أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - صفقة التبادل.. ودور العامل الخارجي














المزيد.....

صفقة التبادل.. ودور العامل الخارجي


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7875 - 2024 / 2 / 2 - 06:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


في ظل الحديث عن صفقة التبادل بين المقاومة والكيان الصهيوني برعاية الولايات المتحدة ومصر وقطر كأطراف مؤثرة على طرفي الصراع، من الصعب تصور سهولة عدم أخذ مواقف الجانبين الميدانية وعلاقتها بما تحقق على الأرض، والنتائج المتوخاة من هذه الصفقة مقارنة بالأهداف المعلنة من كل طرف منها.

ومن ثم مدى قدرة أي طرف على المناورة بالوقت في ظل حملة الإبادة على أهل غزة، واستمرار الضغط العسكري على حماس وفصائل المقاومة، التي تبدو فيها حالة انكشاف غير مسبوقة للكيان، عبرت عنها حالة الارتباك جراء عدم وفائه بوعوده وبروز تناقضات سياسية جديه قد تفجر الحكومة الصهيونية إذا وافق نتنياهو على صفقة التبادل بعين الاعتبار.

ومن جانب آخر قد يرى البعض أن المقاومة أكثر حرية في التصرف من الكيان كون المحرقة لا تطالها بشكل مباشر، في حين أن الكيان يعاني من فقدان الثقة في المؤسسة السياسية وهناك مؤشرات على تقصير معيب في المؤسسة الأمنية والعسكرية بدأ التحقيق فيها من قبل مراقب الدولة، دون تجاهل الضغط من قبل أقارب الأسرى لدي المقاومة.

وإذا كان صحيحا أن فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة تعاني من ضغط عسكري صهيوني وحصار غير مسبوق، غير أن ذلك لن يمكن المؤسستان الصهيونيتان السياسية والعسكرية من القول لجمهور الكيان، إن أيا من أهداف الحرب على غزة قد تحققت، باستثناء الاستهداف الممنهج لتدمير كل مظاهر الحياة في القطاع ، في ظل تآكل مساحة الوقت أمام الكيان لتحقيق إنجاز عسكري ملموس مع ارتفاع فاتورة خسائره البشرية وارتدادات ذلك على تجمع المستجلبين الصهاينة عسكريا ونفسيا وأمنيا واقتصاديا، والأهم من كل ذلك فقدان الكيان سلاحه السري الذي طالما استخدمه ضد الدول العربية بشكل مباشر أو غير مباشر وهو سلاح الردع ، الذي نعاه الوزير السابق يوسي بيلين أحد مهندسي أوسلو في مقال له في صحيفة إسرائيل اليوم، أكد فيه أن من يعتقد أنه بعد بضع سنوات، في ذات يوم صاف، حين "يسمح لنا" بالعمل ضد هذه المنظمة الإجرامية، سننهض ونسحقها – يوهم نفسه".

هذا الاستخلاص الصادم من قبل بيلين لمستجلبي الكيان والمطبعين العرب هي حقيقة تتجسد الآن في غزة من خلال العجز عن تقديم أي إنجاز عسكري في الحرب على القطاع بعد أربعة أشهر من المحرقة، مثلما وعدت بذلك المؤسستان الصهيونيتان السياسية والعسكرية عند بدء الحرب على غزة ، وهو من ثم يكشف طبيعة الارتباك والتناقض الذي يعيشه الكيان بعد هذا الانكشاف الذي يمكن توصيفه على أنه كسر لأحد أعمدة استراتيجية الكيان الصهيوني العسكرية بامتداداتها الفكرية والسياسية ، ليكون السؤال ماذا سيقول نتنياهو عن أهدافه من الحرب باستعادة الأسرى وتدمير بنية حماس العسكرية والقضاء عليها وإنهاء حكمها للقطاع ؟ فيما هو مضطر لعقد صفقة مع حماس هذا من جانب، ومن جاب آخر إنه لا يملك أي ورقة يضغط بها على حماس فيما صرح المتحدث العسكري للجهاد الإسلامي أنهم مستعدون إلى مواصلة الحرب إلى ما لا نهاية، وسواء كانت هذه اللانهاية من باب الحرب النفسية أم لا ، فإن هذا القول حول المدى المفتوح للصراع لا يستطيع الكيان أن يقوله، فيما هو يعاني من اقتصاد شبه مشلول جراء التعبئة، وضغط إخلاء مستوطنات الشمال وغلاف غزة. في وقت يهدد اليمين الديني المتطرف بإسقاط الحكومة إذا ما وافق نتنياهو على الصفقة، مع أن حماس ليست في وارد الموافقة على الصفقة دون تحقيق ثمن تقدمه للشعب بعد كل هذا الدمار في غزة.

