أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - معركة غزة .. بين وعيد الصهاينة وهندسة المقاومة














المزيد.....

معركة غزة .. بين وعيد الصهاينة وهندسة المقاومة


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7771 - 2023 / 10 / 21 - 10:26
المحور: القضية الفلسطينية
    


يبدو أن حسابات أمريكا ليس فيما يتعلق بالهدف المشترك الذي هو سحق المقاومة في غزة، وإنما في كيفية تحقيق الهدف دون إحراج أدواتها في المنطقة من الأنظمة الرسمية العربية ولتحاشي غضب شعوب العالم ضد الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، ضمن سؤالي متى وكيف؟ خشية أن تتكرر مواقف الرئيس الكولومبي لدي شعوب ودول أخرى، سيما وأن الولايات المتحدة مع الكيان قد توعدا بسحق المقاومة في غزة.
إن مفهوم السحق هو هدف ربما لا يتعدى أن يكون أمنيات لأن المقاومة لديها ما تقول دون التقليل من إمكانيات العدو، وهنا من المفيد التذكير باجتياح الكيان الصهيوني لبنان وصولا لبيروت ومحاصرتها عام 1982 متحالفا مع قوى لبنانية ، لكن الكيان عجز بآلته العسكرية والمساندة الداخلية والخارجية عن تصفية الثورة الفلسطينية مع الفارق بين الفترتين لجهة قدرات المقاومة الآن، هذا من جانب ، ومن جانب آخر تخشى أمريكا انكشافها وأدواتها في المنطقة إذا ما تواصلت المجزرة ضد المدنيين، بحيث لا تستطيع أمريكا تبرير ذلك من أجل حفظ ماء وجه أدواتها في المنطقة أمام الشعوب العربية المحتقنة ضد واشنطن، كما أن من شأن معركة تجري تحت مفهوم (السحق) أن تكون دامية ، كونها ستستحضر هيروشيما بلا إنسانيتها وإجرام ولا إنسانية من ارتكبها، وهو ما يعد له الكيان الصهيوني وفق الصحفي الأمريكي، سيمور هيرش، نقلاً عن مصادر بأن القوات الإسرائيلية تعتزم القيام في قطاع غزة بشيء مماثل لما قامت به أمريكا من تدمير لمدينة هيروشيما اليابانية، ولكن من دون أسلحة نووية.
فقد نقل هيرش عن مصدره المطلع على خطط الجيش الإسرائيلي قوله: "إن مدينة غزة في طريقها لأن تصبح هيروشيما دون استخدام الأسلحة النووية".
ويشير هيرش، مستشهداً أيضًا ببيانات من مصادر، عبر منصة "سوبستاك"، إلى أن "إسرائيل ستشن عملية برية في قطاع غزة من أجل القضاء على جميع أعضاء حركة حماس الفلسطينية المتبقين في المدينة وعدم ترك أي منهم على قيد الحياة".
وأضاف الصحفي: "خطة نتنياهو هي أن يقوم الجيش الإسرائيلي بقتل كل عضو في حماس يمكن العثور عليه".
وإذا ما حدث ذلك فإنها لن ستكون وصفة بانفجار غزة، ولكن بانفجار كل المنطقة، وربما ستضع المنطقة خارج نطاق السيطرة وفق المفهوم الأمريكي، وذلك من شأنه أن يعيد ليس فتح جدوى اتفاقيات التطبيع المبرمة أو تلك التي بدأت أمريكا في الإعداد لها من أجل جعل الكيان جزءا من المنطقة العربية ضمن ما يسمى الشرق الأوسط الكبير ، وإنما حول الوجود الأمريكي في المنطقة في ذاته، وهو يضع من ثم علامة استفهام جول مشاريع أمريكا الاقتصادية والجيوسياسية التي سبق أن بشر بها الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ عدة أسابيع..
إن معركة وفق المواصفات التي يتحدث عنها الكيان الصهيوني هي دعوة لتدخل أطراف أخرى، سواء كالتزام وطني أو عقائدي أو سياسي أو إنساني، بما يعنيه ذلك من فتج جبهات ضد الكيان والوجود الأمريكي في المنطقة وتحديدا في العراق وسوريا .
وهذا ما يجعل الإدارة الأميركية تشعر بالقلق إزاء التداعيات المحتملة للغزو البري الوشيك لقطاع غزة، وحجم الخسائر المدنية المحتملة، خصوصا وأن ثمة تساؤلات أميركية حول خطة إسرائيل لما بعد الغزو البري. لأن واشنطن تتخوف من توسع نطاق الحرب مع تهديدات "حزب الله" اللبناني الذي يضع إصبعه على الزناد ليطلق النار إذا لم توقف إسرائيل هجماتها ضد غزة.
