفة بما فيها القدس بأهلها وقواها من كل ألوان الطيف الفكري والسياسي التي تعيش حالة اشتباك مستمر مع جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه الذي صادر وجودهم مكنة إقامة دولة فلسطينية واقعيا، ومن ثم يمكن القول إن مشكلة هؤلاء أولا هي في ربط ما جرى بوجود حركة حماس، في حين أن قطاع غزة كان وما يزال عاصمة الثورة الفلسطينية وخزانها البشري قبل وجود حماس، وهي غزة التي تمنى إسحاق رابين رئيس وزراء الكيان الأسبق عام 1992 عندما كانت القيادة الموحدة المشكلة من فصائل منظمة التحرير تقود الانتفاضة أن يستيقظ صباحا ليجد عزة وقد ابتلعها البحر، لأن غزة بشعبها هي الثورة والذاكرة والوعي وإرادة التحرير، ولذلك ستبقى غزة وفية لقدرها في أن تكون قاطرة الثورة والتحرير أيا كانت القوى الفاعلة الموجودة بها.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس فكرة.. لكن أهل غزة يدفعون الثمن!!
- بطاقة..غزة جدل الجغرافيا والإنسان
- متى تتحلى فتح وحماس بالمسؤولية لإنهاء الانقسام؟
- واشنطن والكيان الصهيوني.. نحو هندسة مستقبل غزة!!
- حزب الله .. بين توقيتي الضاحية ومحرقة غزة
- استعادة الوحدة .. هي الرد على ما يدبر لغزة
- أبو مرزوق.. ينتقد حزب الله، وأهل الضفة!!
- ثقافة الحقد والكراهية والنفي والبذاءة لدى اليهودية
- لأنه احتلال وحصار.. عملية طوفان الأقصى.. دفاع عن النفس
- صحافة العدو ..عصف فكري
- المعركة البرية.. بين خياري النصر أو النصر
- مشاكسات / فضائيات كي الوعي العربي
- معركة غزة .. بين وعيد الصهاينة وهندسة المقاومة
- تذكّر..
- غزة هي المقاومة.. والمقاومة هي غزة
- لأنك..أنت أنت
- أمريكا وأوروبا.. ومشاركة في مجزرة غزة
- ستنتصر الفكرة على آلة الحرب الأمريكية الصهيونية
- سلطة رام الله.. -فاقد الشيء لا يعطيه-
- زلزال بن سلمان ..ووهم تصفية القضية الفلسطينية


المزيد.....




- -وعود مبالغ فيها-.. خبراء يشككون في خطة ستارمر لوقف الهجرة غ ...
- 3 هزائم لنتنياهو ستطارده وتقضي عليه
- مبعوث ترامب سيزور الشرق الأوسط بشأن غزة.. والخارجية الأمريكي ...
- مشروع استيطاني جديد.. خطة إسرائيلية لتحويل غزة إلى وجهة سياح ...
- محادثات محفوفة بالتوتر بين إيران والترويكا الأوروبية في إسطن ...
- سوريا تشكل لجنة تحقيق في إعدامات بالسويداء
- بريطانيا تهدد إسرائيل.. تحول حقيقي أم مجرد رسائل إعلامية؟
- براك لرويترز: لا بديل للنظام الحالي بسوريا وفظائع السويداء ل ...
- مستشفى الشفاء يعلن وفاة 21 طفلا جراء التجويع في غزة
- ما دلالات التصعيد البريطاني ضد إسرائيل؟


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - جذر مشكلة غزة .. الاحتلال وليس حماس