أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - حزب الله .. بين توقيتي الضاحية ومحرقة غزة















المزيد.....

حزب الله .. بين توقيتي الضاحية ومحرقة غزة


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7787 - 2023 / 11 / 6 - 22:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم يكن خطاب حسن نصرالله بعد 28 يوما من محرقة غزة مفاجئا لمن كان قد قرأ خطاب أمين عام حزب الله في سياق شرط الظرف الموضوعي والعاملين الداخلي والخارجي التي تقف وراء تحديد موقف الحزب ضمن هذا السقف من محرقة غزة على الأقل حتى الآن.

لكن اللافت أن نصرالله ربط شكل ومضمون موقف حزبه مما يجري، وفقا لتوصيفه طبيعة عملية طوفان الأقصى ورد فعل الكيان عليها، وهو أن ما يجري في غزة هو فعل فلسطيني بحت على صعيد المبادرة والخطة وحدود الصراع، أي أنها ليست معركة تحرير تستدعي تدخلا حاسما من حزب الله يتجاوز ما قام ويقوم به بعد العملية مباشرة، ولذلك يمكن قراءة ما جرى على أنه نوع من إثبات حماس لذاتها كفاعل سياسي إلى جانب كونها قوة عسكرية، في سياق معركة تكسب بالنقاط وليس بالضربة القاضية.

ولكون المعركة ليست تحريرا كما وصّفها نصرالله، فقد فاجأ سقف مشاركته وتوصيفه لطبيعة المعركة أولئك المتفائلين ممن كانوا قد أخذوا حديث إسماعيل هنية زعيم حماس على محمل الجد يوم الثلاثاء 10أكتوبر من أن "معركة طوفان الأقصى دشنت مرحلة التحرير، وتصريحه يوم 14 أكتوبر عندما قال: "أقول للعدو إن الضربة الاستراتيجية التي لحقت بكم تشير إلى أن تحريرنا وعودتنا قريبة المنال". لذلك كان من المتوقع من قبل هؤلاء أن تكون مشاركة حزب الله بمستوى إعلان إسماعيل هنية.
وكان هنية قد أعطى جرعة تفاؤل عالية جدا لأنها حملت دلالات أن الشعب الفلسطيني على عتبة التحرير والعودة، وأن معركة تحرير فلسطين قد شُرع فيها، وترجمة ذلك تعني أن المقاومة، أي حركة حماس؛ باتت تكسب مواقع وتثبت أقدامها داخل فلسطين المحتلة عام 1948. وقد جعلت جرعة اليقين من حديث التحرير؛ ذلك البعض يتخيل أن حركة حماس قد بدأت التحرير فعليا ارتباطا باختراقات مقاتلي حماس التي طالت المواقع الصهيونية في مدن وقرى زراعية في غلاف غزة، حتى بعد عدة أيام من عملية طوفان الأقصى، وهذا جعل حديث هنية يبدو كحقيقية لدى قطاع مهم على الأقل من الشعب الفلسطيني في غزة والشتات، بأن ربطها وقرأها في سياق المشاهد الإعلامية التي رافقت عملية طوفان الأقصى، فيما صور الغنائم والأسرى من الصهاينة في شوارع غزة تضاعف من هذا اليقين، إلى درجة النشوة غير المسبوقة.

وفي ظل مثل هذه المشاعر المكبوتة منذ خمسة وسبعين عاما، لم يكن في وارد أحد فحص مطابقة هذا التوق للتحرير والعودة بالمكنة الموضوعية الآن، أي إلى كسب الأرض ميدانيا أولا، التي شرطها الأساس وحدة الحال الفلسطينية، وأن العودة والتحرير ليس مشروع فصيل ـ وإنما هو مشروع شعب بكل قواه. ويجب أن يكون ترجمة لفعل مستمر ذو رؤية فكرية سياسية كفاحية ضمن خطة متكاملة.

