أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - اغتيال العاروري.. وسؤال وعيد نصرالله؟














المزيد.....

اغتيال العاروري.. وسؤال وعيد نصرالله؟


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7846 - 2024 / 1 / 4 - 07:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن تعامل البعض الفلسطيني مع اغتيال نائب قائد حماس صالح العاروري في هجوم طائرة مسيرة في الضاحية الجنوبية من العاصمة اللبنانيةـ وكأنه حدث مفاجئ وغير متوقع، يعكس قصورا في قراءة مشهد الحرب في غزة منذ عميلة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي.ـ التي أحدثت زلزالا في الكيان وصدمة غير مسبوقة، مست بشكل جوهري المؤسسة العسكرية والأمنية فيه، وهو ما دعا نتنياهو إلى القول في خطاب ألقاه في 22 نوفمبر. "لقد أصدرت تعليماتي للموساد بالعمل ضد قادة حماس أينما كانوا"،) جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي). وهو أيضا ما جعل قادة الكيان الذين عادةً ما يبقون جهود الاغتيالات سرية إلى إظهار القليل من التحفظات بشأن الكشف عن نواياهم لملاحقة كل المسؤولين عن هجوم 7 أكتوبر، بأن قالوا: إن "إسرائيل" تعمل بالفعل على قتل أو اعتقال قادة حماس داخل غزة. وأن السؤال المطروح على القادة الصهاينة حينها "لا يتعلق بما إذا كانوا سيحاولون قتل قادة حماس في أماكن أخرى من العالم، بل أين وكيف؟.
هذا التصريح والموقف من ملاحقة مسؤولي حماس كان واضحا في مضمونه، ويندرج في سياق التعويض عن خيبة يوم طوفان الأقصى، التي تجلت في انكشاف هشاشة مؤسسات الكيان، التي تجلت في خيبة الأمل في مستوي رد فعل الجيش والمؤسسة الأمنية على اقتحام المقاومة للمواقع العسكرية فيما يعرف بغلاف غزة، الذي خلف هذا الكم غير المسبوق من القتلى والأسرى والمختطفين الذين نقلوا إلى غزة، الذي كان استرجاعهم هو الهدف الأساس في الحرب على غزة، بالإضافة بالطبع إلى تفكيك بنية حماس العسكرية وإنهاء حكمها في غزة، وهي المعركة لم تحقق بشكل حاسم أيا من تلك الأهداف.
ونعتقد أن الذي سرع في عودة سياسية الاغتيالات مجددا ، هو أن الحرب والعملية البرية في غزة لم تحقق ما كان مرجوا منها، ليس في ظل تآكل الدعم الدولي للعملية العسكرية، والغطاء الأمريكي الذي لم يعد باستطاعته أن يستمر في توفير غطاء للكيان أمام الكارثة الإنسانية في غزة، التي بدأت ارتداداتها السلبية داخل الولايات المتحدة نفسها في عام الانتخابات الرئاسيةـ وإنما داخل الكيان نفسه من قبل أهالي الأسرى والمختطفين ، الذين وصل بهم الأمر إلي الضغط نحو اتباع وسائل غير الحرب لاسترداد أبنائهم ، بل وتحميل نتنياهو والأجهزة المختلفة بالتقصير والفشل في كل نتائج 7 أكتوبر.
ولأنه لا يوجد في يد نتنياهو والمؤسسة الأمنية أي ورقة يواجه بها ضغط الداخل في حين تتقلص المساحة الزمنية التي وفرتها أمريكا لنتنياهو لاستمرار الحرب لتحقيق أهدافه فيها، من الطبيعي البحث عن ورقة يقدمها للداخل الصهيوني في حال اضطر إلى تقديم ما يسميها التنازلات المؤلمة في عملية لتبادل الأسرى والمختطفين مع المقاومة، من خلال استخدام ورقة الاغتيالات، وهي ورقة معلنة وسبق للمستوى السياسي والأمني أن أكدا عليها.
وإذا كانت حماس قد تعاملت ربما بخفة من تلك التهديدات عبر رد المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لـ"حماس" طاهر النونو، الذي قال إن "التهديدات الإسرائيلية باستهداف قادة حماس في الداخل والخارج لا تخيف أحداً من قادة الحركة، وتعكس المأزق الذي تعيشه إسرائيل". فقد كان موقف زعيم حزب الله حسن نصر الله مختلفا ـ عندما توعد في أغسطس الفائت بعد تهديد إسرائيلي باغتيال العاروري الذي يقيم على الأراضي اللبنانية، بالتحديد. أن «أي اغتيال على الأرض اللبنانية يطاول لبنانياً أو فلسطينياً أو سورياً أو إيرانياً أو غيرهم، سيكون له رد الفعل القوي». كما شدّد على عدم السماح لـ«أن تُفتح ساحة لبنان للاغتيالات، ولن نقبل على الإطلاق بتغيير قواعد الاشتباك القائمة»،
