أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - غزة .. وجدلية العلاقة بين الأمن والاحتلال














المزيد.....

غزة .. وجدلية العلاقة بين الأمن والاحتلال


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7825 - 2023 / 12 / 14 - 22:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


عندما يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع للجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست، في مجال رؤية الكيان الصهيوني لمستقل قطاع غزة بعد انتهاء العدوان الصهيوني، من أن "إسرائيل ستكون وحدها المسؤولة عن الأمن ونزع السلاح في قطاع غزة في اليوم الذي يلي الحرب"، على قاعدة أنه لا يمكن الثقة في أي طرف فلسطيني يتولى مسؤولية إدارة القطاع على حفظ أمن الكيان، لأنه لا يوجد فرق حسب نتنياهو ، بين تنظيم حماس والسلطة الوطنية الفلسطينية، ذلك أنه في الوقت الذي تريد حماس تدمير إسرائيل الآن، فإن السلطة تريد أن تفعل ذلك على مراحل"، فإن نتنياهو بهذا يعيد التأكيد بستحضر مقولة "أنه ما من فلسطيني طيب بالنسبة للكيان الصهيوني سوى الفلسطيني الميت"، وهي رسالة ذات مغزى لكل من حركة حماس وفريق فتح في السلطة، وهو أن التناقص الأساس مع الكيان الصهيوني هو مع الفلسطيني قي ذاته مهما كان انتماءه.
ونتنياهو بهذا الموقف يحاول تضييق مجال المناورة أمام الموقف الأمريكي والعربي والفلسطيني فيما يتعلق بمستقبل غزة، من أنه هو سيكون السلطة القائمة بالاحتلال بشكل مباشر بخلاف الفترة الممتدة من عام 2005 وحتى 7 أكتوبر 2023 كانت فترة احتلال غير مباشر عبر السيطرة البرية والجوية والبحرية بتحويل غزة لمعتقل كبير من يملك مفاتيحه الكيان الصهيوني.
ولذلك تأتي زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي للكبان الصهيوني ليناقش مع رئيس حكومة الاحتلال دور الجيش الإسرائيلي في غزة "في اليوم التالي" للحرب على غزة. في ظل الخلاف الذي أشار له نتنياهو، بقوله: إلى أن هناك خلافات بشأن مستقبل قطاع غزة بعد "حماس"، وأنه قال للرئيس الأمريكي: "أريد أن أوضح موقفي، لن أسمح لإسرائيل بتكرار خطأ أوسلو، ولن أمنح ذلك، بعد التضحية العظيمة من مواطنينا ومقاتلينا". و"لن نسمح لأي شخص يدعم الإرهاب أو يموله بدخول غزة، وقطاع غزة لن يكون "حماسستان" أو "فتحستان".
هذا الموقف القطعي من نتنياهو ضد وجود أي طرف فلسطيني لإدارة السلطة في عزةـ يغفل مسألة أساسية تتعلق بالموقف الأمريكي، الذي بقدر ما يراعي مصالح الكيان ، فإن هذه المراعاة محكومة بشرط عدم الإضرار بمصالح الولايات المتحدة في المنطقة، ذلك أن تداعيات ما جرى بعد 7 أكتوبر على صعيد النظام الرسمي العربي وحالة الغضب التي عمت المشهد الشعبي العربي جعلت الولايات المتحدة تفكر مليا في نتائج ذلك على مصالحها وتداعياتها التي تتعدى جغرافية المنطقة العربية ومحيطها الإقليمي إلى العالم.
ولذلك أبدت الولايات المتحدة تحفظها على عودة الاحتلال المباشر للكيان لقطاع غزة لحفظ مصالح الولايات المتحدة في المنطقة العربية التي تواجهه تحديات جدية من الأنظمة التي تعتبرها حليفة لها أولاـ ومن موقع الحرص على أمن "إسرائيل" ثانيا ، في ظل بشاعة ما يجري في قطاع غزة، كون الولايات المتحدة متورطة بالشراكة فيه، وأي خطأ في الحسابات من قبل واشنطن من شأنه، أن يهدد مخططاتها الجيوسياسية في المنطقة، فيما هي ترى أن العالم يتغير سيما وأن هناك قوى كبرى ليست على استعداد لأخذ مكانها في المسرح الجيوسياسي في الوطن العربي والفضاء المحيط به وحسب، وإنما هي تقوم بذلك، وهي تمارس عملية إزاحة للهيمنة الأمريكية التي طالما كانت سلاحا ضد القوى الأخرى وشعوب المنطقة.
ولذلك فهي تعمل على ضبط إيقاع سلوك الكيان الصهيوني بهدف تحقيق أهداف الحرب المعلنة من قبل واشنطن والكيان، ولكن بالطريقة الناعمة بعيدا عن المغالاة والتهور والتصرفات الشعبوية لنتنباهو، وفي هذا السياق تأني زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي لـ"إسرائيل" لبحث مستقبل قطاع غزة في ظل التباين بينهما حول من يدير القطاع بعد الحرب.
