أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة ـ مقتطفات ـ 40 ـ















المزيد.....

هواجس في الثقافة ـ مقتطفات ـ 40 ـ


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 7870 - 2024 / 1 / 28 - 14:23
المحور: الادب والفن
    


الحشمة
أكثر الكلمات المقززة لنفسي هي الحشمة.
ماذا تعني الحشمة، ما هو مدلولها، والى أين تذهب.
هل الحشمة في الرأس أم الجسد، هل هو داخل الرأس أم خارجه؟
أغب المقولات الدينية مبتذلة، ورخيصة، انزياح نحو الانقسام النفسي بين إنسان وآخر، بين مؤمن وغيره، بين المرأة والمرأة، أنه حجاب نفسي يستخدمه القميء والرخيص.

الإشارة
عندما نضع صورة ما لشخصية ما دون ذكر الأسم، هذا لن يثير الناس أو اهتمامهم، إما إذا ذكرنا الشخص ومناقبه هذا سيغير الكثير في عقولهم.
الناس يذهبون إلى الرمز لا إلى الصورة.
إن الرمز هو الذي يحرك ذاكرتهم.
هذا يدل على أن البناء العقلي للناس يتحرك وفق طبقات الذاكرة وليس الشكل القائم في الصورة.
إن انفعالات الناس وهياجها حالة رمزية وليست فعلية أو واقعية.

النص
يولد النص مظلومًا، خصاءه ليس منه، يتم إخصاءه قبل ولادته، منفصلًا عن ذاته قبل أن يباشر الحراثة في أرضه.
مسكين النص، يولد غريبًا ضائعًا لا أب له ولا أم ولا يستحق أن يدعي أنه لقيط، الجميع ينكره.
اللقيط له انتماء وهو حي يرزق
يولد النص نكرة، الجميع يتبرأ منه، وإذا حدث وأدعى أحدهم أبوته فهذا الادعاء له غايات دنيئة، خسيسة، يريده كفرجة أو استعراض أو مهرج في سيرك ما.
يولد حزينًا مكسورًا مريضًا، يبحث عن من يروجه ويصعد عليه ليحوله إلى عبد.
النصوص جزء من العبودية، جاء من أجل تكريس العبودية واستمرارها.
إنه جزء من بنية السلطة، أنه ابن السلطة لهذا هو نكرة وأقل من لقيط، لكنه خادم أمين لإثبات وجوده.

قالت:
ـ لماذا يضع الله سره في الخمر والموسيقا والفن والنشوة واللذة والجمال؟
قلت:
ـ إن الله، أضعه هنا مجازًا، يحب الجمال لهذا يأتي إلينا بهذه الأسرار والصور الجميلة، ليحمل عنّا ثقلنا ويهرب بنا منا من هذا المكان الثقيل الذي نحن فيه.
لقد تمرغت حياتنا في أوحال الزمن المضني والقاسي.
لولا الخمر والموسيقى والفن والنشوة واللذة لكانت الحياة كئيبة، ضيقة، باردة مملوءة بالرتابة والتكرار والخمول والملل.
قالت:
بالله عليك لماذا يخاف الإنسان من الفرح والطيران ما دام سر الله فيه ومعه؟
قلت:
ـ لإنه مأسور بالوعي من خارجه. لقد انفصل عن وعي الله، الطبيعة وشكل لنفسه وعيًا مزيفًا على مقاسه، وشكل الله المزيف على مقاسه، لهذا عندما يعود إلى الله الحقيقي، الله الجميل، إلى سر الله الكامن في نفس الإنسان، وقتها سيطير ويحلق ويفرح.

الإنسان ابن السلطة
بالرغم من أن أغلبنا يعمل من داخل بيت السلطة إلا أننا مرفوضين منها.
كتبت مرات كثيرة أن التاريخ لم ينتج معارضة إلا من ذاتها، لضعف المعارضة، لعدم قدرتها على الخروج من السائد والمستمر.
لم ينتج التاريخ معارضة خارج السلطة، المعارضة والممتثلين لها، جزء أساس من السلطة، يلعبان في ملعبها، يتخانقان يتصارعان، كممحونين يريدان أن ينتاكا منها.
الذكر والأنثى، كمصطلح مجاز، مجرد، يسعيان أن يصبحا فم السلطة أو مخرجها، لا يهم، أنهما لها، منها وفيها، عاشق ومعشوق لها.
لا تملك المعارضة الحقيقية أدواتها الفكرية ولا مفاهيمها، لعدم نضوج الواقع الموضوعي الذي يستطيع حمل مفاهيم المعارضة
لا يوجد مفاهيم معارضة خارج مفاهيم السلطة وأدواتها.
المعارضة ليست عارية، أنها لم تولد بعد وربما لن تولد.