ولأنها ليست كذلك مع أهمية واستثنائية ما جرى يوم 7 أكتوبر في سياق الصراع مع الكيان الصهيوني، فقد تراجع مؤشر زعيم حماس إسماعيل هنية من التحرير والعودة إلى البحث عن مسار لحل سياسي أعلن عنه هنية يوم أول نوفمبر، فيما كانت حماس سابقا تشكك في وطنية الآخرين ممن كانوا يتحدثون عن حل سياسي عبر المفاوضات، لذلك فاجأ رئيس حماس الكل بمقترحاته فيما يتعلق بالمسار السياسي، لأنه جاء خارج سياق ما كان قد بشر به من أن حماس دشنت عملية التحرير؛ وأن العودة باتت قريبة، وتضمن تصور حماس الذي عرضه إسماعيل هنية. البدء بوقف العدوان الإجرامي وفتح المعابر ومرورا بصفقة تبادل الأسرى وانتهاء بفتح المسار السياسي لقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس وحق تقرير المصير.

هذا المقترح بفتح المعابر مع الكيان الصهيوني ودولة بمقياس حماس، هو بمثابة إعادة إنتاج ما تطرحه السلطة الفلسطينية ولكن بلافتة حمساوية هذه المرة، ليكون السؤال هل ما يقال حقيقي؟ أم أن هناك خطأ ما ؟ وإذا كان ذلك حقيقيا، فهو يعني أن هنية قد غير خطابة وبزاوية 180 درجة في أقل من شهر، لتغيب مفردات التحرير، ويحل محلها المبادرة الحمساوية بصفة حماس الطرف الفلسطيني الأكثر قدرة على الالتحاق بالمسار السياسي من أجل إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

هذا المقترح الحمساوي الأحادي فلسطينيا، هو في أحد جوانبه يقدم حماس كممثل للفلسطينيين بديلا عن منظمة التحرير الفلسطينية بكل ما عليها من ملاحظات تتعلق ببنيتها وبرنامجها الذي جوفته نكبة أوسلو، وهي من ثم القادرة على تقرير مسائل السلم والحرب. لكن تقديم حماس لنفسها على أنها مستعدة للدخول في المسار السياسي، يمكن قراءته في سياق أن قضية التحرير التي سبق أن زف بشراها إسماعيل هنية زعيم حماس للفلسطينيين، تحولت إلى استعداد حماس لتكون طرفا في حل سياسي سقفه دولة فلسطينية، مما أثار حفيظة السلطة التي أعادت التأكيد على أن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.

ويكشف تقديم هنية لهذه المبادرة أنها جاءت للبحث عن مخرج في مواجهة ضغط حملة الكيان الصهيوني بمشاركة أمريكا التي هي في جوهرها عملية إبادة جماعية تستهدف أهل غزة وكذلك حماس، وربما الشعور بأن دعم محور المقاومة لم يكن وفق ما كانت تتوقعه كما قال القيادي في حماس موسى أبو مرزوق في معرض انتقاده لحزب الله، وأيضا القول لأمريكا تحديدا أن حماس على استعداد للدخول في عملية سياسة لحل القضية الفلسطينية، بعكس ما يروج عنها.

إن قراءة حزب الله لما جرى تختلف كليا، عن توصيف حماس له، هذا التباين في التوصيف جعل حزب الله يتعامل من أحداث غزة ليس على قاعدة أنها معركة تحرير، وإنما أتت في سياق إثبات حماس لوجودها كلاعب مقرر في المشهد الفلسطيني قد يحل محل سلطة رام الله ارتباطا بقدرته العسكرية وسيطرته الحديدية على قطاع غزة، من خلال تسعير الصراع مع العدو الصهيوني .

مقاربة حزب الله التي حددت كيف وكم مشاركته في إسناد غزة، فاجأت من كان قد صدق هنية من أن معركة تحرير فلسطين قد بدأت، كون هؤلاء في مقارباتهم لموقف حزب الله ربطوها بشكل الترويج الإعلامي الذي سبق خطاب نصرالله وفقا لرغباتهم وليس للوقائع، ولذلك شعروا أن نصرالله قد خيب آمالهم في القيام بدور يتجاوز حالة مشاغلة العدو على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، ومن ثم طرح سؤال مدى موضوعية سقف التوقعات من حزب الله وما يسمى بمحور المقاومة.