وفي حين أكد نتنياهو أنه لا سبيل لطرف فلسطيني لإدارة غزة بما في ذلك السلطة الوطنية صاحبة الولاية الشرعية والقانونية، اقترحت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، بعد محادثاتها مع القادة العرب في دبي "تعزيز الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، وتنشيط هيكل الحكم في السلطة الفلسطينية" من أجل العودة لإدارة القطاع، وذلك ضمن خمسة مبادئ ،لا تهجير قسري للشعب الفلسطيني، لا إعادة احتلال لغزة، لا حصار، لا تقليص في الأراضي، لا استخدام غزة كمنصة للإرهاب.
ومع كل هذا الحديث عن مستقبل غزة في غياب أهلها ، يمكن القول إن كل ذلك يبقى عصفا فكربا، هو رهن بما ستسفر عنه الحرب ومعادلات القوة التي ستتشكل على ضوئها، التي لا تزكي مؤشراتها السيناريوهات التي يعدها الكيان الصهيوني الذي من المتوقع أن يغرق ومعه حلفاؤه في مستنقع غزة، وسيكون الثمن أكبر من أن يتحمله الكيان ، حتى لو بقيت قواته تحتل كامل القطاع.
لكن غرور الكيان واستهانته بقدرة وكفاءة الفلسطينيين جعلته لا يحسن القياس ، أليست الضفة محتلة ـ ولكن ما الذي يجري فيها؟ إن الضفة تعيش حالة اشتباك مستمرة مع الاحتلال وقطعان مستوطنيه؟ ولاشك في أن اعتراف نتنياهو، بأنه "لا يمكن الثقة في أي طرف فلسطيني يتولى مسؤولية إدارة القطاع على حفظ أمن الكيان" ، هو تأكيد على أنه لا أمن للكيان ، كونه احتلال أيا كان الطرف الفلسطيني الذي يدير القطاع .
وعودة الاحتلال للقطاع هي وصفة لفقدان الكيان الأمن، ومن الطبيعي والحال هذه أن يفجر الاحتلال المباشر لغزة إبداعات كفاحية مبتكرة على غرار الضفة، وانخراط قوى جديدة في المعركة تستفيد من دروس التجربة الراهنة ضد الاحتلال، وتجعله يندم على قرار الاحتلال، على قاعدة أنه ما من أمن لأي احتلال، تأكيدا لجدلية العلاقة بين الاحتلال والأمن.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب الوحدة الوطنية.. واستفراد القوى المعادية بغزة
- فنتازيا..
- جذر مشكلة غزة .. الاحتلال وليس حماس
- حماس فكرة.. لكن أهل غزة يدفعون الثمن!!
- بطاقة..غزة جدل الجغرافيا والإنسان
- متى تتحلى فتح وحماس بالمسؤولية لإنهاء الانقسام؟
- واشنطن والكيان الصهيوني.. نحو هندسة مستقبل غزة!!
- حزب الله .. بين توقيتي الضاحية ومحرقة غزة
- استعادة الوحدة .. هي الرد على ما يدبر لغزة
- أبو مرزوق.. ينتقد حزب الله، وأهل الضفة!!
- ثقافة الحقد والكراهية والنفي والبذاءة لدى اليهودية
- لأنه احتلال وحصار.. عملية طوفان الأقصى.. دفاع عن النفس
- صحافة العدو ..عصف فكري
- المعركة البرية.. بين خياري النصر أو النصر
- مشاكسات / فضائيات كي الوعي العربي
- معركة غزة .. بين وعيد الصهاينة وهندسة المقاومة
- تذكّر..
- غزة هي المقاومة.. والمقاومة هي غزة
- لأنك..أنت أنت
- أمريكا وأوروبا.. ومشاركة في مجزرة غزة


المزيد.....




- أسير إسرائيلي لدى حماس يوجه رسالة لحكومة نتنياهو وهو يبكي وي ...
- بسبب منع نشاطات مؤيدة لفلسطين.. طلاب أمريكيون يرفعون دعوى قض ...
- بلينكن يزور السعودية لمناقشة الوضع في غزة مع شركاء إقليميين ...
- العراق.. جريمة بشعة تهز محافظة نينوى والداخلية تكشف التفاصيل ...
- البرلمان العراقي يصوت على قانون مكافحة البغاء والشذوذ الجنسي ...
- مصر.. شهادات تكشف تفاصيل صادمة عن حياة مواطن ارتكب جريمة هزت ...
- المرشحة لمنصب نائب الرئيس الأمريكي تثير جدلا بما ذكرته حول ت ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو روسيا إلى التراجع عن قرار نقل إدارة شر ...
- وزير الزراعة المصري يبحث برفقة سفير بيلاروس لدى القاهرة ملفا ...
- مظاهرات حاشدة في تل أبيب مناهضة للحكومة ومطالبة بانتخابات مب ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - غزة .. وجدلية العلاقة بين الأمن والاحتلال