السلطة مفرخة
السلطة تاريخيًا روجت لكتابها وشعراءها، فنانيها وضرابي طبولها ومرتزقتها وانتهازييها وأقيانها وزعرانها وجواريها وخصيانها.
خارج السلطة لا يوجد تاريخ.
وأغلب الأعمال الإبداعية العظيمة جرى طمسها أو تغييبها أو حرقها.
كل الكتب التي وصلت إلينا هي الكتب التي خرجت من ماخور السلطة أو تحت إشرافها أو رعايتها.
أين كتاب المعارضة، شعراءها، مقاوميها، رجالها، مفكريها أو معارضيها؟
إنه التاريخ العامودي القبيح.
هذا التاريخ روج للرخيص والقبيح والسطحي.
ولهذا فإن التراتبية الاجتماعية ما زالت تنتقل ضمن تراتبية السلطة والمال، أي في الموقع ذاته، أي بيد القلة الفاسدة.

النص مقيد
النص الذي لم نقبض عليه، النص الذي لم نعثر عليه إلى اليوم هو حجر الزاوية، هو النص الذي نبحث عنه، هو الذي ننتظره ليحمل البناء.
النصوص كالهدى، كالذهب المخبأ في سراديب الحياة أو كهوفها، أنها الغاية والهدف لهذا علينا البحث عنها دائمًا في كل الممرات العميقة والأجواف المعتمة إلى أن نصل إلى التطابق بينها وبين غاياتنا.
النص خائن لذاته في المقام الأول، ولا يوجد نص يطابق ذاته أو ينسجم مع ذاته.
كل النصوص مفككة قبل أن تنطلق من مكمنها، من ذاتها.
النص الخائن هو حجر الزاوية، هو النص الذي نبحث عنه، الذي يرتقي عليه البناء.

زخرفة الكلمات خيانة
أغلبنا، ننتقي الكلمات المزخرفة، الجميلة من الخارج لنسوقه، ونسوق أنفسنا عليه.
النص الصادق الحقيقي نبعده، نعتبره سيكشف حقيقتنا، سيكشف عجزنا وكذبنا. هذا النص الخائن لنا هو الغائب عن المشهد، نغيبه عن قصد كأننا نغيب مرض قاتل.

داعش
داعش ثقافة قبل أن تكون تنظيم سياسي مسلح. إنها موجودة في رأس كل واحد منّا، في السلوك والممارسة والتفكير.
من أين جاء حافظ الأسد أو صدام أو القذافي أو عبد الناصر، أو المعتوه بشار الأسد أو مجنون لبنان، ميشيل عون أو ابنه بالتبني، جبران باسيل؟
ألسنا من نفس المدرسة والتراث؟
كل واحد منّا داعشه في داخله، مخبأ، لا يبان في الحالات الطبيعية، لكن، بالحك قليلًا بالظفر أو عبر الخلاف العادي سيبان.
وعندما عامت سفننا في البحار وتهنا على وجوههنا في طول الأرض وعرضها، بان معدننا الأصلي:
عنيفين، نفقد القدرة على ضبط سلوكنا وتصرفاتنا في الأزمات الحقيقية.
هناك آلاف الأزواج قتلوا زوجاتهم، أولادهم أو بناتهم، وكل يوم وأخر نشهد جريمة جديدة بسبب الشرف الرفيع أو خلاف عائلي.
البارحة كنت أشاهد عرس أحدهم، أنظر إلى الضيوف أثناء فترة الرقص، رجال ونساء، أتأملهم وأفكر، وأقول في نفسي:
هل يدرك هؤلاء، السعداء، مقدار الخراب الذي في داخلهم بسبب الكم الهائل من العنف الذي تعرضوا له في طفولتهم، من الأب أو الأم أو الشارع أو المدرسة، مقدار التشوهات الذي انطبع في العقل الباطن لهم؟
من منّا لم يتم إذلاله في المدرسة أو ضربه أو إهانته، من منّا لم يضربه أبوه أو أمه، أو تعرض للصدمات النفسية العنيفة من قبل الأخرين؟
كان يبدو على الجميع في العرس أنهم سعداء من الخارج، في لحظة عابرة من الزمن، وعند الانتهاء، سيعود كل واحد منهم إلى تراثه، إلى نفسه، يلملم جراحه وأمراضه دون إدراك حجم العجز الذي في داخله.
السعادة هو تفريغ طاقة سلبية مؤقتًا إلى أن يتم تعبئتها بعد حين من الزمن عندما نعود للذات، ذاتنا الحقيقية.