وربما أتي هذا الاغتيال كاختبار لموقف حزب الله من الوعد الذي كان حسن نصرالله قد قطعه على نفسه وتأكيده في بيانه حول جريمة الاغتيال بأنها: "اعتداءً خطيراً على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته ومقاومته وما فيه ‏من رسائل سياسية وأمنية ‏بالغة الرمزية والدلالات وتطوراً خطيراً في مسار الحرب ‏بين العدو ومحور المقاومة". التي حسب بيان الحزب كسرت قواعد الاشتباك مع لبنان، وتجاوز الخط الأحمر الذي رسمه الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصرالله، قبل عدة أشهر. وقد فتحت الجريمة الأبواب على مسارات تبدو مختلفة عن السائد الآن، سياسياً وعسكرياً وأمنياً، زمع أن الأنظار كانت تتجه نحو الضاحية الجنوبية في انتظار خطوات ترجمة تهديد نصرالله بالرد على تلك الجريمة، الذي يبدو أن الحزب سيسعى من خلالها ربما القول أن المسألة لا تتعلق بمبدأ الرد ولكن في كيفية الرد التي لا يجب أن تحمل تفسيرين أو أكثر ، كي لا تتدحرج الأمور بشكل أكثر مما يجب، حتى لا يكون أمام محرقة غزة ثانية في لبنان، تفتح المجال أمام تداعيات تتجاوز حزب الله، الذي يدرك أنه لا يمثل إلا جزءا من لبنان؛ وليس كل لبنان، فقد أرجأ نصر الله الحديث عن رد إلى خطاب آخر.
وفي تقديري فإن الحزب لن يرد بشكل يفتح الباب أمام جر أطراف كإيران والولايات المتحدة، الدخول فيها مما يجعل من الرد مشروعا يتجاوز مصالح الدولة اللبنانية التي ليست معنية بمشروع حزب الله السياسي والفكري، الذي يحمل بصمة الوصاية أكثر منه الشراكة.
ويمكن القول والحالة هذه إن رد حزب الله المتوقع هو لتأكيد الموقع والمصداقية للحزب ورئيسةـ الذي له حسابات ليست مبنية على العواطف وردود الفعل بل استنادا إلى الوقائع والخيارات المبنية على حقائق موضوعية وليست رغبوبة.
ومع ذلك قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري، إن الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب عالية للغاية. في كل المجالات، في الدفاع والهجوم. وفي حالة استعداد عالية لأي سيناريو".
وأخيرا إن اغتيال العاروري، يكشف أن المعركة مع الكيان لا يقتصر ميدانها على غزة والضفة والقدس المحتلة ، وإنما في كون الفلسطيني مستهدفا أينما كان. وتقول تجربة النضال الفلسطيني أن آلاف القادة الشهداء بشهادتهم استمرت الشعلة، وفكرة وثقافة المقاومة حية، وهي من ثم ستبقى ما بقي الشعب الفلسطيني الذي هو الأساس.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاكسات ... ثقافة المحو
- المشهد الفلسطيني ..شرط التناقضات لا يعني النفي المتبادل
- حماس ..الوحدة الوطنية طوق نجاة
- مبادرات إنهاء الانقسام.. والحرث في البحر!
- قرار مجلس الأمن.. موقف روسي علي يسار العرب!
- حماس والسلطة.. صراع التمثيل
- غزة .. وجدلية العلاقة بين الأمن والاحتلال
- غياب الوحدة الوطنية.. واستفراد القوى المعادية بغزة
- فنتازيا..
- جذر مشكلة غزة .. الاحتلال وليس حماس
- حماس فكرة.. لكن أهل غزة يدفعون الثمن!!
- بطاقة..غزة جدل الجغرافيا والإنسان
- متى تتحلى فتح وحماس بالمسؤولية لإنهاء الانقسام؟
- واشنطن والكيان الصهيوني.. نحو هندسة مستقبل غزة!!
- حزب الله .. بين توقيتي الضاحية ومحرقة غزة
- استعادة الوحدة .. هي الرد على ما يدبر لغزة
- أبو مرزوق.. ينتقد حزب الله، وأهل الضفة!!
- ثقافة الحقد والكراهية والنفي والبذاءة لدى اليهودية
- لأنه احتلال وحصار.. عملية طوفان الأقصى.. دفاع عن النفس
- صحافة العدو ..عصف فكري


المزيد.....




- قيادي بحماس لـCNN: وفد الحركة يتوجه إلى القاهرة الاثنين لهذا ...
- مصر.. النائب العام يأمر بالتحقيق العاجل في بلاغ ضد إحدى شركا ...
- زيارة متوقعة لبلينكن إلى غلاف غزة
- شاهد: -منازل سويت بالأرض-.. أعاصير تضرب الغرب الأوسط الأمريك ...
- الدوري الألماني ـ كين يتطلع لتحطيم الرقم القياسي لليفاندوفسك ...
- غرفة صلاة للمسلمين بمشفى ألماني ـ مكان للسَّكينة فما خصوصيته ...
- محور أفدييفكا.. تحرير المزيد من البلدات
- خبير ألماني: بوتين كان على حق
- فولودين: واشنطن تضحّي بالآخرين للحفاظ على القطب والواحد
- فرنسا تتهم زوجة -داعشي- سابقة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - اغتيال العاروري.. وسؤال وعيد نصرالله؟