لذلك جاءت فلسفة تبرير نصرالله لحدود ذلك الدعم، بمثابة رد على تلك التوقعات من قوى وجمهور قريب من حزب الله، وتحديدا على انتقاد بعض قيادات من حماس لمستوى دعم الحزب. في ظل توحش كيان الاحتلال ضد أهل غزة، التي راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 37 ألف شهيد ومفقود ومصاب، وبشكل هز ضمير العالم الذي فاجأه هذا التوحش من قبل الكيان الصهيوني والمشاركة الأمريكية المباشرة، الذي وصل حد استهداف المستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم الدفاع المدني والمدارس والمساجد والكنائس وقطع الماء والكهرباء ومنع استيراد الوقود والسلع المختلفة.
لكن في المقابل أكد نصرالله بوضوح أنه لن يسمج بهزيمة حماس كحركة مقاومة إسلامية، بأن جعل المس بها خطا أحمر، يوجب تدخل حزب الله. وهذا ربما يستدعي طرح سؤال: هل حركة المقاومة الإسلامية"حماس" أهم بالمعني الأخلاقي والإنساني لدى حزب الله من فعل إبادة أهل غزة التي تجري الآن؟ مع أهمية كل فصيل فلسطيني بوصلته فلسطين أولا وأخيرا.

وربما يطرح تعهد نصرالله بالتدخل من أجل نصرة حماس لو تعرضت للخطر، سؤال وماذا عن أهل غزة الذين ترتكب بحقهم الآن مئات المجازر وبشكل يومي في ظل حصار لا إنساني يستهدف كل مظاهر الحياة؟ وهو أمر يجعل من التدخل واجبا إنسانيا وأخلاقيا وقانونيا لا يحتمل الانتظار، إذا ما عرفنا أن نسبة ضحايا العدوان من شهداء ومفقودين ومصابين هو 1.7 في المئة من مجموع سكان القطاع خلال شهر، وهو رقم فلكي بمقياس تعداد سكان قطاع غزة، وليكون السؤال أيضا، إذا لم يكن التدخل بشكل فاعل الآن فمتى يكون؟ في حين أن كلفة التأخير ستكون فادحة بكل المقاييس؟ وربما يكون حينها قد بات موعد التدخل متأخرا جدا، مع ثقتنا في قدرة المقاومة في مواجهة العدوان،ـ وفي صمود أهل غزة العزة. لكن ليس عندما يكون الوقت من دم وأشلاء الأطفال والنساء، والقتل بالحصار.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استعادة الوحدة .. هي الرد على ما يدبر لغزة
- أبو مرزوق.. ينتقد حزب الله، وأهل الضفة!!
- ثقافة الحقد والكراهية والنفي والبذاءة لدى اليهودية
- لأنه احتلال وحصار.. عملية طوفان الأقصى.. دفاع عن النفس
- صحافة العدو ..عصف فكري
- المعركة البرية.. بين خياري النصر أو النصر
- مشاكسات / فضائيات كي الوعي العربي
- معركة غزة .. بين وعيد الصهاينة وهندسة المقاومة
- تذكّر..
- غزة هي المقاومة.. والمقاومة هي غزة
- لأنك..أنت أنت
- أمريكا وأوروبا.. ومشاركة في مجزرة غزة
- ستنتصر الفكرة على آلة الحرب الأمريكية الصهيونية
- سلطة رام الله.. -فاقد الشيء لا يعطيه-
- زلزال بن سلمان ..ووهم تصفية القضية الفلسطينية
- محمد بن سلمان.. بدء -صهينة- السعودية..!
- سلطة رام الله.. نحو دور يتعدى التنسيق الأمني..!!
- الفصل الرابع ..قضايا الحل السياسي في فكر الصهاينة المغاربة ( ...
- التسليح الأمريكي لأمن السلطة.. أي دور..؟!!
- الفصل الرابع .. اليهود المغاربة جزء من المشروع الصهيوني في ف ...


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: إسرائيل لم تقبل مقترح مصر بشأن صفقة ال ...
- رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -المعتقل الأم ...
- وزير الخارجية الأردني: لو كان إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائي ...
- بلينكن يزور السعودية وحماس تبث فيديو لرهينتين
- بعد بن غفير.. تحطم سيارة وزير إسرائيلي في حادث سير بالقدس (ف ...
- روبرت كينيدي يدعو ترامب للمناظرة
- لماذا يخشى الغرب تمدد احتجاجات الجامعات الأمريكية لأوروبا؟
- كمبوديا تعلن مقتل 20 جنديا وجرح آخرين في انفجار بقاعدة عسكري ...
- إلقاء القبض على شخصين كانا يخططان لشن هجمات إرهابية في مدينة ...
- شرطي تركي يطلق النار على رئيس مركز الشرطة ورئيس مديرية الأمن ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - حزب الله .. بين توقيتي الضاحية ومحرقة غزة