العقلاء خونة
كيف نعرف أننا عبيد، وأننا كذبة وخونة؟
عندما ننتقي الكلمات بالدقة الشديدة، الكلمات المنمقة الجميلة، خيانة، عندما نكون عقلاء مدركين خطورة الكلمة، عندما نحتفظ بالكلمات التي يجب أن تقال في صدورنا ولا نخرجها إلى العلن.
عندما نبعد الصدق عن طريقنا حتى لا نسبب لأنفسنا الأذى، عندما يكون هذا الصدق له ثمن باهظ، عندما نزيحه جانبًا، نتلاعب عليه، نقمعه حتى لا يخرج إلى العلن.
إن معرفتك لنفسك أيها العبد، وأنك عبد، يتمثل في القدرة على إخراج الغث من مكمنه دون خوف، وإن تسويقك للجميل والحلو للكلمة يدل على أنك إنسان مكسور ومسحوق، وأنك في حضارة مزيفة، وعالمك الأيماني كله، في الله وانبياءه ورسله وحكامه ودوله وديمقراطيته، كذب في كذب.
لنتذكر أن الكذب والزيف هو عالمنا الحقيقي، وأي التجميل لهما، هو زيادة في القباحة أو القبح.

الثوابت موت
إن الثوابت في الحياة قمع للحرية، للزمن القادم والمستقبل، للروح الحرة، للتوق لمن يريد أن يطير ويحلق في السماء كالعصافير أو الحمام.
الصراع بين القيد والحجر على الذات، والرفرفة في السماء يحتاج إلى جسد خفيف وعقل مرن وغني بالأسئلة الصادمة.
الحرية لا تقبل الازدواجية، اما حرية أو قيد، أما أن تشعر بالامتلاء أو الاختناق، بين الفرح والحزن.
الفرح والسعادة أما أن تكون دائمة أو لا، لا يوجد منطقة وسطى بينهما.
الفراغ الذي يعيشه التعيس او الحزين سببه هذا التناقض بين ما يريد وبين ما هو قائم.
إن نزع المعاناة من مكمنها يكون بالعودة إلى الذات الحرة، إلى عقل العصفور وجناحيه.
الصدق والكذب لا يتوأمان في الوقت ذاته، في الذات الواحدة.
الحياة متغيرة متبدلة، ونحن نتغير كل يوم، والحقائق لن نصل إليها الا بالصدق والانسجام ما بين الأقوال والأفعال، وأننا نراهن على الزمن القادم، للأنتقال إلى زمن الحرية، إلى حيث يكون الإنسان سيد نفسه ويحترمها ويحترم الطبيعة، بعيدا عن احتكار القوة والمال والسلطة، نحو بناء عالم أقل قسوة واكثر عدالة وحب. إنها مراهنة وليست حقائق.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس في الثقافة مقنطفات 39
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 38 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 37
- هواجس في الثقافة مقتطفات 36
- هواجس في الثقافة مقتطفات 35
- هواجس في الثقافة مقتطفات 34
- هواجس في الثقافة مقتطفات 33
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 32 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 31
- هواجس في الثقافة مقتطفات ــ 30 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 29 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 28
- هواحس في الثقافة مقتطفات ــ 27 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 26
- هواجس ثقافية مقتطفات ــ 25 ــ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 24
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 23 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 22
- هواجس في الثقافة مقتطفات ـ 21 ـ
- هواجس في الثقافة مقتطفات 20


المزيد.....




- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس في الثقافة ـ مقتطفات ـ 40 ـ