أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - من صدق أوسلو.. يحصد تبدد حلم الدولة














المزيد.....

من صدق أوسلو.. يحصد تبدد حلم الدولة


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7734 - 2023 / 9 / 14 - 11:00
المحور: القضية الفلسطينية
    


نشرت وكالة الأنباء الفرنسية(أ ف ب) استطلاعا حول مرور ثلاثة عقود على اتفاق أوسلو خلاصته أن حلم الدولة لدى سكان قطاع غزة قد تبدّد. إن مشكلة هذه الشريحة من الناس أنها ربطت حلم الدولة باتفاق أوسلو، في حين أن حلم الدولة يبقى قائما ما بقي الشعب الفلسطيني متمسكا بحقوقه الثابتة ومشروعه الكفاحي بكل مفرداته على طريق الهدف النهائي التحرير الكامل والعودة.
لكن أساس الوهم الذي سوقت له قيادة منظمة التحرير وحاملها الحزبي(فتح) وأصحاب المصلحة من القوى السياسية الهامشية، بدأ عندما جري التنظير السياسي والفكري للنضال السياسي عوض حقبة مشروع الكفاح المسلح الفلسطيني بكل تنوعاته، بعد الخروج من بيروت، وهو التنظير الذي أصبح جزءا من حالة الحشو الذهني بمُكنة انتزاع حل سياسي من الكيان عبر المفاوضات، مما جعل البعض يرى في أوسلو إنجازا سيحقق له حلم الدولة، كرما من الكيان الصهيوني مقابل مقايضة الاعتراف بالنكبة بأنها حرب تحرير يهودية والتنازل عن 78% من مساحة فلسطين.
وربما كان لصدمة أوسلو ضمن ثقافة النضال السياسي، التي جري التنظير لها بعد تشتيت قوات الثورة بعد احتلال بيروت، أن جعلت فريفا واسعا من بنية فتح الحزبية وأنصارها وأصحاب المصالح المرتبطين ماديا أو معنويا مع فتح التي هي موضوعيا منظمة التحرير الفلسطينية، يعيش حالة وهم بأن أوسلو سيحقق له الدولة وأن غزة ستصبح سنغافورة، مع أن هناك قطاع واسع من الفلسطينيين والقوى السياسية قد وصَّفت منذ البدء أوسلو بأنه نكبة ثانية، وأنه لن يحقق الحد الأدنى من برنامج منظمة التحرير الذي تمخض عن المجلس الوطني في الجزائر عام 1988 وشهد إعلان الدولة ضمن برنامج كفاحي متفق عليه.
وربما كان لحالة الشحن والتضليل الإعلامي والمصالح الشخصية والحزبية دورا أساسيا في توطن الوهم لدي هؤلاء بأن أوسلو كان خيارا وطنيا وأنه سيحقق لهم الدولة، مما غطى في ضوضاء الشحن النفسي والعاطفي من أطراف أوسلو بآلتهم الإعلامية والدعائية عبر نشر وعي مشوه ومزيف بات لدى البعض حالة مرضية ، حتى أنه ما يزال يصدق خرافة المفاوضات التي ستحقق له الدولة، في حين أن أوسلو لدى الكيان لم يكن في أي وقت من الأوقات اتفاق لإقامة دولة فلسطينية، وهو ما كشفه محضر مجلس وزراء الكيان الصهيوني الذي صادق على الاتفاق، ولعلي هنا أذكر بمقالي الذي اعتبر أن أوسلو نكبة وخيانة لآمال وتضحيات الشعب الفلسطيني نشر كمانشيت رئيس لإحدى الصحف في ليبيا في سبتمبر 1993. في مواجهة كثافة دعاية أطراف أوسلو في سياق كي الوعي العربي والفلسطيني.
ومع أن هناك فرقا بين إعلان الدولة وتجسيدها في الواقع ، إلا أن المشكلة هي في ذلك الذهن الذي صدق تلك الكذبة، بأن صور له وهمه أن هناك حلا سياسيا وأن أصحاب أوسلو أقوياء بما يكفي لفرض ذلك على العدو، وبدل أن يستفيق فريق أوسلو من حالة انعدام الوزن استمر يسوق الوهم حتى الآن، دون أن يتعظ من نتائج نكبة أوسلو وما جرته على الشعب الفلسطيني من ويلات.
ويأتي في سياق استمرار حالة الوهم لدى الفريق المهيمن على منظمة التحرير، طلب فريق من السلطة يصم: رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، وحسين الشيخ، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عندما التقى بمستشار الأمن القومي السعودي مساعد العيبان ومبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط، بيرت ماكغورك، في الرياض، إدخال القضية الفلسطينية ضمن صفقة التطبيع السعودية مع الكيان الصهيونية بأن "يكون استئناف المفاوضات التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين إسرائيل والفلسطينيين من حيث توقفت في عهد وزير الخارجية آنذاك جون كيري في عام 2014"، كورقة مقايضة في يد المفاوض السعودي.