ومن ثم يبدو أن أسباب تأخر الدخول البري لا تتعلق باستعداد الكيان الذي اكتمل، وحصوله على تفويض ودعم غير مسبوق من القوى الإمبريالية الغربية من أجل ما سموه سحق المقاومة في غزة، وإنما لجهل طبيعة المفاجآت التي ستواجهه عند دخوله في المعركة البرية التي قد تجعله يدفع ثمنا باهظا وهو أمر له مردود سلبي على وجود المشروع الصهيوني في فلسطين في ذاته، وهو ثمن يجعله يفكر كثيرا قبل بدء المعركة البرية ليس من أجل إلغاء المعركة البرية ولكن بإجراء تعديلات على خطته من أجل أعلى قدر من المكاسب بأقل الخسائر، كونه ذاهب إلى معركة غير تقليدية ويجهل تفاصيلها .
ولأنه عدو نازي متوحش وغير إنساني، بدأ بالضغط بالدم والأشلاء الممزقة على السكان المدنيين لإحراج المقاومة في ظل حصار غير مسبوق شبهة الرئيس الروسي بوتين بحصار النازية لمدينة لينينغراد في الحرب الوطنية العظمى، وأيضا لاستهداف الحاضنة الشعبية لها باعتبارها شريكا في طوفان الأقصى الذي كان حدثا غير مسوق كونه هز جذور المشروع الصهيوني من الأساس، فهي أول معركة تجري داخل ميدان سيطرة العدو في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 ،وفي مواقعه العسكرية وتضمنت أسر هذا العدد الكبير من العسكريين ونقلهم إلى غزة.
ولذلك فإن العسكريين الصهاينة الذين يعدون الجمهور الصهيوني المذعور بالنصر، يجيبون على سؤال المدى الزمني لما يسمى بسحق المقاومة بأنه مفتوح، وربما يستمر سنوات، كون السر في ذلك يكمن في أن المقاومة هي من نسيج الشعب .. ليكون سؤال مأزق الكيان ، هو إن غزة لن تكون وحدها تقاتل، بل ستفعّل الساحات الأخرى مفاعيل الاشتباك خلال تلك المدة الزمنية سواء في الضفة العربية، أو مواقع الشتات الفلسطيني أو محور المقاومة؟
وخلاصة القول إن غزة وأهلها لن يكونوا وحدهم في الميدان، بل سيحفزون الشعب العربي كله على أن يشارك في المعركة مع أهل غزة، كل وفق شروط موقعه.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تذكّر..
- غزة هي المقاومة.. والمقاومة هي غزة
- لأنك..أنت أنت
- أمريكا وأوروبا.. ومشاركة في مجزرة غزة
- ستنتصر الفكرة على آلة الحرب الأمريكية الصهيونية
- سلطة رام الله.. -فاقد الشيء لا يعطيه-
- زلزال بن سلمان ..ووهم تصفية القضية الفلسطينية
- محمد بن سلمان.. بدء -صهينة- السعودية..!
- سلطة رام الله.. نحو دور يتعدى التنسيق الأمني..!!
- الفصل الرابع ..قضايا الحل السياسي في فكر الصهاينة المغاربة ( ...
- التسليح الأمريكي لأمن السلطة.. أي دور..؟!!
- الفصل الرابع .. اليهود المغاربة جزء من المشروع الصهيوني في ف ...
- الفصل الرابع ..اليهود المغاربة مغتصبون وأعداء للفلسطينيي (13 ...
- من صدق أوسلو.. يحصد تبدد حلم الدولة
- مواقف شاس والشخصيات الدينية والسياسية من الفلسطينيين (12)
- شاس النشأة والبنية (11)
- شاس أداة اليهود المغاربة الدينية والسياسية (10)
- اليهود المغاربة مكون أساسي للكيان الصهيوني (9)
- مشاكسات -اختفوا يخططون لكم-
- التحاق يهود المغرب بالمشروع الصهيوني خيار كولنيالي


المزيد.....




- الدفاع الروسية تعلن حصيلة خسائر القوات الأوكرانية خلال 24 سا ...
- طبيبة تبدد الأوهام الأساسية الشائعة عن التطعيم
- نتنياهو يعيد نشر كلمة له ردا على بايدن (فيديو)
- ترامب: انحياز بايدن إلى حماس يقود العالم مباشرة إلى حرب عالم ...
- إكسير الحياة وطارد الأمراض.. هذا ما تفعله ملعقة واحدة من زيت ...
- المبادرة المصرية تدين الحكم بحبس المحامي محمد أبو الديار مدي ...
- مقابل إلغاء سياسات بيئية.. ترامب يطلب تمويلا من الشركات النف ...
- مسؤول إسرائيلي يكشف آثار تعليق شحنات الأسلحة الأمريكية إلى إ ...
- -حماس- تعلن مغادرة وفدها القاهرة إلى الدوحة
- الملوثات الكيميائية.. القاتل الصامت في سوريا والعراق


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - معركة غزة .. بين وعيد الصهاينة وهندسة المقاومة