أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - حماس .. عندما تكون الوقائع مفارقة لخطابها السياسي














المزيد.....

حماس .. عندما تكون الوقائع مفارقة لخطابها السياسي


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7858 - 2024 / 1 / 16 - 10:14
المحور: القضية الفلسطينية
    


على مدى مائة يوم نفذ فيها الكيان الصهيوني مئات المجازر دفع فيها الغزيون أكثر من 4 في المائة من أهلها بين شهيد ومفقود وجريح ، بمكن للمراقب أن يلحظ التغيير الجوهري في خطاب حركة حماس في سياق تسلسلها التاريخي، ذلك أن سقف الأهداف خلال لحظة الانفعال ونشوة الانتصار في ذلك اليوم، التي لم تتوقع فيه حماس هذا الانهيار لدى جيش الاحتلال، وبين يناير 2004، طرأ تغييرا جوهريا على الأهداف ولغة الخطاب الحمساوي.
ذلك أن هناك فرق بين اعتبار إسماعيل هنية زعيم حماس أن معركة طوفان الأقصى دشنت مرحلة التحرير، التي تسعى حماس من خلالها لإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية وإنجاز الحرية للشعب وحق تقرير المصير واستعاد السيادة الإسلامية على المسجد الأقصى. وبين هذا الكم من الدم والتدمير الذي طال كل مظاهر الحياة وحتى الحجر في غزة، الأمر الذي صدم العالم وشكل حالة استفزاز جراء التوحش غير الإنساني الذي كشف عن طبيعة الكيان الصهيوني. وبشكل غير مسبوق، ومع أن هذا ينفي ذاك، إلا أن هنية تعامل مع ضحايا غزة وكأنهم ليسوا صمن حساب الخسائر، وإنما ضمن مشروع استثمار بعيدة عن النزاهة وغير أخلاقية.
لكن المؤسف أنه صمن أحد تجليات "الدون كيشوتية" السياسية والفكرية وجه هنية حديثه لقادة الاحتلال الإسرائيلي، بالخروج من القدس، مؤكدا أن المقاومة على “موعد مع النصر العظيم والفتح المبين. فيما غزة تحترق والضفة تدمر ، مع أن أهل الضفة يواجهون تدمير وتجريف الآلة العسكرية الصهيونية بكل القوة والصبر .
إن مفارقة الخطاب الحمساوي أنها تتجاهل أن الناس لديها عقول مفكرة وتعرف ما يجري حولها، ومن المؤلم محاولة استغباءهاـ في حين يؤكد هنية أن عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر وضعت البداية لإنهاء الاحتلال؛ ووضعت البداية الحقيقية لزوال هذا الاحتلال عن أرضنا وعن قدسنا وعن مقدساتنا.، هذه اللغة المفارقة من حيث المعطيات، تكشف بؤس هذا الخطاب، لأن الوقائع تقول إن هناك حربا حقيقية تجري في الضفة تبدأ بانتهاك المدن والمخيمات وتدمير البيوت ، ولا تنتهي بحملة الاعتقالات التي طالت أكثر من خمسة آلاف معتقل خلال100 يوم من الحرب على غزة.
لكن السؤال لمن يوجه هنية خطابه عندما يصر على أن الانتصار العسكري المدوي الذي حُسم من الساعات الأولى للمعركة. ويقصد به وقائع 7 أكتوبر ، هي تدشين لعملية التحرير، التي هي كما نفهمها هي تحرير المناطق التي تمثل غزة امتدادا لها ، فيما لغة هنية تتناقض مع الوقائع؟ ، وبهذه اللغة تحضر الالتباسات ، من خلال فوضى المفاهيم ، التي عنوانها الربط التعسفي بين تدشين عملية التحرير والنصر، فيما غزة تدمر، ومع ذلك يجب حسب همية توظيف هذا النصر في الاستثمار السياسي ، ولأن الوقائع مفجعة جاءت مفردة الاستثمار مفاجئة كونها مناقضة لحالة الشحن السياسي الذي أعقب عملية طوفان الأقصى، الذي جرى التعاطي معها على أنها دشنت عملية التحرير المستمرة، وهي ليست كما أعاد توصيفها حسن نصر الله ، من أنها معركة من معارك أخرى على طريق القدس وأن المعركة تكسب بالنقاط وليس بالضربة القاضية حسب تعبيره. أي عكس ما روجت حماس.