ولا شك أن مثل هذه القيادة التي تتجاهل أن أوسلو كان ربحا صافيا للكيان الصهيوني مما جعل منه مشروعا إسرائيليا لا تتحلى بالمسؤولية، وهي منفصلة عن الواقع، ليكون السؤال لماذا تصر هذه السلطة على استمرار التمسك بأوسلو؟ مع أن كتاب صهاينة مثل "دعون ليفي" اعتبر في صحيفة يديعوت أحرونوت أن أوسلو"كان إنجازاً متواصلاً لكيان الاحتلال". فيما يقول سيفر بلوتسكر في صحيفة هآرتس، أنه "بفضل أوسلو" ارتفع عدد الدول التي اعترفت بإسرائيل من 110 في 1993 إلى 166 اليوم؛ حيث ارتفع 88 في المئة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تعترف بإسرائيل، مقابل 60 في المئة فقط قبل "أوسلو".
كما ارتفع عدد المستوطنين في أراضي الضفة الغربية من 115 ألفا إلى 485 ألفاً؛ أي 4.2 ضعف . كما ارتفع نصيب جمهور المستوطنين في عموم سكان إسرائيل من 2 في المئة إلى 5 في المئة منهم.
إن خيبة أمل بعض سكان غزة من أن أوسلو لم يحقق لهم حلم الدولة، تعود إلى أنهم بنوا أحلامهم على جملة أكاذيب روجت لاتفاق أوسلو بأنه سيحقق لهم الدولة والرفاه الاقتصادي والاجتماعي ، وهي أوهام يتحمل مسؤوليتها من أبرم الاتفاق النكبة ومن صدق تلك الكذبة، ذلك أن التجربة الإنسانية تخبرنا أن انتزاع الدولة هو فعل كفاحي تحدده شروط كفاحية ضمن ميزان قوى يمكِّن من فرض تلك الحقوق قسرا لا كرما من جانب العدو.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواقف شاس والشخصيات الدينية والسياسية من الفلسطينيين (12)
- شاس النشأة والبنية (11)
- شاس أداة اليهود المغاربة الدينية والسياسية (10)
- اليهود المغاربة مكون أساسي للكيان الصهيوني (9)
- مشاكسات -اختفوا يخططون لكم-
- التحاق يهود المغرب بالمشروع الصهيوني خيار كولنيالي
- صهاينة المغرب اليهود.. مغتصبون.. لا جالية (8)
- صهاينة المغرب اليهود.. مغتصبون.. لا جالية (7)
- مطالب السلطة الفلسطينية.. وتشجيع -التصهين-
- صهاينة المغرب اليهزد.. مغتصبون.. لا جالية (6)
- صهاينة المغرب اليهود.. مغتصبون.. لا جالية (5)
- أوسلو.. مكافأة للكيان وخسارة صافية للفلسطينيين
- صهاينة المغرب اليهود.. مغتصبون.. لا جالية (4)
- صهاينة المغرب اليهود.. مغتصبون.. لاجالية (3)
- مشاكسات -- سيادة تحت الاحتلال!!!
- صهاينة المغرب اليهود.. مغتصبون.. لا جالية (2)
- صهاينة المغرب اليهود.. مغتصبون.. لا جالية (1)
- لقاء المنقوش وكوهين.. فشل كي وعي الليبيين
- الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة (دراسة) الجزء الأخير
- الصهيونية الدينية من الأطراف للسلطة (دراسة) الجزء السابع


المزيد.....




- طائرة شحن من طراز بوينغ تهبط بدون عجلات أمامية في اسطنبول.. ...
- يساهم في الأمن الغذائي.. لماذا أنشأت السعودية وحدة مختصة للا ...
- الإمارات تعلن وفاة الشيخ هزاع بن سلطان آل نهيان
- داخلية العراق توضح سبب قتل أب لعائلته بالكامل 12 فردا ثم انت ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن بدء عملية في حي الزيتون وسط غزة (فيديو ...
- روبرت كينيدي: دودة طفيلية أكلت جزءا من دماغي
- وفاة شيخ إماراتي من آل نهيان
- انطلاق العرض العسكري.. روسيا تحيي الذكرى الـ79 للنصر على الن ...
- إسرائيل تستهدف أحد الأبنية في ريف دمشق الليلة الماضية
- السلطات السعودية تعلن عقوبة من يضبط دون تصريح للحج


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - من صدق أوسلو.. يحصد تبدد حلم الدولة