هذا في حال كانت إرادة الطرفين حرة في تقرير ذلك، دون أخذ العامل الخارجي في الاعتبار وهو هنا عامل مقرر بهذا القدر أو ذاك ، وربما يمكن فهم ذلك من خلال موقف المتطرف بن غفير الذي أكد للولايات المتحدة بأن الكيان ليس أحد جمهوريات الموز التي تتحكم فيه وكالة المخابرات الأمريكية تنصيبا وخلعا، فيما لاتستطيع حماس والمقاومة أن تتجاهل موقف مصر وقطر، لاسيما من قبل حماس كون الدوحة أحد الممولين الرئيسيين للحركة، عند تحديد موقفها من الصفقة في ظل الضغط الأمريكي الذي يحتاج فيه الرئيس بايدن لانتصار سياسي في عامه الانتخابي.

وفي تقديري فإن العامل الخارجي سيحاول الضغط على الطرفين، اللذين ربما تعكس مواقفها مكابرة غير موضوعية للواقع الميداني، من أجل تقديم تنازلات متبادلة، وربما تصب زيارة وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة الأسبوع المقبل في هذا الاتجاه، لكن السؤال هل يستطيع الكيان الصهيوني أن يقدم تنازلات ترضي الفصائل؟ في حين يخطط اليمن الصهيوني المتدين إلى إعادة الاستيطان في غزة، بما يعنيه ذلك من عودة احتلال القطاع بشكل نهائي، وهذا كفيل ليس بتفجير الصفقة والحكومة الصهيونية، ولكنه وصفة لاستدعاء تدخل أطراف أخرى في الصراع .. وتوسعه.. بما لا تريده إدارة بايدن في عام الانتخابات الرئاسية.

وهل تستطيع الدول الراعية نزع الألغام التي تهدد الصفقة بالضغط على الطرفين من أجل إبرامها، وإنقاذ أهل غزة من استمرار المحرقة..؟ أم أن منطق المكابرة والاستقواء الصهيوني، سيفجر الصفقة بمناورة تحمل الفصائل الفلسطينية تبعة الفشل من أجل مزيد من الوقت لمواصلة الحرب؟

وأخيرا يبقي سؤال إلى أين ستتجه الأمور مفتوحا على كل الاحتمالات.. وهو أولا سيكون رهن تقدير كلا من الطرفين لحسابات الربح والخسارة من هذه الصفقة ارتباطا بتلك الحرب والنتائج المحققة منها لكل طرف حتى الآن.. ليقدمه كإنجاز عسكري وسياسي، ضمن ثنائية ..هو خاسر..أنا رابح . وثانيا في استعداد الأطراف الراعية وتحديدا الولايات المتحدة في إلزام الأطراف المعنية بالصفقة بالتوصل إلى اتفاق ، كون استمرار هذه الحرب لن يقف عند حد تهديد أمن المنطقة وإنما سيمس أمن العالم. وذلك هو السؤال؟



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - الخراب الثالث-.. مؤشرات ملموسة وليست هواجس
- في مفهوم الصمود.. وانتصار محكمة العدل لغزة
- المثقف الفلسطيني.. وإعلام كي الوعي العربي
- المقاومة حالة شعبية.. ووجود الكيان محل السؤال!
- ارتدادات طوفان الأقصى.. وطبيعة وثمن الحل السياسي
- حماس .. عندما تكون الوقائع مفارقة لخطابها السياسي
- وقاحة.. أن يعظ نتننياهو الآخرين بالصدق!!
- ارتدادات 7 أكتوبر.. سقف أمريكي لحل القضية الفلسطينية !
- اغتيال العاروري.. وسؤال وعيد نصرالله؟
- مشاكسات ... ثقافة المحو
- المشهد الفلسطيني ..شرط التناقضات لا يعني النفي المتبادل
- حماس ..الوحدة الوطنية طوق نجاة
- مبادرات إنهاء الانقسام.. والحرث في البحر!
- قرار مجلس الأمن.. موقف روسي علي يسار العرب!
- حماس والسلطة.. صراع التمثيل
- غزة .. وجدلية العلاقة بين الأمن والاحتلال
- غياب الوحدة الوطنية.. واستفراد القوى المعادية بغزة
- فنتازيا..
- جذر مشكلة غزة .. الاحتلال وليس حماس
- حماس فكرة.. لكن أهل غزة يدفعون الثمن!!


المزيد.....




- مشتبه به في إطلاق نار يهرب من موقع الحادث.. ونظام جديد ساهم ...
- الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟
- بشار الأسد يستقبل وزير خارجية البحرين لبحث تحضيرات القمة الع ...
- ماكرون يدعو إلى إنشاء دفاع أوروبي موثوق يشمل النووي الفرنسي ...
- بعد 7 أشهر من الحرب على غزة.. عباس من الرياض: من حق إسرائيل ...
- المطبخ المركزي العالمي يعلن استئناف عملياته في غزة بعد نحو ش ...
- أوكرانيا تحذر من تدهور الجبهة وروسيا تحذر من المساس بأصولها ...
- ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعدا ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في ال ...
- مصر.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو -الطفل يوسف العائد من الموت- ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - صفقة التبادل.. ودور العامل الخارجي