إن اسمرار مسلسل توظيف اللغة في غير محلها، تفقدها قيمتها كونها مناقضة للوقائع ، فمن غير الصائب أن يؤكد هنية على أن المقاومة مستمرة متواصلة ولن تتوقف إلا برحيل هذا المحتل عن أرضنا ومقدساتنا . فيما يصور ما يجري بالعدوان وهو كذلك، في حين أنه يناشد حتى العدو الأمريكي استخدام نفوذه لوقف إطلاق النار. وهذه إن لم تكن حالة جهل معرفي، فهي تعكس المأزق العسكري، ونظن أن اللغة تخون هنية وبعض مسؤولي حماس عندما يوظفون لحظة انهيار مقاومة الكيان يوم 7 أكتوبر والتعامل معها وكأنها وقائع مستمرة في تغطية غبية على المحرقة التي يتعرض لها أهل غزةـ ـ بل واعتبار استمرار مقاومة محرقة غزة بداية الانتصار ، لكن المهم هنا أن هذا الانتصار المقتصر على يوم طوفان الأقصى، هو فرصة للاستثمار السياسي. أي المساومة السياسية ويبدو أن هنية نسي أن الانتصار يعني فرض التحرير وليس وضعه في بازار المساومات .
ولأن حسابات حماس لم تطابق توقعاتها بخصوص ارتدادات طوفان الأقصى من جانب الكيان أو من جانب ما يسمى بمحور المقاومة ، وكذلك ما كان متوقعا من الضفة والقدس والداخل المحتل عام1948. بدأت تبحث عن مخرج من هذه المحرقة وهو مخرج يختلف في جوهره عن الخطاب الحمساوي المعلن ، فقد كشف
عضو المكتب السياسي لـ"حماس"، غازي حمد، لـ"الشرق"، أن "الحركة عرضت وقفاً تاماً شاملاً لإطلاق النار، والشروع في عملية تبادل أسرى بين الجانبين، وأضاف: "لقد خاطبنا كل الأطراف، وعرضنا حلاً سياسياً شاملاً، تضمن قبول "حماس" لحل سياسي على أساس القرارات الدولية التي تنص على قيام دولة فلسطينية على حدود عام 1967. لكن إسرائيل رفضت هذه العروض مُعلنة مواصلة الحرب، "حتى تحقق أهدافها المزعومة".
وأخير لم لا تختصر حماس الطريق وتذهب نحو الوحدة التي فجرتها يوم استولت على قطاع غزة لتكون جزءا من مشروع فلسطين، عوض أن تبحث لنفسها لدى واشنطن والكيان عن مكان تكون فيه فلسطين جزءا من مشروع حماس.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقاحة.. أن يعظ نتننياهو الآخرين بالصدق!!
- ارتدادات 7 أكتوبر.. سقف أمريكي لحل القضية الفلسطينية !
- اغتيال العاروري.. وسؤال وعيد نصرالله؟
- مشاكسات ... ثقافة المحو
- المشهد الفلسطيني ..شرط التناقضات لا يعني النفي المتبادل
- حماس ..الوحدة الوطنية طوق نجاة
- مبادرات إنهاء الانقسام.. والحرث في البحر!
- قرار مجلس الأمن.. موقف روسي علي يسار العرب!
- حماس والسلطة.. صراع التمثيل
- غزة .. وجدلية العلاقة بين الأمن والاحتلال
- غياب الوحدة الوطنية.. واستفراد القوى المعادية بغزة
- فنتازيا..
- جذر مشكلة غزة .. الاحتلال وليس حماس
- حماس فكرة.. لكن أهل غزة يدفعون الثمن!!
- بطاقة..غزة جدل الجغرافيا والإنسان
- متى تتحلى فتح وحماس بالمسؤولية لإنهاء الانقسام؟
- واشنطن والكيان الصهيوني.. نحو هندسة مستقبل غزة!!
- حزب الله .. بين توقيتي الضاحية ومحرقة غزة
- استعادة الوحدة .. هي الرد على ما يدبر لغزة
- أبو مرزوق.. ينتقد حزب الله، وأهل الضفة!!


المزيد.....




- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...
- DW تتحقق - هل خفّف بايدن العقوبات المفروضة على إيران؟
- دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين بعد مز ...
- الدفاع الروسية تعلن ضرب 3 مطارات عسكرية أوكرانية والقضاء على ...
- -700 متر قماش-.. العراق يدخل موسوعة -غينيس- بأكبر دشداشة في ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطط المراحل القادمة من حرب ...
- زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة
- اكتشاف ظاهرة -ثورية- يمكن أن تحل لغزا عمره 80 عاما
- بري عقب لقائه سيجورنيه: متمسكون بتطبيق القرار 1701 وبانتظار ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - حماس .. عندما تكون الوقائع مفارقة لخطابها السياسي